صديقي..
مساء الخير هحاول أختصر قدر المستطاع وأعرض مشكلتين
الأولى تخصني وهي أني أجد صعوبة غير عادية في الاستيقاظ في الصباح للذهاب إلى العمل مما يؤدي لتوتري بقية اليوم وغياب دافعيتي
الصعوبة في الاستيقاظ أو النهوض تكون مصحوبة بإحساس غريب في المريء وفم المعدة، هل فعلاً يوجد نوع من البشر الأفضل أن يعيش حياة ليلية؟ أم يجب أن أعمل على تغيير هذا؟ وكيف أتمكن من ذلك؟
الثانية:
تعرفت بزميل عمل في عمر 23 وصرنا أصدقاء على درجة عالية من القرب، هو صادق، كريم، عفيف، قارئ مضطلع لا نمل من التحدث إليه ورقيق المشاعر لدرجة كبيرة
فجأة خرج علينا باعتراف أنه لا يحبنا ويكره الناس ويحتقرهم ويرى نفسه أعلى منهم، طبعا لم نصدقه في الأول لكن بسبب قسوة كلماته وإصراره على تجنبنا نجح في إبعادنا بدرجة كبيرة، وقتها ذهب لطبيب نفسي الذي وبدون أي اختبارات نفسية وفي جلسة واحدة أخبره أنه ينتمي لفئة ما من البشر لا تتعدى ال 3% و أنه حالة نادرة!! وطبعاً لم يذهب بعدها لذلك الطبيب أو لغيره
الآن خفّت حدة مشاعره وأصبح يتقبل تقربنا منه مع إصراره أنه ليس بصديق ولا يهتم بنا
نحاول إقناعه بالذهاب لطبيب ولكنه يقول أنه لا يهتم ويشعر بالملل وليس لديه رغبة في التغير حتى وإن أدت هذه الحالة إلى الجنون أو الانتحار
صديقنا هذا ينهار بكاء أمام الأفلام الدرامية وتعرض لقسوة شديدة نفسياً وجسدياً في طفولته من والده الجاهل الذي يشعر نحوه بالاحتقار
كيف السبيل لمساعدته وإقناعه بالذهاب لطبيب مع العلم أنه توقف عن الإيمان بالله أيضا في نفس الفترة وأصبح متشككا في كل شيء حتى الشك نفسه
أتمنى أن أكون وضحت الأمر بدرجة تسمح لحضراتكم بتكوين رأي عن حالته
شكراً جزيلاً
6/1/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
لكل إنسان إيقاعه اليومي الخاص به، ولكن الصحي منه هو ثماني ساعات نوم ليلا، نشاط بدني يومي، الابتعاد عن شاشة الجوال والكمبيوتر لمدة ساعتين قبل النوم، وطعام صحي منتظم. الإنسان عموما يشعر بالتعب وعدم الاندفاع صباحا والأعراض التي تشيرين إليها طبيعية جدا حتى يبدأ الأجسام بإفراز الهرمونات اللازمة.
أما الشطر الثاني الذي يتعلق بزميلك الذي تغير فجأة فالوصف يشير إلى حالة هوس لا يستطيع أحد تقييم شدتها بدون فحص المراجع. رغم ذلك الطبيب النفساني أستنتج بأنه إنسان طبيعي وعلى الأحرى يعاني من صفات شخصية نادرة وخاصة به. هذا لا يعني بأنه يعاني من اضطراب نفسي، والغالبية العظمى من الأطباء لا يعمل أي فحوص خاصة للوصول إلى تشخيص.
ولكن الوصف في الاستشارة يشير إلى أنه إنسان متأزم وربما مهاراته الشخصية في التواصل مع الآخرين غير صحية ولكن ذلك لا يعني بأنه مريض نفسياً. الوحيد الذي يقرر مراجعة طبيب نفسي هو الإنسان نفسه وإذا كان لا يشكل خطورة على نفسه وعلى الآخرين فمن الأفضل عدم التدخل في شئونه الشخصية وأيضاً عدم السماح له بأن يجعل أزمات نفسه مركزاً للتواصل بينه وبين زملائه.
وفقك الله