خائفة وحائرة.. أتزوجه أم لا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو أن يجيب على استشارتي الدكتور وائل أبو هندي بارك الله فيكم ولكم على مجهوداتكم التي تبذلونها مع كل حائر يبحث عن شعاع نور ينير له الطريق..ألجأ إليكم بعد أن تعبت يدي من الدق على كل الأبواب من حولي لأطلب المشورة وقد استخرت الله كثيراً وأريد أن أستكمل بالمشورة وأرجو أن تكون هذه الاستشارة سرية بيني وبينكم فقط.. أستحلفكم بالله ليست للنشر فأنا أرجو المساعدة والمشورة في خطوات اتخاذي لقرار مصيري في حياتي أريدكم أن تساعدوني فيه.
أنا فتاة عندي 29 سنة محترمة وجميلة ومتميزة في عملي بشهادة كل من حولي ومن يعرفوني وطموحة أصل بتوفيق الله ومجهودي إلى إنجازات جميلة ومحبوبة ممن حولي والحمد لله. حياتي مملة ورتيبة فأنا أعمل طوال اليوم وأرجع في آخره لأشاهد التلفاز ثم آكل وأصلي وأنام ليبدأ اليوم التالي بنفس الروتين.. أعمل يوميا لأكثر من 14 ساعة.. أعاني من ملل أسري بسبب عدم وجود تفاهم بين أفكاري وأفكار أسرتي بالرغم من حنانهم وحبهم لي فهم يرون أن الولد هو السيد وأنا لا يجب أن أضع رأسي برأس إخوتي الذكور ولا أرفع صوتي أمامهم لأني بنت وأشياء من هذا القبيل..
ووالدي مريض مرض شديد منذ فترة وأنا الابنة الصغرى التي تعيش معه ومع والدتي منذ سنوات بعد زواج أختي وكل إخوتي الذكور ومن ثلاثة أشهر جاءت أختي مطرودة من بيت زوجها بعد أن ضربها لأتفه الأسباب كعادته واستمرار الخلافات بين أختي وزوجها ويعلم الله كم ظلمها وهي الآن بأولادها في بيت أبي معلقة.. لا متزوجة ولا مطلقة ويرفض حتى النفقة على أولاده أو إرسال ملابسهم التي بالمنزل.
والله معها ومعنا وللعلم نحن كعائلة كبيرة كل أسرة في حالها ونتقابل فقط في المناسبات ولا يتدخل أحد في مشاكل أحد. نرجع لمشكلتي.. أنا بطبعي أخاف من أي علاقات –غير علاقات الزمالة والأخوة في الله- ولو محترمة وشرعية مع الجنس الآخر.. بمعنى كل ما واحد يحاول يتقرب مني ويلمح لي عن مشاعره أعامله بشكل فيه قسوة قد أميل للعنف في الكلام -لكن بأسلوب مهذب- ليبعد عني.. فأنا خائفة مما أرى حولي من نماذج سيئة للزواج.. وهو قرار حياتي المصيري..
ورغم ذلك تقدم لي للزواج ما يزيد عن 35 عريس من الأصدقاء والمعارف وزملاء العمل لكني لم أحس بقبول ناحية أي واحد منهم فرفضتهم جميعا.. من شهر وصلني على الإيميل الشخصي الخاص بي عرض من شاب يعمل إمام في أحد المراكز الإسلامية الكبيرة في أمريكا.. وقال أنه خريج أحد كليات جامعة الأزهر ويحفظ القرآن كاملا وطموح وحنون وغير ذلك من الصفات الجميلة التي أعجبتني..
ولكني تعجبت لأن هذا هو إيميلي الشخصي ولا يعرفه إلا أصدقائي فقط ثم اتضح أن إحدى صديقاتي أضافة بياناتي لموقع للزواج فراسلني هو من خلاله.. ولأنه بحكم طبيعة عمله كرجل دين افترضت أنه يكون شخص على خلق فوافقت على التواصل معه عبر الإيميل.. فأعطيته مواصفاتي بشكل عام من السن والتعليم وطبيعة العمل والصفات الشخصية.. فأعجبه ذلك ورد علي يطلب صورتي ورقم تليفوني وذكر تليفونه لإكمال التعارف.. وطبعا رفضت لأنني لا أحب الكلام مع الرجال عبر الهاتف ولا أثق في إعطاء أي أحد صورتي.. فأعجبه ذلك وطلب التواصل عبر الشات خاصة أنه سيعود للقاهرة بعد شهرين في إجازة لمدة شهرين للزواج ثم يأخذ عروسه -التي يدعو الله أن تكون أنا كما قال- ويسافر ويريد أن نتعارف قبل ذلك فوافقت على التعارف.
وفعلاً بدأت الشات معه.. ومن أول تعارف بيننا عرفت أنه كان يعمل متدرب في أحد أقسام نفس مكان عملي الذي أعمل أنا فيه وله عدة أصدقاء فيه وسمح لي بالسؤال عنه بينهم لأطمئن من صدق وطيب نواياه وبالفعل ذهبت وحكيت كل الحكاية لمن يعرفوه لأسألهم عنه فأجابوا بحسن خلقه وطيب أصله والتزامه وطموحه وواحد منه كان زميل دراسته الجامعية عام بعام.. فطمأنني ذلك له وبدأنا نتحدث على الشات يوميا.. وبعد ذلك مباشرة أريته صورتي على المسينجر لمدة 3 ثواني بالضبط لا أكثر فأبدى إعجابه بي وهو كان يضع صورته على المسنجر ثم بعد ذلك لتشابه طبيعة عملنا تحدثنا عن العمل -والعمل فقط- على الهاتف لمدة 3 دقائق..
وتحدثنا على الشات فبدأ يعرفني بنفسه فسألته عن عمره فتردد أن يخبرني وبعد إلحاح أخبرني أنه يصغرني ب3 سنوات ولكنه راح يردد أن ذلك لا يشكل مشكلة بالنسبة له والرسول عليه الصلاة والسلام قدوتنا قد تزوج السيدة خديجة وهي تكبره ب15 عاما وأنه لا يريد أن يخسرني لسبب كهذا وأنه طالما تمنى أن يتزوج فتاة في سنه أو أكبر -عرفت منه بعد ذلك بعدة مرات أنه يصغرني ب 4 سنوات حين عرفت تاريخ ميلاده وغضبت منه لعدم دقته في كلامه من قبل- ثم سألته عن رأي أسرته فهو من أصل ريفي بسيط.. فقال أنه يثقون في اختياره أيا كان ويتركون له أمر زواجه كليا..
ثم سألته عن نفسه فقال أنه ملتزم ويأخذ الشيخ القرضاوي قدوته في الحياة وأنه ملتزم بغير تعصب ومعتدل حتى أنه يستمع لبعض الأغاني الشبابية الحالية ويسعى للتقدم فكرياً وعلمياً ومادياً وكان الأول على دفعته فسألته هل أنت معين معيداً بكليتك؟ فقال كنت على وشك أن أستلم المنصب ولكن حين جاءت فرصة السفر تركت كل شيء وسافرت وسألته عن أسرته فذكرهم لي بشكل مختصر جداً بدون أي تفاصيل في حين أني أخبرته عن عائلتي بالتفصيل فأقلقني ذلك منه.. ولأني بطبعي لا أصدق كل المعلومات من شخص لا أعرفه إلا بعد التحري عنها فسألت زميل دراسته وهو من أعز أصدقاءه فقال لأ..
بل هو الرابع وحين واجهته بذلك قال أنه كان الأول كل عام ولكن في عام التخرج تغير نظام الجامعة من حيث تحديد التقدير فأصبح بتقدير السنة النهائية بدلا من المجموع التراكمي لتقدير السنوات فهو لذلك الأول بالمجموع التراكمي والرابع بنتيجة العام النهائي فقط وأنه كان سيقدم على وظيفة مدرس مساعد وينتظر النتيجة ثم غير رأيه وفضل السفر وسألته عن إمكانياته المادية لتحمل أعباء الزواج فقال أن مرتبه في أمريكا جيد جدا بل وأنه يجتهد لاجتياز امتحان الGRE الذي سيؤهله إنشاء الله للحصول على منحة للماجستير ثم الدكتوراه هناك وأنه سيساعدني للحصول على الماجستير ويدفع كل المصاريف إن أحببت أن أستكمل دراستي العليا حين أصل إلى هناك وأن هناك مساعدات مادية للدارسين في أمريكا ولا يوجد مشكلة وأنه سيوفي كل طلبات أهلي حين يعود ولن يخسرني مهما كان الثمن فتعجبت من تعلقه السريع بي
وسألت صديقة أمريكية لي تعيش في بلدي مع زوجها منذ سنوات وتذهب في زيارات لأهلها هناك وأخبرتها عن راتبه وكان قد أخبرني عنه من تلقاء نفسه وعرفت أنه ليس له تأمين صحي هناك ولا يحمل الجرين كارد لأنه سافر من 9 أشهر فقط فقالت أن راتبه بالنسبة للحياة في أمريكا بسيط جداً وسيدفع نصفه على الأقل إيجار لشقة استوديو نعيش فيه سويا لو تزوجنا وأن المدينة التي يعيش فيها من أغلى المناطق في أمريكا وأن الحياة في أمريكا غير آمنة وهو قد يكون كاذب في كل ما قال عن صفاته الشخصية ولكنها تعرف ناس في هذا المركز وزارته بنفسها وستسأل عنه وقالت أن التأمين الصحي شيء أساسي وإلا لو أصاب أحدنا أي مكروه سندفع مبالغ طائلة للعلاج على نفقتنا أو سننتظر المستشفيات الحكومية وما فيها من قوائم انتظار.
وبعد مدة عرضت علي الرد الذي جاء من مدير المركز الذي قال فيه أنه شاب طيب ولكنه لا يخالطه كثيراً وهو يعيش مع مجموعة طيبة من الشباب في شقة واحدة ولكنه رفض ذكر راتبه لن.. فتعجبت من عدم معرفة مدير المكان به جيدا.. وسألت عنه شخص أعرفه يعمل في أحد فروع المكان الذي يعمل فيه فقال أنه سأل عنه عدة شيوخ هناك فقالوا أنه شخص جيد جدا. عدت لسؤال هذا الشاب عن إمكانياته المادية للزواج بالتفصيل فذكر لي أمكانيات بسيطة جدا عكس ما قال من قبل فسيمكنه فقط إيجاد شقة متواضعة بإيجار مؤقت لفترة محددة وأثاث بسيط وشبكة بسيطة لأنه يعمل منذ فترة قصيرة في الخارج بعد تخرجه مباشرة وأنه في بداية حياته
فأخبرته أن ذلك لن يعجب عائلتي البته لأن ذلك مستوى منخفض جداً بالنسبة لنا فقال أنه يمكن أن يقترض من أحد ويسدد له في خلال عامين أو ثلاثة ويوفي كل طلبات أهلي وكان حريص في كل مرة نتحدث فيها على الشات أن يذكر لي مدى إعجابه بي وأني كل ما كان يحلم به أو أنه عاطفي ويحب أن يسمع الأغاني العاطفية أو أنه سيجعلني فوق رأسه ويحملني بين رموش عيونه ولن أحس بالغربة معه وسننزل لبلدنا في إجازة كل عام وأنه متفتح وإن أحببت أن أعمل لا مانع ولكن يكون الاهتمام الأول ببيتي وإن لم أحب العمل فلا مانع وقال بالحرف (I think that there must be a balance between taking part in the problems of the community and your taking care of your husband, children and house)
وأنه سيساعدني في شئون البيت لأني أخبرته أني الصغيرة المدللة نوعاً ولا أجيدها وأنه سيساعدني على حفظ القرآن ويريد أن ينجب أطفال تحفظ القرآن وتتعلم علوم الدين والدنيا والمسألة بالنسبة له مسألة وقت وتتحسن حالته.. فقلت لا يهم حالته المادية الآن طالما ستراعي الله في حياتي معك وقال أنه وسيعطيني كل حقوقي وأنه متفهم ولن يفرض علي رأيه وأنه معجب جداً بطريقة تفكيري وأن الحياة في أمريكا جميلة الإنسان يحس فيها بكرامته ولا تحدث له مضايقات من أحد ولم يعد يؤثر عليه موضوع 11 سبتمبر في تعاملات الناس معه وسألته عن إمكانية أن يسمح لي أن أخرج وحدي في بعض الأحيان فقال يمكنني أن أفعل لو فيه أمر هام (look sister, whatever you will do, as long as it is within the limits of Islam, will be ok)..
وفي بعض المرات كان يهتم بمتابعة صحة والدي وأنه لا يريد يظلمني بسفري معه بعيداً عن والدي في هذه الظروف وأنه يمكن أن يكتب الكتاب وألحق به بعد أن تتحسن صحة والدي –قال بالحرف (when I come back we can only make ( عقد قرآن) without ( بناء) and then you can stay with your father until he gets better and after that you can join me in The USA) –فهو غير متعجل على الزواج وأصارحك أني أحببت ذلك الشعور منه ولكنه قال بعد ذلك أنه سيحتاج أن يسافر وألحق به بعد شهر لأسمح له بفترة لتجهيز شقة للزوجية هناك قبل وصولي وهو ما قد يستغرق شهراً ثم عاد وغير كلامه كليا وقال أنني سأسافر معه ولم يذكر كيف وأين سنعيش في هذه الحالة وهو لم يجد شقة بعد.
وقد سألته إن كانت له علاقات قبل ذلك فنفى تماماً وصارحته بأنني لم يكن لي سابق ارتباط بأي شاب في حياتي وسألته لماذا لم يتزوج من أهل بلده أو أقاربه فذلك أفضل له وأوفر فقال أنه لم يعجبه طريقة تفكيرهن حيث رشحت له والدته طبيبة وتكلم معها على الهاتف ولكن لم تعجبه طريقة تفكيرها ثم هداه الله لهذا الموقع ليجدني.. وسألته كم عرض أرسله لفتيات قال حوالي 30 وكلهم ردوا عليه ولكنه لم يرتاح لرد أي منهن إلا أنا!!!
وفي كثير من الأحيان حين نتحدث على الشات أجد بيننا أشياء مشتركة فاهتماماتنا متقاربة وأفكارنا متقاربة وكلانا يحب الأطفال ويتعلق بهم ولنا وجهات نظر متقاربة ولكن كل هذا بفرض أنه صادق فيما يقول لي. ولكن رغم ذلك أحسست بأنه حالم بشكل مبالغ فيه ومتفائل أكثر من اللازم ويتوقع أن يسير كل شيء كما يفكر هو حتى ولو كانت معلوماته عن هذا الأمر ضعيفة وإمكانياته ضعيفة. ولدواعي سفر أخي الأكبر حيث أنه بروفيسور في إحدى المعاهد البحثية وحيث أنه سيبقى في الخارج لمدة عام لظروف عمله وبالتالي لن يستطيع مقابلة هذا الشاب حين يحضر –إن حدث بيننا القبول- .
فأخبرته بذلك لأن أخي هو الذي يمكنه أن يبت في أمر زواجنا بسبب حالة والدي الصحية السيئة جداً وسفر أخي سيكون قبل وصوله بأسبوع فلن يستطيع مقابلته فطلب مني أن أفتح الأمر مع أخي وأعطيه كافة بياناته للسؤال عنه حتى يكون من الممكن أن يتصل به هاتفياً من أمريكا ويناقش معه معظم التفاصيل ويحصل على موافقته المبدئية ويستكمل إجراءات الزواج بعد وصوله القاهرة مع أخي الأصغر.. فرفضت لأنني لم أراه شخصياً بعد ولا أعرف إن كنت سأميل له أم لا.. وأخبرته بذلك فألح علي وقال أنه يدعو الله ليل نهار لأكون زوجته وأنه متفاءل ويحس أن الله جمعنا ولن يفرقنا أحد..
فعرضت الأمر على أخي من خلال زوجته لإحساسي بالحرج فغضب ثم كلمته أنا فقال لي كيف تفكرين أن أرمي بك لواحد لا له عمل ثابت ولا سكن ثابت في بلده يعيش غريبا بين أغراب وعمله بعقد قد ينتهي في أي لحظة ونحن أصلا لا نعرف له أصل ولا عائلة ولا نعرف كيف يعاملك وأنت وحدك في الغربة فقد يكون مثل زوج أختك -الذي كان بنفس مواصفاته تقريبا بدون عمل ثابت وظروف مادية ووضع أسري متواضعين ولكن أختى وافقت وأصرت على الزواج منه لأنه ادعى الالتزام وشكر فيه كل من يعرفه- وقال لي أن أختي استطاعت أن تجد المأوى عندنا وفي حمايتنا بعيداً عن بيت زوجها وأهله بعد أن ضربها وأهانها فماذا سيفعل لي وأنا في بلاد بعيدة وحدي.. وماذا لو طردني أو أخذ أولادي مني بعد أن أرزق منه بأطفال وأرجعني بلدي بدونهم.. وسألني هل تتحملين ذلك.. فقلت لأ؟
ولكني قلت له لكنه رجل دين وملتزم... فقال ليس كل رجال الدين رجال صالحين وإلا لما كان هذا هو حال أمتنا... وقال أنه يرفض الأمر من حيث المبدأ نفسه وجمع كل إخوتي وأبي وأمي وقال لهم ذلك فوافقوه وحين سألته لما تفترض الأمر السيء؟ قال لأكون مستعداً له ولا أحد يخاطر بمستقبله دون حسابات.
في اليوم التالي لذلك أخبرت هذا الشاب بالأمر فحزن وقال لا إله إلا الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله أنا مازلت في بداية الطريق وأنا سأجتهد ومتأكد أن الله سيوفقني. ليه كده؟ ليه يفترض في السوء وأنا والله لست على هذه الشاكلة فهو حتى لم يقابلني بعد وقد كسر قلبي.. وأنهيت معه الكلام ولكني في نهاية الحوار.سألته.
أليس عندك شيء فقط الأمر انتهى بذلك؟... فقال لي والله أني أفكر في حل أقترض مال وأحاول أن أثبت حسن نيتي لأخيكي بأي طريقة ولكن ساعديني ودافعي عني عند أهلك ولا تستسلمي فقلت له لا أستطيع لأن أختى حدثت معها تجربة فاشلة وهو يخاف علي ويضعك في مقارنة مع زوجها ويجد بين ظروفكما تشابه كبير فقال لي لا إله إلا الله وما ذنبي؟ وبعد جدال قلت له لا لما لا تجعل عائلتك تتدخل -وكان قد ذكر لي من قبل أنهم يعرفون- فوافق ثم عاد وتراجع وفهمت منه أنه لا يعرفون كما أخبرني من قبل وأنه لا يريد أن يحرجهم بل سيتدخلوا بعد الاتفاق مع أهلي..
وعرض أن يتدخل صديقه فوافقت ثم رفضت لأنها نفس الطريقة التي فعلها زوج أختي حين تقدم لأختي فلم أريد أن أزيد الطين بلة فقلت له خلاص أنت إيه يحملك من أجلي فوق طاقتك..ابحث عن غيري.. فقال مستحيل فأنت من تمنيت ودعوت الله ليرزقني بها زوجة ولا يمكن أن أخسرك.. فقلت له لنترك الأمر حتى تصل من السفر ولعل الله يجعل مخرجا.. واستمر الحوار بيننا ولكني بدأت أقلل من حواراتنا لأني أخبرته أنني لا أعرف إن كنت سأميل له حين أراه أم لا لأن الصور ليست معيار القبول وأنا لا أريده أن يتعلق بي خاصة مع رفض أهلي له ولا أريد أن أظلمه وأضيع عليه إجازته بدون زواج بل أريده أن يتعرف على غيري ليكون أمامه أكثر من بديل في حال لو أصر أهلي على رفضهم وهو هناك وحيداً ويحتاج للزواج لأنه أخبرني أنه أراد أن يتزوج في هذه الإجازة
لأنه سيرجع ليقدم على الجرين كارد هناك وحينها لن يستطيع أن يستقدم زوجة إلا بعد 4 سنوات على الأقل كما أن القوانين هناك بالنسبة لغير الأمريكين غير مستقرة وهو خائف من المفاجآت.. وكان هذا أحد اعتراضات أسرتي بأنه كاذب فلو قدم على الجرين كارد لن يمكنه النزول لبلدنا إلا بعد الحصول عليها أي سيحرمني من أهلي سنوات طويلة في الغربة وربما يستقر حياته كلها هناك وهو ما يرفضوه وحين أخبرته بذلك قال لي أنه غير صحيح وأنه يمكننا النزول لبلدنا كل عام وهو هناك للدراسة ووضع أسس مستقبله فقط وسيعود بعد ذلك أي بعد حوالي 10 سنوات.
وحدث ما أخافني وأقلقني أكثر حين سألني هل أنا عنيدة أحب المجادلة وذكر حديث أن خير زوجة هي من أمرها زوجها فأطاعته فأخبرته أن الزواج ليس أوامر ونواهي.. والعلاقة الزوجية ليست طرف يأمر وطرف يطيع بل الرسول (ص) أراد بذلك أن يكون هناك توافق بين الزوجين إن اختلفا.. كما أن الله ذكر في أبسط أمور الأسرة وهي الفطام للأطفال أن يكون عن تراض وتشاور بين الزوجين وليس ينفرد كل فرد برأيه لأن كل القرارات الهامة في الأسرة تؤثر بشكل أو بآخر على باقي أفرادها وأنا لست من النوع الذي يكون تابع لأحد حتى ولو زوجي فأنا أسمع وأناقش وحين أقتنع أنفذ..
فقال أن هناك قرارات هامة وسريعة ويجب على الرجل أن يأخذها بمفرده بدون الرجوع فيها لزوجته فرفضت هذا المنطق إن القرارات الهامة لا يمكن أن تكون سريعة إلا في الحرب والحياة الزوجية ليست حربا بل حياة تكامل بين أفرادها بمودة ورحمة فقال لي مثلا لو طلبت أن توقفي تعاملك مع صديقة لا أرتاح لها هل توافقين؟.. فقلت إن ذكرت لي أسباب مقنعة فعلت وإلا لن أتركها لأنني لست طفلة وحتى أولادي أرفض تربيتهم بهذه الطريقة فلابد أن يكون الأمر بالإقناع وإلا سيطيعوني أمامي ويخالفوني وراء ظهري.
وَذكَرُته بكلامه عن تفهمه واتساع عقله فقال أن الحياة الزوجية في البيت تكون قائمة على التشاور والتفاهم ولكن تظهر هناك خلافات وهذا أمر طبيعي ولابد سنختلف فمن ستكون له الكلمة الأخيرة في البيت.. قلت سنختلف ونتخاصم لفترة كما يحدث في كل بيت وتعود الأمور لطبيعتها بعد ذلك لكن لن أفعل شيئا غير مقتنعة به فقال لي يبدو أنك صعبة الإقناع فقلت له وأنت هل تحب أن تأمر فتطاع فقال أنا لا أحب الأوامر ولكنني واقعي وهذا يحدث في أي حياة زوجية فليس هناك توافق تام. فقال لي ماذا لو طلبت منك أن تتركي عملك وتستقري في البيت وأنا قادر على الإنفاق على أسرتي هل سترفضين فقلت يمكنني أن آخذ إجازة لسنوات ولكن لا أستقيل ويضيع ما خططت له في مستقبلي أنا أيضا فقال لو إجازة لسنوات لا مانع عندي.
بصراحة أخافتني طريقة تفكيره عن الأمر والنهي بين الزوجة والزوجة وأكد خوفي استقصاء أرسلته له عن كورس على الإنترنت ينظمه أحد المواقع عن تنمية المهارات القيادية وتشاركنا في معرفة كل ما ذكره الطرف الآخر كان فيه سؤال عن ما يفهمه الشخص عن مفهوم المهارات القيادية فرد عليه بشكل أقلقني.. حيث ذكر في إجابته أن مفهومه عنها أنها مهارات يمكنه من خلالها أن يقود مجموعة من الناس ويكونوا تحت سيطرته بدون صعوبة.. فأرعبني منه ذكر كلمة سيطرة (control of them). وتغيبت بعد هذه المحادثة لفترة لمرض والدي فظل يرسل لي على الإيميل يوميا أن لا أكون غاضبة منه وأعود للكلام معه لأنه لم يقصد يضايقني.. فأحسست أن تصرفاته غير متوازنة أو فيها تعلق مريب.
وحين عدت من إجازتي وتكلمت معه قال لي (walahe you will not find cares about you more than me inshaa Allah) وأنه لو سأل عنه أهلى في بلدته لعرفوا من هو ومدى التزامه.. فقلت له مهما سألوا فالزواج كالبطيخة لا أحد يعرف هل ناضجة ولذيذة المذاق أم لا؟ فاعترض على كلامي وقال هذا ليس كلام صحيح لأن الله قال الطيبون للطيبات وكل شيء بقدر الله ثم اقترح علي إن كنت مازلت خائفة منه أن يعود في هذه الإجازة لخطبتي فقط وبعد عام يعود للزواج وسيضحي ويؤجل بعض طموحاته كالحصول على الجرين كارد حتى لا يخسرني ثم عاد وغير كلامه بأن ألحق به بعد الخطبة بشهرين فقط حتى أطمئن ولا يؤثر ذلك عليه ثم غير كلامه للمرة الثالثة وقال بل ستسافرين معي وأخذ يطمئنني على وضعه هناك وأن الناس هناك تقدره بل وبعض الناس هناك تسعى لتزويجه لفتياتهم ولكنه يرفض لأنه لا يعجبه النشأة الغربية حتى للملتزمات فطباعهم وعاداتهم مختلفة وهو لا يتوافق معها
وأنه يدعو الله ليل نهار أن أكون زوجته ويحس أني إنسانة ملتزمة وكأنه يعرفني منذ زمن وقال أنه هناك من يظلوا مخطوبين لسنوات ولكن يتغيروا كثيرا بعد الزواج فطول الخطبة ليس الدليل على فهم كل طرف للآخر وهناك أناس تزوجوا بعد فترة قصيرة وحياتهم ناجحة بل الأمر يتوقف على تآلف الأرواح وقال (Alhamdullah our wishes are very close and our aims are the same and that is the most important point in marriage) .فذكرت له أنني عصبية المزاج وأحيانا صوتي يعلو فقال لي لا تخافي سأحتملك وأخبرني بموقف غريب أن أحد المسلمين أتى لمكان عمله للمبيت وهو ممنوع فرفض المدير فعرض هو عليه أن يبيت معه في مسكنه وفي طريقهم لبيته طلب الرجل منه نقود لشراء أشياء هامة فأعطاها إياه مع عنوانه ورقم تليفونه ليلحق به..
وبعد قليل اتصل الرجل وقال له أنه لن يحضر للمبيت عنده فعرف أنه نصاب وفوجئ به في اليوم التالي بعد الصلاة يأتيه ليطلب المزيد من النقود وحين رفض أخذ في إهانته والصراخ في وجهه وهو صامت ومحتمل. فأحسسته مثال غريب ليس له علاقة بما ذكرت له عن طباعي وأنه كيف لا يوقف رجل كهذا عند حده ويرضى بالإهانة كما أنه وعدني أن يوفر لي مسكن به كل ما أحتاج من أجهزة وأثاث وحين سألته هل تعرف كم قد يكلفك ذلك قال لا..
فغضبت بشدة وكتبت له بكل عصبية أنني تعبت من وعوده غير المسؤولة والتي يسحبها بعد ذلك وصارحته بأني قلقة وغير واثقة بسبب تضارب أقواله واختلافها وتسهيله للأمور أكثر من اللازم ومن أحلامه وتفاءله المبالغ فيهما وأنني كيف أثق في كلامه وأرى عالمي هناك بعيونه وأتزوجه وهو بهذا التضارب فقال لي أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى وقال (but sometimes my fear to lose you make me say things that I could not do or have much difficulty in doing them am I to be blamed f or this?) وقلت له أرجوك لا تحملني وتحمل نفسك فوق طاقتنا وتزوج من أخرى أنسب لك لأني لا أستطيع تحمل كل هذا التضارب فرفض وقال على العكس في كل يوم يتكلم معي يحس بقربه مني أكثر وسألني عن شعوري ولكني بطبعي متحفظة في كلامي ومشاعري فقلت له أحس أني أعرفك أكثر أما القرب فلنترك ذلك بعد لقاءنا الشخصي.
بعد ذلك حرصت أكثر على تقليل الشات معه لمرة أو اثنين أسبوعيا وكسفت الاستخارة وراجعت كل ما حدث بننا فأحسست بضيق من تصرفاته وأنه لا يوجد شيء يجعلني أضحي بحياتي في بلدي وباستقراري لأسافر مع زوج لا أعرفه وبعدها كتبت له على الشات أنني واثقة أن أهلي لن يوافقوا فطلب مني التفاؤل فقلت له ولا أنا أريد السفر معك.. خلاص ابحث عن زوجة غيري فلدي هنا حياة أعيشها وأهل أحبهم ومن حقي حياة طبيعية وخطوبة طبيعية كباقي الفتيات لأني عشت طوال عمري محرومة من أي مشاعر وانتظرت أن يهبها الله لي بالحلال مع خطيبي ثم زوجي في حياة مستقرة وأعيش في منزل أؤسسه بنفسي فأرجوك ابتعد عني..
فقال لي هل هذا قرارك النهائي قلت نعم فقال أتمنى لك كل السعادة والتوفيق وسيكون كلامنا في المرات التالية عن العمل فقط وودعني وظللنا نتحدث باقتضاب شديد عن العمل فقط لمدة يومين أو ثلاثة ثم عاد يفتح الموضوع من جديد وطلب مني برجاء كثير أن أعطيه الفرصة وأراه وإن قبلته أتركه يحاول مع أهلي والغربة لن تطول وسيكون لي خير زوج ولن أندم على ذلك معه
وبعد إلحاح وطول رجاء منه وافقت على أن اراه حين يصل لبلدنا وأن نتوقف عن الشات حتى يعود فوافق ولكنه ظل يكلمني من وقت لآخر ويردد على مسامعي أنه يدعو الله ليل نهار أن أكون زوجته وأنه يراني خير زوجة له وأنه متعلق بي بشدة بل أنه في أحد المرات كان يكتب لي عن موعد وصوله وفي اليوم التالي سيقابلني وفي التالي سيقابل أهلي وعلى آخر الشهر يكون زواجنا وبعد ذلك نسافر معا فأحسست بغرابة منطقه وتسرعه بل وتجاهله لرأيي بعد لقاءه ورأي أهلي السابق عنه وكأنه سيعود بعصا سحرية ستحل كل المشاكل وتتم زواجنا في يوم وليلة وحتى الآن أنا في حيرة من أمري من هذا التعلق الشديد غير المبرر بي ففي كل مرة يردد على مسامعي نفس الكلام عن تعلقه وتمسكه بي منذ أول مرة للشات بيننا
ويعلم الله أنا لا أرى لهذا التعلق سببا وحين أخبرت زميلاتي المقربات في العمل والأكبر مني سنا عن كلامه وتعلقه بي يتعجبون وطبيبة منهم ذكرت لي أنه مضطرب نفسيا وأخرى نصحتني بالابتعاد عنه وثالثة نصحتني أن أتواصل معه قليلا حتى يصل للبلاد وأراه ثم أقرر والله يفعل ما يريد ورابعة قالت أنه غير كاذب ولكنه قليل الخبرة كطفل فرح بشيء جديد.. وآراء كثيرة إخواني..
أعرف أنني أثقلت عليكم ولكني والله حائرة أراه إنسان طيب أحيانا وأخاف منه أحيانا ويخيفني تعلقه بي كما أتى سريعاً يزول سريعاً ليذهب لأخرى حتى بعد الزواج فهو رومانسي حالم متفائل.. كما أخاف أن يسيء لي بعد الزواج ويكون لا يحبني كما يدعي بل أنا المتاحة أمامه للزواج وللونس في الغربة وربما للعمل هناك لإتقاني اللغة الإنجليزية وبالتالي مساعدته في تحمل النفقات لدراسته والمعيشة هناك..
إخواني أنا لست فتاة صغيرة لا يهمني أن أضيع عرضا بعد كل ما ضيعت ولكني أيضا أخاف أن أتسرع بالزواج فيسقيني كؤووس العذاب فهل هو إنسان مضطرب أم أنا القلوقة؟ هل أرفضه من الآن وأستريح أم أنتظر لأراه؟ هل فارق السن هو سبب تشتته بسبب قلة خبراته الحياتيه أم هو شخص حالم غير واقعي يبحث عن علاقة رومانسية وحسب؟
أرجوكم دلوني فأنا حائرة وخائفة؟ ماذا أفعل؟ وكيف أفهم شخصيته ونواياه؟
وهل أدافع عنه أمام أهلي أم أن مع أهلي كل الحق وهو شخص غير جدير بي؟
في انتظار ردكم على الميل الخاص بي وأرجو عدم النشر
08/01/2019
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك، أنهكتني قراءة إفادتك الطويلة هذه خاصة -وأنك في مثل هذا النوع من الاستشارات- كلما أطلت أضفت ما يزيد من حيرة المستشار، السؤال أو الأسئلة التي تسألينها صعبة جدا والحقيقة أن تعلق الأمر بموافقتك على زواج من عدمه يجعله أكثر صعوبة.
من الصعب أن نحكم حكما غير قاصرٍ على من يراسلنا عبر الإنترنت هذا ونحن مستشارون نفسانيون وما يحدث أو ما نفعله في إجاباتنا هو أننا نشتبك مع النص ونأخذ انطباعا من خلاله هذا حالنا معك أنت، فما بالك بحالنا معه هو؟ أقصد أن قدرتنا على الحكم عليه بأنه مضطرب من عدمه غير موجودة فقد يكونُ وقد لا يكون مضطربا وهكذا الأمر بالنسبة لك وبالنسبة لمن تحكين لهم تفاصيل الموضوع، فهناك تناقض فعلا في كلامه وهناك مراتٍ يبدو أنه كذب فيها عليك أو لم يذكر لك الحقيقة كاملة على الأقل لكن كل ذلك لا يكفي للحكم بأنه مضطرب نفسيا!
والحقيقة أن أحوال شبابنا في الخارج تستدعي كثيرا من التفكير والتأمل لأن معظمهم خاصة في بداية غربتهم يعانون معاناة شديدة والله أعلم به وبحاله، ما رأيك في أن تعرضي عليه من الآن أنك ترغبين في حال حدوث الموافقة المبدئية بينكما بعد اللقاء المباشر أن تقوما بعمل فحوصات ما قبل الزواج ومن بينها العرض على طبيب نفساني؟ أحسب أن ذلك قد يوضح لك كثيرا من الأمور الغائبة، وأظن أن من المفيد لك أن تقرئي شيئا عن كيف يعيش شبابنا في الغرب قبل وبعد الزواج من خلال الرابطين التاليين:
أسرة أم جلسة مطعم: نذوب في الغرب ونشتمه
أسرة أم جلسة ... نذوب في الغرب ونشتمه: مشاركة
وأما بالنسبة لك أنت أو بالأحرى بالنسبة للنص الذي أرسلته لنا فإن فيه ما يدل على أنك تميلين كثيرا إلى التدقيق في التفاصيل وتجدين نفسك عاجزة عن إغفال غير الهام أو بعض المتشابه منها، وأنت كذلك من النوع الذي أسميه بصاحبة الضمير الحي أو اليقظ وشخصيتك بالتالي قريبة من الشخصية القسرية، ومعنى هذا أنك قد تكونين ممن يصعب عليهن الوصول إلى قرار، أيضًا من الواضح أن صفة العناد هي واحدة من الصفات المتماشية مع الأنا لديك وهذا ما يبدو غير مطمئن بالمرة في حالة الزواج من مثل هذا الشاب، كل هذه انطباعات عنك قد تصح وقد لا تصح وإن كان اختيارك لاسم "العنود" وهي صيغة مبالغة من عند تعني كثيرا في الحقيقة، فما رأيك؟
أنصحك مبدئيا ومن قبل أن يأتي هو وترينه أن تزوري طبيبا نفسيا من الآن ليصبح من الممكن تقييمك أنت نفسيا بشكل صحيح قدر الإمكان ومعرفة ما قد يناسبك وما لا يناسبك من الرجال وذلك استعدادا بعد ذلك لتقييم ذلك الزوج المنتظر إن حدث القبول المبدئي بعد لقائكما، وعلى أي حالٍ أنصحك بأن تقرئي مقالات المهدي الخمس عن: فن اختيار شريك الحياة(1-5)
وأهلاً وسهلاً بك دائماً فتابعينا بأخبارك.