الحائر الحزين الفاقد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإنني أعاني من الصغر من الخجل وعدم الذهاب الى المناسبات لا في الأفراح ولا في الأحزان ودائماً انطوائي الى درجة أيام الأعياد لا أذهب إلى أعمامي كي أسلم عليهم مشكلتي الثانية التي هي أدهى وأمر وهي أنني حين كنت في المدرسة في الصف الثاني ثانوي قام أحد الشباب وقال للصف الذي أنا فيه أنني لا أتحكم في الغائط (التبرز) وأنني مصاب بهذا المرض منذ الصغر وانتشرت هذه الفضيحة في المدرسة وعند أهلي وأخوالي .
وزادت الطين بلة من حيث الخجل الذي فيني . فادى ذلك الى تدهور حالتي النفسية إلى درجة أنني لم أذهب إلى المسجد من حوالي ستة سنوات إلا في النادر وأنا لا أعلم ما الحل لأنني كلما حاولت الذهاب إلى المناسبات رأيت أنهم يبتعدون عني ويعملون أعمال تفيد بأنني مريض وأنا في حيرة من أمري
وأنا الآن موظف ولاأدري ماذا أعمل لأنني كلما توظفت في وظيفة لم استمر فيها أكثر من ستة أشهر ثم أخرج وهذا بسب المرض
فأرجو إفادتي
28/12/2018
رد المستشار
الأخ العزيز أهلاً وسهلاً بك على موقعنا مجانين وشكراً على ثقتك، للوهلة الأولى توقعنا أنك سوف تحدثنا عن أعراض الرهاب الاجتماعي ، إلا أن إشارتك إلى كون الأمر معك من الصغر يجعلنا نشك في احتمالات شتى منها أحد الاضطرابات الانفعالية ذات البدء النوعي في الطفولة وهو اضطراب القلق الاجتماعي في الطفولة، فبينما الحذر من الغرباء هو ظاهرة طبيعية في النصف الثاني من السنة الأولى من العمر، وكذلك درجة من الخشية الاجتماعية أو القلق أثناء الطفولة المبكرة حين يواجه الأطفال مواقف جديدة أو غريبة أو مهددة اجتماعياً، كل هذا قد يكونُ طبيعياً، إلا أن هناك حالات قلق اجتماعي تظهر قبل عمر ست سنوات وتكون درجة شدتها أكثر من العادي ويصاحبها مشاكل في الأداء الاجتماعي، ولا تكون جزءاً من اضطراب عام في الانفعالات في الطفل،
والأطفال المصابون بهذا الاضطراب يبدون تخوفاً مستمراً أو متكرراً من الغرباء أو تجنباً لهم، وقد يحدث هذا الخوف أساساً مع الكبار أو الأقران أو قد يحدث مع كليهما، وراجع قولك( عدم الذهاب إلى المناسبات لا في الأفراح ولا في الأحزان ودائماً انطوائي إلى درجة أيام الأعياد لا أذهب إلى أعمامي كي أسلم عليهم)، وتصاحب هذا الخوف درجة سوية من التعلق الانتقائي بالأهل أو بأشخاص مألوفين آخرين، ويكون تجنب المواجهات الاجتماعية أو الخوف منها على درجة تتجاوز الحدود السوية بالنسبة لعمر الطفل، ويصاحبها صعوبات في الأداء الاجتماعي له شأنه سريرياً، وهذا ما يحتاج الطبيب النفسي معلومات كثيرة ليقرره، فهل بدأت حالتك كذلك واستمرت معك إلى الآن؟
وفات عليك في إفادتك يا أخي أنك لم توضح لنا حكاية الشاب الذي قال عنك أنك لا تتحكم في الغائط وأنك مريض بهذا المرض منذ الصغر، فهل كانت مزحة سافلة منه أم أن لدخان الفضيحة نارٌ ما ؟
ثم ما هي حدود أفكارك حول قولك أن الناس يتصرفون بشكل يدل على أهم يرونك مريضاً؟ هذا سؤال مهم هل هو مجرد قلق مكن جانبك أم هو أمرٌ أكيد لا تشك فيه أنت ولا تقبل المجادلة؟
ثم تفاجئنا بعد ذلك بأنك أيضًا لا تصمد في عمل أكثر من ستة أشهر وهو ما يجعلنا نستبعدها كنتيجة لاضطراب الرهاب الاجتماعي ونتشكك هل هي الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي .
على أي حال اقرأ :
لماذا نخجل؟ وما الفرق بين الخجل والحياء ؟
الحياء الشرعي، والرهاب المرضي !
الرهاب الاجتماعي : آخر مرة
أنصحك بأن تعرض نفسك على أقرب طبيب نفسي يساعدك على التعبير عن نفسك وعن حالتك، ويستطيع بتوفيق الله أن يأخذ بيدك في رحلة العلاج واقرأ : أريد التخلص من خجلي : برنامج علاجي ، وأهلاً بك دائماً فتابعنا بأخبارك.