سيبرام والقلق والهلع والفصام ! م
القلق أتعبني جدا!
السلام عليكم
أنا طالب صيدلة مرحلة أخيرة أصبت بنوبة قلق في العام الماضي استمرت لمدة شهر . واستطعت بدون تدخل الأدوية أن أسيطر على القلق لكن كان يأتي فترات وينقطع فترات. حتى وصلت تقريبا 6 أشهر على هذه الحالة. في الشهر السابع في السنة اللي مضت اسيقظت من النوم بنوبة هلع قوية جدا مع سرعة دقات القلب والأفكار الوسواسية حول الجنون والفصام. حتى أن في ذهني تأتي كلمات شبيهة بالأصوات تزعجني ولا أستطيع السيطرة عليها.
قابل الدكتور النفسي وقال هذا قلق نفسي ونوع من الهلاوس الكاذبة والوساوس. كذالك عانيت من اضطراب بالآنية بنفس الوقت وعدم شعوري بنفسي والآن أعاني من الخوف من الاكتئاب والأمراض العقلية .
بعد ما مشيت على دواء الدكتور النفسي اللي قابلته إلىدواء zolft ودواء Deanxit الذي يحوي على المواد الفعالة flupentixol و melitracen
تحسنت حالتي كثيرا ورجع الشعور بنفسي وخف القلق والوسواس حتى أني قطعت الدواء بشكل تدريجي.
لكن المشكلة الآن التي تحدث معي شيء غريب هو أني عنده التفكير في شيء يأتي على ذهني كلمة أو عبارة ليس لها دخل بالموضوع مثلا (أفكر بمستقبلي وبدراستي وإذا مثلا كلمة مثل أحمد أو عبارة ليس لها دخل بالموضوع تدخل بنص الفكرة وتسبب لي القلق وهذه العبارة تأتي وكأنها صوت أو ليس صوت لكن لا أعرف كيف أوصف شعوري بالكلمة لكنها تأتي بصورة إحساس كلامي في ذهني) وهذا الشيء كان موجود وبشكل قوي عندما كانت حالتي سيئة ولكن خف عند استخدام الأدوية .
أو عندما أتذكر كلام صديق أو كلام شخص أحس أن الأصوات اللي أتذكرها تأتي بصورة إحساس كلامي في ذهني وهذا الشيء يزعجني كثيرا.
وكان يحدث معي عند سماع أغنية أو لحن يبقى اللحن والأغنية تدور في رأسي وتزعجني. وبحكمي صيدلي قرأت عن هذه الظاهرة وأظن أنها تنطبق على حالتي وهذا شيء يسمى بال Miscellaneous Obsessions وتأتي بشكل Intrusive nonsense sounds, words, or music
فهل هذا الشيء الذي يحصل من جراء الوساوس؟
أنا خفت أنها هلاوس سمعية أو شيء من هذا القبيل
مع العلم أن الكلمات اللي ذكرتها تأتي في ذهني وليس من الخارج .
ويحدث معي الهلاوس قبل النوم بشكل كبير وأحلام مزعجة في ما تفسر هذه الحالة وأنا جدا خائف للإصابة بالفصام أو الجنون .
20/1/2019
رد المستشار
الأخ الفاضل / غدير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك على موقعنا، ونشكرك على تواصلك معنا.
أخي الكريم: رسالتك واضحة جدًّا، بالفعل أنت تعاني من وساوس قهرية، وهي وساوس أفكار، وليست وساوس أفعال أو طقوس أو أنماط، كما أنها ليست هلاوس سمعية، ولكن _ بفضل الله تعالى _ وساوس الأفكار علاجها أسهل كثيرًا من بقية الوساوس.
الأخ الفاضل: وساوس الأفكار تكون عبارة عن أفكار مستحوذة، متسلطة، سخيفة، وهي قهرية بلا شك، وتعالج هذه الوساوس سلوكيا من خلال القهر التجاهلي _ كما أحب أن أسميه _ أي أن تقول لنفسك منذ البداية: (هذه وساوس حقيرة لن أتبعها، وأنت أيهَا الوسواس تحت قدمي، أنت مُهان، لن أناقشك، لن أحاورك، لن أتبعك). بهذا الحسْم وبهذه الكيفية تكون قد أغلقت الباب على الوسواس، وهذا يؤدي إلى إضعافه.
ثانيا : تؤدي الوساوس إلى تغيُّرٍ في الموصلات العصبية في الدماغ، وهذه هي التي تؤدي إلى استمرارية الوسواس، وهذا يُحتِّم ضرورة العلاج الدوائي، وأثبتتْ التجارب أن الأدوية تكسر شوكة الوسواس وحِدتها، وتزيل القلق والتوتر، كما أنه من الواضح أن الأحلام المزعجة، والهلاوس التي تأتيك قبل النوم هي جزء من القلق النفسي المصاحب للوساوس القهرية.
أريدك – أيها الفاضل الكريم – أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي؛ ليعدل لك جرعة الدواء، ومضادات الوسواس بالجرعة المناسبة ستفيدك جدا _ إن شاء الله تعالى وال zolft من أفضل العقاقير التي تعالج الوسواس، يعرف تجاريًا باسم سيرترالين ٥٠ ملجم .
الجرعة هي أن تبدأ بحبة واحدة يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبتين في اليوم – أي مائة مليجرامًا – وهذه هي الجرعة الوسيطة التي تعالج هذا النوع من الوساوس، تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذه هي المراحل العلاجية، المرحلة التمهيدية، ثم المرحلة العلاجية، ثم مرحلة الاستمرار والوقاية والتوقف التدريجي من الدواء.
التحسُّنِ يبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة من تناول الدواء، سوف يختفي القلق والهلاوس، ويتحسَّن التركيز، والقدرة على النوم بدون أحلام مزعجة، كما ستضعف الوساوس، ومن ثمَّ من خلال التحقير الذي تكلمنا عنه وكذلك التجاهل وعدم مناقشة الوسواس سوف ينتهي الوسواس تمامًا بإذنِ الله تعالى.
أيضًا من المهم أن تصرف انتباهك من خلال حسن إدارة الوقت، كما أن تمارين الاسترخاء والتمارين الرياضية أيضًا مفيدة.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.