تركني دون سبب...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد
أنا طالبة عمري 21 سنة تعرفت في إحدى الرحلات على أستاذ رياضة وتربية بدنية عمره 25 سنة بعدها أضفته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحنا نتكلم كثيرا وتعلقت به حتى هو أخبرني بذلك وقال أنه يحبني وكنا على تواصل دائم مدة شهر ثم لاحظت أنه لم يعد كما في السابق، وإذا سألته يقول أنه ليس على ما يرام
لم يعد يهتم لم يعد يسأل سألته إذا عنده مشاكل يقول لا بعد شهرين من الصبر على معاملته قررت أحذفه من الفايسبوك، أخبرته أني لا أستحق معاملة كتلك التي يعاملني بها أجابني "على راحتك" حذفته مدة 40 يوم على أمل أن يتغير ولم يفعل، لم يحرك ساكناً فعدت لأعتذر ، أضفته على الفايسبوك، لم يقبل طلب الصداقة، وأخبرته أنها كانت مجرد لحظة غضب أخبرني أنه يقبل اعتذاري لكن لا يمكن أن يكون حبيبي، ولم يقبل طلب الصداقة حتى الآن فشكرته على صراحته ولم أكلمه بعدها ثم عاد ليسأل عن أحوالي بعد 15 يوم تكلمنا عادي ولم أكلمه بعدها
السؤال هو أني مازلت أحبه فماذا أفعل؟ هل أخرجه من حياتي لأني تأذيت وقد أخبرته بذلك؟
فهو لم يعطني سبب للا مبالاة وتعامله معيأم أنتظر أن يعود ليتكلم؟
أم أكلمه بدوري مرة أخرى؟
أحس بالعجز
25/1/2019
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
نرحب بك ابنتنا في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، إنه هو التواب.
ابنتي الكريمة: أدعوك فعلاً إلى طي هذه الصفحة وإلى الأبد، ورغم أني أشعر بالمرارة والصعوبة في مثل هذه المواقف، إلا أنني أؤكد لك أن الاستمرار هو الأصعب، وأن التمادي في هذه العلاقة هو الأخطر، وأن الله _ تبارك وتعالى _ يستر على الإنسان ويستر عليه فإذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتك ستره وفضحه وخذله، وربما حيل بينه وبين التوبة والرجوع إلى الله تعالى.
أنت الآن بدأت الطريق الصحيح بتوقفك عن الكلام معه، وهذه الاستشارة تدل على أن لك روحا طيبة، وأنك تستشعرين عدم الأمان في هذه العلاقة التي شعرتي فيها بالأذى والتجاهل واللامبالاة، بالإضافة إلى سوء المعاملة بدون سبب واضح، لذلك فأنا أنصحك بطيء تلك الصفحة، وعليك أن تتذكري أن الخير في طاعة الله تبارك وتعالى، وفي التمسك بآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ويمكن أن تعتبري دائماً كما قال بن الجوزي: إذا تعلق الإنسان بمثل هذه الأمور عليه أن يتذكر عيوب هذا الشخص، فهو إنسان له عيوب، وخاصة معرفته عن طريق الإنترنت، أنت لا تعرفين إلا الوجه المشرق منه، أما الوجه الثاني فخافٍ عليك.
الأمر الثاني: ربما يموت هذا الإنسان الذي تتعلقين به، فلذلك ينبغي أن تهيئ نفسك، ومثل هذه الأفكار تعين الإنسان على الخروج مما هو فيه، كما أنك بحاجة إلى بديل هام جداً، وهو أن تعمري فؤادك بحب الله تعالى، وتشغلي نفسك بكل أمر يُرضي الله تبارك تعالى، وتعلمي أن الإسلام لا يجيز هذه العلاقة التي لا تنتهي بالزواج، فالإسلام لا يقبل بأي علاقة بين فتىً وفتاة إلا إذا كانت تحت ضوء الشمس وسمع الناس وبصرهم، في علاقة معلنة على كتاب الله وسنة رسوله _ صلى الله عليه وسلم _وأن يكون هدف هذه العلاقة هو الزواج.
إذا لم توجد هذه الشروط فإن الإسلام لا يبيح أي نوع من التواصل بهذه الطريقة، والشيطان هو الذي يزين هذه الأمور، ويجعل الإنسان يتقدم، واستمرارك في العلاقة معه تجعلك تتعلقين أكثر، لذلك أرجو طي هذه الصفحة، والنصح لهذا الشاب بأن يبتعد عنك، وأن يبتعد عن طريقك، وتشغلي نفسك بما يُرضي الله تعالى، وحاولي أن توجهي عاطفتك إلى أسرتك، إلى والدتك، إلى محارمك، لتشغلي نفسك بهذه الأمور.
ابنتي الكريمة: إن هذا الشعور بالعجز الذي ينتابك يحتاج إلى توبة، وإلى عمل، ودائماً التوبة النصوح تحتاج إلى خطوات بعدها، فليس التائب من يتوب بلسانه والقلب متعلق بالمعصية، وليس التائبة من تتوب ولكن تحتفظ بالأرقام والإيميلات والذكريات. هذه الأشياء لابد أن تتخلصي منها، كما جاء في قصة التائب الذي قتل مائة نفس، طُلب منه أن يخرج من أرضه لأنها أرض سوء، وأن يهجر الرفقة، وأن يهجر البيئة، وهذا هو الذي أوصيك به، أن تهجري كل ما يذكرك بهذه المخالفة، أيضا تحاولي في النت ألا تدخلي مثل هذه المواقع، لأن الشيطان ينتظر الناس هناك، والشيطان له مداخل: لا يقول ابدأوا علاقة محرمة، وإنما يقول: (ذكّرها بالصلاة)، (ذكّريه بالصوم، وذكّريه بالطاعة، كلميه، هي علاقة بريئة) لأن الشيطان ينتظرنا في نهاية الطريق، ولذلك ينبغي أن تنتبهي لهذه المسألة.
وأرجو أن تعلمي أن أي علاقة عاطفية لا نتوب منها قبل الزواج هي خصم على سعادتنا، فالمرأة لا تستطيع أن تعيش مع رجل وقلبها مع آخر، ولذلك اتقي الله في نفسك، وابتعدي عن هذا الشاب، مهما كانت صعوبة الوضع، أكرر: مهما كانت صعوبة الانقطاع عن هذه العلاقة، إلا أن الغد أصعب، والأمور ستتطور إلى الأسوأ، ولذلك ينبغي أن تتخذي هذا القرار بكل قوة وبكل حزم بعد أن تستعيني بالله تبارك وتعالى.
ابنتي الكريمة: إن فيك الخير _ إن شاء الله_ ، والخطوة الأولى لتبلغي طريق العافية هي أن تحوّلي كلامي ونصيحتي لك إلى ممارسة، وأعلمي أن الله تبارك وتعالى سيقدر لك الخير وسيأتيك رزقك المناسب في الوقت الذي حدده الله تبارك تعالى (فمن ترك شيئا لله أبدله الله بخير منه)، كما أنصحك ألا تتزوجي عن طريق النت، ولا تقبلي بشاب إلا إذا جاء إلى البيت من الباب، حتى ولو قابلتِ شابًا وأظهر الميل والرغبة في الارتباط فإن العفيفة الطاهرة تقول: (خالي فلان وعمي فلان، وهذا رقم هاتف منزلي من أجل أن تأتي البيوت من أبوابها) وهذا التأبي والحرص من الفتاة بحجابها وحيائها بعد إيمانها بالله، هذا يزيد من ثقة الشاب وتعلقه بها، ويزيد من ثقة أهلها بها، ويجلب لها رضوان الله تعالى.
فاحرصي على البدايات الصحيحة، ولا تؤسسي أي علاقة في الخفاء، واجعلي علاقتك عندما يأتي الرجل المناسب علاقة على شرع الله، عليه أن يأتي بالخطورة الأولى، بأن يطرق باب داركم ويدخل إلى البيت من بابه، ليتعرف أهلك عليه، وحبذا لو جاء بأهله ثم بعد ذلك إذا وجدت في نفسك ميلاً وانسجاماً فلا مانع من أن تكلمي المشوار الزواج معه.
بالنسبة لهذا الشاب: عليك وعليه أن تتوبا إلى الله، وتُوقفا هذه العلاقة، فإن أرادك فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وننصح بعد ذلك أن تكتموا أمر هذه العلاقة التي كانت بينكما، أن تجعلا هذا سرًّا وتسترا على أنفسكما، وإن أراد أن يطرق الباب في الوقت المناسب فذلك له.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.