هل أنا أستحق الحياة ؟ نعم والله ! م4
هل أنا أستحق الحياة ؟
السلام عليكم ورحمة الله دكتور وائل أبو هندي آسفة على انقطاع أخباري على الموقع أردت أن لا أكثر عليكم من استشاراتي وأسئلتي الكثيرة... لقد قرأت جميع ردودك عن استشاراتي أشكرك جزيل الشكر وأسأل الله أن يسعدك ويجعلها في ميزان حسناتك....
لقد أخذت بنصيحتك ورحت لطبيب نفسي لكن للأسف وكما توقعت لم يعطني اهتماماً ولا وقتاً بل زادني هما بكلامه قائلا بالحرف "أنت من ورطت نفسك في هذا فتحملي هذد المسؤولية طيلة حياتك" صراحة لن أرجع لعيادته أبدا وآمل أن أجد طبيبا آخر في منطقة أخرى إن شاء الله....
والله إن كلامكم ريحني أكثر من ذهابي لذاك الطبي...لكن هناك تساؤلا في نفسي لماذا عندما أحكي لشخص عن مشكلتي يلمح لي بالانتحار ووجوب المعاناة طيلة عمري أنا والله شاهد علي أني كنت أظن في ذلك العمر أن التحرش يحصل فقط من رجل كبير لطفل صغير ما كنت أعلم أن ما أقدمت على فعله تحرش أو ربما اعتداء لا أعلم ؟
أنا لا أبرئ نفسي أبدا أنا أعترف أنني مذنبة ولم أعاود ذلك الفعل ولن أكرره أبدا أنا بطبعي لا أحب أذية مشاعر الناس ولا حفر ذكرى سيئة بداخلهم....لكن لماذا الكل يقولون المتحرش يجب أن يموت يجب أن يقتل إنه أحقر مخلوق سامحوني لا أجد من أفضفض له غيركم.....
نسيت شيئا آخر عندما أقول يجب أن أسامح نفسي وأبدأ من جديد وأرجع لدراستي وحياتي التي فقدتها منذ 3 سنوات أحس بارتعاد في أطراف جسدي وغصة وضيقة في صدري لا أعلم لماذا هل ربما بسبب البرمجة السلبية والأفكار الانتحارية والسيئة التي زرعتها في عقلي طيلة هذه السنوات؟
سامحوني على الإطالة
وجزآكم الله خيراً
28/1/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "إيمان" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، وإطرائك ودعواتك الطيبة ومتابعتك مع استشارات مجانين بالموقع.
لشد ما أسعدتني متابعتك تلك بعدما تأخرت في طمأنتنا عليك، وإن أحزنني وأخجلني في ذات الوقت أن يوجد من زملائنا أطباء النفس من يعجز عن استيعاب مريضه أو مريضته رغم أن الاستيعاب شرط أصيل لنجاح أي تدخل علاجي.
الجميل والذي يدل على ذكائك هو انتباهك لكون ما قاله ذلك الطبيب ليس صحيحا وليس مسؤولاً... فالحقيقة أنه إما مبتدئ أو عنده مشكلة شخصية مع موضوع التحرش كان الأجدر به أن يعالج أثرها عليه قبل أن يستقبل المرضى ليعالجهم.... أفضل شيء هو أن تسارعي بزيارة غيره.
أصل بعد ذلك إلى تساؤلك (لماذا عندما أحكي لشخص عن مشكلتي يلمح لي بالانتحار ووجوب المعاناة طيلة عمري)... أي شخص تقصدين وأنا أدرك كم أنت كتومة خاصة لسر كهذا ؟ هل هو الطبيب النفساني صاحب المشكلة غالبا مع قضية التحرش؟ أم أحدا غيره؟ أرجو ألا تقعي ضحية التعميم الخاطئي فتأخذين مثلاً واحداً وتحسبينه يمثل الجميع.
لكن لو أنهم شخوص متعددة بالفعل لمحوا لك بوجوب طول المعاناة أو الانتحار –وهذا لعمري مستبعد- فسيكون معنى هذا أن لدى المغاربة كمجتمع مشكلة مع هذه القضية... وأنا أذكر أنكم كنتم من أوائل الأقطار العربية التي أزيح الحجاب فيها عن حالات التحرش الجنسي داخل الأسر... يعني أنتم ومصر كانت التالية حسبما أتذكر..... رغم البداية المبكرة جداً لبرنامج اعترافات ليلية الذي قدمته بثينة كامل في الإذاعة المصرية... أظن أنتم سبقتم على التلفاز.... أن يكون ذلك ساهم في إعطاء فكرة ربما أسوأ من الواقع عن الأمر.
وأما ما يحدث من أعراض جسدية مزعجة حين تقررين مسامحة نفسك والحياة كما يجب أن تعيش "إيمان"... فتذكري أنها بعض من أعراض القلق والاكتئاب الجسدية التي يجب ألا تعيقك... حاولي تجاهلها وواصلي ما استطعت العيش كـ "إيمان"... فكثثيرا ما تكون عائقا مبدئيا يزول بعض خطوات مصرة نحو الهدف، فلا تعيق بعد ذلك، وإن شاء الله تنجحين... لكن أرجوك يا ابنتي إما طبيب نفساني جديد أو تناولي ما أتوقع أن طبيبك النفساني الذي زرته وصفه لك من عقاقير فهو بالتأكيد اختار لك عقار اكتئاب وحده أو مع عقار آخر... يمكنك تناوله حتى ولو لم يعجبك الطبيب وسوف أتابع اختياره معك يا "إيمان"... لا أظن أني تركت لك فرصة لتؤجلي العلاج هذه المرة.
ودائماً أهلاً وسهلاً بك دائماً يا "إيمان" على الموقع فتابعينا بالتطورات .
ويتبع >>>>>>>>: هل أنا أستحق الحياة ؟ نعم والله ! م6