قربت أنتحر..
الموضوع طويل بس أنا هلخصه أنا في سن 10 أو 11 مارسة الشذوذ بدون ولوج مع جار لي أكبر منين بسنتين وبعدها هددني أنا لو ممارستش مع صاحبه وهو جاري بردو هيقول لأهلي ومارست بدون ولوج فشل الشخص ده بعدها بشهور مارس معايا ولكن بولوج بعدها حصل مشاجرة بيني وبينه وضربته وإحنا في نفس السن ده بعدها قال لناس أن هو عمل فيه كده.
ناس من أصحابه بعيد عن الشارع الناس دي بقيت أحس كل فترة أن عيني مكسورة قدامهم وبعدها عشت حياتي عادي ونسيت فعلاً الموضوع ولعب عيال ولا يشغلني بعد 25 سنة قابلت شخص منهم وتكلم عليّ وهو بيشاور ولما واجهته قالي أنا معرفش ومتكلمتش عليك وشخص تاني كان هو قاله وثباته بردو بعد 25 سنة وبص لي في وشي وضحك
أنا حالياً حاسس أن كل الناس بتتكلم علي والناس كلها بتنفر مني أو بمعنى أصح حاسس أني انتبذت وانفضحت أنا أقسم بالله حياتي جحيم فقدت الثقة في نفسي وسبت شغلي وقاعد في البيت كل ما أروح مكان أحس أن الناس بتتكلم علي في الموضوع ده رغم أن مفيش حد قال لي حاجة في وشي ولا أي حد في المكان الذي أقعد فيه أنا والشخص ده غير معاملته معايا بس أنا بحس بحيرة العين قدام أي إنسان
أقسم بالله أنا تعبان جدا لو حد بصلي في الشارع وأنا ماشي بيكون يوم إسود وأقعد أقول أكيد عرف عني ولو اتنين بصولي مع بعض بيكون ليلة سوداء مفهاش نوم لأني بفتكر إني بيكلموا عني وانفضحت أقسم بالله ما معايا حتى فلوس العلاج ولا أروح لدكتور وزعلان جداً أنا بعدت عن صحابي والدنيا كلها حتى معاملتي مع أهلي اتغيرت معظم اليوم نايم أو بره البيت
الناس كانت بتحبني جداً بقيت بحس إني منبوذ جداً وأنا أنا مكسور وعايش لوحدي أبوس إيدك أبوس إيدك أي حد هنا عايز أرجع زي الأول الموضوع مش في دماغي وأهزر وأضحك تاني أنا تعبان
5/1/2019
رد المستشار
الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ايمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع شبكتنا.
فإن هذه الحالة الظنانية والشكوكية التي تنتابك نسميها بالإسقاط النفسي، وهذه الأعراض التي تظهر عليك هي ما يعرف بالظنان أو الشكاك، ولا شك أن الإنسان حينما يكون منشغلاً لهذه الدرجة أن الآخرين يتحدثون عنه دائماً، و تكون لديه هذه الإشارات الفكرية المتسلطة عليه، لاشك أن ذلك سوف يشغله ، ويؤدي إلى شعوره بالإحباط ، وشعوره بعدم الفعالية.
أخي الكريم... هل تعتقد أن تظل أحداث واقعة حدثت لك وأنت في سن ١٠ سنوات عالقة في ذاكرة الناس لمدة ٢٥ سنة!!!؟؟؟ لا سيما وقد ذكرت أنك أنت نفسك اعتبرت الأمر في حينها لعب عيال، وأكملت حياتك بصورة طبيعية، ونسيت الموضوع فأصبح لا يشغل تفكيرك... وحتى هذا الشخص الذي قابلته بعد ٢٥ سنة، وأعاد الذكريات إلى عقلك فظننت أنه يتحدث عنك أنكر معرفته بالأمر أو أنه تحدث عنك أصلا، وهو ما يدل على أن الأمر في رأسك وحدك، ولا يشغل حيزا من تفكير الآخرين، فالناس لديهم مشاكلهم وهمومهم الخاصة التي تشغلهم عن واقعة حدثت لشخص بعيد عنهم منذ ٢٥ سنة.
أخي الكريم... الذي أنصحك به أولاً: هو أن لا تضخم فكرة الخطأ وتعطيها حجما أكبر من حجمها خاصة إذا كنت قد توقفت عن ممارسة هذا السلوك السيء وعزمت على عدم العودة إليه، فكل ابن آدم خطاء، وجل من لا يخطئ .
ثانيا... عليك أن تسعى لأن تحسن الظن بالناس إلى أن يتبين لك العكس، فلابد أن تحسن الظن بالناس؛ لأن الله أمرك بذلك: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ))[الحجرات:12]،
ولابد أن تنزل الناس منازلهم، ولابد أن تحقر هذه الفكرة، فكرة أن الآخرين لا زالوا يتذكرون ما حدث معك في الماضي، ويتحدثون عنك، وينفرون منك أو ينبذوك، وحاول أن تضع خيارات أخرى حين يأتيك مثل هذا التفكير، فقل: (هذا الشخص ربما أكون ظلمته، هذا الشخص لا يتحدث عني، وليس هنالك ما يدعوه للانشغال بي، فلماذا أنا أنشغل به) أو قل: (إن هذا الشخص حتى لو تحدث عني فيجب أن أثق تماماً أنه يذكرني بخير).
فلابد أن تجري مع نفسك هذه الحوارات، التي نسميها: التواصل الإيجابي مع الذات من أجل التشبع والتكيف للحقيقة، فهذا لأمر ضروري جدّاً.
بجانب هذا التغيير الفكري المعرفي لابد أن تتخذ خطوات عملية بأن تستغفر الله عن ممارسة هذا السلوك السيء وتتوب إليه وتعقد العزم على عدم الرجوع إليه أو حتى مجرد التفكير فيه .
ثالثا...صاحب ورافق الأبرار والخيرين من الناس، وسوف تجد -إن شاء الله تعالى– الشباب الخيرين الذين تثق بهم، وحاول أن تجري معهم حوارات وأن تتواصل معهم اجتماعياً، كما أنصحك أيضا بوضع برنامج اجتماعي تقوم فيه بزيارة الأقارب والأصدقاء والزملاء، وأن تشارك في مناسباتهم الاجتماعية، ولا تطل الجلوس معهم في البداية، بل اجعلها زيارات خفيفة، وحضر الموضوعات التي تريد الحديث فيها .
رابعا...لا بأس بالانضمام إلى الجمعيات والتجمعات الشبابية والالتحاق بالأعمال التطوعية –أعمال البر والإحسان– فهي تبني في الإنسان الثقة في نفسه ويكون أكثر ثقة بالآخرين. فأرجو أن تقدم على ذلك.
أما عن حالة النوم التي تنتابك وخروجك المستمر خارج المنزل لخوفك من مواجهة نظرات الناس فكل هذا ناتج عن حالتك النفسية، لأن الإنسان عندما يكون لديه علة نفسية لا يكون ضابطا لتصرفاته، ولا لمتطلباته البيولوجية كالأكل والنوم، فيغرق في النوم، أو يتناول الطعام بشراهة، وهكذا، وحين تتحسن حالتك النفسية _ إن شاء الله تعالى _ سوف يتحسن النوم، وتعود إلى حياتك الطبيعية.
أخي الكريم..لا أنصحك بالتوقف عن الذهاب لعملك لأن هذا الأمر سيجعلك تشعر بالإخفاق في كل شيء، فيجب أن تخاطب نفسك، وتحقر هذا الشعور، وفي نفس الوقت يجب أن تدير وقتك بصورة صحيحة، فضع برنامجاً يومياً وأصر على تنفيذ هذا البرنامج بكل دقة، مثلاً: ابدأ يومك بصلاة الفجر ثم بعد ذلك اذهب إلى العمل، وخذ قسطا من الراحة بعده، ولا مانع بعد ذلك أن تروح عن نفسك بما هو مشروع، وتتواصل اجتماعياً، وتمارس شيئاً من الرياضة.
الشعور بالإخفاق يأتي لأن الإنسان غير فعال، ولا يستفيد من وقته، وليس له هدف في حياته، فأنت شاب والشباب هو وقت فورة القدرة والقوة والإمكانات النفسية والجسدية، فهذا يجب أن يدعوك إلى التفكير الإيجابي والاستفادة من هذه الفترة العمرية، فأنت مطالب بأن تتميز، لأننا نعيش في عالم فيه الكثير من التنافس، فلا تقتل روحك بالشك وما يترتب عليه من الشعور بالإخفاق؟ اسع وطبق وسوف ينتهي هذا الشعور _ بإذن الله تعالى.
يأتي بعد ذلك أن أصف لك أحد الأدوية التي أراها أنها مفيدة والفعالة جدّاً، وإن شاء الله تساعد على القضاء على هذه المشاعر السالبة خاصة مشاعرك حيال الآخرين والتي تتسم بالظنان وسوء التأويل. هذا الدواء يعرف باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة ٢ مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى ٣ مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى ٢مليجرام ليلاً لمدة شهر.
هذه الجرعة هي جرعة بسيطة، وهذا الدواء من الأدوية الجيدة والفعالة، والتي سوف تفيدك كثيراً -إن شاء الله تعالى– وبالطبع لابد أن تتبع الإرشادات السابقة، وأن تحسن الظن، وأن تحسن التأويل، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من كل شر، وأن تكون فعّالاً وعالي الهمة.
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى، وبالله التوفيق.