أنا وسلفتي ولولا دفع الله الناس
أريد أن يحصل أولادي على أم !
ماذا أدرس!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزآكم الله خيراً على هذا الموقع وهذه الخدمة.
بعد أن دخل أولادي جميعهم إلى المدرسة وأصبح لدي وقت فراغ أثر سلبا على نفسيتي بالاكتئاب.قررت أن أنقذ نفسي وأثبت ذاتي وأن أعمل شيئا مفيدا في حياتي ذا قيمة.فقررت الدراسة من جديد في الجامعة واخترت تخصص الإرشاد النفسي وكنت مقتنعة به جدا لأني أحب إرشاد من حولي دائما ولدي فن الحديث وصياغة الكلام وقدرة على التأثير الإيجابي فيمن حولي.
وبعد أن درست أول سنة أصبت بالإحباط ممن حولي لأن هذا التخصص ليس له مستقبل في الوظائف وأنا أحلم أن أتوظف بعد الدراسة.من هنا وبتشجيع من بعض الأشخاص قررت أن أحول دراستي إلى تخصص تربية خاصة. وكنت سعيدة بهذا القرار ومتحمسة أن أنتهي من دراستي ليبدأ مشواري الإنساني مع ذوي الاحتياجات الخاصة.ثم وبعد فترة يحل علي إحباط آخر.. أجد أني لست ممن يمتلكون الصبر على عناد الأطفال.. وأكبر مثال أني لا أعرف التصرف مع أولادي وأسيء لهم بعصبيتي.
وأصبحت أميل لتخصص علم النفس لأني لدي ميول لتحليل شخصيات الناس ولدي روحانيات قوية. وأيضا قدرة على إعطاء نصائح نفسية.
الآن أنا في صراع مع نفسي وحيرة كبيرة..
-أنا أحب إسداء النصائح وإلقاء الخطب. من هواياتي كتابة الشعر والقصص والمقالات والتلاعب بالتشبيهات والكلمات.. هنا أنا أجد نفسي بالإرشاد!
-أنا أتمتع بروحانيات عميقة وأستطيع الدخول إلى قلوب الناس بسرعة ولدي قبول بين الناس والحمدالله.. وأهتم وأحب كل ما يتعلق بتحليل الشخصية وعلم الفراسة وعلم الطاقة وهنا أجد نفسي بعلم النفس.
-لدي شعور مرهف بالإنسانية وأحب المساعدة وأحلم بتغيير العالم للأفضل وأتمنى مساندة ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم نفسيا وإعانتهم وتعليمهم مهارات حياتية تعينهم على الحياة. وإن حاولت الصبر فإني من النوع الذي يدخل قلوب الأطفال بسرعة. هنا أجد نفسي مع التربية الخاصة.بهذا العمر أشعر بأني أريد إنجاز كل شيء وكأني أحاول إعادة الزمن إلى الوراء وتعويض كل السنوات التي مرت بضغوط نفسية وأسرية عديدة.وفعلا الآن أشعر أني في عمر العشرين.. تلك الفترة التي مرت ولم أعش فيها لنفسي يوما.
أرشدوني ماذا أفعل..وأنا محتارة بين ٣ تخصصات.. وأجد لكل تخصص سلبيات وإيجابيات.. وفي بعض الأحيان يغمرني الإحباط بسبب عمري الذي قد يكون عائقا للتوظيف.
أشكركم.
17/2/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك مرة أخرى مع المجانين العقلاء. تحتاجين لمساعدتك في اتخاذ أي قرار تنظيم طريقة تفكيرك في نفسك أولا. تذكرين أنك لم تعيشي أيام العشرينات من حياتك، كيف قضيتها، هل تعتبرين أن انجابك وتربيتك لأولادك مضيعة للعمر والوقت وتظنين في ذات الوقت أنك ترغبين في بذل المساعدة لمن حولك، هذا تناقض سافر في الأفكار.
ذكرت أنك تجيدين بذل النصح وفن الخطابة والتلاعب بالكلمات وتظنين أن هذا محور علم النفس وهذا خطأ شنيع، العمل مع مشكلات الناس يحتاج موضوعية وحيادية وتفهم لهم ومصداقية في القول وقدرة عالية على التحمل.
ما سبق كلمات كي تصححي مفاهيمك بما يساعدك في اختيار نمط حياتك. بداية حددي أولويتك هل تريدين الدراسة لإثراء نفسك، أم إشغال وقتك، أم إيجاد عمل. تختلف القرارات حسب الرغبات، حددي رغبتك من الدراسة، وخذي وقتك في اتخاذ القرار.إن كان العمل هو هدفك الأهم من الدراسة فاقترح عليك الاستعانة بتقرير وزارة العمل ووزارة التعليم العالي حول التخصصات المشبعة والراكدة والمطلوبة في سوق العمل للإناث في الأردن وهي متوفرة على الانترنت بسهولة.
إن كنت تريدين اثراء نفسك وشغل وقتك قد يكون من المفيد توظيف ما تبرعين وتحبين من الشعر والقراءة ومهارة استخدام الكلمات في دراسة الأدب العربي، أظن أنه يناسب شخصيتك أكثر من تخصص علم النفس والتربية الخاصة التي تعتبر من التخصصات الضاغطة على العاملين فيها فيما تكررين أنك منهكة وعصبية. سيساعدك علم اللغة في الابتعاد عن الضغوط والتمتع بالقراءة ويساعدك في التعبير عن نفسك ما يجلب الهدوء لنفسك.
يمكنك أيضا أن تدرسي الشريعة والفقه فهي ستشغل وقتك وتستثمر رغبتك في الخطابة كما أنها أقل ضغطا من علم النفس والتربية الخاصة.
لا أنسى ابداء اعجابي بدافعيتك وهمتك وسعيك للارتقاء بنفسك، ما فات كان مجرد بدائل يمكنك الإفادة منها في توسيع دائرة خياراتك.