أخطاء المراهقة والماضي تسيطر على تفكيري
السلام عليكم أرجوكم تتفهمو مشكلتي وما تدعو علي أرجوكم ادعولي بالمغفرة والستر الله يسامحني ولكم بالمثل لأني أنا نادمة أشد الندم من 8 وأكثر كان هناك تطبيق اسمه بيبي ام في فترة من الفترات كنت طايشة الله يسامحني ويغفرلي وكنت أبعت صور لشباب مخلة أتذكر كان منهم بوجهي لناس خارج الدولة المهم وداخلها أعرفهم وما أعرفهم لا أعتقد أن ممكن أحد يعرفني في منهم يعرفوني كانوا يحكوا للناس إذا شافوني ماذا كنت أفعل وأخاف يكونوا محتفظين بالصور مستحيل أكلمهم أتعبني هذا الموضوع
وأصبحت أتلاشى وأخاف أتعرف على ناس جدد وأخاف أني أحقق أحلامي لكن اللي مخوفني أن أحد يكون عنده هذه الصور لين الحين وينشر هذه الصور على مواقع التواصل ويتمسخر علي أو ينشرها أو يكون ناشرها على مواقع إباحية بهدف كسب المال وأحد من أهلي أو من الناس اللي أعرفهم يشوفوها وزوجي يشوفها والله العظيم كنت صغيرة كنت 13 سنة الحين أنا متزوجة وخايفة أخسر عيلتي حتى أصبحت إنسانة كئيبة ليس لديها أحلام وخايفة التفكير يسيطر علي وأبكي إيش ممكن أعمل ساعدوني؟
26/2/2019
رد المستشار
السلام عليكم وأهلاً وسهلاً بك أختي النادمة.
أضحكتني بقولك "لا تدعوا عليّ"... نحن لا ندعوا على أحد بل "ندعوا" الناس للتصالح مع أنفسهم والرقيّ بها. والله هو الغفار الستار الذي يحاسب خلقه ولا ندّعي ذلك المقام.
ما حصل لك وأنت صغيرة لست مؤاخذة عليه ولا يؤاخذك عليه الله تعالى، وأظن أنك تعرفين هذا وتشعرين به، لكنك عشت خوفك هذا من ناحية المجتمع، إن تأملت قليلا ستجدين أن مخاوفك مرضية وغير معقولة:
- كنت صغيرة في سنّ الثالثة عشر وقد مرت 10 سنوات وقد تغيرت قليلا وصعب التعرف إليك، هذا على افتراض أنّ أحدا لا يزال يتذكرك.
- لو كان أحد يحتفظ بصورك ويريد أن يبتزّك بها لما انتظر 10 سنوات كلها حتى يفعل، لو كان عنده مثل هذا الصبر لما كان من النوع الذي تستعبده شهواته ويقوم بابتزاز الفتيات بصورهن.. لذلك الاحتمالية منعدمة بأن يحتفظ بها منحرف وفاجر ليهددك بعد مرور 10 سنوات.
- لم تكوني معروفة باسمك ومكان إقامتك، مما يعني أنك كنت مجهولة تماما، ولا يمكن تتبعك، ومن لم يتتبعك بعد ذلك مباشرة وهو يملك معطيات طرية عنك فلن يكون قادرا على فعل ذلك بعد سنوات.
- كما كنت تلعبين وتعبثين في الموقع غيرك أيضا كان يفعل ذلك وقد ينسى ما يفعل ويخفي أنشطته وينتقل من علاقة إلى علاقات أخرى تُنسيه الأولى.. وهكذا حتى ينساك تماما.. لذلك شعورك بأنك مستهدفة شعور نابع من تركيزك على فعلك، أما الآخر فقد نسيَك لأنك مجرد صورة من بين صور كثيرة جدا ولا يعيش ما شاهده من صورك بشكل وسواسي كما تعيشينه أنت لأنه يعتبرها نشوة عابرة وأنت تعتبرينها زلة خطيرة وكارثة لذلك عششت في مخيّلتك.
- لم تقولي متى بدأت هذه المخاوف المرضية، لكني أرجّح بدايتها مع زواجك وتخوفك من اكتشاف زوجك لماضيك وأخطائك وأنت صغيرة. مما يعني أنك كنت ناسية للموضوع، وحضرت قضية الشرف فجأة. ما حصل لا طعن في شرفك هذا أولا. ثانيا، من سيحاسبك من الأزواج على عمل طائش وأنت بالثالثة عشر من العمر، هو من يحتاج عقلا ونضجا وليس أنت، هو الطائش آنذاك. فلا يُعقل أن يحاسبك في شيء كهذا أو يعتبره طعنا في شرفك.
- تخوفك من نشر الصور في النت نابع من فكرة أن من أرسلت له الصور لا يزال يحتفظ بها، وهذا محال، فكيف ينتظر سنوات حتى ينشرها؟
أخيرا لقد أدخلتك هذه المخاوف في حالة اكتئابية ووسواسية يجب أن تزوري مختصا من أجلها، ولا أسمع منك "لا أستطيع الذهاب لمختص نفسي أو طبيب نفسي". هذا مجرد كلام فارغ في نظري يتعذّر به الكثيرون، فيبقون في جحيم أكبر من جحيم المواجهة.. تبريرات زيارتك للطبيب أو المختص لا تنتهي، يمكنك أن تقدمي أعذار كثيرة لزيارته، وعندما تدخلين عند المختص أنت حرة في طرح مشكلتك بصدق وشفافية.. وما سيراه الناس مجرد أعراض تختفي وتحسن نفسي والكل سيرحب بذلك التحسن سواء كان زوجك أو أهلك أو المجتمع.
أعداء النجاح كُثُر كما يقال.. ومن هؤلاء الأعداء نفسية من يريد أن ينجح أيضاً.. ربما تخوفك من النجاح له أسباب أخرى، وزاد هذا السبب من حدة المشكل. فلا تنخدعي بسهولة، أمضي وحسبك الله ولا يمكن أن تعطلي حياتك لمجرد احتمال ومخاوف مرضية شيء مؤكد هو أنك لما ستفشلين في حياتك ستكون النتيجة حتمية، أما ما تخافين منه فهي مجرد وساوس وتخوفات لا أساس لها من المنطقية.
تمنياتي لك بالتوفيق.