أعاني من سبع وساوس منها وسواس التخيلات الجنسية وقد حالوا دون قيامي بالعبادات.
السلام عليكم أبعث لكم برسالتي هذه وكلي أمل أن تمدوا لي يد المساعدة فأنا أعاني من ضيق شديد ووساوس كثيرة حالت بيني وبين العبادات
سأشرح لكم حالتي بالتدقيق راجية أن تضعوا حدا للوساوس التي استفحلت في حياتي وجعلت الحزن والكآبة والضيق يلازمونني
أنا أعاني من 7 وساوس قهرية من خلالي تصفحي لصفحتكم ولموقع إسلام ويب تمكنت ولله الحمد من التخلص من بعضها والبعض الآخر أحيانا أتخلص منه وأحيانا أخرى يقتحم حياتي ثانية ليجعلها مليئة بالبؤس والحزنكنت أعاني من وسواس تطاير البول عند دخولي للمرحاض (أكرمكم الله) وكنت كلما أحس أن البول تطاير على ثيابي أغيرها وأنظف جسدي لدرجة أني أصبحت أغير ملابسي كل صلاة هذا ما سبب لي إزعاجا كبيرا ولكن الحمد لله تخلصت من هذا الوسواس بعدما علمت أنه هنالك نجاسات معفو عنها
ثم أصبت بوسواس النية فكل عمل أقوم به ابتغاء مرضاة الله يخيل لي أنني أقوم به للرياء وليقال أنني تقية وملتزمة وصل بي الحد أن أقوم لأصلي صلاة الفجر خلسة وكلي خوف أن يكتشف أهلي أنني أستيقظ باكرا وأصلي الفجر مباشرة بعد الأذان لكي لا أحس أنني أقوم بالرياء حتى الصيام لا أقضي أيام رمضان لم أستطع أن أقوم به لأنه لكي أصوم يجب علي أن أخبر والدتي أنني غدا سأكون صائمة لتتمكن من تجهيز طعام الإفطار لي ولكي لا تحضر لي الغذاء كان يخيل لي أنني عندما سأخبرها سأقوم بالرياء كأنني أخبرها أنني سأكون في اليوم التالي الوحيدة في بيتنا التي ستصوم وأنني أنا أقرب منهم من الله...
هذا ما جعلني إلى الآن لم أقضي ما فاتني من رمضان.. بدأ وسواس الرياء يقل ولله الحمد كذلك أصبت بوسواس النية فكلما هممت بالصلاة تخطر على بالي أن الصلاة التي سأقوم بها لن أصليها لي وإنما سأصليها لشخص آخر غيري فأخاف أن أصلي ولا يكون من نصيبي سوى التعب (فأنا أتعب كثيرا عندما أصلي نظرا للوساوس سلطت علي عند الوضوء والصلاة سأقوم بذكرها لاحقا) بينما سينال غيري (الذي وسوس لي الشيطان أن صلاتي ستكون له) ثواب وأجر تلك الصلاة
ثم أصبت بوسواس الإساءة إلى المصحف وإلى كلام الله فأصبحت لا أستطيع أن أدخل غرفة معلق بها صورة مكتوب عليها قرآن فإنني بمجرد رؤيتي لصورة سيخطر على بالي أن أبصق عليها والعياذ بالله نفس الشيء يحصل معي عند قراءة القرآن لا أستطيع أن أنظر إلى المصحف فكلما وقع نظري على القرآن يخطر على بالي نفس الشيء كذلك عندما أدخل الحمام وعندما أكون بصدد التبول (أعزكم الله) يخطر على بالي والعياذ بالله أن المصحف موجود في المرحاض وأني إذا تبولت فإني أقوم بهذا الشيء فوقه ولا حول ولا قوة إلا بالله أصبحت أتبول بصعوبة وأشعر بضيق شديد
لكن كل ما سبق لا يعتبر شيئا أمام وسواس الاستنجاء فأنا أقضي ما يقارب الساعة وأنا أستنجي وأحس بنزول شيء مني فأكرر الاستنجاء عدة مرات
و قد أنجر عن قضائي لمدة طويلة وأنا أستنجي بالماء إصابتي بمرض (أظن أنه التهاب) فقد أصبحت أعاني من إفرازات كريهة الرائحة تنزل مني دائما نظرا أنني أستعمل الماء لمدة ساعات في اليوم
ثم بعد ذلك أصبت بوسواس تخيل الصور الجنسية أصبحت تخطر على بالي دائما لدرجة أنني أضع خرقة دائما في ملابسي الداخلية خشية أن أضطر لتغيري ملابسي في كل صلاة ثم تطور الأمر وأصبحت تأتيني هذه التخيلات عند الصلاة فعندما أكون أصلي تخطر على بالي أفكار وصور جنسية وأحاول أن لا أفكر بها وأن لا أسترسل في التخيل إلا أن عقلي يفكر فيها غصبا عني أشعر أن عقلي يسترسل في التفكير فيها وأشعر بنزول شيء مني فأضطر إلى قطع الصلاة وفي الآونة الأخيرة خطرت على بالي أن أتعوذ بالله وأستغفره كلما خطرت على بالي هذه الأفكار وأن لا أقطع الصلاة كنت أظن أنني سأتخلص منها لو
لم أعرها اهتماما لكن هذا التصرف زاد من تفاقم وسواس التخيلات الجنسية لدي وسأضرب لك مثالا لتفهم وضعيتي (أستغفر كثيرا قبل الشروع في الصلاة ثم أكبر تكبيرة الإحرام محاولات تناسي كل الوساوس وأبدأ في قراءة الفاتحة فتبدأ الصور والتخيلات الجنسية تأتي إلى عقلي فأقطع الفاتحة وأستغفر ثم أكمل الفاتحة... فتجدني أقرأ آية "الحمد لله رب العالمين" ثم أتوقف وأقول أستغفر الله العظيم" ثم أواصل "الرحمن الرحيم" ثم أستغفر لأن الصور تأتيني وأشعر بنزول شيء مني وأخاف أن تكون هذه الإفرازات مذيا
وهكذا أقرأ الفاتحة مقطعة يتخللها الاستغفار كذلك عند السجود والركوع والتشهد تجدني أقول سمع الله لمن حمد ثم أستغفر بصوت عالي لعل الشيطان يتركني وأاستطيع الصلاة أصبحت لا أصلي إلا بسورة الناس وأحس أحيانا عند قول "من شر الوسواس الخناس.." إن الوسواس يقل قليلا إلا أنه يعود في بقية الصلاة
تعبت كثيرا وسواس الاستنجاء والصلاة عكر صفو حياتي أشعر باكتئاب وضيق شديدين وأحيانا أصبحت أقطع الصلاة لأيام لأن الصلاة أصبحت بالنسبة لي مصدرا للتعب النفسي كل الناس يهربون من مشاكل واقعهم من خلال الصلاة الكل يعتبرها مهربا وسببا لراحتهم أتأمل مقولة "أرحنا بها يا بلال" ثم أجد أنني لا أرتاح بالصلاة والعياذ بالله الصلاة أصبحت مصدر ضيق لي
كلما يؤذن المؤذن معلنا أنه حان وقت الصلاة أعلم أنه قد حان موعد العذاب النفسي بالنسبة لي فيجب علي أن أستنجي وأستغرق وقتا طويلا في الاستنجاء والبكاء الشديدين ثم أتوضأ وأسرع للصلاة قبل أن تخطر على بالي أي فكرة جنسية وأشعر بنزول شيء مني ثم تبدأ معاناتي مع الصلاة كما ذكرت سابقا وفور الانتهاء أسرع لأضع خرقة على ملابسي الداخلية لكي لا تتنجس ملابسي ولكي لا أضطر لتغيير ثيابي للصلاة الموالية تصور أن تقوم بكل هذا خمسة مرات في اليوم!!! لم أعد أحتمل هذا العذاب تعبت كثيرا أصبحت أحاول الجمع بين صلاة الظهر أصليها قبل صلاة العصر بوقت قصير جدا ثم أصلي العصر لكي لا أتعذب في اليوم خمس مرات فبهذا الفعل سأقوم بالاستنجاء أربعة مرات فقط
مع كل ما ذكرته سابقا أعاني من وسواس الطهارة ففي بيتنا مرتبة تبللت بالبول ثم جفت وأنا في انتظار أن يجددوها ولكن في الوقت الحالي لن يستطيع والداي تغييرها أصبحت أحاول أن لا أقترب منها وأي شخص يجلس عليها أحاول الابتعاد عنه أشعر أنه سينقل لي النجاسة ثم علمت أن النجاسة الجافة لا تنتقل فرحت آنذاك كثيرا كنت أظن أن وساوسي قد انتهت لكن قرأت أن النجاسة الرطبة تنتقل فلو أن شخصا ثيابه مبتلة ثم جلس على المرتبة ثم لامست ثيابي ثيابه فإن النجاسة تكون انتقلت إلي ثم وجدت قولا للحنفية يقولون أن الثياب إذا كان لا يمكن عصرها ولامست شيئا نجسا فإنها لا تعتبر مصدرا للنجاسة
لذلك أصبحت أحاول أن تكون ملابسي وجسمي جافين لكي لا يتنجسا فكلما أكملت الاستتجاء أجفف جسدي جيدا ثم أجفف ملابسي باستعمال السخان وهذا شيء يزعجني فبعد كل صلاة أقف أمام السخان وأجفف جسدي وجسمي ألبس ملابس جافة ثم أجفف الملابس بعد ارتدائها فنظرا إنني أستنجي كثيرا حتى بعد تجفيف جسمي بالمنشفة أحس بأن قطرات من الماء عالقة بي فأقف إما السخان وأجفف بدني أتذكر مرة أن حرارة السخان تركت على فخذي علامات تشبه علامات الاحتراق فقد احمر فخذايا ولم أتخلص من الاحمرار إلا بعد وقت ليس بقليل
أصبحت كلما لمست شيئا أجفف يدايا لكي لا تنتقل النجاسة إلي حتى عند التثاؤب ونزول الدمع أمسح وجهي وأجففه وأمسح يداي وأجففهم بالسخان مخافة أن تبتل مثلا وسادتي وتنتقل النجاسة ثم أصبت من فترة بوسواس جديد لا أعلم إن كنت أستطيع تسميته بسلس البول فأنا أشعر بنزول شيء مني وأنا متيقنة أنني لم أتبول عمدا على نفسي ولست أشعر بحاجة ماسة لدخول الحمام لدرجة أن البول نزل مني غصبا عني أشعر بنزول شيء دائما وعندما يذكر أحد أمامي كلمة تبول أشعر بنزول شيء كذلك
أظن أنني أملك تفسيرا لما يحدث لي لكني لا أملك علاجا سابقا لم أكن ملتزمة ولم أكن أصلي ولكن لله الحمد أصبحت متحجبة حجابا شرعيا وأحببت الصلاة وقررت أنني سأصلي الفروض ثم نويت أن أصلي أسنن وتخليت عن صداقة الأولاد فقد كنت أتحدث معهم وكان لي صديق وكنت متبرجة وأرتدي الثياب الضيقة ولا أصلي... عندما قررت التوبة والصلاة وارتديت الحجاب والقفازات وأصبحت لا أكلم الأولاد أبدا ولا أصافح ولا أسمع الأغاني وغيرت دراستي وأصبحت أدرس علما شرعيا بعد كل هذا التغير قرر الشيطان أن يجعل العبادة صعبة بالنسبة لي قصد أن يبعدني عن الله ويعيدني ضالة وبعيدة عن الله وبالنسبة للأفكار الجنسية فابتعادي التام عن الأولاد وذلك بعدم التحدث معهم وغض البصر وعدم المصافحة جعل لي نوعا من الكبت في المشاعر
تجسد هذا الكبت في الصور والمشاهد التي أصبحت تخطر على بالي كلما هممت بفعل طاعة والبارحة بالذات كنت أبحث عن دورة تمكنني من حفظ القرآن فما كان من الشيطان إلا أن يزيد من وسواسه لي لدرجة أني بكيت كثيرا ولم أغتسل للصلاة بل قررت تأجيل الاغتسال لليوم التالي وعزمت أن أرسل لكم هذه الرسالة لعلكم تقدرون على مساعدتي
أرسل لكم هذه الرسالة وأتمنى أن تجدوا حلا لمشكلتي أريد أن أصلى بدون أن أتعذب نفسيا كل يوم أريد أن أنظر إلى المصحف بدون قلق وعذاب أتمنى أن أصلي في المسجد ولو مرة لكن نظرا لوسواس الإفرازات هذا لن أتمكن من الصلاة بالمسجد ونظرا لوسواس الطهارة فإن حتى المصحف لا أستطيع أن ألمسه أخاف أن تكون قد وقعت يدي على نجاسة ثم أمسك المصحف لذلك فأنا أقرأ القرآن من تطبيق من على الجوال لكن لا أعلم ماذا سأفعل في الجامعة فأنا أدرس علوما شرعيا وأستعمل المصحف في دراستي
كذلك فإنه محرم على من هو ليس متوضأ أن يلمس المصحف وأنا لدي هذه الإفرازات عند تخيل الصور الجنسية وسلس البول فماذا أفعل؟ تعبت كثيرا أصبحت لا أذهب إلى المرحاض إلا مرة واحدة في اليوم لكي لا أتعذب نفسيا عند الاستنجاء ومؤخرا أصبحت أشعر بآلام أظن أنها بسبب دخولي الحمام لمرة واحدة في اليوم كذلك عند الاستنجاء أشعر بآلام نظرا لاستعمالي الماء لمدة طويلة
ساعدوني أرجوكم تعبت كثيرا أصبحت أبكي وغرقت في الإحباط والكآبة لا أعلم إذا كان ما يحصل لي اختبار من الله ليعلم هل أنا أريد التوبة والتقرب منه حقا؟ أم ماذا أتساءل فهناك من هو ملتزم أكثر مني لكن لا يعاني ما أعاني منه من وسواس ولا يضطر إلى قطع عبادته
أعلم أن بقيامي بعبادة تشق علي سيكون لي أجرا على ذلك لكني لم أعد أحتمل فاق الوسواس والعذاب الذي سببه لي طاقة احتمالي
ساعدوني أرجوكم
8/3/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فريدة"، أعانك الله وأنزل على قلبك الطمأنينة والراحة
الحمد لله أن نجوت من وسواس تطاير البول، وسأتناول في إجابتي ما بقي:
وسواسك الأول: (وسواس الرياء) وأنت في طريقك للتخلص منه والحمد لله. عندما يأتيك الشيطان يا بنتي قولي له: وما دخلك أنت؟ أنا أصلي لله، وأصوم لله، فابحث عن أحد آخر تقنعه بكلامك! الحقيقة أن الوسوسة ليست منك، ولو كنت أنت من أحضرها، لكنت تستطيعين صرفها بسهولة. لن يضرك هذا الشعور ولن يؤثر على دينك فاطمئني.وانظري ماذا قال ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي الكبير في كتابه تحفة المحتاج عن وسواس الرياء: (فإن عَجَزَ [أي عن طرد الوسواس] لم يضرَّ حينئذٍ خُطورُ نحوِ رياءٍ [يعني وروده على ذهنه]؛
لأنه قهريٌ عليه فلا يُكلَّف به كسائرِ الوساوسِ القهريّة، غايةُ ما يكلفُ بهِ أنّه لا يسترسل مع نفسه فيها بل يشتغل بغيرها ثم لا يضرّه ما طرأَ قهراً عليه بعد ذلك). إذن هذا أمر معروف عند العلماء موجود من عهد الصحابة، ومعلوم أنه لا يضر الدين، وأن الإنسان لا يكلف بإذهاب هذه الأفكار وما تولده من مشاعر، فقط لا يسترسل في التفكير والأخذ والرد، ولا يحاول التأكد من حقيقة الفكرة، ولا نفيها...، يشتغل بغيرها ولا يضره إن جاءت إلى قلبه مرة أخرى.
وسواسك الثاني: (كلما هممتِ بالصلاة تشعرين أنك تصلينها لغيرك): كيف هذا يا فريدة؟! لا يوجد شيء في الإسلام اسمه أن يصلي الإنسان، ويتعبد عن غيره! ولا يصح هذا منه، مهما حاولتِ أن تصلي عن غيرك، وأن تنوي طاعتك عن فلان، فلن تكون إلا عن نفسك ولن يكتب لغيرك شيء، فاطمئني، صلاتك لك رغمًا عن أنفك!
وسواسك الثالث: (وسواس الإساءة إلى المصحف): إن اقتحام هذه الفكرة عقلك غصبًا عنك لا يعني أنك عزمت عليها، ولا أنك قمت بتنفيذها، فلتخطر على بالك ما شاءت، حتى إن كانت مقززة وبشعة لا تحبينها، هذا لا يهم، تبقى فكرة لا علاقة لك بها، ولا تؤاخذين عليها، لا تتفاعلي معها كثيرًا، فلن تنفذيها مهما حصل، الإنسان ينفذ فكرة عزم عليها وخطط لها، وليس فكرة لا هي من صنعه ولا هو يحبها، هل رأيت أحدًا صار على سطح القمر لمجرد هجوم فكرة على ذهنه أنه يريد الصعود إليه؟!!! بل إن ورودها على ذهنك يجلب لك الثواب العظيم، حيث هناك فكرة تدعوك للعصيان وتلح عليك، ومع هذا أنت ملتزمة بدينك، صامدة، لا تنفذين ما تدعوك إليه. افرحي إذا جاءتك هذه الوساوس، فكلما خطرت في ذهنك زادتك أجرًا وثوابًا.
وسواسك الرابع: (وسواس الاستنجاء): عندما يتضرر الإنسان الطبيعي من ممارسة إحدى الطاعات، فإن حكمها يتغير في حقه، ألم تري إلى من تؤلمه ركبتاه كيف يسقط عنه السجود على الأرض ويصح منه بالانحناء على الكرسي؟ ألم تري إلى من جرح جرحًا بليغًا كيف يسقط عنه غسل موضع الجرح؟ بل لو غسل وتضرر كان آثمًا! ألم تسمعي بأحكام دائم الحدث؟ وبأحكام المسح على الجبيرة؟ وبكل الرخص والإعفاءات الواردة في حق المتضررين من تنفيذ الأحكام الشرعية؟!!!!
مشكلتك محلولة يا عزيزتي، طالما أنك تضررت من كثرة الاستنجاء، فاستنجي مرة واحدة، ويسقط عنك التكرار حتى لو شعرت بنزول شيء.
النجاسة معفوٌ عنها، ولا تكلفين بإزالتها وهي تتكرر، والصلاة صحيحة، وخذي بحكم دائم الحدث، فتوضئي وصلي وإن كان يخرج منك شيء.
بمعنى عيشي طبيعية، المطلوب أن تعيشي طبيعية، الأحكام هي التي تتغير -ضمن قواعد معينة- لأجل أن تكوني طبيعية وسعيدة ومرتاحة، ولست أنت من يجب عليها المعاناة لتطبيق الأحكام التي لم توضع لها.
وسواسك الخامس: (وسواس الصور الجنسية): فأعانك الله عليه وخلصك منه، من فضلك توقفي عن الاستغفار بهذه الطريقة، فهو أولًا أضرك وزاد وسواسك، وثانيًا يؤثر على صحة الصلاة. فتوقفي عنه.
ولدي سؤال: عندما تشعرين بنزول شيء، هل ينزل منك شيء بالفعل؟ وهل يكون شعورك هذا صحيحًا دائمًا أم مرة ومرة؟ أعني إذا شعرت بنزول شيء، وفتشت نفسك، هل يكون هناك شيء دائمًا، أم إن شعورك يكون كاذبًا أحيانًا فلا تجدين شيئًا عند التأكد؟
أرجو موافاتي بالإجابة لأتأكد من الحكم الذي سأذكره لك
وسواسك السادس: (وسواس الطهارة والنجاسة): مذهب الحنفية أن الرطب الطاهر (سواء كان معصورًا، أم يقطر منه الماء)، إذا لامس نجاسة جافة، فلا يتنجس إلا إذا ظهر أثر النجاسة عليه، أي ظهر لون الدم مثلًا، أو انتقلت رائحة البول إلى يدك المبتلة وأصبحت مشمومة بوضوح لدى الجميع... أما إذا لم يظهر شيء من أثر النجاسة، فلا تنتقل.
هذا شيء، وشيء آخر: أن المرتبة إذا تنجس جزء منها، يبقى سائرها طاهرًا كما تعلمين. فليس من المنطقي تجنب المرتبة كلها، وتجنب من يجلس عليها أو يلمسها.
وإذا كنتم نسيتم أين مكان النجاسة بالتحديد، ولم تستطيعوا التذكر، فإن لكم أن تلمسوا أي جزء من المرتبة دون أن تنتقل النجاسة، لعدم التأكد من ملامستها فعلًا –أي النجاسة- ويقين طهارتكم لا يزول بشككم بالتنجس، إذ اليقين لا يزول بالشك.
ثم، ألا تضعون شرشفًا فوق المرتبة؟ سيكون حاجزًا بينكم وبين النجاسة حتمًا وتستطيعون التصرف بشكل طبيعي دون خوف من أي نجاسة. إن لم تكونوا فعلتم فافعلوا. أخيرًا إذا كان يمكن قلب المرتبة بحيث يصبح السطح المتنجس إلى الأسفل، والطاهر إلى الأعلى، فقد انتهت المشكلة كلها. وبعد كل هذا الكلام إن بقيت موسوسة فأنت بحاجة إلى من يشد أذنك حتمًا!!
وسواسك السابع: (وسواس سلس البول): هذا الوسواس من أبسط ما يكون، إن كان الأمر شعورًا كاذبًا، ولا ينزل شيء في الحقيقة، فلا مشكلة البتة. وإن كان هناك شيء ينزل فعلًا فأنت في حكم دائم الحدث، لا ينتقض وضوؤك مهما خرج شيء، ولا تطالبين بتطهير ثيابك! ما رأيك؟ على الحالتين لا تحتاجين إلى تجديد وضوء، ولا إلى تطهير ثياب، فلا تهتمي.
أرجو أن تساعدك إجابتي وتقوم بمهمتها الإرشادية، أما العلاج الحقيقي فلابد أن يكون عند الطبيب في مثل حالتك هذه، ولا تكفي النصائح والإرشادات. تحتاجين ولا ريب إلى علاج دوائي مع العلاج المعرفي السلوكي. قد يكون هذا صعبًا على المستوى المادي والاجتماعي، بل النفسي أيضًا.
لكن ليس لنا إلا عمر واحد يا "فريدة"، فلنجد طريقة لنعيشه براحة، أفضل من أن نمضيه بالآلام والمعاناة غير المثمرة، وإذا كان الذهاب إلى الطبيب هو الحل، فليكن، ولست أول ولا آخر من يذهب إلى الطبيب النفسي، وحاولي البحث عن طبيب عارف بالعلاج المعرفي السلوكي وليس الدوائي فقط.
وأعقب على كلامك في تفسير سبب وسوستك: نعم، الشيطان لا يترك ابن آدم، ويؤلمه التزامك جدًا، ويريد أن يبغض إليك الطاعة لتعودي إلى المعصية. حتى الوساوس الجنسية، ليست قضية كبت بقدر ما هي قضية حرص منك على الاستقامة، فيأتي الشيطان ويوسوس، ليقنعك أنك مذنبة ولا فائدة من ترك الكلام مع الأولاد، بل أصبحت مشاعرك أسوأ، ويصل بك أخيرًا إلى أن الكلام مع الأولاد أفضل، إذ هو خير من أن تتسلط عليك الوساوس ليل نهار...، هذا من ناحية السبب.
لكن السؤال: هناك من يلتزم ولا يحصل معه هذا، لماذا؟ في الحقيقة لا يوجد شخص يلتزم إلا ويدخل الشيطان عليه يريد صده، بل يوسوس إلى شياطين الإنس ليتسلطوا على الملتزم، ويستهزؤوا به أو يشككوه في دينه. لكن يبدو -والله أعلم- أن هناك استعدادات نفسية وعضوية مختلفة، تجعل قسمًا من التائبين يقلق جدًا من هذه الوساوس التي تصاحب الالتزام، وتنقلب معه إلى وسواس قاتل. بينما هناك أناس ليس لديهم هذا الاستعداد فيستطيعون تجاوز هذه الأفكار بسرعة، مستهزئين بها وبسخافتها. الدنيا هكذا لكل قدره ومحنته، ولعل من نجا من الوسواس، وقع في بلاء آخر أشد.
إذن ما يطرق ذهنك ليس سوى أفكار شيطانية كاذبة، وأول خطوة للتخلص من هذه الوساوس أن تعلمي أنها تافهة ليست ذات قيمة، سواء قلنا إنها شيطان، أو مرض، ففي كلا الحالين ليست ذات قيمة، لا الشيطان يعتمد على كلامه، ولا الحالات المرضية تعطي نتائج صحيحة، كله غلط في غلط.
أسأل الله تعالى أن يعينك، ويكرمك بسعادة الدارين، عافاك الله، وتابعينا بأخبارك.