تأنيب الضمير ومحاولة القيام باللوط..
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته، لما كنت صغيراً في حولي 11 سنة كنت أعاني من عدة مضايقات من طرف زملائي في المدرسة كانوا ينادوني بأسماء فتاة وإلى غير ذلك. فأصبحت أعيش في سكيزوفرينية. كنت أطرح على نفسي هل أحب النساء أم الرجال... والآن (عمري 16 سنة) كنت في الطريق ودعاني رجل مسن إلى ممارسة اللواط ففي الأول انصدمت وفي التالي انسجمت معه ( باسني في فمي وأراني عضوه الذكري ولمسته بيدي)
وطلب مني أن أريه وأصر أن أمارس علاقة جنسية لكن رفضت ولكن أصر فاستعملت طريقة للتخلص منه فقلت له أنني سأذهب بضع دقائق سأعود ولكن لم أعود. منذ ذلك اليوم أحس بتأنيب الضمير. الشيء الإيجابي في هذا أنه أصبحت أصلي لأنني كنت تارك الصلاة. ولكن أصبحت أفكر كتيرا في هذا الموضوع هل ما فعلته يعتير اللواط؟ ومجموعة من الأسئلة. كل هذه الأسئلة تمنعني عن اتباع دارستي بشكل عادي .
أرجو المساعدة .
أصبحت أخاف في الطريق وكذلك في الليل
18/2/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله صديقي "سعيد". ومرحباw بك على موقع مجانين
ما حصل لك أنك حققت نبوءة المجتمع فيك بخصوص موقعك بين الجنسين، لا بد أنك تعاني من تقدير ذات منخفض وثقة ضعيفة في نفسك، وهذا ما جعلك عرضة لهذا الارتباك بخصوص ميولك أهو للنساء أو الرجال.... طبعا تساؤلك وقلقك حول موضوع الشذوذ يدل على أنك لست شاذا. ما حصل قد حصل وقد أرخيت دفاعك في لحظة أحببت أن تجرب جديدا وتكتشف ما لم تكتشفه مع فتاة أخرى، لأن شخصيتك انطوائية ولا تملك في نظرك فرصة مع البنات..... فاطمئن ميلك الجنسي طبيعي ما يمنعك من الوعي به هو عدم تطوير مهاراتك التواصلية والاجتماعية ورؤية نفسك بأعين المجتمع والمستهزئين بك.
تأنيب الضمير ردة فعل قد تكون مرضية، ولجوؤك للصلاة في هذه الظرفية بالذات محاولة منك لتطهير نفسك وبسبب تضخّم إحساس الذنب والعار، من الجيد أن تصلي لكن احذر فالصلاة بهذا الشكل قد لا تعلب إلا دور المهدئ العاطفي، فإما يزول تأثير تأنيب الضمير فيزول معها كل عزم وجدوى للصلاة، أو ترتبط الصلاة عندك بحالتك النفسية السيئة فتكون دائما ذات معان سلبية وتشاؤمية وذات بعد حزين وعاملا في اعتزلك الاجتماعي (وأقصد هنا الصلاة). ما حصل لم يكن مثل عمل قوم لوط كما تظن، فأولئك كان لهم ميل واضح يسعون لتحقيقه كل مرة وليس مجرد مغامرة واكتشاف لم يفضي لأي علاقة جنسية، هل تظن حوار قوم لوط مع النبي لوط حوار متردد خائف أو حوار شخص يعرف ما يريده جيدا (ما لنا في بناتك من شيء، وإنك لتعرف ما نريد !)
خوفك وتعثرك الدراسي دليل آخر على ردة فعلك المرضية والمبالغ فيها، لكنها أيضا دليل على أنك رافض للفكرة أيضا.. تريد المساعدة؟ عليك أن تزور مختصا نفسيا في أقرب وقت وقل لأهلك أن السبب هو هذا التعثر الدراسي و blocage الذي حصل لك، ومع المختص تخبره بما حصل ليعمل على برنامج علاجي معك (لا تقلق فسِرُّ المهنة يحتم عليه ألا يخبر أحدا بسبب التعثر ولو كانوا أهلك) وربما يكتشف مشاكل أخرى في شخصيتك ونظرتك لنفسك وللعالم.. وربما كانت هذه الحادثة خيرا حتى تتحرك نحو تغيير ذاتك وتطويرها شرطَ أن تحسن استغلال هذه المرحلة وهذا المشكل لتكون نقطة تحول ومسببا في يقظتك وفتح عينيك على المشاكل الحقيقة في شخصيتك.
ولا تنسى ألا تبالغ في ردة فعلك، فهذه الأمور تقع مثلها مثل أي حادثة تترك لنا مجالا للنضج وفهم أنفسنا والعالم. وانتبه ألا تتخذ شخصيتك الخائفة المترددةأشكال تدين خداعة ودروشة قد تزيد الأمر سوء (أقصد أشكال التدين) بسبب إخفائها للمشاكل النفسية وإعطائها صبغة الفضيلة والتدين والتقوى!! هذا أكبر مشكل قد تقع فيه، لأنه بعد ذلك لن تسعى لتغيير ذاتك بعد أن يختلط مفهوم الإيمان والمقدس مع مشاكلك النفسية، فتعطيها مبررا دينيا وتأويلا جميلا وتضع لها ماكياجا يزيّنها وهي قبيحة!
أتمنى لك الشفاء ولا بد أن تزور مختصا نفسيا كيفما كان الحال.