السلام عليكم..
مش .........................خلاصك
بغض النظر عن اللي فوق أتمنى يكون اتمسح لأني مسحته.. وأرجو حضرتك بلاش تقرأ عشان كان عيالي ومن غير وعي وتفكير وحاجة مخجلة!..
لم أشأ الإرسال هنا لكن نافذة مجانين للإرسال مغلقة دائما ممكن يتم تحديد موعد محدد وثابت لفتح استشارات مجانين وإعلام شعب مجانين بالموعد على صفحة مجانين على بيج الفيس مثلا.. عند حضرتك.. والأمر الآخر لماذا علي تسجيل إيميل ومعلومات أخرى بخاف منها وبحب أكون مخفية أمان أكثر..
عموما كنت حابة أرسل استشارة عامة وخاصة بنفس الوقت حول "الحجاب"
((وضغط الأهل المخيف وكأني عملت ذنب يهز عرش الرحمن والعياذ بالله.. فقط تحجبت محبيتوش قلعته بس مازلت أصلي لله الحمد مازلت أصوم مازلت أعرف حدودي بديني بس ماما وعائلتي بنظرهم أني ممكن أوصل للإلحاد والعياذ بالله! ربنا يثبتنا بالدين وده عمري ما فكرت فيه أبدا أبدا لا غاية من خلع الحجاب العري والتعري أو... بس مازلت زي ما أنا نفس لبسي جينز وبدي وجاكيت ومكياجي العادي مش حاجة أوفر يعني مكياج هوه ألوان فيه تركات وحركات بس مش شيء غريب عادي، وبعمل ده قبل وبعد الحجاب أهلي ضغطهم بقى مزعج ومنرفز وممل ومخيف
ماما على طول بتبعت لي على الواتس كلام شيوخ مخيف جدا أنَّا بكره الشيوخ جدا حقيقي مش بسمعهم خالص بعتمد على قلبي والله ساعات بقول لربنا طب علمني وفهمني وابعت لي حاجة عشان أعرف أتصرف ببقى بلحظة إما ينط لعقلي حل معرفش جه منين أو فكرت فيه إزاي! أو أعيش موقف كامل وآخد العبرة منه وأرجع أفتكر طلبي من ربنا أنه يعلمني.. أكثر من مرة عملت بلوك لماما بس رجعت فتحته لأني عارفة قلبها وخوفها وده حلو ونعمة الحمد لله عارفة فيه ناس من غير أم، بس ماما بتدخل بعلاقتي بربي بإحساسي جوة قلبي، القلب اللي بيكون بين إيد ربنا ماما بتدخل بيه وتحدده هي! وده بيجنني بيخليني أبعد عنها بعدين بعرف أنها تعبت، ضحت.. وفي النهاية أم..))
أنا مش بقدر أفتح النت دائما وأرسل لمجانين أنا بحثت على مجانين بس ملقيتش أو معرفتش أجد مقال أو حتى استشارة لو فيه مثلا مقال لحضرتك أو حد مش شيخ بس بيعرف الدين كويس أو يمكن مفيش حد كويس يعني كلنا بشر المهم شيء أبعته لماما أو ممكن مثلا الكلام اللي كتبته فوق بين الأقواس لو ينفع ممكن يكون استشارة لي على مجانين وعموما مش محتاج أملأ البيانات لأنها شيء خاص وممكن يكون عام وخاص عشان أقدر أبعته لماما من غير ما يكون اسمي ومعلوماتي ظاهرة لأن لما بتناقش مع ماما بتقول إني معنديش خبرة بالحياة، وأني ما زلت صغيرة وأني بضيع أو هضيع مش عارفة..
شكرًا مقدماً.....
دعواتي بداوام الصحة والعافية والتوفيق
8/3/2019
رد المستشار
السائلة الكريمة:
البيانات المطلوبة في استمارة الاستشارة هامة جدا لنرى أوضح!!
وهي محاولة لمساعدة المستشارة أو المستشار في رؤية تضاريس القصة التي يحاول أن يتفاعل معها، وليست رغبة، ولا مقدمة لفضيحة ما، وأعتقد أن إدراة الموقع تستجيب لطلبات حجب التفاصيل في البيانات، وفي بعض الأحيان حجب بعض السطور في متن الاستشارة بناءا على طلب صاحبها أو صاحبتها!! أو هكذا أتوقع، وأرجو!! ما علينا!!!
أهلاً وسهلاً بك دائماً، ولا تحتاجين لكل هذه الديباجات والمبررات، ولا أن تعتبري وجهة نظرك "حاجة مخجلة"، أو تصرف طفولي، ونحن نتداول معا بحثا عن مصلحة أداء الخدمة التي تطلبونها على أكمل وجه!! لا أكثر، ولا أقل.
طرقنا موضوع الحجاب مرارا وتكرارا، ولو أنك بحثت على الاستشارات بكلمة "حجاب" ستجدين استشارات قديمة وحديثة لي تتعرض للموضوع، ورسالتك فرصة للمراجعة، وربما أضيف جديدا تفاعلا معها، ولكن أوصيك بمراجعة السابق استكمالا للفائدة.
أزعم أن فهمنا للدين، وممارستنا له تحتاج إلى مراجعات جذرية عميقة، ولا أتحمس كثيراً لمقولة تجديد الخطاب الديني لأنني أشعر وأرى أننا لم نفهمه أصلا حتى نجدد في خطابه!!
والحجاب مثال واضح على سوء الفهم والتصرف!!
من مداخل الخلل الذي أزعمه في فهمنا للدين هو انشغالنا المفرط إلى درجة الهوس، والوسواس المرضي بالحكم الشرعي دون فهم الحكمة أو التطرق لها!!
في حالة الحجاب ستجدين معارك ضارية حول "حكم" الحجاب والنقاب، وكل طرف يبارز عبر سرد أدلته، ولا يكاد أحد يتأمل أين يقع الحجاب بالضبط ضمن منظومة هذا الدين!!
الإسلام عقيدة وشريعة، والشريعة عبادات، ومعاملات، وآداب، فأين يقع الحجاب من هذه الخريطة!!
صحيح أن المنظومة مرتبطة ببعضها بشكل متشابك لكن الخلط بين الأمور يضللنا، ويتخبط بنا!!
والفهم الشائع ينظر للشريعة بوصفها لائحة أوامر ونواهي (افعل، ولا تفعل)، ونسمع كلاما عن سلطة النص، وعن تحويل الشريعة إلى قوانين تطبقها الدولة!!
وتختصر صورتنا عن الله في كونه سبحانه يأمر وينهي، ويعاقب المخالفين، ويحرق بناره العصاة لأوامره، وبالتالي فإن الشريعة هي اللوائح، وقوائم العقوبات بيد دولة لها عسس، وضباط، وسجون، وتختصر صورة الله في صورة صاحب السلاسل، ورب السعير!!
الحجاب يقع في باب الآداب المتعلقة بالهيئات الظاهرة، وفيه ستر للعورة (بالمصطلح الفقهي)، وتنظيم للفوارق بين المجال العام، والخاص، وللعلاقات بين المحارم وغيرهم.
وخطاب الآداب في الشريعة يتوجه للناس لا السلطة، وهو يحمل قواعد بناء مجتمع قوي متماسك متفاهم متراحم ومن يخالفه فقد خالف الأولى، وقد نسميه "قليل الأدب" دون أن نندفع لننسب له خللا في عقيدة، أو تقصيرا في عبادة، وحتى مخالفة آداب الهيئة – الحجاب، لها درجات تبدأ بخلع غطاء الشعر مع ملابس فضفاضة فيه من روح ثقافتنا التقليدية في الريف والحضر، والصحراء وحتى سواحل البحار.
ومن خلع الحجاب درجات في التفرنج، وكشف المفاتن بالخفيف أو القصير أو المحزق!
ولا يستوي هذا، وذاك، وذلك، والحكم الإجمالي مضلل!!
فيقال فلانة ليست محجبة أي لا تضع غطاء للشعر، بينما ترتدي إحداهن ملابس تنسف روح ومقصد الحجاب مع الالتزام بغطاء الرأس!! ويتدرج كشف الجسد!! وقد تقام الاحتفالات لمن تضع غطاء، كما قد يحتفى ويحتفل بمن تخلعه حتى صار هذا الغطاء علامة على التقوى والصلاح عند البعض، ورمزا للقهر والتخلف عند آخرين، وصار عند البعض بمثابة قناع تحتاج صاحبته لخلعه حتى تشعر أنها تمارس حريتها، أو تستعيد طبيعتها، وهذه كلها مسائل نفسية، وأثقال عاطفية شعورية تم تحميلها على هذا الأدب المسكين!! وهذا الرمز الثقافي، والاجتماعي!!
الحجاب رمز ثقافي، وعلامة تربط بين المعتقد – وهي ليست منه – وبين الحياة اليومية، والسعي فيها، وإعطاؤه أكبر من حجمه، وأتقل من وزنه يشبه إهدار رمزيته، وإهمال معناه، ومكانه في المنظومة التشريعية التي تتكامل أجزاء تفاصيلها لمصلحة تهديد ووعيد، ونبذ وزجر، وأحكام بالرفض والتشنيع، وانتقال من قبيلة المحجبات إلى قبيلة من خلعن الحجاب!!
ولا أدري ماذا عسانا أن نفعل بشأن أمر يساء فهمه، والتعامل معه من الطرفين معا بين تشدد وإفراط مقابل إهدار وتفريط حتى تحولت مساحة الجسد عندنا إلى ساحة معارك، وصار حالنا على طريقة ديكارت الذي قال: أكون أو لا أكون، تلك هي المشكلة!!
وعندنا: أغطي شعري وجسدي أم أكشف!!
بحيث صارت تلك هي المشكلة، والمعضلة، والسؤال المصيري، والوسواس الجمعي!!
ولست محتاجا للتذكير بأن الحماس للحجاب بوصفه تدينا غالبا ما يهدر أمورا أخرى أهم وأخطر تأثيرا في حياة الناس ومصالحهم وأن الحماس لخلعه بوصفه تحررا غالبا ما يحمل تحديات أخطر تواجه الحرية وتكرس للتسلط والقهر في حياتنا!!!
وعلاقة إيمان تأسست على الخوف بحيث يستمر الغطاء ما استمر الخوف، ونخلع الغطاء حتى نتخلص منه!!
وهذا مزيد من تشوه الفكرة والمقصد والممارسة، وخلل في الروحانية، وابتذال وامتهان لا يليق، ولكنه شائع!!
الخلاصة أن الحجاب هو موضوع للعلاقة بين الفرد والمجتمع بأكثر مما هو موضوع للعلاقة بين الإنسان وربه!!
والعلاقة بين الفرد والمجتمع عندنا مشوشة مشوهة، وغير عادلة، والنقاشات حولها مهمشة، لا حكيمة عاقلة ولا متزنة!!
يعني إما ألبس على مزاجي، ومفروض أن يحترم المجتمع اختياري، وأنا لا أحترم ثقافته!!
أو يخنقني المجتمع، ويحكم على خالعة الحجاب بكل شين ونقد، وتشنيع، وكلا الطرفين هو شطط يحتاج إلى مراجعة!!
وتحتاج الآداب العامة والهيئات وقواعد السلوك العلني اليومي إلى نقاشات واتفاقات مجتمعية أهم من تركها لتنظيم دولة متخيلة، وقانون متوهم، أو أعراف ليست محل اتفاق!!
ووالدتك تخشى عليك من وصمة خلع الحجاب، ولا تحب لك أن تتعرضي للاتهامات أو التشنيع أو النظرات السلبية مما يؤثر على علاقاتك بمحيطك، وربما فرصك في الزواج!!
وأنت تبحثين عن الموضة، والتراكمات، والحركات، والهيئة المستوردة بوصفها الجمال والجاذبية، وكل مساحة ومعنى الحرية المتاحة أمام الفتاة العربية أصلا هو جسدها: تغطيه أم تكشفه، وبأي درجة كشف!!
وبالتالي هناك سوء فهم متبادل بينكما.
وهذا معنى قول والدتك لك بأنه لا خبرة للحياة عندك، ولو أنصفت لوضعت الأمر على حقيقته، ولكنها تخلط مثل الملايين!!
وأنت أيضا تخلطين حين تلتقطين الكرة، وتبدأين في العزف على نفس النغمة بتاعة ربنا وقلبي، والعذاب، والإلحاد...إلخ
والأفضل والأوضح أن تحسمي موقفك: إلى أي مدى تريدين احترام عادات وتقاليد عموم المحيط الاجتماعي الذي تعيشين فيه، أو أنك تختارين التقليل من أهمية هذا الاحترام، وتلقي ردود الأفعال بصدر رحب!!
دمت سالمة، وأسأل الله لك حسن التقدير، والاختيار، وتابعينا بأخبارك.
ويضيف د. وائل أبو هندي يا بنتي يا "ميساء".... أهلا بك أنا لكي أتمكن من تلبية رغبات الآخرين في السؤال عبر مجانين جندت معي كوكبة مستشارين ينعم علي الله بحوالي 10 نشطين أولهم كان مجيبك د. أحمد عبد الله وأنشطهم متعه الله بالصحة أ.د سداد جواد التميمي ... هذا لأرد على ما يرد عبر مجانين... ثم نحن نغلق بوابة استقبال للاستشارات كلما ازداد الضغط علينا ...... ومن الطبيعي أن تفهمي أن لن يكون لي قبل بالرد على أسئلة المستشيرين عبر الفيس كما فعلت... لكن روحك الحلوة وعتابك الرقيق الذي اعتذرت عنه !! دفعاني لإعطاء استشارتك إلى د. أحمد عبد الله ... وها قد فزت منه بإجابة تاريخية تأسيسية لفهم مختلف لأمة هانت على نفسها فهانت على الجميع.
التعليق: أعود فأذكر القارئ الكريم بأن طالبة الاستشارة لا تريد الحكم الشرعي ولا كلام مشايخ، وإنما تريد معرفة سبيل للراحة النفسية في ظل الصراع الدائر بين أهلها وبين رغباتها
وكذلك فإن ما قاله مجيبها د. أحمد عبد الله جاء متسقًا مع طلبها، فليس هو الحكم الشرعي للحجاب، وإنما فلسفة نفسية/اجتماعية، استطاع من خلالها إرشاد السائلة إلى طريقة تحقيق السلام بينها وبين مجتمعها وأهلها في ظل الاختيار الذي اختارته لنفسها في كيفية لباسها
فأرجو ألا يأتي قارئ ويناقش المسألة -متشنجًا- من وجهة شرعية لا تريدها المستشيرة ولا المستشار