رحلة قاسية
سيدي أو سيدتي الأعزاء، أنا فتاة كنت أتابعكم من قبل 15 عام, ولدت في مخيم لاجئين في فلسطين وكانت في فترات حياتي مشاحنات عسكرية طاحنة وفقر كبير, كنت متفوقة دراسيا ولكن دوما أشعر بالغبن الاجتماعي لكوني فقيرة ولاجئة ولدي أخوات كثيرات, أحبت شقيقتي الكبرى شابا لم يهتم بها وبعدها أصيبت بمرض التصلب اللوحي المتعدد وكان أن فقدت قدراتها العقلية كاملة بعد أن كانت سندنا المادي. بت أخاف هذا المرض وتعهدت لنفسي أن أتزوج من يتقدم لخطبتي أولا. دخلت الجامعة وكنت من المتفوقات في كلية الصيدلة ولكن كنت أشعر أني أقل من الأخريات فأنا حنطية وهن بيضاوات وهن أنحف بينما كان وزني 75 كانت البنات يصاحبنني ليفهمن دروسهن وليس لصداقتي مما فاقم إحساسي بالغبن الاجتماعي. انتهت الجامعة وخطبت الكثير من الزميلات لأطباء ومهندسين بينما تقدم لخطبتي شابين بتعليم من تخصصات أقل من مستوى تخصصي فرفضت. عملت لسنتين وبعدها حصلت على منحة لاستكمال دراستي في الولايات المتحدة وتم إجباري على تقديم استقالتي من عملي, وذهبت إلى الولايات المتحدة وهناك تعرفت على شباب أبدوا اهتماما بي وكان جسمي متناسقا أحببت أحدهم بشدة ولكنه تركني من أول وهلة فبكيت وخفت أن يصبح نصيبي مثل نصيب أختي وبدأت تصيبني نوبات الفوبيا ذهبت إلى طبيب نفسي وأخذت أدوية حتى لا يتفاقم أمري وذهبت نوبات الذعر.
عدت إلى الوطن بعد إتمام دراستي وعانيت من الاكتئاب الحاد وأخذت أدوية وعانيت من التنمر علي من بعض الزميلات, وتزوج الشباب الذين أبدو اهتمام بي فأنا لم أبادلهم الاهتمام وبات يتقدم لي العرسان ولا يرجعون رغم أن جسمي كان متناسقا وكانت الكآبة تأتي وتذهب, عدت إلى الولايات المتحدة ثم كندا للحصول على الدكتوراة وهناك انقلبت حياتي جحيم فقد كان المختبر الأول لباحث صهيوني وكنت أتعرض فيه لسوء المعاملة لمدة عامين ونصف بدون تقدم بالبحث, ورفعت قضية وانتقلت لمعمل بحثي آخر وكانت فترة عصيبة عرفتني فيها شابة كندية مسلمة على شبان فلسطينيين وكان وضعي المادي رديئا كان يعاكسني أحدهم كلما رآني وحيدة وحين ازدادت أموري سوء قررت أن أبعث له رسالة إلكترونية لأرى إن كان جديا إلا أنه كان متزوج بفتاة يهودية ناشطة سلام كنت في هذه الفترة أمقت اليهود فصببت جام غضبي على هذا الشاب وزوجته بطريقة هستيرية وكنت بنفس الفترة على مشاكل مع أقرباء لي وأختي وبت أشعر أن أحدهم يتتبعني وباتت أختي تتصل بي وتقول أني مصابة بالشيزوفرنيا اعتقدت أنها تريد أن تعيد نوبات الهلع لي في ليلة من الليالي بقيت في المكتبة وحاول أن يتعرض لي شاب وأنا في المكتبة خائفة أخبرت الشرطة فقالوا لي أنه delusions كنت خائفة أن يضعوني في المشفى النفسي انتقاما مني لأني رفعت القضية على المختبر الصهيوني
بدأت أربط الأمور بطريقة مبالغ فيها معتقدة أن الجميع تآمر علي لإلقائي في المشفى النفسي لمحاولة استعبادي جنسيا أو تجارة أعضائي لأني سمعت عن هذه الأمور في المختبر الصهيوني, رفعت للجامعة دعوى بتهيؤاتي ثم أجبرت على دخول المشفى النفسي من قبل أهلي في الأردن مرة وفي مونتريال مرة أخرى ومررت بما أستطيع أن أقول أنها هلوسات وتغير في حالتي العقلية, في المرتين تم تسريحي للعودة للجامعة وفي التقرير الذي كتبه طبيبي الفلسطيني للجامعة أنه قد أفشى تشخيصي لكن قبلت الجامعة عودتي, عملت م آر آي ولا يوجد خلل في الدماغ وشفيت من الأعراض بعد دخولي مشفى مونتريال ولكن تم تخريجي بصعوبة ولم تنشر لي أبحاث أنا آخذ ريسبريدال ولم تظهر علي أعراض منذ 4 أعوام, قمت بمحاولة الحديث إلى الشاب الذي تعرفت عليه في أمريكا حتى أجعله يتأثر بمرضي وحالي وهو تخرج من هارفارد ويعمل محاضر في بريطانيا لكنه قام بتهديدي برفع قضية علي,
أنا أعمل أستاذة في جامعة محلية وأصبح وزني 106 كغم, أنا لا أعاني من أعراض الشيزوفرنيا والكآبة لكني أشعر بأني بلا أهمية بسبب ما جرى لي ووزني, الحب في حياتي شبح أحاول طرده فأنا لا أرغب بالزواج بعد أن شارفت على الأربعين ولا يتقدم لي أحد, حاولت في السابق عن طريق النت أن أتعرف على شاب يتقبل حالتي لكنهم جميعا كانوا يدردشون بهدف التسلية.
لا أنتظر من الحياة الكثير, فقط أن أحافظ على عملي وأستعيد قوة إيماني التي انهارت فأنا لا أستطيع أن أصلي مهما جاهدت نفسي, وأن أتحكم بوزني حتى لا ينفر مني الناس مع العلم أن إحساسي بجمالي تحسن كما أن الناس يقولون أني حسنة المظهر.
13/4/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
يجب أولا التأكيد على أن جميع من يعمل في الموقع والطب النفسي هدفه الأول والأخير التركيز على إطار ما يشكو منه المراجع بدلا من محتواه. رغم أن كل ما تتحدثين عنه قد يكون صحيحاً ولا غبار عليه ولكنا تارة يشير إلى أنه نتاج عملية زورانية نفسية.
لم تكن طفولتك سعيدة وظروفك البيئية مشحونة بالأزمات. واجهت صعوبة في التعلق مع الآخرين بسبب طفولتك ولم تفلحي في دخول علاقة عاطفية سليمة تساعدك في مواجهة الضغوط والتحديات. صاحبك القلق لفترة طويلة بسبب تاريخ التصلب المتعدد Multiple Sclerosis في العائلة. كل ذلك دفعك نحو استعمال دفاعات نفسية غير شعورية تتميز بإسقاط اللوم على الآخرين وبالتالي ولدت العملية الزورانية. ربما من أشرف على علاجك وصل إلى تشخيص الاضطراب الوهامي Delusional Disorder.
الصراحة لم توجهي استفساراً واضحا للموقع. ما يمكن للموقع أن يقدمه من نصيحة هو:
١ - لا بد من متابعة مع طبيب نفسي ومن الأفضل الدخول في عملية علاج كلامي تساعدك في مواجهة الأزمات بين الحين والآخر.
٢ - لا توقفي العلاج بدون إشراف طبنفسي.
٣ - لا بد من السيطرة على الوزن باتباع نظام غذائي صحي ومراجعة العقاقير.
٤ - لا تزالين على قدر عالي من الكفاءة الوظيفية وليس هناك ما يمنع من تدخلي يوماً في علاقة عاطفية تسد احتياجاتك الناقصة.
رعاك الله.
ويتبع >>>>>> : لاجئة من المخيمات ورحلة قاسية م