مشكلة نفسية
أمي توفت قبل عشر سنوات ومن يوم ما ماتت وأنا مش لاقية نفسي حاسة أن جزء مني مات معها روحي راحت معاها عندي مشاكل كثيرة إحساس أنه مفيش حدا بيحبني ومفيش حد بيهتم بي حاسة بأنه لا قيمة لي في الدنيا خايفة من كل حاجة عندي إحساس أن أي شخص يدخل حياتي هيكرهني في يوم من الأيام لأني إنسانة مش كويسة والكره هو الشعور الوحيد اللي أستاهله حاولت أنتحر عشان أريح الناس مني ساعات كثيرة بضرب نفسي أو أتظاهر بالمرض ممكن ألاقي شوية اهتمام من اللي معايا
علاقتي بأبويا مش كويسة حاسة أنه بيكرهني جدا وبعيدة جدا عن إخوتي مهملة جدا في كل حاجة نظافتي الشخصية نظافة البيت أنا عايشة لوحدي ممكن ما أنظف البيت لشهور بكره وحدتي جدا وفي نفس الوقت بخاف من أني أبقى مع حد عندي مشكلة تبول لا إرادى مع أن نومي خفيف جدا بس بعمل على نفسي وأنا نايمة من غير ما أحس ودي مشكلة عندي من زمان أوي رحت لألف دكتور بس كلهم قالوا ما عنديش مشكلة ماما حرقتني وضربتني لأنها كانت شايفة إني بعمل على نفسي لأني مش عايزة أقوم
دايما بكذب على كل اللى حواليا بس عشان يتعاطفوا معايا أو يهتموا بي شوي مع أني بعيدة عن أهلي وعايشة لوحدي في بلد غريب بس مفيش حد منهم بيسأل عني أبدا بيكلموني لما أكلمهم بس حاسة أن حياتي ناقصة جدا وبلا قيمة معرفش مين أنا حاسة كأن نفسي تايهة مني ومش لقياها بحاول أغير من نفسي وأعمل حاجة بس أي حاجة أبدأها أسيبها قبل ما أكملها الحالة مادية عندنا مش كويسة آخذ كورس أونلاين مجاني عشان مش هقدر أدفع فلوس الكورس بفلوس آخذه يومين وبعدها أسيب الكورس أبدأ حاجة ويومين بس وبعدها أسيبها أتابع برنامج يومين وأسيبه أبدأ شغلانة شهر شهرين وأسيبها أي حاجة في حياتي لازم أسيبها من غير ما أكملها حتى الدراسة سبتها حتى الصلاة أصلي يومين وبعدها أسيبها وأرجع أصلى يومين وبعدها أسيبها عندي كمية تناقض رهيبة شايفة نفسي أحسن من الناس كلهم وفي نفس الوقت شايفة نفسي أقل من كل الناس
عايزة كل الناس تهتم بي وتحبني وفي نفس الوقت شايفة إني انسانة وحشة وما أستاهلش حب حد
دايما بضحك وأبتسم بس حزينة من جوايا مفيش حاجة بتفرحني أبدا ومش فاكرة أني في يوم من حياتي فرحت من كل قلبي
17/4/2019
رد المستشار
السلام عليكم آنسة "سارة" ومرحبا بك على موقع مجانين للصحة النفسية.
وأنا أقرأ استشارتك قلت ربما هذه أحد اضطرابات الشخصية مثل الشخصية المعادية للمجتمع antisocial personality بسبب افتخارك بنفسك وتعلقك العاطفي المفرط باعتراف الناس وحبهم، وخوفك المفرط من فقدهم ونبذهم لك... لكن هناك سمات مناقضة لهذا التشخيص تماما، وهي الحزن الدائم الذي لا تعتريه نوبات هوس وبهجة وفرح، شعورك المتناقض حول نفسك فتارة أنت الأفضل وتارة أنت الأسوأ.
لذا أرى أننا لن نذهب أبعد من كونكِ شخصية اعتمادية جدا على المستوى العاطفي والاجتماعي، مع تقدير ذات منخفض، كنتِ معتمدة على أمك رحمها الله لدرجة كبيرة ولم تلاحظي أنّك لم تطوري مهاراتك الاجتماعية والشخصية (الاهتمام بنفسك بنظافتك تنظيم وقتك وإنجاز مهامك بنفسك...) فلما توفيّت تُهتِ ولم تجدي من يصحح مسارك، فبعد 10 سنوات لا زلت لم تخرجي من قوقعة الفتاة ذات الثلاثة عشر سنة، في حين من المفترض أن ينضج المرء ويتجاوز أزماته ويتعلم كيف يكون مستقلا بذاته.
أعتقد أن أمّك كانت متسلطة لدرجة كانت إرادتك تابعة لإرادتها ولم تستطيعي أن تبني ثقتك خارج الصورة التي أعطتك عن نفسك. أنت ضعيفة دون نظرات الإعجاب وطبطبات الحب من غيرك، تحتاجين لطمأنة دائمة وتقدير دائم يعوض تقديرك الذاتي المنخفض جدا، المشكلة أنّك لم تتعلمي أو لم تُتح لك فرصة التعلم بأن من يبدأ بشحت التقدير من الناس لن ينتهي أبدا من ذلك الشحت! لم تعرفي متى توقفين تعلقك المرضيّ بالناس وتبدئي في بناء شخصيتك والاجتهاد في تغيير كل سلبياتك.. والنتيجة أنّك مهملة في نظافتك الشخصية ونظافة البيت، ومن هنا يمكن أن نستنتج من باب أولى إهمالك لكلماتك وتصرفاتك مع أقاربك والناس، فغالبا لن يكون لك ذاك الحسّ الذي تتوقعين به ما يُزعج الناس حتى تتفاديْه وتغيريه، ستكون مطالبتك بفهمهم لك وتقبلهم لك على ما فيك من سلبيات أكثر من مساءلة نفسك ومطالبة نفسك بالتأقلم معهم ومع متطلباتهم.. وهنا لبّ المشكلة في علاقاتك الاجتماعية، أنت تقولين أن أسرتك لا تسأل عنك إلا إذا سألت، ففي أي ظرفية تتصلين بهم؟ هل تتصلين حتى تشكي لهم عن همومك ووحدتك أو لمحاسبتهم.. أو تتصلين لتسمعي همومهم ومشاكلهم؟
لا أقول بأن أسرتك مستقيمة السلوك فأنا لا أعرفهم.. لكني أنبّهك هنا لكيفية تفاعلك معهم، الذي متى اختلّ لن يكون مفيدا أن يُقال أنا أتفاعل معهم وهم لا. أنت محتاجة لدعم الناس وحبهم وإعجابهم بك، لكنّك لا تبذلين الجهد الكافي والصحيح لتحصيل ذلك القدر من الاهتمام والحب، فهل تحبين أن يهتم بك الناس دون أن تهتمي بهم وبما يؤذيهم؟ وبدَل ذلك صرت تكذبين وتلجئين لسلوكات خاطئة مثل جرح نفسك وادعاء المرض حتى يتعاطف معك الناس! لاحظي أنّك تسعين بشكل خاطئ تماما لإصلاح الوضع، فأنت تبحثين عن التقدير والحب، وتكذبين وتمثلين، تخيلي يوم يكتشفون ذلك؟ كمن يحب أن يخرج من أعماق الرمال المتحركة وهو يزيد انغماسا فيها.
ينقصك الصبر والطاقة لفعل الأمور، فأنت لا تكملين شيئا وهذا طبيعي كونك مكتئبة ونظرتك سوداوية لنفسك وللناس، التغيير يحتاج صبرا، فالتغيير عقبة كؤود عكس التواكل والاعتمادية التي تظنين أنها ستعطيك نتائج بأقل مجهود وتعب! وهذا لن يكون مع الأسف. تصالحي مع نفسك ولا تحتقريها فلا داعي لذلك ولا نفع فيه، احترمي نفسك أحبيها واعتني بها وفجري طاقاتها قبل أن تنتظري من الناس فعل ذلك، فالكل مشغول بنفسه وهمومه.. أما عن التبول اللاإرادي فلا أعلم أي دكاترة تقصدين هل تقصدين أطباء الجهاز التناسلي.. أم أطباء نفسيين؟ في حالة لم يجد الأول شيئا فهي مشكلة ذات منشأ نفسي، فزوري الطبيب النفساني وحدثيه عن حالتك وتعالجي عنده من اكتئابك، هذا يبدو ضروريا جدا، وتحتاجين لتأهيل نفسي وتعلم مهارات اجتماعية بعيدا عن طريقك التقليدية والطفولية التي بقيت معك منذ سن المراهقة،
وإليك بعض الروابط:
أنواع اضطرابات الشخصية
الشخصية الاتكالية (الاعتمادية/السلبية)
الشخصية الاتكالية (الاعتمادية) : م. مستشار
الرهاب الاجتماعي ونقص تقدير الذات