رغبة عودة..
في بادىء الأمر أنا مصابة بوسواس قهري... لا أنفك من معاناتي اليومية... أحس كأني أمشي في طريق سيهلكني محالة... مشكلتي أني أحس بالظلم. بالفقر.. بعدم وجودي في المكان المناسب لشخصيتي أنا لا أنكر أنه كل من يراني يجدني جذابة وجميلة... في قرارة نفسي أحس كأنه فقط من يراني يريدني للدعارة فقط أو أن يستمتع بي جنسياً...
لم تكن هذه الأفكار تراودني من قبل.. أحس كأني لو حصل معي مكروه لن أستطيع أن أدافع عن نفسي أخاف من الرجل صراحة... حياتي مرت دون أن أحس بها اغتصبت في شبابي وحياتي.... أحس بمرارة العيش.. والمشكلة الكبيرة أني في حياتي وقعت في حب شخص.. مرموق.. في نفسي أقول ربما هي نزوة ولكن الأمر عكس ذلك... تزوجت ولي ابنة.. لكن سرعان ما انفصلت عن الزوج لأني أحس في داخلي ذاك الحبيب.... نعم أحبه قبل أن أتزوج..
أنا الآن ألوم نفسي والسبب أني لم أعارض فكرة المجتمع ولم أعارض الخوف من إخوتي ومن الخوف من فضيحة فيما لو وافقته في الذهاب معه سواء أقمت معه علاقة أو حبلت وأنكرني...... حياتي أصبحت لا تطاق جحيم وعويل لأني لم أسمح لنفسي بتجربة ربما كانت ستكون جميلة.... والنتيجة ضيعت حياتي عويلا وبكاءً
حاولت أن أتجاهل هذا الحب القهري أن أجدد حياتي... هيهات ثم هيهات أنا الآن وقعت فريسة الوسواس والانعزال والغضب والانفصال الكلي أصبحت أمقت الأسرة وألعنها وألعن حتى بنتي ومجتمعي وأحيانا أكره ديني..... وأكره كل شيء.. حاولت الانتحار.. ولكن عمر الشقي باقي.... أنا الآن محصورة بحب هذا الرجل وبين التخلص من الوسواس.. أو أموت وأنهي عذاباتي... صدقا أنا ميتة وأنتظر الفرج..... حالي لا يسر عدوا ولا قريبا.. صارت عندي وسيلة فقط للحد من القهر الوسواسي... شرب سجائر. وسماع الموسيقى التي كنا نسمعها.
لا أحب زيارات فقط. أحب تواجدي على البحر أو زيارات الأماكن التي كنا نتواجد فيها. سمعت أخبارا بأن حبيبي قد خسر شركته... وأنا أحاول أن ألتقيه. ما دام في بعض القوة. أريد أن ألتقيه وأحضنه... وأستفسره عن أمر. أريده أريد أن أعرف هل أنا الضحية أم هو الملام؟؟
صدقا أنا أمشي للوراء عكس كل رغباتي. متى سوف تكون سعادتي وهل هذا الحبيب مقدر في سطوري... هل أنا. من المعذبين. ملاحظة: في بداية مرضي شفت أشد عذاب... ولا أحب أن أذكره. خوفا على بعض القراء. ما هي صلتي بهذا الشخص لقد حملني أشد العذاب ورحل تاركا امرأة تعيش وسط دهاليز المرض والمذلة وربما هو جلادي وأنا أكتب لكم قصتي ولا أعرف هل سيطلع عليها أم أنا الآن فقط علة طابور الموت.
أتمنى من كل رجل وأنا أكرر كلمة رجل.... كن رجلاً....
لطيفة
21/3/2019
رد المستشار
أهلاً بك وسهلاً على موقع مجانين يا سيدة "لطيفة".
لي ملاحظات بخصوص الاستشارة التي أرسلت، الظاهر أنّك لم تقرئي معايير كتابة الاستشارة، فخرجَت وكأنها خواطر مبعثرة وتداعيات لأفكار تتضارب في عقلك، أظنّ أن المستشار يحتاج لأن يسمع الأحداث والوقائع، ثم يسمع وجهة نظر المستشير فيها، أما استشارتك يا سيدتي فهي ذاتية جداً انتقلت مباشرة لأحاسيسك دون تقديم معطيات واقعية، وكأنك تريدين أن ننظر من زاويتك أيضا، وهذا لن يوصلنا لشيء سيزيد فقط عدد المشاهدين من موقعك!
سطورك مليئة بالغموض بالنسبة لي، والتعبيرات المجازية... رغم ذلك يمكنني تلخيص استشارتك فيما يلي:
- اضطراب الوسواس القهري.
- خوف من الرجال عموما.
- شعور بأنك مرغوبة جنسيا فقط.
- ظلم (بسبب ماذا؟) وفقر ووسط غير مناسب لشخصيتك
- شباب مغصوب وحياة ضاعت في العويل والبكاء والتّحسّر
- زواج فاشل بسبب حبّ قبله
- حبيب ذو مكانة مرموقة لا تزالين تأملين في وصال معه
- انعزال وكراهية للمجتمع والأسرة وحتى طفلتك ودينك
- سماع الموسيقى التي كنت تسمعينها مع حبيبك وزيارة الأماكن التي زرتماها.
- محاولتك الانتحار.
لنبدأ بوصيتك الأخيرة، فأنت تطلبين من كل رجل أن يكون "رجلا بمعنى الكلمة".. بمعنى أنك تعتقدين أن حبيبك تركك لنفسك والمجتمع، وتلومينه على "جُبنه" وتتخيلين أن قصة حب رائعة وخيالية كانت ستتحقق لو بقيت معه، وتندمين لماذا لم تجربي معه علاقة حب وجنس خوفاً من الفضيحة ومن إخوتك.
السؤال المطروح هنا، هل هذه النسخة تعكس الواقع بصدق أم هي نسخة تحمل أمنياتك اتجاه هذا الواقع؟! لأنك لم تخبرينا برأيه هو... ما كان موقفه من حبك له، وهل كان يعلم بهذا "الالتزام العاطفي".. لأنني فهمت أنك كنت تخرجين معه وتسمعين معه الموسيقى، لكن بصفتك ماذا وبصفته ماذا؟ هل كان يعتبرك حبيبة أم كنت أنت فقط من يعتقد ذلك؟
والطرافة أنّك تسمين هذا الحب بالقهري، بمعنى أنه فوق طاقتك وأنه استثمار عاطفي لايمكنك عقلنته ولا التخلص منه (بسبب قهريته وليس بسبب معقوليته)، فما بالك به هو، سيُلصق به هذا الحب رغما عن أنفه على ما يبدو!
أثار انتباهي تساؤلك بطريقة تجعلينه مذنبا في كل الأحوال (هل أنا الضحية أم هو الملام؟!) فهو ملام في كلتا الحالتين.. مما يعني أنك تقررين ما تشائين وتُعمين بصرك عن الحقائق، تريدين أن تعيشي دور الضحية مهما كان الثمن..
فماذا فعلت طول هذه السنين لتخرجي من حياتك البائسة وتغيري وسطك، كما تصفين؟ هل قدمت لنفسك شيئا وهل قدمت لحياتك شيئا لتقدم لك؟ هذه أسئلة يجب أن تطرحيها على نفسك وتجيبين عليها بعيدا عن "لولا ترك حبيبي لي لكنتُ أسعد أنثى في العالم! ".. ولا أحد ولا شيء يستحق أن ندمر حياتنا من أجله..في نظري أن تعلّقك بذلك الرجل المرموق كان تعلقا مرضيّا، وكنتِ تأملين أن يُخرجك من وسطك وبيئتك (بما أنه مرموق) لكنّك صُدمتِ بعد أن تركك وعشت في القصور الوردية التي بنيتها وحيدة حزينة!
زادت حياتك تعاسة ولم يتغيّر شيء، قبلت بالزواج على مضض، وربما لم ترفضي ولم تختاري جيدا، أو لم تكوني على استعداد بمشاطرة سقف واحد مع رجل من الرجال، فلديك من الخلفيات السلبية عنهم الكثير.. فلم تتأقلمي وتطلقت بسرعة، وتفسرين سرعة الانفصال بوجود ذلك الحبيب داخلك، لكنك لم تعط ولو معطى واحدا موضوعيا عن حالتك وعلاقتك مع زوجك قبل الطلاق! وتفسرينها ببساطة بأنك لا تزالين تحبين رجلا آخر ولديك طفلة من زوج ارتبط بك فعليا والتزم كزوج أمام الكل، في عالم واقعي ملموس غير عالم الأحلام.. ثم تطلبين من الرجل أن يكون رجلا بحقّ بعد أن تركت كلّ هذا لمجرد نزوة دون محاربة لذلك الوسواس أو الوهم؟! أعتقد أنه من الضروري إعادة تقييم معايير الحكم عندك، على نفسك وعلى الناس، وعلى حياتك، فهي جائرة سوداوية.
حيثيات قصتك غير مكتملة، لكنني أظن ذاك الحبيب لو كان مهتما لتقدّم لك، وهذه هي الحقيقة التي لم تستطيعي التعايش معها وأنكرتها وضحّيتِ بسعادتك لخدمتها، فوضعته موضعا مثاليا وزدت على تلك اللحظات الجميلة التي عشتها افتراضات أجمل وغيّبت عيوبه تماما حتى صار النموذج الخارق للحبيب الذي لا تحلو الدنيا إلا معه! فالخطير في مثل هذه القصص غير المكتملة أنها لا تترافق مع تجربة تكسّر مثالياتنا الأولى عنها... ففوّت عليك زواجا وأسرة حقيقيان، وتعثّرت في زواجك، وربما أنكرت الحقيقة مرّة أخرى (وهي عدم قدرتك على التأقلم والتواصل بشكل جيد، مع عدم نفيي لظلم محتمل من زوجك) لتتمسّحي بحبّ عذري ووهمي قد كان مجرد فصل من فصول حياتك.
أنصحك أن تعيدي ترتيب أوراقك، وأن تبدئي علاجا فوريا لحالة الوسواس عندك، بالدواء والعلاج المعرفي (فهناك الكثير من الأفكار التي يجب أن تُعدّل)، إن كانت هناك فاقة فالجئي للمستشفيات العامة وابذلي مجهودك. كفّي عن الاستثمار في أحلام اليقظة وعن زيارة الأماكن وسماع الموسيقى المشتركة والبُكاء على أطلال حبّ لم يكتمل يوما. غيري نظرتك العدائية للرجال فهي تنمّ على إسقاطات عدائية اتجاههم وعن صراع داخلي مع السلطة الذكورية في مجتمعاتنا. ليس كل الرجال يشتهون امرأة واحدة، وإن لم تقتنعي بهذا (بسبب اقتناعك بجاذبيتك وجمالك.. وهذا جيد) فما عليك إلا أن تعرفي أنه سواء كان الرجل يراك كعاهرة أو لا، فتلك مجرد فكرة عنده ولا يضرّك شيئا ما دُمت تضعين الحدود التي تريدين وتتعاملين بالشروط التي تحبين.
كفي عن اعتبار أن ما فاتك مع ذلك الحبيب المجهول الراحل هو ما تستحقين، فربما، بل غالبا كنت ستجدين مشاكل معه كأي زواج طبيعي بين بشريين! وضعت شيئا واحدا وجعلته محل الاستحقاق حتى ضيّعت كل فرص الاستحقاق وانعزلت وتقوقعت عن كل فرصة محتملة للتغيير. انظري لما عندك (نفسك، طفلتك، قدراتك...) واستثمريه ودعي عنك الأوهام ولذة تعذيب الذات واجترار المآسي ولعب دور الضحية.
لقد ضاع منك الكثير فلا تضيعي القادم من حياتك، لعل انعدام التغيير في حياتك ناتج عن انعدام تغيير منظورك عن الحياة لسنين عديدة.
وبالمناسبة عندي حدس أن التشخيص السليم لحالتك ليس مجرد وسواس، لأنني أستشف نوعا من مشاعر الاضطهاد والتشكيك في نوايا الناس وتفسير الأحداث بتمحور شديد ولا منطقي حول الذات، مما يحيلنا على اضطرابات الشخصية الزورانية، وأرجو أن أكون مخطئا.وتابعينا بما هو جديد من أخبارك.
وتمنياتي لك بالنجاح والفلاح، وإليك بعض الروابط:
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
الاضطرابات الزورانية : اضطرابات التشكك Paranoid Disorders