الوسواس من النظافة والسحر
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكلتي هي أن فردا من عائلتي يتكاسل عن تنظيف نفسه إلى حد أن رائحة كريهة تنبعث منه، كل عائلتي لاحظت ذلك وحاولنا إخباره لكن لا جدوى معه، إن هذا الأمر أثر في بدرجة أني أصبت بوسواس النظافة حيث أني أعلم أن ذلك الشخص نجس وفراشه وغرفته كذلك ولأنه لا يغسل رجليه ويمشي في المنزل أصبحت قبل كل صلاة أنظف الأرض وأغسل كل مرة الأشياء التي يلمسها وأنظف أيضا الحنفية ومكان الوضوء والحمام لأنه يقضي حاجته هناك وأمتنع من الجلوس في أي مكان في المنزل وعند لمسي لأي شيء أقوم بغسل يداي لأنه ربما لمسها إن هذا الأمر أتعبني كثير خاصة أن يداي مرضتا من مواد التنظيف فماذا علي أن أفعل للتعايش معه دون أن أرهق نفسي، لقد توقفت عن حث ذلك الشخص عل النظافة لأنه لا يسمع كلامي
هذا من جهة ومن جهة أخرى، لقد تعرضت للأذى عدة مرات من سحر الجيران حيث أني أعيش في عمارة والجيران يقومون بوضع سحرهم في مصاعد العمارة وأنا مضطرة للمرور عليها وأفراد عائلتي يدخلون المنزل بأحذيتهم فكيف أجتنب دخول السحر في المنزل، أنا مصابة من الوسواس من السحر والنظافة حيث أن ملابسي وأغراضي عندما تسقط في الأرض أقوم بغسلها بالماء والصابون والملح لأني قرأت في إحدى الأيام أن الملح يقضي على السحر والأرض كذلك أنظفها بتلك الطريقة قبل كل صلاة.
وصلت لدرجة أني لا أعلم متى تكون الأرض نظيفة وبالتالي أستطيع الصلاة عليها
إن الوسواس دمر حياتي وأثر على دراستي فماهو الحل ساعدوني من فضلكم
20/4/2019
رد المستشار
السلام عليكم أختي "نور الهدى". وأهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية.
إن جملة واحدة فقط تختصر استشارتك كلَها: (أنا مصابة من الوسواس من السحر والنظافة... لدرجة أني لا أعلم متى تكون الأرض نظيفة) سمتان متلازمتان للاضطراب الوسواس القهري، التوجّس وعدم وجود حدود واضحة للحكم على مصدر الوسواس أهو غائب أو حاضر (أنظيف أم نجس، أسحر أو لا شيء)
بالنسبة للجانب الفقهي فلو اجتمع أكبر الفقهاء وأفتوك بأنه لا حرج عليك وأن الأصل في الثياب والمكان الطهارة حتى يثبت العكس بالمشاهدة العينية الواضحة وليس بالتوهم والافتراض.. لوجدت ضيقا كبيرا في التخلص من طقوسك الوسواسية والأخذ بالرخصة، لأن القضية ليست مجرد جهل بالرخص وخلط بين الوسخ والنجاسة بل هي ردة فعل مرضيّة ستجد دائما موضوعا لتستثمر فيه آلياتها المرضيّة، فالنظافة تارة والسحر تارة أخرى، وربما أمور غيرهما.
لكن هذا لا يعني أن تعلم فقه الطهارة الصحيح لا ينفع في رحلة العلاج، هو ضروري لكن غير كاف، إذ ستحتاجين زيارة طبيب نفسي (أو طبيبة) بشكل عاجل للتداوي من الوسواس الذي عندك، بأدوية خاصة لذلك وجلسات علاج كلامي وبرنامج لتعديل أفكارك الخاطئة وتصرفاتك التي تعزز الوسواس وتزيده. أشدد على هذه النقطة ولا مجال للتراجع أو التهاون أو تبرير عدم الذهاب بنظرة المجتمع ونظرة الأسرة، أنت أدرى بسُبُل وصولك للطبيب فافعلي ما في وسعك، ولا تتخيلي أنك ستحلين المشكلة من تلقاء نفسك أو بدروس تنمية ذاتية. إذن الطبيب ضروريّ
وكذلك أقول عن السحر والشعوذة فمهما شرحتُ لك بأن ذلك مجرد خزعبلات سيبقى التوجس والوسواس قائما، وأن كلمة سحر في العربية تقال على الباطل والخداع والوهم، ولا علاقة لها بما يروج بين المسلمين من خرافات وأساطير، نسمعها وكأننا نشاهد أفلام هوليودية!
أما عن الملح، قد سمعتِ، وقد سمعنا وقد قيل ويُقال، وما هي إلا أوهام وخرافات تُكرّسها مجتمعات متخلفة لا تملك أدنى مقومات التفكير المنطقي والعلمي الصارمين. الكل ممكن عندنا وكل خارقة تنال من الإعجاب والترويج ما لا تناله المواضيع الجادة الصحيحة. ماهو أصلا هذا السحر وهل يمكن أحد أن يشرحه لنا ويشرح كيفية تأثيره؟ ولماذا لا يصيب إلا المسلمين ويلحق بهم الضرر مع أنهم أفضل حالا في معركة السحر من الملاحدة الذين لا يملكون أسلحة ضدّه حسب منطق من يؤمن بالسحر؟!! أسئلة كثيرة لا يتعب الناس أنفسهم بطرحها، بل لا يعرفون كيف يطرحون مثل هذه الأسئلة التي تحتاج حسّا نقديا وشيئا من الجرأة في تكسير المألوف. وسأضع لك بعض الروابط تحت عن موضوع السّحر.
بقيت نقطة القريب الذي لا يحافظ على نظافته ولا يلتفت لنصائحكم، مع أن رائحته تفوح كريهة منفّرة، أليست حاله حال مريض بالفصام؟ مريض عقلي لا يحب الاغتسال ولا تنظيف نفسه ولا قص شعره وأظافره مثلا؟! هل ذهبتم به عند الطبيب ولو قسرا بتدخل مستشفى الصحة العقلية عندكم (لأنه غالبا لن يقبل بالعلاج ولا بتناول الدواء)؟ أليست هذه مأساة يجب أن لا تتجاوز أياما فكيف بأسابيع أو أشهر!؟ حاولوا أن تذهبوا به للطبيب فإن رفض استعينوا بالمصحات العقلية حتى يأخذوه عندهم، فهو جزء من معاناتك وقلقك.
بالنسبة لتأثر بشرتك بمواد التنظيف، ففي جانب الطهارة، لا تغسلي يديك إلا من نجاسة حقيقية مرئية أو مشمومة، وليس مجرد أوساخ، فالصلاة لا تبطل بذلك، وإن كانت نجاسة فالماء يكفي دون منظفات، وما تبقى من وساوس لا تطيعها. أما عن الأوساخ تعاملي مع المحسوسات وليس مع الأوهام والافتراضات، فهذا سينقص عليك أكثر من ثلاثة أرباع ما تغسلين من أجله أو تتجنبينه.
وأخيرا إليك بعض الروابط، ولا تنسي الطبيب، وتمنياتي لك بالشفاء.
المس الشيطاني والمعالج الأمازيغي
أمي أكرهها أنا والجميع
المس واللبس والسحر في العيادة النفسية
وسواس الطهارة والعبادات
نورس والفخ: فخ طلب الطمأنة
الفصام
الفصام schizophrenia بين العلم والسينما