ابنتي تسمع أصواتا تأمرها بالسرقة وإيذاء نفسها
السلام عليكم، أنا سيدة في العقد الرابع من العمر. أعيش مع ابنتي بعد انفصالي عن زوجي.
ابنتي عمرها 13 سنة تجرح نفسها في أماكن مختلفة من جسمها. وتسرق أشياء من صديقاتي ومني ومن بيت أبيها أيضا. مال أو مصوغات ذهبية.
الغريب أنها لا تفعل بهذه المسروقات أي شيء غير أنها تخفيها. حاولت معها بكل الطرق في التربية الحديثة ولم تنفع رغم أنها متميزة في دراستها ويحبها الجميع بسبب أخلاقها الجميلة وحبها لمساعدة الآخرين. اتصلت بي الأخصائية الاجتماعية في مدرستها تخبرني أنها تعاني من مشكلة وتخاف أن تخبر أحد لأنه لن يصدقها أحد. وقالت أنها تسمع أصواتا تأمرها بسرقة أشياء أو إيذاء نفسها وأن هذه الأصوات تأتي إليها عندما تكون حزينة أو غاضبة أو يوجه أحدهم نقدا إليها وتقول لها الأصوات أن الجميع يكرهها وأنها لا تستحق الحياة وتأتي لها الأصوات خلال الحصص المدرسية وتهددها أنها لو أخبرت أحد ستتأذى هي وأمها.
وعندما تحدثت مع ابنتي بدأت بالبكاء الحاد وأمسكت برأسها وقالت أنها تلقت عقابا كبيرا لأنها أخبرت الأخصائية في المدرسة. وكان ذلك في الحلم. لقد أمسكت بها كائنات غريبة وربطوها بالسلاسل وأبرحوها ضربا بالسياط. وأنها تشعر بألم الضرب عند الاستيقاظ. هي تخاف جدا وتشعر بضيق تنفس عندما يأتون بأصواتهم وتفاجأت عندما قالت لي أن الأصوات تأتي لها في صوتي أو صوت أبيها.
وقد جعلتها الأصوات تكره أباها وأن أفعال أبيها معها وإهماله لها قد جعل الأمر سهلا للأصوات ولكنها لا تستطيع أن تفعل المثل معي لأني أرعاها وأهتم لها فلا تفلح الأصوات أن تجعلها تكرهني.
قالت لي أيضا أن الأصوات تسعد جدا عندما تتعرض بنتي للإيذاء أو التنمر أو أي عقاب مني مثلا...
((هم يفرحون لتعاستي)) هكذا قالت وهي تبكي.
الجدير بالذكر أنني قبل الطلاق كنت وأبوها نتشاجر كثيرا أمامها وقد وصل الأمر مرة بسبب المشاكل الدائمة أنني أمسكت بسكين وهددت بطعن نفسي. وللأسف كانت ترى ذلك.
أذكر لك أيضا أنها فور حدوث مشكلة وصراع مع زوجي السابق كانت تمسك بصدرها وتعاني من ضيق تنفس وألم حاد.
وأيضا كانت أثناء فترة زواجي تعاني من الفشل في الدراسة وعدم ثقة في النفس. وقد تحسن ذلك بشكل جلي وواضح بعد الطلاق. حتى أنني لومت نفسي عن أنني لم أتخذ هذه الخطوة من وقت طويل .
ابنتي بدأت بالبحث في الأمراض النفسية والقراءة عن كل ما يتعلق بمرض الشيزوفرينييا.
أرجو مساعدتي لأني لا أعرف ما أفعل. كنت أهددها بأني سآخذها إلى مركز الشرطة لأنها سرقت أسوارا ذهبيا من جارتنا. هذه الجارة تحب ابنتي كثيرا وتهتم بها وتساعدها في أمور كثيرة. وتعجبت أن ابنتي سرقت منها سوارا غاليا عليها. وقالت لي أن الأصوات أخبرتها بذلك.
هل ممكن أن تكون ابنتي تتهرب من المسؤولية. ولكنها أخبرت الأخصائية في المدرسة بذلك من قبل اكتشافي للسرقة.
أتألم بشدة وأنا أرى ابنتي متخبطة وخائفة وتخاف من النوم لأنها تتعرض للإيذاء كما تقول.
10/5/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
لا يوجد أمامك سوى عرضها على استشاري في الطب النفسي لليافعين وعلى وجه السرعة. سيقوم الطبيب أولاً بفحص حالتها العقلية وتوفير العلاج اللازم لها خاصة بأنها لا تزال دون عمر ١٦ عاماً. كذلك يقوم الطبيب المختص بوضع خطة علاج وتقييم احتياجاتها النفسية والدراسية وتوكيل أكثر من عامل في الصحة النفسية لتقديم العلاج النفسي ومتابعتها.
هناك متلازمة ذهانية عامة تتمثل في وجود:
١ - أعراض موجبة مثل سماع الأصوات.
٢ - عدم توازن وجداني شديد.
٣ - تغيرات سلوكية شديدة.
ليس من السهولة الوصول إلى التشخيص الدقيق في هذه المرحلة. قد تكون تعاني من اضطراب شخصية حدية شديدة أو الفصام المزمن أو كلاهما. طالما يختفي الفصام خلف علامات الشخصية الحدية.
قد يقرر الطبيب إدخالها إلى مصحة نفسية لليافعين وهذا بصراحة الحل الأمثل في بداية رحلة العلاج ليتسنى الوصول إلى تشخيص دقيق وخطة علاج طويلة المدى.
لا تتأخري في عرضها على فريق طبنفسي مختص.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
المتلازمة الذهانية العامة General Psychotic Syndrome