الخمر والقات والرعب مما هو آت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم في البداية على الاهتمام، لقد انقطعت فترة عن موافاتكم بآخر ما حصل لأخي وهو صاحب مشكلة الخمر والقات والرعب من ما هو آت
ففي هذه الفترة لم يحدث مستجد، ولكن حصل خلاف بينه وبين والدي، بسب نقود كان قد أخذها منه والدي ولم يردها إليه، وعادت إليه تلك الحالة، وحاول تهديد والدي بالسلاح.
وعندما لمناه أخبرنا أنه يخفي سرا يعذبه منذ سنين، وبعدها اعترف أن والدي اغتصبه عدة مرات بعد أن أسكره! وطلبت والدتي أن يخرج والدي من البيت، ويدعنا نعيش بسلام، ولكنه يرفض علما أنه يستطيع الزواج وفتح بيت آخر فهو غني
ولكنه للأسف يفضل الحرام، وهو في هذه الأيام يقيم علاقات محرمة، ولا يأسف إن كنا نعلم بهذا ونحن نحاول كتم الموضوع، حتى نتجنب الفضائح فالناس لا يرحمون.
وأمي الحمد لله امرأة ملتزمة ومتدينة وقد ربتنا على الدين، ولكن أخي لم نعد نستطيع السيطرة عليه فنحن نخشى على أخي الثاني أن يتربى مع هذا الأب الفاسد
فدلوني على الحل وهل باعتراف أخي بالسر الذي يؤرقه فيه حل لمشكلته النفسية أم ستستمر معه، وإذا رفض الذهاب إلى طبيب نفساني ما الحل
ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا فليس لي بعد الله إلا أنتم
9/5/2019
رد المستشار
الأخت العزيزة السائلة، أهلا وسهلا بك، غابت علينا متابعتك كثيرًا كما قلت، وهو ما جعلني أبحثُ في ملف الإجابات القديمة لديَّ، لكي أسترجع تفاصيل مشكلة الخمر والقات والرعب مما هو آت!، وعندما قرأت إفادتك الأولى وجدتك تقولين فيها بعد عرضك لعدوانية أخيك وفي إطار تبريرها : (فلقد عانى في طفولته بسبب معاملة والدي السيئة لنا منذ صغرنا وإهماله لنا وكأننا لسنا أولاده)، ولكنك بعد ذلك أشرت إلى تحسن معاملة الأب لكم عندما كبرتم، وبقاءه موضع شك وعدم احترام منكم برغم ذلك، لأنه منحرفٌ جنسيا بشكل ما فقلت: (وعندما كبرنا تغير كثيرا فأصبحت معاملته أفضل، ولكنه فعل ما لم يكن بالحسبان، حيث اكتشفنا أنه كان يمارس حركات جنسية مع أختي البالغة من العمر 9 سنوات)،
ثم تحدثت بعد ذلك عن شرب أخيك للخمر وتشنجه أحيانا بالليل، واعتياده تناول القات، وعدوانيته، ومحاولته الانتحار مرةً، وأرجعت ذلك كله إلى معرفته بأن أبيه مارس حركات جنسية مع أختكما البالغة من العمر 9 سنوات!
المهم أنني عند هذه النقطة عرفتُ أن إفادتك الأولى هي هي الثانية فيما يتعلق بأخيك (من ناحيتك أنت، فهو نفس من وصفته في المرة الأولى عدواني، وفاسد السلوكيات، ولكنك تبررين له وتجدين ما شاء الله لك من أعذار)، وأما الأوضح من ناحية إفادتك فهي حالة الأب الذي يتصرف تصرفاتٍ جنسية غير لائقة، كانت في المرة الأولى في إطار أسرته، وأصبحت هذه المرة في إطار الأسرة وخارجها! وظهرت أمك فجأةً لكي تطلب من رجلها أن يترك لها البيت والأولاد! لأنها كما قلت (امرأة ملتزمة ومتدينة وقد ربتنا على الدين، ولكن أخي لم نعد نستطيع السيطرة عليه فنحن نخشى على أخي الثاني أن يتربى مع هذا الأب الفاسد).
نحن إذن في حضرة أسرةٍ فيها اثنان على الأقل شخصيتهما مضطربة بحسب ما ورد في إفادتك في المرتين، وأخشى ما أخشاهُ هو أن يكونَ اضطراب شخصية أخيك أكبر وأعمق، إننا نتكلم لا عن انحراف جنسي فقط، ولا عن شرب الخمر وتناول القات فقط، ولا عن العدوانية فقط، ولا عن اختلال العلاقات داخل الأسرة وخارجها وحسب، وإنما نتكلم عن اضطراب شخصية، يسمى باضطراب الشخصية المستهينة بالمجتمع Dyssocial Personality Disorder ، وهذا ما يجعلني أرثى لحالك وأنت تحاولين التبرير لأخيك الذي تحبين، وتلقين باللوم على أبيك الذي يبدو أنه لم يعد يبالي بلومكم له ولا برأيكم فيه، وأنا أحيلك إلى مقال المهدي عن الشخصية السيكوباتية Psychopathic Personality
وإلى بعض ما ظهر على صفحة استشارات مجانين من استشارات عن الشخصية المستهينة بالمجتمع (السيكوباثية)
وأما حكاية السر الخطير الذي حكاه أخوك في آخر مرة، ونحن هنا لا نناقش صحته من عدمها، لأننا لا نعرف حتى رأي الأب فيما يدعيه ولده، لكن ما نستطيع استنتاجه ببساطة هو أن أخاك ينجح دائما في تبرير ثوراته وعدوانيته، مثلما ينجح في تبرير انحرافاته التي لا نعرفُ منها إلا الخمر والقات واللذين ظهر أن الأب شريكه فيهما أيضًا في هذه الإفادة، أو على الأقل في الخمر وهو بالمناسبة أحد الشركاء كثيري التواجد في حوادث الضرار الجنسي للأطفال.
وسأكتفي بهذا القدر من تحليل إفادتك لأنني فوجئت بأن أول نصائحنا لك في ردنا السابق عليك كانت : (الحقيقة أن مشكلة أخيك مشكلة تستلزم التدخل الطبي النفسي السريع والحازم، حتى لو اضطررتم لاستخدام القوة معه، لأن سلوكه العدواني الذي ذكرته لنا عنه مرعب بحق، ويستدعي في حد ذاته أن نتصرف فورًا)
وهذه النصيحة مع الأسف كأن لم تكن، ويبدو أن نصيحتنا هذه المرة أيضًا ستذهب أدراج الرياح، فأنت لم تغيري شيئا أو لم يتغير فيك شيء بعد قراءة الإفادة الأولى، وكان عجيبا منك أن تقولي في هذه المرة (ففي هذه الفترة لم يحدث مستجد)، فهل بقاء الوضع على ما هو عليه هو المطلوب؟؟ هل يا عزيزتي أرسلت تطلبين ردنا لكي تفرحي بظهور مشكلتك والرد عليها على صفحة مشاكل وحلول؟!
إن إفادتك الأولى = عدوانية وجنس وإدمان واضطراب علاقات وشيء من التبرير، وإفادتك الثانية = عدوانية وجنس وإدمان واضطراب علاقات وشيء من التبرير!! وما بينهما لم يحدث مستجد! كيف يكونُ ذلك لا أدري
ثم أنك تسألين في آخر إفادتك هذه المرة سؤالاً غريبا إذ تقولين : (فدلوني على الحل، وهل باعتراف أخي بالسر الذي يؤرقه فيه حل لمشكلته النفسية أم ستستمر معه) فأي تسطيح هذا للأمور يا أختي: إننا منذ ردنا الأول عليك، أكدنا لك أن إرجاع تصرفات أخيك المنحرفة كليةً إلى سلوكيات أبيه المنحرفة ليس هو الحل.
ماذا أقول لك : إن أخاك إنما يستخف بعقل من يصدق هذا التبرير، وهو نفسه لا يصدقه، فلا تخدعي نفسك أنت من فضلك، لأن الاضطراب النفسي والسلوكي لأخيك فضلاً عن أبيك أعمق من ذلك بكثير، وفي نهاية إفادتك تسألين سؤالاً مكررًا، منذ المرة الأولى أيضًا إذ تقولين (وإذا رفض الذهاب إلى طبيب نفساني ما الحل)
مع أننا قلنا في ردنا السابق كما هو الآن على صفحتنا (ويمكنك -إن أصر على رفضه العرض على طبيب نفساني- أن تسألي عن أقرب مستشفى نفسي من مكان إقامتكم، ومن خلال الاتصال بهم سيتصرفون، عليك أن تفعلي هذا بسرعة، لأن ما حدث يمكنُ أن يتكررَ، وقد ينتج عنه ما لا تحمد عقباه، لا قدر الله)
أعرف أنني قسوت عليك، ولكن لذلك ما يبرره، فما دمت ارتضيتنا حكما فإن المفترض أن تأخذي باستشارتنا أو تقولي لنا على الأقل أنك حاولت، أو على أقل من ذلك أن تناقشينا في ما اقترحناه عليك من حلول، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، وأصبحت لا تختلفين عن من أرسلت لنا مشكلتها وضاع منها رقم المراجعة، أو لم تستطع الوصول إلى الرد على الصفحة، فأرسلت مشكلتها لنا مرةً أخرى، وإن بكلمات مختلفة بعض الشيء!!
لكنك مع الأسف تسأليننا، ونجيبك على صفحة مشاكل وحلول للشباب، مع كل ما يعنيه ذلك من جهد أفرادٍ هم سكرتير الصفحة ومحررها ومستشارها ومديرها ومراجعوها وذلك على الأقل، دون أن يكونَ لذلك أي مردود خارج الإنترنت على ما يبدو، وهذا ما يجعل جهدنا يضيع هباء -على الأقل بالنسبة لك! وأنت صاحبة المشكلة-، وهذا ما لا معنى له في الحقيقة ولا معنى لمتابعته!
لكنني بالرغم من كل هذه القسوة، أقول لك أن أباك مريض وأخاك مريض، وهما من عرفنا من هذه الأسرة، وكلاهما يحتاج للعون والدعم قبل إلقاء اللوم، لكن تركهما خوفًا على مشاعرهما أو خوفا منهما يعني مشاركتهما في الإفساد، فلابد إذن من الاستعانة بمن يستطيعون تقديم العون لأسرتك من الرجال أهلكم، وذلك من أجل تحسين سلوكيات أخيك، وأبيك، وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بأخبار طيبة.
التعليق: أهلا وسهلا بك "Hadeel Ahmed"على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك مع استشارات مجانين.
الحقيقة أنك تعيشين حالة من الخوف المفرط والتحاشي المفرط لما يفترض أنه شيء إنساني عادي وطبيعي، يعني رعبك المفرط من العادة السرية يقف وراء استغلال الوسواس للفرصة والعبث بك بهذا الشكل.
المطلوب من الإنسان الصحيح (أي غير الموسوس) في الغسل هو غلبة الظن بأن الماء قد عم أجزاء الجسد كله وغلبة الظن معناها أن يغلب على ظن حضرتك بنسبة 80-99% أن الماء قد عم الجسد كله وليس المطلوب هو اليقين ... وهذا المطلوب من الإنسان الصحيح ... ماذا تتوقعين أن يكون المطلوب من الموسوس؟؟
ردي على تساؤلك الثالث هو أن الحرام هو العكس أي الحرام هو ألا تحسي هذه الأحاسيس ..... لأن الطبيعي والإنساني والمفروض هو أن تشعري بهذا وأن تستمتعي به .... وكل ما أرجو أن تمنعي نفسك عنه هو مشاهدة المواد الإباحية ... وإذا شعرت بالرغبة في أن تشاهدي تلك الأفلام أنصحك بأن تمارسي الاسترجاز (العادة السرية) على خيالاتك الخاصة، وأنا مدرك جيدا لما أقول.
وأما بالنسبة لمشاهدة المقاطع الرومانسية وما تستثيره فيك من مشاعر فهذه في الأحوال الطبيعية لا تسبب إلا إفرازات مصاحبة للإثارة ربما تنقض الوضوء إذا زادت وفاضت لكنها لا تستوجب الغسل.....
خففي من تشديدك على نفسك رحمك الله ورحم كل من في مثل ظروفك.