ماضي زوجتي يؤرقني
السلام عليكم ورحمة الله
قمت بعقد قراني على فتاة متدينة وملتزمة، ونحن بانتظار العرس بعد أيام إن شاء الله. قمت بالدخول إلى صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدت أنها كانت تكلم شابا إلى حدود فترة العقد، حيث عرض عليها الزواج بادئ الأمر، فتبادلا الكاميرا أي الفيديو بينهما لرؤية بعضها البعض، فلم يتفقا على الزواج،
ثم استمر التواصل بينهما حول مشاكلها الصحية ومشاكلها اليومية مع أسرتها، لكن في حدود الأدب. كما وجدت أنها كانت تحكي له عن مرضها الذي تعافت منه إلى حدود فترة خطبتي لها. حيث كانت تعاني من مرض الجن العاشق، وتعالجت منه بعد ذهابها لراق. كما وجدت أنها كانت تتواصل مع مفسرين للأحلام، وبعض الرقاة في مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد علمي بالأمر، ندمت ندما شديدا لاطلاعي على خصوصياتها، خاصة أني بعد أن أخبرتها قالت هو أمر من الماضي، وحزنت كثيرا وبكت بكاء شديدا وبدأت تتمنى الموت، وتقول لي يا ليتها ماتزوجت.
مما جعلني أحس بذنب كبير وفي نفس الوقت بدأت تنتابني غيرة شديدة وشك ووساوس حول ما عرفت من أمور، خاصة بعد اطلاعي على مسألة مرض الجن العاشق. فبدأت أنقل تساؤلاتها لمفسرين بعد أن دخلت باسم فتاة مستعار، حيث تعرفت عن طريق ردودهم على بعض أعراض المرض، كانت تتمحور حول الرغبة الجنسية، وممارسة العادة السرية، وتعطل الزواج.....
الأمر الذي أصابني بالإحباط والغيرة الشديدة، حيث شعرت كأنني خنتها بهذا السؤال عن هذه الأمور. كما أصبحت أعيش حالة من التفكير السلبي والغيرة الشديدة والحزن والأسى، وبدأت تنتابني وساوس أحاول دفعها فتعود مرة أخرى، كلما تذكرت هذه الأمور التي عرفتها. أعاني من شعور سيء وحزن عميق وفقدان الرغبة واليأس، علما أن الزواج لا يفصلنا عنه إلا أياما قلية إن شاء الله.
أريد من فضلكم توجيهات واستشارة في الأمر.
وجزاكم الله خيرا
20/6/2019
رد المستشار
الأخ السائل
إن لم تكن مريضا بالوسواس القهري أو الاكتئاب فإن ما يمر بك حاليا هو في الأغلب مجرد تداعيات ناتجة عن ما عرفته عن خطيبتك.. ولا يتسع الوقت للندم ولا للتردد ولا لشيء.. غير أن تتوكل على الله وتبني بها.. وأحسب أن أي اختيار آخر غير البناء في موعده سيكون أسوأ بالنسبة لك ولها
بعد البناء.. أعط نفسك وزوجتك فرصة تعارف كافية.. تعارف حقيقي.. واقعي.. بدلا من الأوهام والهواجس.. والتقدم والتأخر.. وانتهاك الخصوصية ثم الشعور بالذنب.. وكلها مسارات يغشاها الناس في عالم الحياة في الفضاء الرمزي.. فلا تجعل الأوهام تفسد عليك واقعك وسننتظر متابعتك،
وبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير