وسواس قهري في الصيام
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 37 سنة أعاني من الوسواس منذ 14 سنة بدأت وساوسي عندما شعرت أن في فمي دم ومن تلك اللحظة التي ما زلت أذكرها جيدا انطلقت رحلتي في عالم الوسواس والمعاناة وأصبحت كل رمضان بوسواس جديد في البداية عالجت أسناني وأصبحت لا أعاني من وجود دم في اللثة واختفى هذا الوسواس
ولكن بعد أن وقعت في فخ وسواس آخر هو وسواس النجاسة والأفكار الجنسية التي تأتي رغم عن الموسوس والتي أرفضها لأنني والحمد لله أخاف الله لكن يظل الضيق من ورودها حتى في مخيلتي وأصبحت أغتسل غسل الجنابة كل يوم في الصيام وأفتش ملابسي وأستطيع بفضل الله هذه السنة ألا أستمع لصوت الوسواس وألا أغتسل ولكن صمودي لم يدم طويلا هي فقط بداية رمضان ثم رجعت الوسوسة
بعد ذلك وقعت في وسواس اللعاب إذا استيقظت صباحا أجد لونا أصفر في لعابي مع أني أنظف أسناني جيدا وأخللها بالخيط حتى لايبقى أثر للطعام بين الأسنان وأمتنع عن الأكل قبل الفجر بساعتين كل هذا حتى لا أجد لعابي أصفر عندما أستيقظ سألت الكثير من المشايخ هناك من قال لي ((ابلعي فهذا ريقك وإن تغير لونه))
وظللت أكرر هذا السؤال لأنه الوسواس ظل يدور في رأسي بعدم اقتناعي بهذه الفتوى حتى وقعت في شيخ أفتى لي بعدم جواز بلع الريق المتغير لونه وقال لي ربما يكون عائد من المعدة هنا زادت مخاوفي على صيامي وزادت معاناتي
فكيف لإنسان أن يميز ما يخرج من المعدة ومايخرج من الفم فما بالك بموسوسة مثلي وخاصة أن اللون الأصفر ليس دليل على خروجه من المعدة فاللعاب يتغير لونه حتى من أثر الطعام أو من يعاني من حساسية الصدر أو من يعاني من الجيوب الأنفية فبالله كيف لي أن أميز!!!!
فأصبحت لا أنام جيدا وإن نمت أستيقظ مفزوعة وأهرع للحمام لكي أبصق اللعاب الذي في فمي وأصبحت حتى إن تقلبت في نومي أستيقظ مسرعة وأظل أبصق حتى يرجع لون اللعاب أبيض وأحيانا أبصق فوق ورقة بيضاء لأتأكد من لون اللعاب وظللت أبحث عن فتاوي تخرجني من هذا الوضع ولكن وبكل أسف وقعت في وسواس آخر
وهو وسواس دخول الماء في أحد السبيلين أي القبل أو الدبر يفسد الصيام هنا كبرت معاناتي ومخاوفي فكيف لي أن أدخل الحمام وكيف لي أن أستنجئ أو أستبرئ وظللت أقرأ حول هذا الموضوع وعلمت أن الجهاز التناسلي للمرأة لا يرتبط بالجوف وأن المثانة عضو طارد للماء هنا ارتحت قليلا ولكن ظلت المشكلة في الدبر كيف لي أن أعرف إن دخل الماء من عدمه وكيف لي أن أعرف مقدار الماء الذي أفسد صومي!!!!!
وأيضا وسواسي الأخير هو في روائح الطعام والأبخرة المتصاعدة من قدر الطعام أصبحت أخشى أن أستنشقها وإن استنشقتها حتى لو بدون قصد جاء الوسواس ودخل في نيتي ويُلبس علي النية بين العمد وغير العمد
شكرا لكم وآسفة جدا لطول رسالتي أتمنى من الله أن تساعدوني لكي أضع قدمي على الدرجة الأولى لسلم الشفاء وأن تكون داعم لي بعد الله للقضاء على هذا اللعين الذي سيطر على حياتي لسنوات طويلة هذه السنة قررت وبكل جدية أن يكون رمضان المنصرم هو آخر عهدي بالوسواس لأستقبل رمضان القادم بشخصية جديدة قوية بإذن الله
وفقكم الله وفتح عليكم فتح العارفين وأعانكم لما فيه الخير للجميع
وشكرا لكم من قلبي وجزاكم كل خير
20/6/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختي الكريمة، وأهلًا وسهلًا بك في مجانين
لن أعلق على وسواس الأفكار الجنسية التي تأتيك، إلا بقولي: اصبري على مخالفة الوسواس ولا تضعفي، فأنت لا تحتاجين إلى غسل بالتأكيد، حتى لو ضعفت مرة أو مرتين فعودي وقاومي رغبتك في الاغتسال، وستنجحين في النهاية بإذن الله
أنتقل إلى وسواسك من اللعاب الأصفر... أما أنت باعتبارك موسوسة فلا غرابة في أن تبحثي عن شيخ يفتي لك بالأشد والأصعب، وبما يوافق وسواسك. ولكن الواقع أن كلام المشايخ الأول هو الصحيح! وما لم تتيقني 100% أن السائل خرج من المعدة وليس من الفم، فهو طاهر، ولست مطالبة بالتفتيش لمعرفة مصدر السائل،
إن عرفت أنه من المعدة لدليل وعلامة فرضت نفسها عليك، ولا تقبل الشك كان بها، وإلا فالأصل في الأشياء الطهارة، وأن اللعاب يخرج من الفم لا من المعدة.
أما وسواس دخول الماء إلى القبل والدبر، فقليل من التفكير المنطقي يجعلك تعرفين مدى سخافة هذا الوسواس! هل من المعقول أن تبطلي بوسواسك هذا صيام جميع الأمة الإسلامية، بل صيام نبيها عليه الصلاة والسلام؟!!! الكل يستنجي بالماء وهو صائم...، لو كان الماء يدخل لنبه عليه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
حتى إن كان الماء يدخل فعلًا، فلم نؤمر باجتناب الاستنجاء في الصيام...، ولك أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر أمته.
وبالنسبة لوسواس روائح الطعام والأبخرة، فظاهر أنك تعلمين الحكم، وتعلمين أن من لم يتعمد الاستنشاق فصومه صحيح، ولكن الوسواس جعلك تشكين هل تقومين بالاستنشاق عمدًا أم لا؟!! يمكن أن نقول هنا: إنك في الأصل صائمة، وقد شككت هل قمت بفعل يبطل الصوم (الاستنشاق عمدًا) أم لا؟ فالأصل بقاء ما كان على ما كان، أي بقاء صيامك صحيحًا، وجميع العبادات لا تبطل بالشك، وإنما يجب اليقين 100% من حصول المبطل.
ولاحظي أني أعطيك أحكامًا تخص الناس كلهم، من كان معه وسواس ومن لم يكن، فما بالك وجميع الفقهاء يفتون الموسوس بصحة عباداته كلها مهما شك فيها، ومهما شعر أنها غير صحيحة؟ وأنا أتأمل مدى عمق فهمهم للأدلة والأحكام، حتى أفتوا بكل ثقة أن الموسوس يقبل منه عمله وإن شك فيه، وليس عليه أن يعيد! والحمد لله على نعمة الإسلام، وعلى نعمة العلم والفهم
أرجو أن تراجعي طبيبًا مختصًا لمساعدتك في تجاوز ما أنت فيه، واستعيني بالله ولا تعجزي
أخذ الله بيدك وعافاك