تعبت نفسيا
عندي تقلب مستمر في المزاج قبل الدورة تأتيني حالة من العصبية لا أستطيع السيطرة على نفسي وأضرب أولادي بقسوة وصوتي يكون عالي جدا حاولت كثيرا أن أسيطر على نفسي لكن لم أستطع وطردت من عملي بسبب عصبيتي ودائما أتسرع في اتخاذ أي قرار وعندما أتعصب أشعر بغليان في جسمي
نفسي أتغير بجد لأني هخسر أولادي
رجاء مساعدتي
21/6/2019
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ "سامية" حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
قمتُ بالاطلاع على رسالتك وتوصلت إلى أنك تعانين من اضطراب مزاجي ما قبل الدورة، وهذه حالة نفسية معروفة، فهنالك شيء من الكدر، وهنالك شيء من العصبية، والتنفيس عن النفس من خلال إيذاء النفس أو الغير، وهذا التقلُّب المزاجي بالفعل مُزعجٌ لصاحبه، وحتى إن لم يكن خطيرًا يجب أن يُعالج.
لا يعني هذا أنك مضطربة الشخصية، لأن هذا المسمى ليس طيبًا، لكن ربما تكون شخصيتك لها سمات جعلتك عُرضة للاضطراب المزاجي الذي يسبق الدورة الشهرية.
أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك إجماع شبه تام بين علماء النفس والسلوك أن اضطرابات ما قبل الدورة يجب أن تُعالج دوائيًا، ومضادات الاكتئاب خاصة عقار مثل الـ (فلوكستين Fluoxetine) سيكون جيدًا ومفيدًا بالنسبة لك، وهذا الدواء بسيط، وغير إدماني، وغير تعودي، وفي كثيرٍ من الدول يُصرفْ دون وصفة طبية، والجرعة هي أن تتناوليه يوميًا (عشرون مليجرامًا) لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم تتوقفي عن تناوله.
وهنالك أيضًا من يُعطي مضادات القلق والتوتر عند منتصف الدورة الشهرية، أي أسبوعين قبل حدوث الدورة الشهرية، وهذه أيضًا أحد الطرق التي تُمارَسْ للعلاج، لكني أفضل الطريقة الأولى، وهي استعمال الفلوكستين لمدة ستة أشهر.
تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة جدًّا، وأنصحك بأن تمارسي الرياضة، لأن ممارسة الرياضة لها مفعولٍ إيجابي.
حاولي أن تنامي مبكرًا أيضًا، فالنوم المبكر يعطي شعورًا بالارتياح ويُزيل التقلبات المزاجية.
عبّري عن انفعالاتك بصورة إيجابية، لأن هذا الأمر مطلوب خاصة في حديثك مع زوجك أو أولادك أو زملائك في العمل، ولا تتسرعي ولا تتعجّلي، وعبّري عن ذاتك أول بأول، لأن الكتمان في بعض الأحيان يؤدي إلى احتقانات كثيرة.
أيتها الفاضلة الكريمة: قطعًا أنت توّاقة لأن تكوني من المتميزات في معاملتك الناس عامة ومع أولادك بصفة خاصة... فاطمئني أنت طبيعية ولا تعانين من شيءٍ خطير، وإن شاء الله تعالى لا يوجد شيء خطير، مجرد ظاهرة وقد قمنا بشرحها لك، وكذلك السبل لعلاجها التي أسأل الله تعالى أن تُساعدك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.