وسواس قهري
أعتذر لأن استشارتي طويلة ولكن لأوضح حالتي وجزاكم الله خيرا، مشكلتي بدأت في أواخر 2017 إني وسوست في طهري من الحيض فظللت أعيد الاغتسال ظنا مني أني لم أطهر ووسوسة في النية وظنا مني أيضا بأنه ينزل مني وكنت وقتها بفترة قصيرة أشعر أن بكل حركة ينزل مني مني فأغتسل ومن كثرة وساوسي هذه تركت الصلاة واستصعبت الغسل بعدها فتركتهما عدة أشهر وفي كل مرة أحاول أن أغتسل في تلك الفترة لأصلي ولكن أستصعب الموضوع أو أحيض فأتركه لبعدها حتى قررت أن أتجاهل كل هذه الوساوس وأغتسل ولا أبالي واغتسلت وصليت ولكن دونت كل هذه التواريخ التي يأتيني الحيض فيها حتى يزول الوسواس ثم اغتسل لكل حيضة غسل خاص بها حتى هذه اللحظة أدون موعد كل حيضة لأغتسل منها مرة أخرى
فأنا كما أخبرتكم في الفترة التي لم أغتسل فيها اغتسلت غسلا واحدا لما سبق وللآن أظنه غير صحيح ويجب أن أغتسل غسل واحد لكل حيضة فأدون مواعيدها لهذا السبب ولكن المشكلة ازدادت معي وأصابني وسواس في قص أظافري والجلد الملتصق حولها أو متدلي لأنها حائل فكنت أقص أظافري كل يومين حتى سألت شيخا وأخبرني أنها ليست كذلك فحاولت التجاهل
وبعدها وسواس غسل النجاسة فأصبحت أطيل في الاستنجاء وأثناء الغسل أو غسل النجاسة أسرف كثيرا في استخدام الماء فأصبحت وسواوسي الحالية هي طهري من الحيض فعندما أفتش أجد إفرازات بيضاء وأدقق بها أجد بها صفرة قليلة ولا أعلم هل حقيقة أم أنه وسواس مني
وكذلك هل عند التأكد منه أدخل المنديل لما بين الشفرتين أي قبل فتحة المهبل فقرأت أنه يتم في ظاهر الفرج فهل هما ظاهر الفرج؟ والمشكلة الأخرى هي الغسل فأشعر أن الماء لا يصل لكافة جسمي وأبالغ في إيصاله للأذن فما هي الطريقة الصحيحة لإيصاله للأذن دون تكلف، وأستصعبه لأني وقتها أدلك جسدي كله لإزالة أي أوساخ أو حائل أو قشور في ظني فأطيل في ذلك؟
وأخيرا مشكلة الاستنجاء فأنا أستخدم يدي في الاستنجاء ولكن أشعر أن الماء النجس الذي في المرحاض يتطاير على يدي وجسمي فينجسها وبذلك أطيل في الاستنجاء؟ وكانت لدي وساوس سابقة في النجاسة حيث أحيانا يسقط أخي الصغير بعض قطرات البول في المكان بعد تبوله فأشك أن الأحذية وكل شيء نجس فأقضي وقتا في غسله ولكن أخذت بقاعدة أني لا أعلم هل هي نجسة أم لا فقلت وساوسي في هذا الموضوع .
أصبحت بكل هذا أستصعب العبادة وأقصر فيها ويغلب علي الحزن والاكتئاب من أني لست طبيعية كإخوتي والناس ولم أعد أختلط كثيرا مع أصدقائي أو الآخرين،
ماذا أفعل أتمنى أن أجد الحل وجزاكم الله خيرا
9/7/2019
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك وباستشارتك يا "آية" على موقعك مجانين، وأسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك للخلاص مما أنت فيه
هناك أمور تسبب لك الوسواس لعدم معرفتك بالحكم الشرعي، وهناك أمور من خصائص الموسوسين، ولها علاجها الموحد بينهم
أبدأ بما هو خاص بك مما يحتاج إلى بيان حكمه الشرعي:
وأوله: ما تشتكين منه من استمرار نزول المني! تعلمين أن النساء ينزل منهن مفرزات طبيعية لترطيب المهبل، وهذه المفرزات لا يحتاج نزولها إلى غسل، وإنما إلى وضوء فقط، وهي طاهرة عند الشافعية، ولا أدري كيف حكمت على ما يخرج منك (وما لا يخرج) بأنه مني؟!!!! وهل خروج المني كما يقولون (اعطس... يرحمك الله)؟! له شروط ومقدمات...، ولو فرضنا أن المادة التي تنزل منك هي منيّ فعلًا، فهي في حالتك لا تحتاج إلى غسل لأنه لا ينطبق عليها شروط نزول المني الذي يوجب الغسل في مذهبين على الأقل.
ثم بالنسبة للاغتسال من الحيض، يكفي غسل واحد لإزالة الحدث، ولو بعد مئة حيضة لم تغتسلي بعدها؛ فالحدث الأكبر حالة قامت في جسدك تزول بإسالة الماء على جسمك؛ تمامًا كما في الوضوء، الشخص يدخل إلى المرحاض أكثر من مرة، ثم ينام، ويخرج منه ما ينقض الوضوء، ويكفيه وضوء واحد ليصبح طاهرًا من الحدث الأصغر، ولا يحتاج إلى وضوء منفرد لكل حدث من أحداثه.
أما علامة الطهر من الحيض فهي أحد شيئين: إما الجفاف عند من اعتادت ألا ترى شيئًا بعد انقطاع الدم، فتبقى جافة فترة من الزمن ثم ترى الطهر بعدها، فمن كانت هذه عادتها في انتهاء حيضها، تغتسل بمجرد انقطاع الدم. العلامة الأخرى: أن ترى المرأة في آخر الحيض مفرزات ألوانها كالتي تراها في أيام الشهر العادية، حتى إن كانت مائلة إلى الصفرة، المهم ألا يكون اللون ضاربًا إلى الحمرة، فهذه الصفرة التي تجدينها بعد التفتيش لا تضر، ويمكنك الاغتسال فقد طهرت.
والشفران الصغيران من ظاهر الفرج، فظاهر الفرج هو ما يظهر من المرأة أثناء جلوسها القرفصاء لقضاء الحاجة.
وبالنسبة لكيفية غسل الأذن: يصل الماء إلى الأذن بتحريك السبابة داخل تعرجاتها أثناء نزول الماء عليها، ويمكن وضع حفنة من الماء في الكف، وإمالة الرأس ووضع الأذن في هذا الماء الذي في الكف، وهذه الطريقة جيدة في الصيام حيث يؤمن معها من دخول الماء إلى الأذن.
هذا ما يتعلق بالشق الخاص من رسالتك، وأما ما تشتركين فيه مع سائر الموسوسين من صفات كعدم الشعور باكتمال الفعل، والمبالغة في التطهير، والشعور بالنجاسة التي تصيبك دون أن يكون هناك نجاسة فعلًا في أكثر الأحيان... كل هذا يحتاج منك إلى تصميم لمخالفة ما يمليه عليك الوسواس، عند التعرض للمواقف التي تحرك الوساوس عندك.
فعند الغسل مثلًا: تقفين تحت رشاش الماء، وتمررين يدك إمرارًا خفيفًا على المناطق التي لا يصلها الماء دون استخدام اليد، ثم تخرجين من تحت الماء حتى لو لم تشعري بأنك اغتسلت على النحو المطلوب، فالحقيقة والواقع أن غسلك صحيح وتام، لكن أنت التي لا تشعرين بذلك. ولا يحتاج الأمر إلى دلك وفرك، فأنت لا تعيشين في صحراء، ولا تتعرقين ويلتصق الرمل على جلدك، ما يُخَيّل إليك أنه أوساخ إنما هو الجلد الذي انقشر من كثرة الفرك!!
يمكنك تحقيق ذلك بإنقاص كمية الماء، والوقت تدريجيًا: فمثلًا: كان اغتسالك يحتاج ساعة من الزمن، أنقصي مدة اغتسالك خمس دقائق في كل مرة، إلى أن يصبح ربع ساعة فقط، بحيث تجبرين نفسك على الخروج من الحمام عند انتهاء المدة المحددة، مهما كان هذا مقلقًا بالنسبة لك، وتسجلين ذلك في جدول لتعرفي مدى التزامك بالعلاج، فتشجعي نفسك عند نجاحك في مخالفة الوسواس، وتصممي على النجاح بعد إخفاقك في إحدى المرات. وإن استطعت أن تحددي كمية الماء أيضًا فلا تقصري في ذلك.
ونفس الشيء بالنسبة للاستنجاء وغيره من الوساوس...
هناك كثير من مقالات العلاج الذاتي للوسواس القهري على الموقع حبذا لو استفدت منها، وحاولي جاهدة الذهاب إلى الطبيب وأخذ رأيه في حالتك وشدتها وعلاجها
أسأل الله لك الشفاء العاجل