توقع الأسوأ دائما وسوسة وعسر مزاج
التعلق المرضي
بالأصدقاء والمسلسلات والحزن الشديد من أي مشكله بسيطة -bad mood for long periods
مشكلتي التي حرمتني من الاستمتاع بالحياه أن لي مجموعة من الأصدقاء من وقت المدرسة والجامعة وإلى الآن الحمد لله كنا في الماضي نخرج معا دائما في فترات بشكل يومي ونسافر جميعا معا في المصيف واستمر ذلك في السنين الأولى بعد زواجنا جميعا وحتى بعد أن أصبح لدينا جميعا أبناء
ولكن طبقا لطبيعة الحياة وانشغالنا جميعا قلت مرات اللقاء بيننا والخروجات والسفريات إلى آخره منذ ذلك الوقت وأنا مزاجي متعكر دائما حتى مع وجود زوجتي وابني فمثال عند خروجي مع أصدقائي أجد مزاجي عالي وأشعر بسعادة كبيرة وحين غيابهم مزاجي ينخفض إلى أقصى درجة وعند قيامي بالخروج مع أصدقائي أجدد أو زملاء العمل أو عائلتي فمزاجي لا يرتفع إلى القمة كما يحدث في وجود أصدقائي الآخرين حتى زوجتي لاحظت هذا الأمر
وقالت لي أنت لا تكون سعيد غير لما بيكونوا موجودين هذا الأمر سبب لي مشاكل كبيرة لانخفاض أو اعتلال مزاجي بصورة دائمة ولا أرغب في فعل أنشطة سواء وحدي أو مع أناس آخرين غير أصدقائي
فأشعر دائما بملل وهم وضيق ولا أسعد بأي شيء إلا لفترة بسيطة (سيارة جديدة- موبايل جديد- سفر للخارج) لا أفرح بتلك الأمور سوى لفترة وجيزة ثم أعود للهم والغم
لاحظت أيضا حدوث نفس المشكلة إذا ما تعودت على رؤية مسلسل أجنبي معين لفترة طويلة وأحببته مثال (جيم اوف ثرونز) وغيره فأول ما ينتهي المسلسل أشعر بضيق رهيب ليس الضيق الطبيعي الذي يحدث لأي مشاهد الناتج من انقطاع المتعة لا أنا أشعر بحزن شديد لفترة تصل إلى أسبوع أو أسبوعان
مشكلة التعلق لدي كبيرة وتعكر صفو حياتي وتجعلني أشعر أني لن أكون سعيد أبدا
مشكلة أخرى لا أعرف مدى علاقتها بالمشكلة الأولى وهي أن أي حادث بسيط أو مشكلة صغيرة تحدث تعكر مزاجي لليوم بأكمله أمثلة (خبطة بسيطة لجسم سياراتي- سخان الماء توقف عن العمل فجأة- أي شيء اتكسر في البيت- إرسال قنوات الدش قطع) أي مشكلة من مشاكل الحياة اليومية العادية التي تحدث للجميع تجعل مزاجي منخفض لحين حل المشكلة وأظل أفكر في هذه المشكلة البسيطة طوال اليوم أو حتى يتم إصلاحها
وحين أفكر أن هذه المشكلة تافهة وممكن أن يتم حلها وأني لا يجب أن أحزن لهذا السبب
ألوم نفسي أني حزين لهذا السبب التافه وأحزن أكثر بسبب علمي أن المشكلة لا تحتمل كل هذا الضيق وقلة المزاج وأني غير باقي الناس الذي لا يحدث لهم هذا الضيق لهذا السبب البسيط
أريد حلا في حياتي
أصبحت شيء لا يحتمل
25/7/2019
رد المستشار
الأخ السائل :
أرجو أن لا تعتبر المراسلات المتكررة والممتدة بينك وبين موقعنا نوعا من العلاج، نحن لا نقدم علاجا على صفحات "مجانين" ولكن نوعا من المشورة التي لا تغني عن مراجعة الطبيب، أو طلب العون المتخصص!!
تقدم درجة من الثقافة النفسية، والمعرفة المتاحة عن النفس والعقل...الخ.
أقول هذا تعليقا على ختام رسالتك: أريد حلا فحياتي أصبحت .....الخ
نحن لا نقدم علاجا، ولا نقدم حلولا، ربما إضاءات على جوانب لا يراها أصحاب الرسائل، أو نحو ذلك مما يفيد، وربما لا يفيد، لكنه ليس علاجا، ولا تتوقع منا تقديم خدمة علاج، أو وصف حلول لأن هذه التوقعات يمكن أن تكون مدخلا للمزيد من الإحباط والحزن الذي تشكو منه!!
ليس جديدا أن تعرف الاعتلال الموجود في خرائطك الذهنية، ومما يتضح حتى من عناوين إجاباتك السابقة من توقع الأسوأ، ومن التعلق المرضي الذي تصفه في رسالة اليوم، ومن الشلل الذي يصيب تفكيرك، أو الهبوط في مزاجك إذا حصل ما لا تتوقعه، ولو كان بسيطا.
كل هذا –وربما غيره- يراه العلاج المعرفي السلوكي بوصفه نتاجا لتشوهات معرفية في الأنماط الإدراكية الأساسية عندك، فهل جربت العلاج المعرفي السلوكي؟ أو هل سمعت عنه؟!
ستجد على "مجانين" مادة تساعدك، ويمكنك البحث عن مكان يقدم هذه الخدمة العلاجية التي أعتقد أنها ستفيدك، لا أعرف أيضا إذا كنت قد جربت العلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب، وكيف كانت النتائج؟!
هل مارست أية أنشطة روحانية مثل التأمل، أو اليوجا، أو الاسترخاء والصمت في أماكن طبيعية مفتوحة!!
هل بذلت أي مجهود في حضور دورات، أو ورش تثقيف نفسي، أو جلسات دعم نفسي؟!
ماذا فعلت للتعامل مع وضعك الذي تشكو منه؟! حتى تفهمه، وتضع خططا للتعامل معه!
ما وصلني هو أنك ما تزال في مرحلة الحكم على نفسك، وعلى وضعك بأنه سيء، أو الذي تعتبره أنت كذلك!! وطالما بقيت في مساحة الحكم والنقمة على وضعك دون سعي للوعي بتضاريسه، فلن يحصل لك وعي، وأنت منفعل سلبيا ضد نفسك، أو غاضب من نفسك!!
المزيد من الوعي، أو المعرفة، والثقافة النفسية تفيد، والوعي الروحي العميق يفيد، ولا يتسع المقام للتفصيل في هذا وذاك، والسعي في هذه السبل هو رحلتك ومسؤوليتك!
أرجو أن أسمع منك قريبا عن خطوات تقوم بها في هذه الاتجاهات، وعن تفهمك التدريجي لوضعك، وليس الاقتصار على الضيق به، التبرم منه!!
كل الدعم والمساندة والتقدير للألم والمعاناة، ومعك في أي خطوة عملية تخطوها باتجاه فهمك لنفسك، وخرائطك الذهنية، وعالمك الداخلي، ووعيك الذاتي.
وأهلا وسهلا بك دائما.