أمي تعرقل حياتي
سلام عليكم
عمري 36 سنة متزوجة وعندي طفلة عمرها عامين. أعمل في مكان مرموق بوظيفة محترمة لي أخت واحدة وهي أفضل أصدقائي على الإطلاق مهاجره في دولة أجنبية.
أكتب لكم اليوم لأنكم الملاذ الأخير لي السبب الرئيسي أني على وشك الانهيار وأخاف جداً على ابنتي حبيبتي ونور عيوني من نفسي. نعم أنا لا أريد أن أصبح مثل أمي أخاف على ابنتي مني لكي تتضح لكم الصورة يجب أن أطلعكم على ظروف نشأتي
نشأت في أسرة بين أب مستهتر وفاشل وأم "قاسية" فكان صوت العراك والضرب والشتائم والإهانات هو السائد دائماً كان إحساس الرعب هو المسيطر دائماً علي عندما تبدأ وصلات الخناق بينهم كان تدخل الجيران في بيتنا لفض النزاعات أمر متكرر كان العراك في الشارع وتجمع الناس حولنا أمر عادي المهم بعد بهدلة كتيرة وأجواء في منتهي التوتر انتهى الأمر بينهم على الطلاق وبقبنا أنا وأختي مع أمي التي كانت متمسكة بنا... أمي لا تملك القدر الكبير من التعليم ولا تعمل ويعتبر من تكفل بمصاريفنا هم أعمام أبي.
أمي... تفتحت عيناي على أم قاسية لا تتعامل سوى بالضرب والإهانة وبالأخص لي (أنا الكبرى) فقد كان من الطبيعي أن أتلقى علقة ساخنة إذا ما قمت بكب بعض الماء غصباً عني كانت حياتي تتحول لجحيم إذا لم أتلقى الدرجات النهائية في المدرسة مع فواصل من السباب والإهانات ووصف بالفشل والغباء ومقارنات مستمرة مع أبناء الأقارب والأصدقاء في المقابل كنت أسمع عبارات الفشخرة (إن ابنتي متفوقة وتحصل دائماً على درجات فوق 90%)
أتذكر عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي قامت بضربي وتقطيع كشكول اللغة العربية وأجبرتني أن أعيده من الأول لأن خطي وحش (كانت هذه القصة مصدر فخر لها وتحكيها للكل لتوضح كم هي أم حازمة وتعتني بتفاصيل دراستنا) في الواقع هي كانت تهتم جداً بدراستنا وكانت مصرة على إلحاقنا بمدراس جيدة
جاءت فترة المراهقة وكانت الجحيم بعينه فقد كان الطبيعي فيها هو الضرب المبرح حتى تترك علامات على جسدي سباب وإهانة طوال الوقت مع التذكير الدائم بأني مثل أبي وأهله (أكتر ناس بتكرههم في حياتها) حرمان طول الوقت من الخروج مع الصديقات وكلما تقربت إلى إحداهن كانت تنعتها بأني ملمومة على شوية صيع... هي طول الوقت شايفاني بتلم على صيع حتى وهي ما تعرفهمش ولا شافتهم كان من العادي أن تقوم بضربي لمجرد أنها عادت من الخارج ولم تجد البيت مرتب كما تريد...
في مرة قامت بلم ملابسي وكتبي وأخذتني من يدي لتوصلني لبيت عمتي لأنها خلاص ما بقتش طايقاني لولا تدخل صديقة طيبة لها لإرجاعي إلى المنزل استمر الوضع على هذا المنوال حتى بعد تخرجي مباشرة ومع أول عريس تقدم لي (كان زميل في أول عمل التحقت به بعد التخرج مباشرة لم يكن أفضل شخص تماما ولكني كنت أود أن أهرب منها بأي وسيلة)
طبعاً تسببت في مشاكل وكانت السبب في فشل الموضوع بطريقة مهينة جداً لي وطبعاً عشت فترة عصيبة من ذل وإهانات انتهت بعلقة أخذتها لسبب لا أتذكره الآن كانت نتيجتها أني تلقيت ضربة قامت بكسر أسناني الأمامية وفقدتها للأبد واستعضت عنها بتركيبة أسنان صناعية وأنا في الثانية والعشرين من عمري! الغريب أنه لم يهتز لها جفن وهي ترى نزيف دمي وصراخي لم تصطحبني للطبيب ولم تطمئن علي.
بعدها استطعت أن أجد عملا (فأنا الحمد لله خريجة كلية محترمة) وأصبحت تقريباً أنا العائل الأساسي لمنزلنا كنت أعطيها كل راتبي في البداية لأنه لم يكن ضخماً حتى أعوضها عما عانت في حياتها
تحسن الوضع قليلاً معها واستطعت أن ألملم بعض من ثقتي في نفسي المفقودة تحت وطأة تأثيرها السلبي وكلما تحسن وضعي المادي والوظيفي كلما تحسن الوضع معها فأنا اعتبرت أني أشتري راحة بالي بأن ألبي طلباتها وأغدقها بالفسح والهدايا كذلك أختي ولكن تحكمها ورغبتها المستمرة في السيطرة لم تتغير فحتى الآن تريد أن تعلم كل تفاصيل الحياة في بيتي ولا مانع أن تملي علي ماذا أشتري وماذا لا
وطبعاً أنا ملزمة أن أصرف أموالي بالطريقة التي تحلو لها تريد أن تحدد لنا كم طفل ننجب ومتى ننجب ودائمة الانتقاد لطريقة تربيتنا لأطفالنا مع اللمذ المستمر بأننا أمهات مستهترات وغير كفء الخ الخ الخ... تسبب مشاكل بيني وبين زوجي بسبب أسلوبها المنفر وتسلطها كادت أن تتسبب في طلاقي... اختلقت المشاكل مع زوج أختي ووصلت لسبابهم واتهامها لأختي بأفظع الأوصاف لأسباب غير معلومة.
بالرغم أننا لا نؤخر لها طلباً فأنا أخصص لها راتب شهري محترم يكفيها ولا نبخل عليها بأي هدايا من ملابس من أفخم الماركات أو أي مستلزمات أو أجهزة منزلية تحب أن تقتنيها... جدير بالذكر أن علاقاتها بأخواتها وصديقاتها دائمة التوتر والقطيعة وقد تستمر بالأعوام في الخصام ولا تعترف بخطأ أبداُ فهي منزهة لا تخطئ
كل ما سبق هو صورة مختصرة عن حياتي ولكن بالطبع يوجد آلاف التفاصيل الأخرى مشكلتي الآن أني برغم محاولاتي بأني أتناسى كل الماضي وفتح صفحة جديدة معها وقد توهمت في مرحلة ما بأني نجحت في ذلك ولكن مع كل تصرف تفعله أجدني أسترجع كل شريط الذكريات حتى وصلت لمرحلة أني لا أستطيع تحمل وجودها ولا أستطيع أن أستشعر أي حب من طرفها كل الذكريات البعيدة والقريبة تلاحقني هناك دائماً صوت في رأسي يذكرني بكل ما فعلت في كل مرة (تحرق دمي) وأؤثر الصمت تجنباً لوجع الدماغ
أجدني أقيم الحوارات في رأسي وتصيبني العصبية في كل تصرفاتي... إحساس الكره تجاهها ملازمني في الفترة الأخيرة الهاجس المسيطر علي دائماً لا أريد لابنتي أن تعاني مثلي فأنا للأسف تحت ضغط تأثيرها ربما أنفجر غاضبة أحياناُ بالصياح في ابنتي الصغيرة ثم أعود لأبكي وأحتضنها بقوة لأخبرها لا تخافي مش هاعمل فيكي كده... وصلت لأني ندمت على قرار الإنجاب لأني لا أرى نفسي سوية بما يكفي لتربية طفلة جميلة وذكية مثل ابنتي... أصبحت أخاف على ابنتي من أمي بالرغم من أنها تحب ابنتي جداً وقامت برعايتها في العام الأول من ولادتها لظروف عملي .
أنا لا أدري ماذا أفعل وهل يمكن لأمي أن تتغير؟ هل العيب فيها أم في؟ هل أنا مريضة نفسية تحتاج العلاج؟ أرجوكم ساعدوني فأنتم آخر أمل أتعلق به لأنه كما تعلمون أي شكوى مني في مجتمعنا سوف أوصم بالعقوق لأني ابنة لا تقدر تضحيات أمها التي ربتها وكبرتها
28/7/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الإجابة على استشارتك من قبل طبيب نفساني غير الإجابة التي قد تحصلين عليها من إنسان آخر وربما تحتوي على مصطلحات لا تقبلين بها. هناك أيضاً ثقافة المجتمع الذي تعيشين فيه وأعرافه التي تلعب دورها في تعاملك مع تاريخ طفولتك.
تاريخ الطفولة الذي تشيرين إليه هو تاريخ صدمات نفسية وجسدية من قبل أم مسيئة. الأم التي تضرب ابنتها وتكسر أسنانها الأمامية هي امرأة فاسدة بصراحة ومجرمة وفي العديد من الثقافات يتم إحالتها إلى القضاء. هذه الجريمة تقع ضمن ضرر الجسم الخطير أو البشع (Grievous Body Harm (GBH وعقوبتها على سبيل المثال في المملكة المتحدة السجن لمدة خمسة أعوام. لا توجد شريعة في الدنيا تسمح للأم أو الأب بضرب أبنائهم بهذه الصورة. لا يحتاج الإنسان إلى شريعة تمنعه من ارتكاب هذا الفعل فهي مجرد مشاعر غريزية لكل كائن حي.
والدتك امرأة نرجسية بكل معنى الكلمة وكان هدفها منذ البداية هو استعبادك لخدمتها في المستقبل، ونجحت في استغلالك نجاحا باهراً في ذلك. استغلتك ماديا وأنت مجرد مصدر مالي لها لا أكثر. رعايتها لطفلك هو استمرار لعملية الاستغلال.
ذكريات الطفولة البشعة لا تتلاشى وبصراحة لا يمكن تبريرها وتلاحق الإنسان بين الحين والآخر. هناك أيضاً مواعظ المجتمع والأعراف التي تذكرك بغفرانها. مواعظ المجتمع مع ذكريات الطفولة البشعة تسبب تنافراً معرفيا بدأ يلاحقك الآن. السبب في ذلك أنك عانيت ولا تزالين تعانين من اضطراب الكرب التالي للرضح والمعروف عالمياً وفي جميع الثقافات باسم PTSD.
دخولك موقع التنافر المعرفي Cognitive Dissonance الآن هو وجود ارتباك وجداني أو اكتئاب جسيم سببه ما يلي:
١- عامل مؤهب بسبب صدمات الطفولة
٢- تم ترسيب الاكتئاب مع ضغوط الحياة البيئية.
٣- تم تعقيد الأعراض بسبب تفعيل اضطراب PTSD.
خطوتك الأولى الآن هي مراجعة طبيب نفساني. قد لا تحتاجين إلى أكثر من أربعة جلسات علاج نفساني أو ربما بحاجة إلى عقار مضاد للاكتئاب. يجب كذلك أن تتحدثي مع زوجك حول مشاعرك وعلاقتك مع الأم الآن وفي المستقبل.
هل ستتغير الأم؟
لو تغيرت لاعتذرت لك منذ فترة طويلة ولكن الصفات النرجسية يحملها الإنسان طوال عمره.
أما من جانب الطب النفسي ولممارسة الحديثة فأمك امرأة يجب حماية الأطفال منها بسبب تاريخها السابق.
وفقك الله.
شكراً على استعمالك الموقع.الإجابة على استشارتك من قبل طبيب نفساني غير الإجابة التي قد تحصلين عليها من إنسان آخر وربما تحتوي على مصطلحات لا تقبلين بها. هناك أيضاً ثقافة المجتمع الذي تعيشين فيه وأعرافه التي تلعب دورها في تعاملك مع تاريخ طفولتك.
تاريخ الطفولة الذي تشيرين إليه هو تاريخ صدمات نفسية وجسدية من قبل أم مسيئة. الأم التي تضرب ابنتها وتكسر أسنانها الأمامية هي امرأة فاسدة بصراحة ومجرمة وفي العديد من الثقافات يتم إحالتها إلى القضاء. هذه الجريمة تقع ضمن ضرر الجسم الخطير أو البشع (Grievous Body Harm (GBH وعقوبتها على سبيل المثال في المملكة المتحدة السجن لمدة خمسة أعوام. لا توجد شريعة في الدنيا تسمح للأم أو الأب بضرب أبنائهم بهذه الصورة. لا يحتاج الإنسان إلى شريعة تمنعه من ارتكاب هذا الفعل فهي مجرد مشاعر غريزية لكل كائن حي.
والدتك امرأة نرجسية بكل معنى الكلمة وكان هدفها منذ البداية هو استعبادك لخدمتها في المستقبل، ونجحت في استغلالك نجاحا باهراً في ذلك. استغلتك ماديا وأنت مجرد مصدر مالي لها لا أكثر. رعايتها لطفلك هو استمرار لعملية الاستغلال.
ذكريات الطفولة البشعة لا تتلاشى وبصراحة لا يمكن تبريرها وتلاحق الإنسان بين الحين والآخر. هناك أيضاً مواعظ المجتمع والأعراف التي تذكرك بغفرانها. مواعظ المجتمع مع ذكريات الطفولة البشعة تسبب تنافراً معرفيا بدأ يلاحقك الآن. السبب في ذلك أنك عانيت ولا تزالين تعانين من اضطراب الكرب التالي للرضح والمعروف عالمياً وفي جميع الثقافات باسم PTSD.
دخولك موقع التنافر المعرفي Cognitive Dissonance الآن هو وجود ارتباك وجداني أو اكتئاب جسيم سببه ما يلي:
١- عامل مؤهب بسبب صدمات الطفولة
٢- تم ترسيب الاكتئاب مع ضغوط الحياة البيئية.
٣- تم تعقيد الأعراض بسبب تفعيل اضطراب PTSD.
خطوتك الأولى الآن هي مراجعة طبيب نفساني. قد لا تحتاجين إلى أكثر من أربعة جلسات علاج نفساني أو ربما بحاجة إلى عقار مضاد للاكتئاب. يجب كذلك أن تتحدثي مع زوجك حول مشاعرك وعلاقتك مع الأم الآن وفي المستقبل.
هل ستتغير الأم؟
لو تغيرت لاعتذرت لك منذ فترة طويلة ولكن الصفات النرجسية يحملها الإنسان طوال عمره.
أما من جانب الطب النفسي ولممارسة الحديثة فأمك امرأة يجب حماية الأطفال منها بسبب تاريخها السابق.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
أمي المكتئبة : لا تمت للأمهات بصلة !
أمي امرأة متسلطة !
أمي سأقتلها أو سأموت مقتولة
حزب المضطهدات أمية الأمهات مشاركة