متاهة الحياة والزواج : بين السماء والأرض !
في حيرة
أرجو الرد من د. أحمد عبد الله قد يكون كلامي غير مرتب ففي الفترة الأخيرة لا أستطيع التعبير أو السرد بطريقة مرتبة أنا كتبت قبل ذلك استشارة وحاولت أن أتذكر عنوانها وللصدفة كنت من رددت علي
أنا صاحبة استشارة حائرة مصر معرفة النفس، ومعارك الضياع أرجو أن تكون الصورة أوضح حاليا نعم التغيير صعب وبالنسبة لي فهو موجع أن أكون وحدي فيه خصوصا أن شريك حياتي يرى أني لن أتغير أو أكون أفضل حالا إلا وأنا معه وأني شخصية ضعيفة لن أنفذ أي شيء وكلماته كالسم وأتفق فيما قلت أن التغيير يستغرق وقتا لكن قد تعبت من الإهانات ومدى ضعفي وتقبلي لها مقابل أن أكون معه أو أن لا أحد سيحبني غيره
على العلم أهلي لم يغالوا في طلباتهم بل الفروق بسيطة جدا بيني وبينه لكن هي نقطة وحيدة صمم عليها وهو مبلغ بسيط زيادة في الشبكة وأنا رددت أن في المقابل أهلي هيساعدوا كتير وهيتساهلوا في الباقي وعندما قررت أن أتركه ووالدي كلم والده في الموبايل اعتذر منه أن الموضوع قد انتهي عاتبني شريك حياتي وقال بالنص <إزاي أبوكي يكلم أبويا ويقوله كده المفروض يسأل في إيه ويكلم معايا> والأغرب عندما تركته رجع يقول لي أنه عادي وأنها محلولة فتعجبت لماذا كل هذا التعقيد والإهانات من الأساس وبالمصري <سرق فرحتي وكسر نفسي>
لم أستطع تحمل شتائمه لي أكثر من ذلك بل وتقبلي لها وأنا من داخلي بدأت أن أصدقه بدأت أنعزل عن الناس ويصيبني الخمول في حياتي وبدأت تأتيني نوبات هلع متكررة.حاولنا الرجوع مرة أخري لكن فقدت الثقة فيه أو أن الوضع سيتغير وبداخلي أتمنى أن يحدث ذلك. هل بقراري هذا ظلمت نفسي.
على العلم قد بدأت أخذ خطوات جادة في إصلاح حياتي بمساعدة متخصص لكنها مؤلمة ولا أعلم إن كان طريق الشفاء ومعرفة النفس يؤلم هكذا أم أن ذلك ناتج قراراتي الخاطئة
وأعتذر عن سوء كتابتي
18/8/2019
رد المستشار
الزميلة الشابة :
العلاقات بين الجنسين تتحول بسهولة في عالمنا العربي إلى مصدر ثري للدراما والتشابكات ما بين الأهل وتوقعاتهم، ومخاوفهم، وأطراف العلاقات نفسها، والغالب عندنا عاهات نفسية، وتضخم أو انكماش الذوات نتيجة لتربية عوراء في البيت، والمدرسة، وعموم المحيط الاجتماعي المعتل غالبا!!
الزواج تحول إلى مسخرة كاملة شاملة، وإلى حالة من الاضطرار، والانقهار، والمعايرات، والمزايدات المالية والنفسية، وقصتك نموذج واضح على هذا.
في ظل هذه الديناميات لم أعد أعتبر أن الزواج يستحق هذا التعويل والحزق والانضغاط والمهاترات التي تحصل، ولا أعتبر أنه يستحق أن يكون معيارا للقبول المجتمعي، أو النجاح الشخصي، أو حتى أن يكون مدخلا لتحقيق أي احتياجات، واحتمالات الفشل صارت أقرب من قصص النجاح!!
وأزعم أن تركيزك على قصة الارتباط من عدمه ستضلل خطواتك، وتزيد حسرتك، وهو لن يحقق غالبا لك شيئا إذا تم، ولن يحرمك من شيء إذا لم يتم!!! اللهم إلا إذا جعلت بؤرة اهتمامك هي تفهمك لنفسك، وتعرفك على ذاتك، والعثور على صوتك الداخلي.
رجاء مراجعة إجابة حديثة على متابعة وصلتني مؤخرا، وأتمنى أن تقرئي قصة السائلة من بدايتها "الطبيعي والعبيطي في العلاقات الجنسية" وصولا إلى الإجابة الأحدث عن العثور على الصوت الداخلي!!
هذا هو الخطر الأكبر في حياة كل إنسان عربي حيث تم مسخه منذ ميلاده، وطمس معالمه، وتشويه عالمه الداخلي بحيث لم يعد يعرف من هو !! وماذا يريد؟!
لم أعد أفهم ولا أهتم بتوصيف بعضنا لبعض بضعف الشخصية فهو لا يعني لي شيئا على الإطلاق مثل أوصاف وأحكام كثيرة نطلقها بلا معايير واضحة، ولم أعد أثق إلا في بذل مجهود حقيقي في التعرف على النفس، وإدراك تشوهات النشأة، أو العمل على ما ورثناه، وما لحق بنا من تعديلات وتغيرات عبر ضغوط ومساومات القبول الاجتماعي، والمسخ المستمر باسم الدين أو العادات أو الثقافة السائدة أو تصورات هلامية فاشلة نتوهمها عن النفس الإنسانية، أو الحياة الطيبة دون سند من علم أو بصيرة!!
بالتالي لم أفهم عن أي تغيير تتحدثين، أو يتحدث هذا الشاب الذي تتحدثين عنه!! هل هو التغيير لقبول التجريح؟! أم التغيير بتقوية شخصية ضعيفة- ولا أعرف يعني إيه!!
وهل الشخصية القوية تقبل التجريح، أو تقبل أن تكون كرة يتقاذفها الأهل أو الشاب المحتمل أن ترتبطي به؟!! ولا أعتقد أن طريق معرفة الذات يمكن أن يبدأ في ظل كل هذا الضجيج الداخلي والخارجي!!
لكن نحتاج إلى أن نتعلم كيف أن أكون أنا وعالمي الداخلي هو بؤرة تركيزي، ومجال رؤيتي، ومراقبتي اليومية!! كيف أخرج من انفعالات الأحكام على نفسي، وأحكام الآخرين علي، وأن أرى وأتأمل فيما بداخلي من مشاعر، واحتياجات، وأجزاء مختلفة تتفاعل، وربما تتصارع، وتتأثر بالعالم الخارجي، وتتفاعل معه، وكيف؟!
العلاقات العاطفية والزوجية- بطريقتنا السائدة تبدو لي بديلا عن السير في طريق الاستبصار، وتبدو لي أيضا بشكل يعوق التأمل والتعرف والقبول والفهم الذاتي للعالم الداخلي لكل منا!!
ليس عندي إجابة فيما يخص متاهة الارتباط على الطريقة المصرية العربية، وهو بالنسبة لي صار متاهة كاملة، ونظاما فقد مبررات وجوده، وفعالية أدائه، وقدرته على تلبية ما يعد به من إشباع احتياجات!!
لكنني قادر أن أرى بوضوح كم أنت مرتبكة ومجروحة، وأحس معك بهذه المشاعر، والحيرة، والتيه!! وأرى أن الارتباط أو عدمه لن يفيدك بشيء في رحلتك الإنسانية، أو الروحية، أو النفسية!!
ولا أدري ما هي أولوياتك، ولا بؤرة تركيزك، ولا أهدافك من أسئلة، وزيارات متتالية مشكورة ومتكررة، ورسائل متعددة إلينا!!
عن ماذا تبحثين بالضبط؟!
وأخشى أنك تعتقدين أن الوصول إلى السلام الداخلي، أو النضج العاطفي، أو السكينة الروحية، أو حتى السعادة الراضية الهادئة لها علاقة بالزواج، أو الارتباط برجل!! أو هي تتوقف على وجود رجل، وهذا يشبه في تخبطه من تبدأ رحلتها الذاتية بالرغبة في الانفصال عن الشريك لأن الانفصال سيساعدها في رحلتها !! وتابعينا بأخبارك.
فقط أكرر أن التركيز على نظامك الداخلي، ورحلتك الروحية والشحصيةوالنفسية يحتاج منك إلى الانتباه والجهد، وسعادتك وسلامتك هي مسؤوليتك الشخصية، وليست متوقفة على وجود شريك من عدمه!!
دور العلاقات في حياتنا هو توفير بيئة قبول وسماد ودعم ومساندة لعملية إنبات وإنضاج الزهور بداخلنا، والبذور موجودة خلقها الله فينا، وقد تكون مطمورة مدفونة، والبحث عنها وإنباتها، هو مسؤوليتنا الشخصية، وبهذا المعنى فالسعادة هي اختيار نختاره، ونصل إليه بأنفسنا وجهدنا، والعلاقات في حياتنا تساعد أو تسمم عملية الزراعة هذه، وهذا يبدو لك معيار مهم للحكم على علاقة ما.
العلاقة التي تدعمك في رحلتك لاستعادة ذاتك المطمورة والمطموسة والمدفونة، واستعادة صوتك الداخلي الضائع وسط الضجيج، ومعاونتك على الجهد الشاق المطلوب لتحول من إنسان شقاؤه وتحققه ورضاه عن نفسه يأتي من خارجه، أو من رأي الآخرين فيه، وتعامل هم معه إلى إنسان سعادته ورضاه وسلامه يأتي من داخله، أي من توازنه، واتساقه، ونضجه، وروحه، هذه..
أهلا ومرحبا بها، والعلاقة التي تكبلنا، أو تسمم نفوسنا، أو تعيق نمونا، أو تعرقل سيرنا فلا مرجبا بهبها، والعدم أفضل منها، والمجتمع المحيط يدفعناإلى متاهة، أو متاهات مهلكة بلا من الرحلة!! إذن متى ستبدئين رحلتك الذاتية؟!
وكيف ستتعاملين مع ضغوط وعراقيل المحيط بك، والذي يريد أن يستبد بنا، ويتحكم في مصائرنا، ويملي علينا سيناريو حياتنا، كيف ينبغي أن نعيش!! مثل الآخرين!!