هل أنتحر أو أتزوج أو أعود الى أهلي؟
السلام عليكم،
أنا شاب سعودي أعزب أبلغ من العمر 30 سنة وأعيش وأعمل بعيدا عن أهلي منذ 12 سنة في منطقة بعيدة (حوالي 2000 كم) وبسبب قصر قامتي الشديد والرهاب الاجتماعي؛ لم أنجح في صنع أصدقاء مقربين خلال هذه الفترة الطويلة. فأنا أعيش نفس الروتين منذ 12 عاما لوحدي .. أذهب إلى العمل لوحدي .. أعد الطعام لنفسي .. أعيش جحيم الأفكار الغير سوية لوحدي .. أقضي إجازات نهاية الإسبوع لوحدي وهكذا.
ليست هنا المشكلة؛ المشكلة أن وقت الفراغ الكبير الذي عشته طيلة الأعوام الماضية جعلني أدمن الأفلام الإباحية وهذا أمر شائع بين شباب هذا الجيل فكيف لا أكون استثاء لهذا الفخ الخبيث حيث بدأ الإدمان عَلى الأفلام الغيرية (رجل مع امرأة) فأنا غيري بالإساس لكن بعد مرور السنين وبسبب عدم قدرتي المالية عَلى الزواج وتلوث دماغي بأفكار غير سوية ..
توجهت إلى الأفلام الشاذة وهكذا إلى ممارسات كاملة (فاعل ومفتعل بي) 10 مرات فقط عَلى مدار 5 سنوات؛ وفي كل مرة أندم وأبكي بحرقة لوحدي وأتوب وأصحح أفكاري الجنسية وأتقدم بالزواج لكن أُرفض لأسباب غير مرتبطة بهذا السلوك الشاذ ..
فقد تقدمت 3 مرات ولكن لم يكتب الله لي فدخلت في دوامة من الشكوك والعزلة والاكتئاب إلى درجة التفكير في الانتحار حيث أني بدأت في رسم خطة لذلك بقضاء عطلة نهاية أسبوع في بلد خارج السعودية مختومة بالقفز من شباك الفندق.
توصلت بعد زيارة يتيمة إلى الطبيب النفسي ومشاهداتي لليوتيوب أن أدع ما فات وراء ظهري وأنقطع تماما عن مشاهدة الأفلام الإباحية والتركيز عَلى إعادة الميل الجنسي للنساء بالشكل الطبيعي خصوصا أنني مارست بعض العلاقات مع النساء أيضا خلال زياراتي خارج المملكة لكني كنت أواجه مشكلة في الانتصاب أحيانا وليس دائما.
فكرت مليا في الاستقالة من عملي والذهاب للعيش مع والداي وإخوتي والبدء بمشروع خاص خصوصا أنني أدخرت مبلغا جيدا من المال لكن والدي يرفض بحجة أن الأمر فيه مخاطرة كبيرة وأني لا أملك خبرة كبيرة في الأعمال التجارية.
الجميل والسيئ في الأمر بنفس الوقت؛ أن علاقتي بأهلي ممتازة ولا أريد أن أعيش حياتي هكذا بعيدا عنهم فأنا عندي أمل كبير بالخلاص من هذا الشذوذ خصوصا إذا كنت وسط أهلي.
ماذا تشيرون علي؟
هل أنتحر أو أتزوج أو أعود إلى أهلي؟
7/9/2019
رد المستشار
السلام عليكم وأهلا وسهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية "أبو عُضيّ" (أفترض!) ونعتذر لك عن التأخير
يا أخي وضعتنا أمام ثلاث خيارات لا رابع لهما إما أن تنتحر أو تتزوج أو تعود لأهلك، ربما يكون حل رابع.
ما قلتَه عن ميولك الجنسية الغيرية في الأول شيء جيد، مما يعني أن تخلّصك من سلوكك المثلي سيُعتبر أسهل في حقك من شخص يعاني من ميل ورغبة مثلية من الأوّل، أنت لا ترضى عن المثلية أفكارا وممارسة لهذا لا يُمكن أن تحقق تقديرك لنفسك إلا إذا تخلّصت منها، لكن من جهة أخرى لا يُمكنك أن تتخلص من المثلية حتى تزيد من تقدير نفسك ! ستجد استشارات كثيرة جدا في الموقع فيها معدّل مرتفع من الارتباط بين حالات الشذوذ الجنسي وبين تقدير ذات منخفض وصراعات لم تُحسم بعد في حياة المستشير. مما يعني أنّ صراعاتهم النفسية تخرج على شكل اضطراب في السلوك الجنسي أو سعي لتحقيق التقدير والشعور بالحبّ في علاقات مع أبناء جنسه. خصوصا إن كانت لهم أزمات مع الأبوّة في طفولتهم، لا أقول أن هذا هو السبب في المثلية، بل هي أسباب مختلطة ومتداخلة.
وطبعا إذا أضفنا بيئة محافظة تنظر بعين الشبهة لكل من يسعى للبنات أو تسعى للشباب، فإن الكبت الجنسيّ يخرج سهلا دون رقابة في حالة كان بين شخصين من جنس واحد فقط، ستكون العلاقات المثلية شيئا محتملا جدا مع توجيه الرغبة الجنسية بالإباحيات المثلية. أقول لك هذا لتعرف أن حسم الصراعات وعلاج التخبطات قد يفيد بطريقة أكثر مما تتوقّعها في إنهاء معاناتك مع المثلية.
فلنضع إيجابيات حياتك على شكل نقاط:
- هاجرت وغيّرت من وسطك.
- اشتغلت وجمعت مبلغا محترما.
- استقللت بنفسك عن أهلك وصورتك عندهم طيبة.
- قدرتك على الزواج عكس الكثير ممن هم في سنّك.
- رغبتك في التغيير ووعيك بصراعاتك.
أما عن السلبيات:
- وحدتُك وعدم قدرتك على تكوين صداقات.
- إدمان على الإباحيات بأشكالها المختلفة.
- إقامتك لعلاقات مثلية تندم عليها كلّ مرة.
- رهاب اجتماعي وعقدة اتجاه جسدك
سلبياتك هي ما ينبغي أن تعمل على محاربتها، وهذا بزيارة مختص نفسيّ تعالج مع رهابك الاجتماعي، ونظرتك لجسدك ونفسك، فواضح أنّ ثقتك بنفسك مهتزّة جدا، ولك نظرة سلبية عن حياتك وشخصك، من الضروري أن تعالج رهابك وثقتك المهتزّة وأن تُقلع عن الإباحيات، وأفترض أنا وأنت أن ذلك لن يكون سهلا مع إدمان دام سنوات، لذلك ستحتاج أيضا برنامجا معقلنا بخطوات ممنهجة للإقلاع عنها، بعيدا عن ردات فعل تأنيب الضمير والانكماش ثم العودة لها بلهف أكبر... وإن ضعُفتَ يوما ما بعد اتباع الخطوات فلا تشاهد أبدا المشاهد المثلية، حتى تعيد توجيه رغبتك الجنسية، ولَأنْ تقع في خطأ واحد (مشاهدة الإباحيات) أفضل من الوقوع في خطأين (مشاهدتها والتلذذ بالمثلية)
أتمنى أن تتبع نصائحي في مراجعة مختص، زيارة غير يتيمة، هذا بالدرجة الأولى ما يجب أن تفعله أما أن تهرُبَ لأهلك باحثا عن الأمان العاطفي واللجوء أو للزواج باحثا عن العلاج لترمي حياة الأعزب وراءك.. أو أخطر من ذلك محاولتك لقتل نفسك، فهذا يبقى مجرّد هروب من صراعات لا تختفي بهذه البساطة وستعود بشكل أو آخر، فالزواج ليس حلا سحريا ولا تملك زوجتك عصا سحرية، وأهلك والأمان الذي يفّرون لن يحل مشاكلك كلّها، والانتحار هروب ستندم عليه قبل جزء من الثانية لحظة الموت ! فإن لاحظت أن الحلول التي تطرحها تميل بشكل لاشعوري إلى الهروب، الهروب من الغربة إلى الأهل ودفئهم، الهروب من المثلية واشتهاء الرجال إلى زواج يشفيه، الهروب من الحياة للموت، ولم تضع حلا واحدا يقتضي المواجهة والسعي للتغيير والتّعب عليه !
لذا فأنت تحتاج للمواجهة والشجاعة والعزم على تغيير ما أنت فيه، وترك الرهاب والتقوقع، بعد ذلك ستتقدم لبنت الناس وأنت مؤهّل لتعيش علاقة ثنائية تحتاج قبل كل شيء لتصالح مع ذاتك وحب لنفسك وتقدير لها وصبر كبير قبل أن تكون زوج "صالحا" وإلاّ جنيتَ على نفسك وعليها.
أتركك مع بعض الاستشارات:
علاج الشذوذ الجنسي ممكن إن أردت !
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم !
شذوذ مصدره عطل تطور الشخصية
مثلي يختفي خلف جدران الزواج
الجنس والعولمة: الحلال والحل
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي خيارات علاجية !
صورة الجسد وتقدير الذات
ما هيَ صورة الجسد Body Image؟