الوسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصتي مع الوسواس
كنت فتاة ولله الحمد محافظة على صلاتي وأحس بالراحة والسعادة عند الانتهاء منها لكسب ثوابها، ولكن في رمضان بدأت معاناتي بل جنوني، في البداية كنت أشعر بخروج الريح فكنت أذهب لأتوضأ كلما أحسست هذا الشعور وكان أمي وأبي يقولون لي لا تتوضئي إلا إذا سمعت صوتا أو شممت رائحة ولكن ما كنت أسمع لهم وكنت أتوضأ احتياطاً ولتجنب تأنيب الضمير..
فكانت البداية فقط وسواس بنقض الوضوء حيث أنني في صلاة التراويح والقيام لا أستطيع أن أكملها إلا وأنا ذاهبة للوضوء سواء مرة أو أكثر فكل ما أحسست بخروج شيء حتى لو لم أتيقن أذهب لأتوضأ، وبعدها ازدادت الوساوس فصرت أوسوس بالصلاة هل سجدت سجدة أم سجدتين؟ هل صليت أربع أم ثلاث؟ وكنت بعد كل صلاة أشعر بتأنيب الضمير وأن صلاتي لم تكن صحيحة
والوسواس الذي زاد همي هماً هو وسواس خروج المني فأنا فتاة كثيرة الإفرازات الصفراء ولكن بعد الوسواس صرت أشعر أو أتوهم الشهوة وأن الذي يخرج مني هو المني الموجب للغسل علما أنني لا أشعر بشهوة حقيقية بل توتر ويلازمه خروج هذه الإفرازات فأشعر بأنها مني بصفتها خرجت وأنا متوترة من خروجها
وبعدها بدأت وساوس النجاسة وانتقال النجاسة، حيث أنني إذا تغوطت "أكرمكم الله" أذهب لأستحم وأغسل الحمام بأكمله، وكنت أشعر أن كل شيء نجس غرفتي وسريري نجسه مع أني لا أرى أي أثر للنجاسة، وكنت أشعر بالضيق الشديد وكنت كتومة ولا أقول لأهلي أي شيء ولكن في مرة انفجرت عليهم بالبكاء وشكيت لهم ما أنا فيه... فقالوا لي اغسلي المكان فقط ثم قومي ولا تلتفتي لأي شيء بعدها
وبفضل الله خف علي وسواس الاستنجاء ولكن يذهب وسواس ويأتي الآخر فصرت أوسوس بالنية وأنني لم أنوي وأعيد التكبير أكثر من مرة وأجلس أستحضر النية أمام المغسلة أو وأنا واقفة على سجادتي وفي كل مرة أشعر أنني لم أنوي، وكنت منذ سنوات أقول لأهلي أريد أحج ولكن لم تتيسر لي إلا هذه السنة وذهبت وأنا مصابة بالوسواس فكانت حجتي كلها وأنا موسوسة وأرجو من الله تبارك وتعالى أن يقبلها مني وأن يعوضني حجة أخرى وأنا معافاة بإذن الله، لأني أحب أجواء مكة وكنت أستمتع إذا ذهبت إليها وأشعر أنني في أجمل أيام حياتي ولكن الوسواس كدر علي حجتي وبإذن الله ربي سوف يتقبلها مني ويعوضني بحجة أخرى
وبعد الحج أتاني وسواس دمر نفسيتي تدمير وهو وسواس العقيدة والسب والعياذ بالله فكانت تأتيني أفكار لا أستطيع أن أنطق بها وكنت كالمجنونة إذا أتتني هذه الأفكار تأبى أن تذهب فأمشي وأدور كالمجنونة وأتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأقرأ سورة الناس إلى أن تخف علي هذه الوساوس، وخفت علي فترة ثم عادت ولكن بشكل أكبر حيث أنني أشعر أنني كفرت والعياذ بالله من أي حركة أو أي كلمة
لدرجة أنني في الجمعات كل ما أحد يقول شيء عن الدين وغالبا يكون كلام عادي ليس به استهزاء فأشك أنه استهزاء بالدين وكفر فأقوم من المجلس وأذهب أتشهد وأستغفر ثم أعود وأجلس 5 دقائق وأشعر مرة أخرى أنني كفرت فأذهب وأتشهد وأستغفر وأعود.. نعم أسمح لكم بأن تقولوا أن هذا جنون علماً بأني أتمتع بالذكاء والفطنة بشهادة من الكثير ومتوفقة جداً في دراستي ولله الحمد
وعند الصلاة أشك هل هي لوجه الله تعالى أم لا وأنا في قلبي والله العظيم لا أقصد بصلاتي إلا وجه الله تبارك وتعالى ولكن الشيطان يوسوس لي بأني لست مخلصة لله تبارك وتعالى، وأحيانا إذا توضأت يوسوس لي بأن هذا الوضوء أو جزء منه للشيطان والعياذ بالله وليس لله تبارك وتعالى، فكنت أقطع الوضوء وأخرج أتشهد وأرجع مرة أخرى وحتى في الصلاة إذا نطقت آية مرتين مثلا يقول لي الشيطان أن المرة الثانية كانت لي والعياذ بالله
أنا وصلت أقصى مراحل الوسواس وجربته بكل أنواعه هل من المعقول أني مسلمة ولله الحمد وأتشهد في اليوم ما يقارب 10 مرات في نية الدخول للإسلام؟
حاولت أكثر من مرة أن أتجاهل هذه الوسواس ولا ألتفت إليها ولا أعطيها اهتماماً ولكن لم أستطع للأسف في كل فجر تقريبا أقول في نفسي اليوم شوف أجاهد نفسي ولا ألتفت إلى أي شيء ولكن لا أستطيع
أدعو من الله سبحانه وتعالى أن يشفيني وجميع المرضى من هذا الوسواس الذي دمرني وكدر علي حياتي
أريد منكم النصائح، ولدي سؤال لا أعلم هل هو حقيقة أمر عظيم أم لأني موسوسة، قلت لأمي عن فتوى لأحد المذاهب الأربعة ولم تعجبها الفتوى قالت عنها "خرابيط" هل هذا يعتبر ردة؟ علماً بأن الفتوى من الأئمة الأربعة
أنا خائفة عليها جداً إذا كان هذا كفر واعتراض والعياذ بالله
أخبروني لكي أنصحها
10/9/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "مرام رضى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ليس واضحا أي رمضان تقصدين فإن كان الأخير فإن حالتك ما تزال في بدايتها، والعلاج المبكر أفضل كثيرا وأسهل كثيرا... أرجو أن يكون رمضان المقصود هو رمضان الأخير.
وقد مرت عليك أغلب أشكال الوساوس القهرية الدينية في المسلمين، بدءً من الشك في خروج الريح وما ينبني عليه من انتقاض للوضوء وتكرار له أو للوضوء والصلاة، وكان استسلامك واضحا للوساوس فلم تفدك نصائح الأهل رغم أنها كانت صحيحة وعلك لو طبقتها مبكرا كنت اليوم أحسن حالا.
وسوست بعد ذلك في الصلاة، ثم خروج نقطة سواء كانت بولا أو منيا ... ثم في تكرار الاغتسال ثم بعدها بدأت وساوس النجاسة والانتقال السحري للنجاسة وبدأت تفرطين في الاستنجاء والتطهر والتطهير...
ثم انتقل معك الوسواس إلى الوسوسة في النية وتكرار تكبيرة الإحرام... ولازمك ونغص عليك استمتاعك بالحج وما يزال ينغص عليك حياتك وقد وصل الآن مرحلة التشكيك في الإيمان والعقيدة والإخلاص لله عز وجل
ربما لا تفيد نسبة الوسواس بالكامل إلى الشيطان إلا أن يكون ذلك في إطار علاجي سلوكي معرفي ... ذلك أنني أستشعر أن تعاملك مع ما يحدث لك على أنه من فعل الشيطان يحول بينك وبين طلب العلاج الصحيح بشكل أو بآخر, ما تعانين منه هو اضطراب نفساني له طرق علاج ناجعة عليك التحرك في اتجاه الحصول عليها.
لست ممن يحق لهم الإفتاء وإنما أرد بما أعلم وأفهم من أن الأئمة الأربعة ليسوا ممن لا يصح انتقادهم وبالتالي ففعل الوالدة لا يكفر ولا يخرج من الملة والله أعلم.
ودائما أهلا وسهلا بك على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.