السلام عليكم، إزيك يا دكتور وائل، أتمنى من حضرتك أن تجيب على تساؤلاتي
أنا مصاب ومبتلى بالوسواس القهري حياتي عبارة عن وساوس وبعض الحياة الطبيعية ما عدا نومي فهو من الحياة الطبيعية. أتناول العلاج وأتركه على أمل وسواسي أني أستطيع الشفاء من غير دواء.
أصبحت الآن أعرف أن أكثر أفكاري هي وساوس وأصبحت أستطيع تحديدها ولكن لا تذهب ومرتبطة بأحداث يومية متكررة. الآن مستمر على الدواء منذ ثلاثة أشهر وكل يوم أكتشف أني مصاب بوساوس لم أكن أعلمها من قبل.
لا أستطيع تحديد نسبة التحسن لأن غدا سوف أكتشف أن أفكاري التي كنت أظن أنها طبيعية ما هى إلا وسواس، أصبحت مرهقا نفسيا وأظن أني سأدخل على مرحلة اكتئاب بسبب اكتشافي أني كنت عايش حياة وسواسية وليست حياة أريدها أنا.
أتناول الآن فافرين 300 مجم وفيلوزاك 20 مجم وأربيبرازول 10 مجم يوميا. أظن أني تحسنت أكثر من 50٪ من الأفكار ولكن الآن علمت أن يومي السابق ما هو إلا كان وسواس.
جربت العلاج المعرفي السلوكي كان ليهدئ لي القلق ولكن كانت الأفكار تزداد!
هل الوسواس القهري مرض مزمن؟ وما سببه؟
وليه يعالج نقص السيروتونين ولا يعالج سبب هذا النقص؟
هل الوسواس القهري مرض سلوكي أم عضوي؟
هل سأستمر على الدواء طيلة العمر؟ وإذا نعم هل سيكون بنفس الجرعات؟
متى وأنا مستمر على الدواء سوف أشعر بالتحسن التام بدون ولا فكرة وسواسية؟
هل العلاج المعرفي السلوكي كافي لعلاج الوسواس دون دواء؟
15/9/2019
رد المستشار
الابن الفاضل "موسوس يريد التعافي" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أجيب على تساؤلاتك كما طلبت :
1- هل الوسواس القهري مرض مزمن؟ وما سببه؟ وليه يعالج نقص السيروتونين ولا يعالج سبب هذا النقص؟
الوسواس القهري مرض مزمن حين لا يعالج علاجا تكامليا ناجحا والعلاج التكاملي لابد أن يشمل العلاج السلوكي المعرفي بما فيه جلسات منع الانتكاس، وهو ما يضمن أن يتعلم المريض كيف يتعامل مع الأفكار الوسواسية التي يتوقع أن تداهمه من حين لآخر في أوقات الكرب والضيق فيتعلم كيف يكتشفها ويتفهها ويهملها ويتدرب على ذلك.
وأما سبب الوسواس القهري فأحيلك فيه إلى مقالاتي عن أسباب الوسوسة والذي ستعرف فيه لماذا يعالج نقص السيروتونين ولا يعالج سبب المرض نفسه.
2- هل الوسواس القهري مرض سلوكي أم عضوي؟
الإجابة أنه مرض سلوكي وعضوي في آن واحد، والأهم من ذلك أن تعرف أنه لا يوجد سلوك ليس له جانب عضوي ولا العكس.
3- هل سأستمر على الدواء طيلة العمر؟ وإذا نعم هل سيكون بنفس الجرعات؟
الاستمرار على العلاج طيلة العمر هو قدر مريض الوسواس الذي يتلقى علاجا عقَّاريا فقط ولا يكون اضطرابه من النوع الشائع من الوسواس القهري والذي يتميز بمسار نوبي في أغلب الأحوال، أي يكون مسار اضطرابه مستمرا وهؤلاء قلة، والجرعة الوقائية هي غالبا نفس الجرعة العلاجية.
4- متى وأنا مستمر على الدواء سوف أشعر بالتحسن التام بدون ولا فكرة وسواسية؟
التحسن التام بالعلاج لا يعني أبدا عدم وجود ولا فكرة وسواسية وإنما يعني قدرة المريض على اكتشاف الفكرة الوسواسية بمجرد ورودها على وعيه والتصرف الصحيح معها بتتفيهها وإهمالها.
5- هل العلاج المعرفي السلوكي كافي لعلاج الوسواس دون دواء؟
العلاج السلوكي المعرفي كافي نعم في أغلب الحالات الخفيفة والمتوسطة الشدة بشرطين أساسيين هما:
- أن يكون المعالج –أي متمكنا مدربا على علاج حالات الوسواس- فليس كل معالج سلوكي معرفي صالحا لعلاج الوسواس القهري.... ويؤسفني التصريح بندرة هؤلاء حتى الآن في عالمنا العربي.
- أن يكون المريض نشيطا متعاونا مع المعالج ومستعدا لتحمل مستويات متزايدة من القلق أثناء العلاج بالت.م.ا (التعرض ومنع الاستجابة).
ومن المهم أن أشير إلى أن الخيار الأصلح للغالبية من المرضى في مجتمعاتنا هو المزج بين العلاج العقاري والسلوكي المعرفي والأسري.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.