وسواس الاستنجاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو منكم مساعدتي لمعرفة حكم ما أفعله وهل وقعت في الإثم أم لا ؟؟ أصبحت أعاني في الاستنجاء بطريقة ملحوظة مع أني لم أكن في السابق ألتفت إلى الاستنجاء فلا أطيل المكوث في دورات المياه وأتوضأ وأخرج
ومن فترة يعني قرابة السنتين بدأ يزداد معي لأنني علمت حكم الاستنجاء وأن الإفرازات تنقض الوضوء جميعها أصبت بالوسواس، علما أنني كنت في السابق أعيد الصلاة عند خروج الغازات والآن أصبحت لدي مشكلة الإفرازات تطور معي الأمر لدرجة أن عائلتي أصبحت تشتكي مني وأجلس في الخلاء لمدة طويلة عند كل صلاة ولا أجد حلا غير ذلك
أصبحت أوسوس في كل شيء في انتقال النجاسة وغيرها علمت أن إفرازات البول ناقضة للوضوء وفي يوم من صلاة الفجر كنت صليتها أول مرة مع معاناة في الاستنجاء لإزالة الرطوبة الداخلية حتى لا تخرج فإن خرجت فهي ناقضة وعدتها بسبب الغازات ثم صليت للمرة الثانية وعند الانتهاء بحثت عن الرطوبة فوجدت الجزء الخارجي وكأن به مادة لاصقة وبحثت في مخرج البول فوجدت لمعة بسيطة قد تكون من إفرازات البول وعلمت ذلك ولم أعدها وأشعر بالذنب
هذا غير الصلوات التي صليتها مع وجود الرطوبة مع علمي بحكمها وكانت تخرج للخارج ولكن بسبب أهلي ومنعهم لي وهذا غير الصلوات التي يجب أن أقضيها في السابق لعدم علمي بوجوب الاغتسال قرابة خمس سنوات وكنت أصلي فيها وطبعا لا أستطيع قضاءها وأنا مصابة بالوسواس
فضلا أريد الجواب بالتحديد أكثر شيء على ما وجدته من إفراز بسيط لمعة في مخرج البول وهل أستطيع الأخذ بأيسر الأقوال في اليسير من النجاسة وهل كفرت وعلي التوبة لمعرفتي بنقضها وعدم إعادتها فحكمه كفر أتمنى من الله المغفرة والرحمة فهي صلاة وليست بالهين
أريد فرصة فقط لأن أصبح أفضل فكلما أصلي وأعاهد الله على عدم فعلي وتعمدي لمعرفة اليسير من النجاسة أقع مرة أخرى وهي ليست مستمرة،
وهل إن كان الفرج يلصق فتكون طهرت أم يجب عودة خشونة المحل؟
6/10/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Ran" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
لا أدري لماذا لم تلجئي لطلب العلاج النفساني للخلاص من معاناتك يا ابنتي ؟ على كل سأوضح لك بعض ما خفي عنك منبها من البداية إلى أنه بعد التنوير الشرعي الذي تقدمه مجانين إن لم تكن النتيجة انتهاء تاما لوساوس التطهر لديك فإن طلب العلاج واجب عليك.
يمكننا تلخيص مشكلاتك في بندين رئيسيين الأولى هي انتهاء خروج البول والاستنجاء كيف ومتى يجب التوقف عنه والثانية تتعلق برطوبة فرج المرأة وحكم مفرازاتها التحتية.
ينتهي خروج البول بخروج التيار الرئيسي والذي ربما يتلوه بعض الفضالة الصغيرة، وبعدها لا يتلفت للإحساس بوجود نقطة بمجرى البول .. وهذه مشكلة أوضح في الذكور نظرا لطول قناة المبال... المهم أن عليك بعد انتهائك من التبول ألا تلتفتي لأحاسيس كاذبة بأن هناك نقطة أو نقاط بول، ولست مطالبة بإزالة الرطوبة الداخلية وعليك أن تقرئي عن وسواس الاستنجاء في النساء.
وأما بالنسبة للحكم الفقهي لرطوبة الفرج وللمفرزات النسائية التحتية، فإنه وإن كان المعتمد عند الفقهاء نجاسة غالب هذه المفرزات، ونقضها للوضوء، رغم أن أغلب ما ينزل من المهبل عند الاستثارة هو ما يقابل فسيولوجيا الانتصاب في الرجل والذي لا ينقض الوضوء في ذاته، كذلك –نقلا عن رفيف الصباغ- فإن قولا للإمام أبي حنيفة يحل المشكلة للموسوسات، وهو: أن هذه المفرزات التي تخرج من المرأة طاهرة ولا تنقض الوضوء. ورغم أن هذا القول ليس هو المفتى به في المذهب، وإنما الفتوى على قول صاحبيه (أبي يوسف ومحمد، وفتواهما: أن تلك المفرزات نجسة وناقضة للوضوء)، إلا أنه يجوز العمل بها عند الضرورة، ولا ضرورة أشد من وضع الموسوسة، وحاجتها للعلاج ولإهمال وساوسها.
كذلك تضيف فقيهة مجانين د. رفيف الصباغ ما تراه مفيدا خاصة للمصريات "في مذهب الشافعية قولان قويان يصح العمل بأي منهما وهي طهارة هذه الإفرازات التحتية العادية (طبعًا لا دخل للمذي والودي في هذا، هذان مجمع على نجاستهما في كل المذاهب) والقول الثاني النجاسة. والقائلون بالطهارة يعدون ما نزل من الرحم نجسًا، وما نزل مما بعد ذلك طاهرًا، وإذا لم تعرف المرأة من أين فالأصل الطهارة، ويمكن أن يعرف النجس باختلاطه بشيء من الدم مثلًا...، طبعًا أجد أن هذا التفريق خيالي، ولا داعي للبحث لأنه مستحيل!" (وبينما تفضل رفيف الصباغ إعفاء الموسوسات من تلك التفاصيل، مكتفية بمقولة هذه الإفرازات طاهرة في قول مفتى به عند الشافعية وانتهى الأمر فإنني لا أرى ضررا من الحديث في التفاصيل، بل أتخذ من هذا فرصة لبيان الخلل المعرفي الذي تعكسه الأسئلة والرغبة المفرطة في التأكد 100% و/ أو في التخلص من النجاسات 100%.)...
معنى كلامي هو أننا لسنا مطالبين في عملية الاستنجاء بالوصول إلى اليقين وإنما تكفي غلبة الظن يعني طهر المكان بنسبة بين 80 و99% ... لا يطلب الشرع أكثر من هذا.
التفتيش عن النجاسات -في ظنك- ومنها الرطوبة الداخلية وعن لمعة المكان، منهي عنه شرعا لأنه يعد نوعا من التعمق المذموم، لست مطالبة به، ولا بإعادة الصلوات بناء على الوسوسة.
تسألين هل يجوز أن تأخذي بالأحكام الميسرة ؟؟ والحقيقة أنه يجب عليك أن تأخذي بأيسر الأحكام من أي مذهب مع جواز أن تخلطي بين المذاهب في حالتك وفي كل ما يتعلق بوسواسك... لك رخصة يجب أن تأخذي بها.... وأسأل الله أن تنفذي ذلك وتطبقيه منذ هذه اللحظة فأغلب الموسوسين يجدون رحمة في سماح التشريع الإسلامي والذي يحارب الوسوسة بكل طريقة، ولا يعجز عن الاستفادة من ذلك التيسير إلا المتعمقون المتنطعون الذين يرفضون الأخذ بالرخص ويرون التيسير تسيبا وبالتالي يغرقون في براثن الوسواس، وهؤلاء قال عنهم المصطفى عليه الصلاة والسلام فيما روى ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثا رواه مسلم . وغيره والمتنطعون هم المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد.
الموسوس لا يكفر أبدا بسبب وسواسه، وسؤالك عن الصلاة (وهل كفرت وعلي التوبة لمعرفتي بنقضها وعدم إعادتها فحكمه كفر) ما هو الذي حكمه كفر ؟ هذا لا يُكَفِّر الصحيح فما بالك بالموسوس ؟
أي بنيتي يمكنك التعافي من كل ما تعانين منه فلا تترددي في طلب العلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.