التحرش القديم أمي والوساوس ! م
معاناة بعد تذكر تحرش في الصغر
السلام عليكم أتمنى أن تكونوا في أفضل أحوالكم وأشكركم على مجهوداتكم سيجازيكم الله على ما تقدمونه من مساعدة لنا إن شاء الله
سأطرح لكم ما أعانيه من مشاكل نفسية وأتمنى أن تجيبوني بشكل مبسط بارك الله فيكم
بدأت مشكلتي عندما تذكرت ما حدت لي من تحرش جنسي بشكل سطحي من أحد أقاربي عندما كنت أبلغ من العمر 8 سنوات وبدأت ألوم نفسي لأنني جعلته يفعل ذلك وكرهت نفسي بسبب ذلك وأصبت باكتئاب ووساوس كثيرة فلم أعد أعرف طعم السعادة منذ ذلك اليوم... ولأنني لم أستطع الصبر على هذه المعاناة قررت أن أخبر والدي بالأمر لكي يساعداني... وبعد إخبارهم بالأمر قالت لي أمي بأن أنسى الأمر ولا أخبرا أحد.... وهذا ما قمت به وفعلا بعد تجاهلي للأمر ونسيانه بدأت أتشفى من أثره على نفسي .
لكن المشكل هو أن والداي وخصوصا أمي كانت تتعامل مع قريبي الذي تحرش بي في الصغر والذي بسببه أعاني وكأنه لم يفعل لي أي شيء... أي أم هذه؟ بل أكثر من ذلك تتحدث معه وكأنه لم يفعل لي شيئا... المفروض أن تنتقم لما فعله بي... بسبب هذا أصبحت أكرهها جدا
أنا الآن في حالة حزن شديد لا أعلم ما أفعل فمن جهة أعاني من ذكريات التحرش الجنسي الذي حدث لي في صغري ومن الوسواس القهري... ومن جهة أصبحت أكره أمي بسبب ذلك الفعل بالرغم من أنها تحبني وتهتم لأمري.. لكن كيف لها أن تتعامل مع الشخص الذي تحرش بي في صغري وكأنه لم يفعل شيء أوليس لها ذرة كره تجاهه لما فعله بابنها...
لم أعد أعرف ما أفعل.. كيف أنتهي من هذا العذاب النفسي؟؟ رجاء ساعدوني قبل أن يكثر علي الأمر
أتمنى جوابا على أسئلتي التالية :
1- لماذا أمي تتعامل مع الشخص الذي تحرش بي في صغري وكأنه لم يفعل شيء؟ ما سبب ذلك؟
2- كيف أنسى ماحدث لي؟ وهل أنتقم له لما فعله بي؟ وهل أنا مسؤول عن ما حدث لي؟
3- كيف أتخلص من الوسواس القهري؟
أتمنى أن تجيبوني بشكل واضح في أسرع وقت
فأنا لا أستطيع زيارة طبيب نفسي بسبب عدم توفر المال
23/8/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك ولدنا من الجزائر ولك مثل ما دعوت لنا. سأجيبك باختصار على أسئلتك المباشرة التي أوردتها.
السؤال الأول: تتعامل والدتك مع قريبك بطريقة طيبة تزعجك لعدة أسباب لا يعرفها سواها، ويمكنك سؤالها مباشرة بدل أن تشعر بالكراهية نحوها وتسبب لنفسك مزيدا من الألم. ومع ذلك سأذكر لك بعض التفسيرات التي تبرر سلوك والدتك، قد تكون تعاملت مع الموقف الماضي كما نصحتك وأقررت بالاستفادة منه وهو تناسي الماضي حيث أن إحيائه لن يفيد ولن يلغي ما حدث. قد تكون درجة قرابته منكم تفرض عليها ضرورة التعامل معه باحترام بغض النظر عن مشاعرها نحوه، وفي حال قررت قطع علاقتكم معه ستضطر لكشف ما حدث في الماضي مما قد يسبب لك إحراجا بين العائلة لا تريده لك.
السؤال الثاني: لست مسؤولا أبدا عما حدث لك في صغرك ودليل ذلك أن الله لا يحاسب العبد على عمله حتى يبلغ أي ينضج عقله ويملك قراره ويفهم ما يحدث، وهو ما لم تكن عليه في ذلك الوقت. اقتناعك بأنك غير مسؤول وبأن ما حدث في الماضي لا يمكن الرجوع عنه وتوقف التفكير فيه وحمد الله على أنه لم يكن أكبر من ذلك ولم يستمر لفترة طويلة ستساعدك على نسيانه. نسيانه لا تعني مسامحتك للشخص على انحرافه ولكن سلوكه هذا سيرده الله عليه فدعك من التفكير بالانتقام منه فتجعل أحد الأبرياء ضحية، خسارته لحبك واحترامك عقابا كافيا له في الدنيا.
السؤال الثالث: لم تحدد ما هي الوساوس التي تعاني منها ولا درجتها ومع ذلك فإن أفضل طريقة للتعامل مع الوساوس أيا كانت هي تجاهلها، نعم تجاهلها وغير تفكيرك واشغل نفسك بنشاط محبب.