السلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية إكبار وإجلال لجميع القائمين على هذا الموقع الطيب وأدعو الله أن يجزيكم خير الجزاء
إلى الأخ الدكتور وائل أبو هندي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أود أن أشكرك على ما بذلته وما تبذله في سبيل مساعدة السائلين ذوي المشاكل والحاجات، وأسأل الله أن يجزيك عنهم جميعا أحسن الجزاء.
في البداية أود أن أخبرك بأنني ترددت كثيرا قبل أن أرسل لك مشكلتي ولا أعرف ما السبب أهو الخوف من معرفة الحقيقة أم أنه الخجل صراحة لا أعرف ؟ صدقني فأنا أتتبع مقالتك وإجاباتك أولا بأول وكل مرة أقول في نفسي الآن دوري وسوف أرسل مشكلتي ولكنني أتردد وأؤجل الموضوع.
عزيزي الدكتور وائل ثقتي فيك كبيرة من بعد الله عز وجل في أن تجد حلا لمشكلتي، مشكلتي عبارة قصة تراجديا, لها بداية ولكن ليس لها نهاية
لا أعرف بالضبط من أين أبدأ, فأنا عمري الآن حوالي 24 سنة والمشكلة بدأت قبل أربع سنين تقريبا, تغير طرأ على حياتي بشكل تام ولا أجد طريقة لوصف هدا التغيير إلا أكتب الأعراض التي أعاني منها الآن:
1. نظرة الشؤم من المستقبل والخوف من الغد ولو كان مشرقا.
2. النظرة السلبية للنفس وعقدة النقص.
3. الفشل في الدراسة والرسوب في أتفه الامتحانات
4. ضيق في التنفس أثناء النوم والذي لا يأتي إلا بعد ساعات
5. كوابيس وأحلام مزعجة وأشياء حدثت في الماضي بدأ العقل يستذكرها
6. رغبة جنسية كبيرة بعض الأحيان, كانتصاب القضيب حتى في عدم وجود المثيرات الجنسية
7. شهية في الأكل كبيرة وحب النوم لفترات طويلة
8. حب العزلة والابتعاد عن الناس, فمثلا أكون في أشد السعادة عندما تكون المكتبة خالية من الطلبة لكي أركن في زاوية لوحدي
9. رغبة في البكاء مرات ومرات
10. رغبة في سماع أغاني الحزن والمعاناة ولا أعني العاطفية ولكن بشكل عام, فبالنسبة لي كلها تحكي معاناتي
11. لمز وهمز من البشر زاد في معاناتي
12. نوبات من القلق وضيق الصدر وأحيانا نوبات سعادة يمزجها قلق شديد من أن تزول هذه النوبة
13. التفكير الاجتراري أو اللا إرادي فأصبح أفكر في مشاكل يمكن أن تقابلني في العشرين سنة القادمة مثلا
14. وأخيرا وليس آخرا رغبة في الموت لا تضاهيها رغبة أخرى, فأنا في انتظار فتوى كي أضع حدا لحياتي
وأشد ما تكون هده النوبات في الصباح وفي فترة ما بعد الظهر إلى العصر وطبعا عند الاستعداد للنوم.
عزيزي الدكتور وائل هذا غيض من فيض, ولا أعرف ما هو مآلي وما هو مصيري ؟ أصبحت حياتي جحيما لا يحتمل, أحلم بأن أعيش يوما واحدا بدون أن أفكر أحلم بأن أرجع ذلك الشاب الملئ بالمرح والنشاط, أريد أن أرى الحياة بعيون جديدة لامعة ولكن غمامة الشؤم تأبى أن تفارقني
أرجو أن يكون صدرك رحبا لتقبل مشكلتي هذه وأرجو أن أجد عندك حلا في زمن كثرت فيه المشاكل ولكن بلا حلول. أرجو أن تنشر هده الرسالة في موقع مجانين, لأنني أعرف أن هناك الكثيرين ممن يعانون مثلي ولكن تنقصهم الجرأة ليبوحوا بما يعانون.
وإذا تكرمت أن تعطيني إيميلك الخاص لكي أبلغك بآخر التطورات لأنني لا أستطيع أن أقول كل شئ على الموقع.
أخوك في الله محمد ر.
ألمانيا
7/9/2019
رد المستشار
الأخ الفاضل أهلا وسهلا بك وشكرًا جزيلا على إطرائك، ونسأل الله أن يهديك إلى اتباع نصيحتنا لك، وعلى وجه السرعة فأخشى ما أخشاه هو أن تترددَ في اتخاذ الإجراءات اللازمة مثلما تأخرت وترددت كثيرا في إرسال مشكلتك لنا، ونصيحتي الأولى أن تطلع أحد المقربين منك والموثوق بهم على مشكلتك وعلى ردنا عليها ولا تترك نفسك صريع التردد والتكاسل اللذين يسببهما الاكتئاب الشديد الذي أصابك، رفعه الله عنك قريبا إن شاء الله.
ليس هناك في الدنيا شيء بلا نهاية يا أخي بما في ذلك صنوف العذاب من الاضطرابات النفسية المختلفة، فلا تيأسن من رحمة الله وهي قريب منك، وأرجو ألا تقع في دوامة الاكتئاب المعرفي والذي يتسم صاحبه بما نسميه : التفكير النكدي.
ومعظم الأعراض التي تصفها تدخل تحت عباءة اضطراب الاكتئاب الجسيم Major Depression وإن أخذت شكل الخليط من أعراض أصناف مختلفة منه، فبينما نجدُ ما يشير إلى أعراض الاكتئاب اللا نماذجي Atypical Depression ، والمتمثلة في كثرة النوم وزيادة الشهية للأكل والجنس، والحساسية المفرطة للرفض من الآخرين Rejection Sensitivity ، نجدُ في نفس الوقت علامات الاكتئاب عضوي المنشأ والتي تظهر في تدرج الحالة المزاجية والأعراض بوجه عام من الأسوأ والأشد إيلاما في الصباح إلى الأقل وطأة مع مرور ساعات النهار، ثم تعود لتسوء مرةً أخرى قبل النوم وهذه علامةٌ على القلق المختلط مع الاكتئاب.
أضف إلى ذلك أن مدةَ أربع سنوات هي مدةٌ طويلة أستبعد أن تكونَ كلها نوبة اكتئاب بنفس الشدة التي ذكرتها في إفادتك والاحتمال الأغلب هو أن تكونَ أعراض الاكتئاب التي وصفتها أنت هنا إنما أضيفت إلى خلفية من اضطراب عسر المزاج Dysthymia، وتستطيع أن تعرف معاني كل هذه المصطلحات من قراءة ما ظهر على الموقع عبر الارتباطات التالية :
اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression
اضطرابات وجدانية: اكتئاب مضاعف Double Depression
اضطرابات وجدانية: عسر مزاج Dysthymia
ملف الاكتئاب
ولكنني رغم كل هذا التداخل بين الأعراض أرى حالتك أقرب إلى الاكتئاب اللا نماذجي، لأن حساسية التفاعل مع الآخرين هي واحدةٌ من أوضح الأعراض، وهذا ما قد تحتاج فيه إلى علاجٍ معرفي وعلاج يهتم بالفاعل بين الأشخاص وهو العلاج البيشخصي Interpersonal Psychotherapy ، إضافةً إلى العقاقير التي تساعدُ كثيرا على التخفيف من وطأة الألم الذي تعانيه.
وأيا كانت نوعية الاكتئاب فإن معنى هذا الكلام يا أخي هو أن عليك أن تتحرك بسرعة لطلب العلاج خاصةً وأن المكافحة الشخصية للاكتئاب: كثيرا ما تخدع ، كما أن من المهم أن تعرف متى يجب أخذ عقار للاكتئاب؟ ، وأيضًا يجب عليك شرعا أن تطلب العلاج لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله"، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: "عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام"، صدق رسول الله.
وأما ما تشير إليه في آخر أعراضك من رغبة قوية في الانتحار حتى أصبحت تنتظرُ الفتوى التي تجيزه !! فهل تتوقع يا أخي أن يكونَ هذا لا قدر الله ، هذا الكلام يضيء ألف مصباح أحمر في عيوننا خوفا عليك وأنت في بلاد الغرب الباردة، ولذلك أنصحك أن تعرف أن الاكتئاب الجسيم قد يسلب الإيمان كما بينا من قبل في : الاكتئاب الجسيم : عندما يسلب الإيمان.
وأجدني مضطرا إلى إحالتك لمقالات عن الانتحار على موقع مجانين لأن لديك علامات على الاندفاعية تقلقني في مريض الاكتئاب بصورة خاصة عندما تواتيه أفكار أو تخيلات الانتحار: فاقرأ :
الانتحار بين المرض والاختيار : الجزء الثاني
تعتعة: المأزق الانتحاري، وأن تولد من جديد!
الأفكار الانتحارية والتعامل معها
بخصوص الانتحار والدّين
وأما ما يتعلق ببريدي الإليكتروني فهو متاح على موقعنا مجانين، وأنصحك في النهاية ألا تتأخر ولا تترددَ في طلب العون بعد الله من أقرب طبيب نفساني وحبذا لو كان عربيا أو مسلما وكذلك أن تعرض الأمر على مقرب منك لكي يحفز عزيمتك التي أخشى عليها من الاكتئاب، وفقك الله وعافاك وتابعنا بالتطورات الطيبة.