السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكلة باختصار أن زوج عمتي كان يتحرش بي فكان يضع يده في أماكن حساسة من جسدي كنت في التاسعة من عمري وتكرر منه هذا الفعل إلى أن وصلت إلى المرحلة الإعدادية كنت لا أحب الجلوس معه ولكنه كان يفتعل المواقف للخلوة بي بحجة المذاكرة لي وأمي غير منتبهة تماما
وكنت أجد حرجا كبيرا من إخبارها إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية وهنا تجنبته تماما فامتنعت عن الجلوس معه حتى في وجود الأهل وامتنعت عن السلام عليه إلا إذا مد يده وذلك في وجود الحاضرين فهو مؤدب جدا أمام الناس
وكنت قد سمعت من أمي بعد فترة أنه تكرر منه هذا السلوك مع بنات عمي، أنكرت زوجته بشدة وقالت أنهم بنات لعوب وقالت لأمي اسألي ابنتك هل حدث ذلك معها حيث أنهم يثقون بكلامي ويعلمون أنني لا أكذب أبدا
فقلت لوالدتي لا لم يحدث شيء فقد كنت أجد حرجا كبيرا من عمتي فكذبوا بنات عمي وصدقوني
المشكلة الآن أنني أعيش بعيدة عن عائلتي لدراستي بالجامعة وقد أخبرتني والدتي أنه صدر منه نفس الشيء مع أختي التي في المرحلة الإعدادية عمرها 11 سنة
أعرف ستقولون لي كان من الممكن أن تخبري والدتك سرا على ألا تقول لعمتك ولكن أمي لا تستطيع إخفاء شيء أبدا وهذا ما منعني من أن أقول لها منذ البداية ولا أستطيع الآن أن أقول لها نعم لقد فعل معي نفس الفعل
فأنا كبرت الآن وكما تعلمون فأمي لا تستطيع إخفاء شيء والآن أشعر أن أختي في خطر فأنا أريد حمايتها من هذا الرجل ولا أدري ماذا أفعل وأود الإجابة على كل سؤال على حدة
السؤال الأول هل تصرفي كان صحيحا منذ البداية عندما أنكرت تصرفه ؟
السؤال الثاني ماذا تفعل أختي إذا صدر منه مثل هذا التصرف هل تصيح بصوت عال مثلا لجذب الأنظار كأن تقول له سأقول لأمي ؟
السؤال الثالث هل على والدتي أن تخبر عمتي بما حدث من زوجها أم أن ذلك سيؤدي إلى توتر العلاقة مع زوجها أي أنها ربما تتشاجر معه حيث أن هذا ما منعني في البداية من قول الحقيقة؟
السؤال الرابع هل نخبر بقية عماتي وبنات أعمامي ليحذروا هذا الرجل بمعنى هل نجعل هذه القضية مشكلة عائلية يمكن أن تؤدي إلى خصومة بين الأخ وأخته حيث أن والدي لم يعلم أي شيء حتى الآن وربما يمتنع عن زيارة عمتي التي هي أخته .
السؤال الخامس هل هذا الرجل مريض نفسيا أم ماذا يطلق عليه ؟
السؤال السادس هل يكون الإعلان عن تصرفات هذا الرجل على نطاق العائلة فقط أم أوسع من ذلك ؟
السؤال السابع أختي الصغرى عمرها ثلاثة سنوات ما هي التعليمات التي نلقنها لها وهي في هذه السن الصغيرة؟
السؤال الثامن وهو سؤال ساذج ما خطورة وجود مثل هذا الرجل في العائلة ؟
وشكرا جزيلا لكم.
1/10/2019
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك، سأحاول في السطور التالية أن أجيب على أسئلتك الثمانية برغم أن كل سؤال يصلح أن يكونَ ردا منفردا، إضافةً إلى أن سردك نفسه للمشكلة نفسها يستحق التعليق.
فأما السؤال الأول : هل تصرفي كان صحيحا منذ البداية عندما أنكرت تصرفه؟ فإن الرد عليه يكونُ بمناقشة الدوافع التي دفعتك لذلك الإنكار، والنتائج التي ترتبت على إنكارك، فلو أننا يا ابنتي نتكلم عن رجلٍ ضايقك في القطار أو في الأوتوبيس أو لمرة واحدة واعتذر أو على الأقل أظهر في مواقف لاحقة أنه أقلع عن ذلك الفعل معك لكان من الممكن أن نرى سكوتك صونا لمعانٍ كثيرة ومتماشيا مع الخجل والحياء الأنثوي، وأما أن يكونُ الفاعل هو أحد أعضاء العائلة المشهورين بالأدب والحائزين على ثقة الآخرين وقد كرر الفعل معك وأصر على تكراره، سكوتك في هذه الحالة وأنت من أنت مكانة وصدقا في العائلة يعتبر سكوتا عن الحق لم يكمن يجب عليك أن تفعليه، خاصةً وأنت تُطلب شهادتك من ضحايا الضرار الجنسي الذي قام به مع بنات عمك، سكوتك بينما أنت الوحيدة التي كانت ستصدقها العائلة هذا السكوت هو هدية أودعتها في غير محلها بالتأكيد في حالتك، لأنك أعطيته الفرصة للتمادي، أي باختصار لا لم يكن سكوتك تصرفا سليما.
وأما السؤال الثاني ماذا تفعل أختي إذا صدر منه مثل هذا التصرف؟ تفعل أختك ما كان يجبُ أن تفعليه أنت وهو ما وضحناه من قبل في إجابتنا على مجانين : التحرش بالمحارم.. السكوت أخطر من الفعل، وباختصار على كل متحرَشٍ بها -وهي تعرف أن الذي أمامها ينوي التحرش بها- أن تظهر له من القوة والجرأة بعض -وليس ضرورة- كل ما تستطيع، وذلك في معظم ظروفِ وملابسات التحرش من أحد أفراد العائلة المؤتمنين أي من الجيران أو الأقرباء أو الأشقاء أو أحد الوالدين، عليها أن تعرف أنها في موقف قوةٍ لا ضعف وأن المتحرش أكثرُ إحساسا بضعفه في تلك اللحظات من إحساسه بقوته، وعليها أن تنتهز فرصة خوفه من الفضيحة وضياع الهيبة الأسرية مثلا، وأن تدفع شره عن نفسها مادامت مدركة لما يفعل.
وأما بقية أسئلتك يا ابنتي فأعتقد أن الجزء التالي من الإجابة سيحاول تغطية ما يدور في خلدك من استفسارات واسترشادات، هذا الرجل المتزوج والمستقر مع زوجته ينفلتُ أمام شهواته، هو إذن ليس شابا يعاني من حرمان جنسي يعذبه ويقض مضجعه، بل هو رجل يبحثُ عن متعة بلا مسئولية ولا مشروعية بالتالي، ولا أظنه منفلتا بوجه عام في مناحي حياته الأخرى وإلا لما عرفت عنه أنه مؤدب سمعةً في نطاق العائلة، يبدو إذن أن لهذا الرجل نوعا من الولع بمرحلة معينة من مراحل تكون الجسد الأنثوي، وهي ما بين الثامنة/التاسعة والثانية عشر مثلا ، بحسب ما استنتجت من أعمار البنات اللاتي ذكرتهن في إفادتك لكنني غير متأكد طبعا من ذلك،
المهم أن هذا الرجل غالبا مستقرٌ في حياته الزوجية والأسرية ولكنه ينفلت في الخفاء أمام شهوات يعجز عن مقاومتها، وهو من ناحية التوازن النفسي الخارجي على قدر كبير من النجاح، بكلمات أخرى هو مريضٌ نفسي فعلا لكن مرضه لا يسقط عنه المسئولية الجنائية، وذلك لأن مرضه هنا لا يفقده وعيه ولا قدرته على التمييز بين الحق والضلال وهو يختار في النهاية أن يستسلم لفعل ما يعرف أنه حرامٌ واعتداء على حقوق الآخرين، هو إذن مجرم بتعريف القانون وليس مرضه إن كان مريضًا إلا ربما مخففا للحكم عليه.
زوجته إذن قد تكونُ على علم ببلوى زوجها لكنها تسترُهُ ربما لحبها له وربما لاعتماديتها عليه وربما لأنها لا تدرك تأثير التحرش الجنسي بأنثى قاصر، وقد تكونُ لا علم لها إطلاقا بذلك الموضوع وليست تصدقه، وهي في أغلب الأحوال زوجة حمولة صابرة وحكيمة أيضًا ولا يخشى من ردة فعلها.
وأما المطلوب منك أو من من تستطيع الفعل في نطاق العائلة أن تقنع عمتك بضرورة لجوء زوجها للعلاج لدى طبيب نفسي متخصص، بافتراض أنه على استعداد للاعتراف والرغبة في الخلاص من تلك الانفلاتات، ويبدأ بالفعل رحلة العلاج النفسي حسب ما قد تكونُ حالته، وبهذه الصورة يتم دفعه إلى العلاج، وأما الإعلان عن سلوكيات هذا الرجل فيفضل في البداية أن يكونَ على نطاق ضيق بشرط أن يطلب العلاج ويواظب عليه فإن لم يلتزم فإن من واجبنا تعريف الجميع ليأخذوا حذرهم.
وبهذا نكونُ كأسرة أو كمجتمع قمنا بواجبنا وحفظنا أنفسنا، وأما أن تغفل أمك عنك وأن تسكتي أنت خجلاً وخوفا وتسكت زوجته خوفا أو عقلا أو غفلة، وتكتمي الشهادة بعد ذلك خوفا على بيت عمتك إلخ ما حدث، فإن التستر على متحرش لا ينوي التوبة ولا يسعى إليه يعتبرُ تسترا على مجرم، وأظن خطورة وجود رجل كهذا في العائلة أمرا لا يحتاج إلى سؤال، وأما كيف كان يجبُ أن تتصرف الأم وكيف يجبُ أن يتصرف الطفل الذي يتعرض للتحرش، وكيف يجبُ أن يتصرف كل من يعرف بالتحرش بعد ذلك فأحيلك فيه إلى ملف التحرش الجنسي بالأطفال على استشارات مجانين، وكذلك اقرئي:
كيف تقين نفسك من التحرش الجنسي(1-2)
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.