بعد عقد من الزمان، مفترق طرق جديد
السلام عليكم، آخر استشارة لي كانت قبل ٦ سنين:
موقع مجانين ورسالته
اجترار الألم السلوك تحكمه نتائجه
الحمد لله منذ ذلك الحين تحسن وضعي كثيرا، استقريت في عمل بشركة عالمية في مجال تعليمي، واستقر، وضعي النفسي وخرجت من أزمتي بفضل الله، ثم بفضل موقعكم، وطبيب نفسي شجعني على القيام من جديد، رفض أن يعطيني أي دواء وقال أني لا أعاني من أي مرض نفسي بل كانت أزمة نفسية عارضة وقد أكرمني الله بالخروج منها.
هذه الأيام أعيش في بداية أزمة جديدة والسبب مشروع خطبتي، فقد خطبت منذ عشرة أشهر، وعقدت قراني منذ ٤ أشهر، وعرسنا بالسنة القادمة، خطيبتي درست موضوع الطب البشري وأنهت تعليمها قبل ٤ أشهر، ففي فترة تعليمها لم نكن نلتقي إلا مرتين بالشهر، كانت فترة الخطوبة ممتازة لكن الأمور بدأت بالتأزم بعد العقد بقليل، بعد أن كثرت لقائاتنا مع بعض، فقد أصبحت تميل إلى تجاهلي وأصبحت عصبية وتصرخ كثيرا علي ثم أصبحت تتهرب من اللقاء.
أنا أحبها لدرجة الهيام بها وأكثر، أعشقها ولا أرى لها مثيلا، أحسن معاملتها بجنون، وأسعى لإرضائها ولو على حسابي، وهي فسرت هذا الأمر أنه ضعف وليونة مني.
هي إنسانة رائعة، ذكية، مرهفة، خلوقة، ملتزمة، مميزة، ،وطموحة من بيت طيب، هي أصغر أخواتها ودلوعة الدار ولها أخ توأم (إحدى أخواتها المتزوجات تعيش بمشاكل مع حماتها ولها تخوفات مع أن علاقة أمي معها جيدة)، وكانت مخطوبة وعاقدة من قبل لفترة قصيرة وكان خطيبها يعاملها بقسوة وصراخ.
هي تكرر أني عنيد ولا أفهمها ولا أهتم إلا بالرومانسية والحب، وأنها لا تشعر أنها بجانب رجل قوي وصلب وجامد بل تقول أني مايص وناعم وهذا لا يناسبها.
أحيانا تقص علي قصة فتاة تركها خطيبها لأنها تغيرت فجأة ليتبين فيما بعد أنها كانت مسحورة، كأنها تلمح لي أنها قد تكون كذلك (هذا تحليلي).
هي تقول أنني لطيف كثيرا معها وأن كل شيء من الخارج يبدو رائعا لكن تشعر بشيء ما من الداخل ينقصها في العلاقة لا تعرف ما هو، هي تقول أني طيب جدا وهي تتخوف أن تكون طبيتي ضعفا ويستغلها الآخرون، هي لا تحب إني غير اجتماعي، وتقول أنها تحب أن تكون منفتحة ومنسجمة في كل مكان توضع به وتريد من شريك حياتها أن يكون منسجما معها وأنها تغبط الخاطبين الذين يتفاهمون مع بعضهم بسرعة.
هي تشعر أحيانا أنها سيئة وتقول إنها تشعر أنها حقيرة لأنها تقابل لطافتي بالسوء، لكن بعدها لم تتغير معاملتها معي، تقول أنها ليست كذلك وأنها فقط معي تتعامل بصراخ وعصبية وهي لا تعلم لماذا يحدث هذا بشكل تلقائي عندما تتحدث معي.
هي تقول لي دائما افتح أي موضوع للنقاش ولا تبقى صامتا، لكن أغلب مواضيعي لا تعجبها، وعندما أقول لها فلتفتحي أنت أي موضوع، تقول أنها تدرس وليس عندها أي شيء.
قبل شهرين قلت لها إما أن يتغير هذا الحال وإما أن ننفصل لكن طريقة حديثي لم تكن جيدة وصدمت وفهمت أني لا أريدها، فذهبت فورا لبيتها لأوضح الأمر واسترضيها، أكملنا مع بعض لكن علاقتنا زادت توترا بعد هذا الحادث، وهي منذ ذلك الحين تدرس للامتحان الحكومي الذي سيكون بعد أيام قليلة، وقد انعدمت تقريبا زيارتي لها وتتحجج أنها ليست عندها وقت للزيارة مع أننا نتحدث بالهاتف كثيرا.
أترككم مع مقتطفات من كلامها معي (سامحوني على اللغة العامية، كذلك تقريبا كل كلامها مقتبس في فترات الخصام لكن هناك كثير من الكلام الإيجابي في فترات الصفاء):
"بتعرف إني بحبك صح!! أنت مش عائق إلي، أنت الأمل إللي بتعطيني إني أكمل وأصير حدا مهم بكفيني افهمني صح"
"مضغوطة بالدراسة وطلعت أخلاقي عليك وحكيت معك بطريقة مش حلوة... جد مش فاهمة على حالي ولا عارفة شو فيّ... أعرف إنك، متضايق وأنا كمان... أنا كنت امبارح متضايقة وطلعت أخلاقي عليك ومتأسفة"
"أنت بكون منزعجة منك بكثير أشياء، إشي مش مريح إلي أولا قبل ما يكون إلك، وهذا الشي بسبب إنه في اختلاف بكثير أمور بينا (طريقه الحكي، حس الفكاهة، استيعاب الأمور، والتعامل مع المشاكل، العفوية) من جهة ثانية أنت الأشيا إللي أنا بحبهاش بتضلك تعملها ولما تشوفني تضايقت بتروح تتأسف، الأسف بحلش كل إشي، ولما طريقة تضلها تكرر معناته في مشكلة).
بتضغطني لدرجة إنك بتعطينيش مجال أتنفس، خلص متدايقة بديش أحكي اتركني تلزقش فيّ، روح لما أهدا برجعلك مش لازم تضلك نودنيق (لحوح)، حكيك بالفصحى بعرف إنك بتحب هاد الشي وأنت بتعرف إني مش متقبلته وبقدرش أجبرك إنك تبطله، بس الشي مبالغ فيه، طريقة حكيك بالفصحى مرات بتحسسني إني مسخره!
قصة إنك لازم تراضيني دايما وتعتذر دايما مش حاببتها، زي ما أنت إلك صفات للبنت إللي بدك ترتبط فيها، أنا برضو إلي!! بتمنى تنساش هاي الشغلة أنا برضو بديش أحس إنه في شيء ناقصني
بحبش شخصية الزلمة المايص والدلوع وهاد بالمرة بتعارضش إنك تحترمني وتعاملني بذوق واحترام!
بحبش تكون شخصيتي أقوى من شخصية شريك حياتي لأني أنا مش هيك بس معك بحس حالي
بتشوفني بصرخ وبتعصبن وهاد الاشي كثير مدايقني لأني أنا أبدا مش هيك بس أنت بتوصلني لهاي المرحلة، أنا مرات ببين إني قوية بس أنا من جوا شخص ضعيف وبحب أسند حالي على حد أقوى مني مش أضعف، بس أنت مرات بتحسسني إنه من الصعب أبين لك نقاط ضعفي لأنك أضعف مني بمعنى إذا بعيط بتعيط وهيك شي غلط ،
بعرف إني مقصرة بحقك بس بحب عزة نفس الرجل ميجيش لدرجة إنه يطلب هاي الشغلة من مرتو!
كثر ما بتقاتل معك صرت مرات محبش أحكي حكي الحب والدلع ! .... وأنا بنت أنا مش زلمة وأنت مش فاهم هاد الشي
فيش بنت بالعالم كله بتحكيش هاد الحكي (حكي الحب) بس كثر مقاتلتنا، وإصرارك، وإنك تكون أميص مني لأنه مفروض بالعكس بنصدم !
أنا برضو مش هيك تخيلت حياتي.
بحكيلك كثير أشيا بحبهاش وبتضلك تعملها وبعدين بتقلي إيد واحدة بتصفقش ولازم أصبر، بس أنا صبرت كثير! مش عم بشوف شيء بتغير
لحد هسا أنت ذات الشخص إللي محسسني إنه الحياة لازم كلها تكون مياصه، لازم نضل نحب بعض، بحب مرات تكون واقعي! وتخاطب أفكاري وعقلي مش بس قلبي!
وأنت لحد هسا الشخص إللي بدو يضل يعتذر.... إللي بدو يعمل أي شي مشان يسعد خطيبته حتى لو الشي بمس كرامته، الإنسان إللي متأكدة رح يعيط وينهار قبلي ،،، كل هاي شغلات بتحسسني بضعف وأنا بديش إياها.
بقلك مثل امبارح شكلي تعبان وبكنف مش حابب أحكي معك فيديو بتفهم علي دقيقه وبعدها بتصر على إللي بدك إياه! بدك الأشياء تمشي حسب مزاجك.
وكمان نقطة لاحظتها فيك إنك مرات بتواجهش المشكلة وبتهرب منها بطريقة بشعة مش حلوة تكون بشخصية حدا وإللي هي النوح واللطم والبكاء وتحميل اللوم على شخص إللي قبالك بطريقة غير مباشرة: مثل أنا دايما بحب أعملك وأنا دايما بفكر فيكي ومتصلتش مشان أزعلك وبالآخر هيك بتكون جزاتي!
هاي شغلات إنه الواحد يهرب من مشكلة بطريقة العياط على حاله مش أسلوب حياة.
العفوية بحكيك لدرجة مرات أنت بتحسشإانه هاي شغلات بقدر أحكيها قدام حدا أو لا!
أنا إنسانة ربنا خلقني هيك، في أشياء بقدر أحكيها بس قدام أمي وفي أشياء بس إلك... في أشياء ولا لحدا
هاي الكلمات بقدر أحكيها قدام مجموعة من ناس أو لا، أنا إنسانة هيك ربنا خلقني الصورة الخارجية والاجتماعية والإتيكيت والذوق كثير بهموني!!
أنا بقدر العفوية بس بحبش الإنسان يكون عفوي زيادة عن اللزوم.
بحب شريك حياتي يقدر حبي لهاي الشغلات، بمعنى قدام ناس شيء وبدارنا بيني وبينك شيء ثاني! ومرات بتحسسني إنك بتعرفش تتعامل مع أنثى! وهاي الشغلة بعرفش كيف بدي علمك إياه.... كنت بحب لو الشيء يجي منك لحالك بس مش عارفة شو أعمل.
وآخر شغلة تنساش إنه زي ما أنت بتحب أشيا تكون بالبنت، أنا برضو بحب أشياء تكون بالزلمة.... ومش بس أنت لازم تكون مرتاح وبرضو أنا لازم أكون مرتاحة!!! .. بديش أحس إنه في شيء ناقصني"
"ليش تربط حياتك بإنسانة مش عارف تتفاهم معها أو بالأحرى التفاهم معها صعب جدا"
"ثنين فيش شيء مفيد تحكي معي أنا مش شايفة إنك بتفهم علي لما أقول شيء بتستنتج شيء ثاني.... أنت بطلت تهتم في ولا كيف بشعر المهم حالك أنت"
"كل شيء بتاخدو بالعكس، كل شيء بتفهمه غلط، أنت تعبت وأنا تعبت أضل أشرح وأبرر مشان توصلك الصورة صح"
"مشان تكون عارف، أنا هيك بزبطش معي، تحلل إللي بدك إياه وتزت حكي زي ما بدك بدل ما تعرف بالزبط شو اللي مضايقني بتلف على الموضوع وبتطلع أنت الزعلان، كيف وبأي منطق بعرفش"
"مشكلتك إنك مش راضي تفهم إنه جد في شيء مضايقنا إحنا الإثنين ولازم ينحل ويتغير وبنفعش يضل هيك وإذا ضل مش منيح"
"زي الأولاد الصغار بتتصرف لأنك"
"قبل قلتلك إياها وبرد أحكيلك أنت بتعرفش تتعامل معي"
"أنت إنسان صعب حل لغزك"
"مش رح أقعد أشرح وأبرر لأني عارفة إنه فيش نتيجة بالآخر"
"أنت بتتصرف هسا زي الأولاد الصغار"
"حدد شو بدك وكيف بدك تصير تتعامل مع الأمور.. أما تضلك هيك هذا الوضع بنفعش"
"لأنك أنت أقنعتني تماما بتصرفاتك إذا أنا متصرفتش بهاي الطريقة أنت بحياتك ما بتتطلع على الشيء بصورة جدية ولا بتفهم شو بدي"
"طيب فكر منيح واتصرف بعقلانية وكأنك ابن 30 سنة !... بطل معي مجال أتحمل أنا"
"ع فكرة إللي بحب وحده لازم يتصرف ع أساس مصلحتها!!! بس أنت أبدا مش هيك"
"تعاملك هاد إللي برود كأنه فيش شيء يجلطني"
"بالمرة فيش احترام إلي"
"أنت الشاب، أنت لازم تضل جامد، شو الصعب فيها حتى تفهمها، كائن عجيب"
"لأنه بتثبت كل مرة إنه الجدال عقيم"
"دايما بتطلعني زي النور بلشت أكره حالي مرات الأشياء إللي بتقولها بتشعرني بالذنب، محسسني إني سيئة ... أنت مش منتبه"
"وأنت طريقتك بدل ما تصلح الأمور بتخربها"
"إذا مش عارف تلاقي طريقة تتفاهم مع خطيبتك فيها وبتبعدها عنك، هاي مشكلة"
"قديش إنك انسان بعيد عني"
"دافع عن حقوقك، تتنازلش بسهولة"
"برضو هاي حياتك وحياتي وحياتنا مشتركة لازم نبنيها صح"
"أنت راسك يابس هاد الوضع بخوفني أنا وإياك يالموت حتى نتفق ع شغله"
"أنا تعبت أضل اشرح عن حالي وافهّم قصدي خلص مش رح تفهمني"
"إذا شايف هيك جد ومش شايف حالك إنك بتفهم كل شيء غلط وبتاخد الجمل تبعتي لمعنى ثاني من دون ما تفهم القصد تبعي صح، ... معناته بلاش تفوت معي بعلاقة، ليش تربط حياتك بإنسانة مش عارف تتفاهم معها أو بالأحرى التفاهم معها صعب جدا"
"لأنه شو ما أقلك بتفهمش علي"
"بتهتمش في لأنك"
"لأنه بتثبت كل مرة إنه الجدال عقيم"
"هاد الوضع بخوفني.. أنا وإياك يالموت حتى نتفق ع شغلة"
"بس إعرف كيف تتعامل معي"
"أنا متضايقة من حالي.. ومتعصبنة على حالي، يدي اتريح شوي وأقعد مع حالي شوي... مش طبيعي تصرفاتي صارت كثير مزعجة... أنا منزعجة من حالي"
"أنت مش مبين لي إنك بتغلي من جوا، حيا الله واحد رايق وأنا إللي نورية وأسلوبك البارد كثير كأنك بتستهزئ فيّ"
"أنا خطيبتك في كثير أشيا تحكي معي فيها مش معقول الحكي خلص... آخر سنتين بشو بدنا نحكي لكان، نقعد نصفن بعض.. مش رح اشرح لك كل شيء، لازم تفهم احتياجاتي وشو بدي منك لحالك"
في الختام.........،
فنحن كما ترون في أزمة حقيقية، والتوافق بيننا يحتاج إلى تقوية جدية، لكني أراها فتاة أحلامي التي بحثت عنها أكثر من ٣ سنين (لم أعرفها من قبل بل كان زواج تقليدي) وسأظل أحارب من أجل إنجاح العلاقة، رجاءا ركزوا على حل لإنجاح علاقتي بها لأني أعلم الخيار الآخر ولم أستشركم إلا لثبصروني كيف أصلح العلاقة.
أعلم أن رد الموقع يستغرق أكثر من شهر، وأتمنى أن تتحسن علاقتنا حتى ذلك الحين.
وأتمنى أن يجيب على الإستشارة الأستاذ أحمد عبد الله إذا كان بالإمكان ذلك.
17/10/2019
رد المستشار
الأخ السائل:
رسالتك ستصبح وثيقة هامة تحمل نصوصا أصلية أرسلتها لك خطيبتك، وتكشف عن جانب أو جوانب مما تعتقد هي عن الحياة والزواج والعلاقات...إلخ
كما تكشف الرسالة بشكل أقل عن تصوراتك أنت بشأن شريكتك، والحياة، والزواج.
الفريضة الغائبة في حياتنا جميعا هي معرفتنا بأنفسنا، وممارسة مسؤوليات إدارة حياتنا، واختياراتنا تبعا لهذه المعرفة!!
راجع نص الرسالة، وابحث عن أي أثر لهذه المعرفة، ولن تجد إلا شكوى متكررة من عدم فهم الذات، ولا وعي كامل بالاحتياجات، وإسقاطات، وخيالات، وهلاوس، وتضارب، وتخبط كبير، ويشبه سير العميان على غير هدى، ولا دليل، ولا تدريب!!
بدا لي أنك مثل أغلب الرجال حولنا نحن العرب معجب بهذه الفتاة، وتحاول جاهدا الحصول عليها، ومن أجل أن يتم هذا الصيد فإنك "تحسن معاملتها بجنون، وتسعى لإرضائها، ولو على حسابك"!!
أنت لا تعرف نفسك، حتى أقول لك: كن نفسك، وهي لا تعرف نفسها، حتى أٌقول لها: كوني نفسك، وكل المسألة هي التخبط العربي الشائع.
بدلا من أن تدرك هي أن بداخلها مشاعر ضعف وهشاشة مثل كل إنسان، وتقبل هذه المشاعر، وتتعامل مع هذا الجزء فيها تجري في اتجاه: أنا من جوا شخص ضعيف، وأحب أسند حالي على حد أقوى مني!!
وبالتالي يكون مطلوبا منك أن تحل لها ما تتصور هي أنه شخصيتها، أو مشكلة من مشاكلها!!
غياب الوعي، وانعدام السعي لمعرفة الذات يخلق تلك الحالة الضاغطة من الحيرة والتردد، وهذه المحاولات المحمومة لتصنيع شريك على هوانا، أو على مقاسنا ليسد عندنا مساحات، ويكون بديلا لعمليات هي في صميم عملنا، ومسؤوليتنا عن حياتنا، ويتحول الزواج عندنا إلى عملية انتخابية كبرى غالبا ما تفشل دون أن نفهم لماذا بالضبط فشلت!!
ليس الزواج حلا لمشكلاتي أو أموري مع نفسي وذكرياتي وتكويني، وأوجاعي، ومسيرتي التي تنتظرني لا تعلم من دروسها، أو رحلتي التي تحتاج أن أسيرها ستكشف أين أقف؟! ماذا تشوه في؟! ماذا تحطم؟! ماذا فقدت من قابليات، ومواهب، وماذا اكتسبت من مهارات أو صفات، وأختار الإبقاء على ما أريد، وتطويره، وتغيير ما أريد تغييره!!
من أنا؟! وماذا أريد من نفسي، ومن العالم؟!
هذه أسئلة إجابتها هي مسؤولية شخصية، وخاصة بي وعدم السير في هذا الطريق، والتهرب من مسؤولية تنمية الوعي، والرحلة يؤدي إلى تخبط قد يصل إلى محطة ذهبية عند العرب عندما لا أفهم أجزاء نظامي الداخلي، وكيف يعمل، وأشعر بارتباك، وتناقضات، وتضارب، وبدلا من أن أتعلم أذهب لأقول أنا مسحورة، أو أي لغو من هذا الشائع عندنا!!
لا أعرف ماذا أقول لك، وأنا أرى نفس الجهل بالنفس، واضطراب التواصل، وإطلاق الأحكام، وترديد الكليشيهات، وأغلبية الزواج حولنا هو زواج عميان، والحياة تعيسة بسبب الجهل والتخبط، ثم نقول هذا فعل الجن والشياطين!
لا يمكنني شرح الحياة في رسالة يا عزيزتي...
بؤرة التركيز هي معرفة الذات، وإصلاحها، وتطويرها، وهي مسؤولية شخصية تتلوها كل الخطوات، وفي وجود هذه العملية يمكن حسم وتحديد من يصلح ومن لا يصلح كشريك، وبدونها نتخبط كخبط عميان،
ودمت بخير!!