مشكلة أسرية
-:أنا أعاني من مشكلات
الأولى: أنا دائما ما ألام على أي مشاكل بمنزلنا فأنا والدتي مريضة ولدي أخ وأخت ومنزلنا في حال كارثي دائما أصبح به حشرات غير نظيف ما.... إلى آخره، فدائما ما يكون كامل اللوم علي مع العلم أن هذه الحالة الكل شارك فيها ولكن أنا من يُلام وإذا حدثت مشكلة لأختي الصغيرة أي كان أُعاتب أنا عليها دائما أكون المسؤولة عن كل شيء..... العتاب كثر لدرجة أني لم أعد أتحمل..... كلما عتبت أبكي لمدة دقيقة وهذا المسموح لأنه يا إما أبكي أمام كل الأسرة مع القليل من السخرية والأسئلة المؤذية أو أكتم هذا البكاء
المشكلة الثانية: أني لم يعد لدي ثقة بالنفس أنا ممتلئة نوعا ما يوجد من الناس من يقولون أني جميلة ولكني أرى مدى قبحي وجمال الأخريات كثيرا ما تقول لي أمي عن العيوب التي بمظهري حتى أحسنها ولكن هذا جعلني أكره شكلي..... أرى مدى قبحي دائما
المشكلة الثالثة: أنا يمر علي أوقات أبكي بكاء شديد على أتفه الأسباب كالهاتف لا يعمل وأوقات أخرى أكون أشعر بحزن وضعف ولا أستطيع البكاء للحظة وكلا الأمرين بدون سبب
المشكلة الرابعة: أنا دائما ما أشعر أني منه ليس لدي حماس أو طاقة أو شكل دائما لدي اعتقاد أني سأموت قريبا وأن علي الأكبر في الثلاثين من عمري
آسفة جدا على الإطالة ولكن حاولت سرد كل المعلومات ليسهل مساعدتي
وشكرا لكم
3/9/2019
رد المستشار
صديقتي
من ناحية المشكلة الأولى: الحفاظ على نظافة المكان أمر من الممكن أن تقومي به أنت وأخوك وأختك ومن الممكن تحويله إلى لعبة تشتركون فيها جميعا.. ليس من المعقول أن يلقى اللوم عليك بدون أن يكون هناك شيء في استطاعتك فعله.
أعتقد أنك الأخت الكبيرة وبالتالي فمن المتوقع منك أن تكوني قدوة للصغار وأن تشاركي في رعايتهم ولكنك لست المسؤولة بالكامل عنهم.
رد فعلك للعتاب والانتقاد هو ما يدفع أهلك للاستمرار فيهي.. كثيرا ما نسمع أن في العائلة الواحدة هناك بنت يلقى على عاتقها كل شيء في حين أن لها أخت أصغر أو أكبر بقليل ولكن لا أحد يجرؤ على الضغط عليه بأي شكل من الأشكال.. نحن نساهم في كيفية معاملة الناس والأهل لنا... البكاء لن يحل أي شيء ولكن الخطوات العملية لحل المشكلة هي ما يجب الانتباه له وتفعيله... إن كان هناك تقصير من ناحيتك فيجب الاعتراف به والاعتذار عنه وتصحيح الوضع بالقيام بما عليك القيام به.
من ناحية المشكلة الثانية: الانتقاد هو الوسيلة المعتادة التي يستخدمها الأهل في توجيه الانتباه إلى العيوب والأخطاء كي نصلحها.. لسوء الحظ الانتقاد ليس هو الطريقة المثلى أو الفعالة للوصول إلى هذا الغرض ولكنه الطريقة المعتادة والتي استخدمها أجدادك مع والديك.. الحل هو أن تركزي على الغرض أو القصد من الانتقاد بدلا من الغضب من الطريقة أو الوسيلة.. هناك من ينتقدوننا لكي نصبح أفضل مما نحن عليه ولأنهم يرون فينا إمكانيات أكبر مما نعتقد أو نستعمل (في الغالب يكونون الأهل والاصدقاء المقربون).. هناك آخرون ينتقدوننا لأنهم غير قادرين على التنافس معنا وبالتالي يحاولون إضعافنا لكي يحسون بالقوة (في الغالب يكونون زملاء عمل أو دراسة أو رياضة و منافسون لنا في شيء أو آخر).. وهناك من ينتقدوننا بدون أن يعرفونا لأننا نمثل شيء يخيفهم مثل من انتقدوا العباقرة والأنبياء والمخترعين ووصفوهم بالسحر والشعوذة والجنون، التركيز على المعنى الإيجابي للانتقاد هو ما يجعلنا قادرين على التعامل معه بشكل صحي وبناء.. البديل الغير صحي لهذا هو الغضب الذي يؤدي إلى الحزن والكبت أو العنف.
المشكلة الثالثة والرابعة سببهما هو أنك تضخمين معنى وتأثير الأحداث وتعتبرين كل ما يحدث خارج نطاق راحتك أو إرادتك هو بمثابة لا مأساة.. البكاء نتيجة لشعور تخلقينه داخلك وهو شعور الضحية التي تكالبت عليها منغصات الحياة بلا ذنب.. في كثير من الأحيان يكون هذا نتيجة لتفاعلك مع معنى الانتقاد (بما أنني منتقدة إلى هذا الحد فلا شك أن هناك شيء خطأ يشوبني و بالتالي فأنا لا أستحق الخير أو أن حظي سيء وبالتالي ليس هناك أمل في أي شيء إيجابي في المستقبل وبالتالي لا أري أي شيء إيجابي في الماضي والحاضر، وهذا يسبب ضغطا نفسيا كبيرا يجعلني لا أتحمل أصغر وأتفه الأشياء).. من الممكن أيضا أن يكون السبب في كل هذا هو أنك مكتئبة إما بسبب أفكارك وتأويلاتك السلبية أو بسبب خلل كيميائي وكلاهما معا.. أحد أسباب الإكتئاب هو الغضب من الأهل والذي يجعلنا نحس بالذنب وبالتالي نحول الغضب نحو أنفسنا ونعاقب نفسنا على إحساس الغضب عن طريق حرمان أنفسنا من المرح والتفاؤل والإيجابية.
أنصحك بمراجعة معالج نفسي لمناقشة هذه الأمور ووصف دواء إذا إقتضى الأمر.. في كل الأحوال سوف تساعدين نفسك كثيرا بالرياضة (مرتين أو ثلاثة في الأسبوع ولو داخل المنزل) والأفكار الإيجابية والاستمرار عليهما دائما.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب