وسواس الكفرية : الخروج الدخول في الملة !
السلام عليكم،
أنا مشخّصة بالوسواس القهري، ولدي أفكار كثيرة جداً في سب الذات الإلهية والموضوع يتطور حتى أصبحت أشعر وكأني نطقت بهذه الألفاظ، فأصبحت أغتسل في اليوم أكثر من 10 مرات للدخول في الإسلام. ولكن حدث معي موقف وأنا خائفة جداً أن أكون قد وقعت في الكفر بسببه.
فقد كنت أشرح لصديقتي ما حكم من نطق السبة بلسانه بدون تحريك الشفتين، فجلست تقنعني أن هذا الوسواس، ثم جرّبت هي الأمر لتعرف كيف توضح لي الأمر، وحركت لسانها بالسبة وفمها مطبق كذلك، ثم خافت كثيراً وانقلب وجهها وقالت لي: أستغفر الله، نقلت لي الوساوس، أنا من سيذهب ليغتسل! فوجدتني أضحك على رد فعلها.
وأنا الآن خائفة جداً ان أكون قد استهزأت بالله وأنا لا أعلم وبالتالي أكون قد كفرت،
والجو أصبح باردًا على الاغتسال كثيراً، وأنا في حيرة من أمري.
25/10/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "S" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
من المهم أن تفهمي ما يحدث معك وكيف يحدث.... السب الكفري هو أحد أعراض اضطرابك الوسواسي القهري، ومن المعتاد في مثل حالتك أن المريض يرفض السب حى قبل أن يعرف ويفهم أنه وسواس لكنه يكون عارفا على الأقل في البداية أن السب ليس منه.... وكثيرا ما يستغل الوسواس عدم معرفة المريض بأن ما يحدث له وسواس فيلقي له أسئلة مثل إن لم تكن أنت فمن ؟ فيقع المسكين في حيرة تستمر معه حتى يبحث فيقرأ أو يشكو لمن لديه العلم فيشرح له الفقيه أو الطبيب النفساني أن هذا وسواس.... وربما طمأنه ببعض أحاديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر عندما اشتكى منه بعض الصحابة رضوان الله عليهم.
في البداية يشعر المريض براحة كبيرة وكأن جبلا كان جاثما فوق صدره وأزيح.... إلا أن الوسواس لا يسكت وإنما يبدأ جولة جديدة يكون محورها التشكيك فيوسوس للمسكين بأن الطبيب أو الفقيه يكلمك عن حالات مرضية لكنك لست مريضا وأنت من يسب، أو يكون محورها التلفظ بحيث يبدأ الوسواس بالإلحاح على المريض بأن ينطق الألفاظ الكفرية ويظل يلح وأحيانا يفلح في قهر المريض على ذلك أو حتى يلقي له وسواسا بأنه تلفظ بالفعل بالكلمات الكفرية فيقع المريض في فخ جديد هو محاولة استبطان ذاته ليتحقق من أنه لم يتلفظ ويصبح الوسواس هل تلفظت فعلا أم لم أتلفظ ؟ ...
وأحيانا يكون المحور الذي يعمل من خلاله الوسواس هو الأحاسيس والمشاعر فتارة يلبس عليه الأمر بأنك كنت منشرح الصدر أثناء السب وهو ما يعني أنك راضٍ بالسب أو أنت من تستجلبه أو أحيانا في التجديف الكفرجنسي يحدث الوسواس مشاعر جنسية مصاحبة للتجديف الكفرجنسي وهكذا يبقى المريض غارقا في دوامة التحقق الاستبطاني فيستبطن ذاته ليتحقق من أنه لم يقصد أو لم يكن سعيدا بالسب أو لم يقصد تلك الأحاسيس الجسدية الجنسية ولكن هيهات أن ينجو من الشك لأن التحقق الاستبطاني أو التفتيش في الدواخل هو آفة الموسوس الخبيثة.
باختصار أنت لم تكفري ولن تكفري أبدا بسبب الوسواس لأن الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد، وأما فيما يتعلق بالاغتسال للدخول في الإسلام فقد ذكرت لك في ردي السابق أنه أصلا لا داعي له فراجعي ما كتبته لك.
لا داعي للحيرة إذن وإنما يتوجب عليك أن تطرقي باب طبيب نفساني ليصف لك العلاج اللازم. ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.