أكره شكلي ! وأخي سافل ! م
فاشلة في الحفاظ على صداقاتي
السلام عليكم، عندي مشكلة من الطفولة، بعرف أكون صداقات وأتكلم مع الناس بس مش بعرف أحافظ عليها.
يعني أعرف أكلم الناس اللي قابلتهم في مكان ما وأجري حوارات معهم وأشارك في الحوار وأضحك وأهزر.. إنما مثلا مش بتواصل معاهم بعد كده..ليه..ماعرفش ! ساعات أخاف أضايقهم ومايكونوش هما مهتمين بمعرفتي زي ما أنا مهتمة بمعرفتهم.
ساعات أحس أني مش عاوزة أكلم أحد، لأني مش بحب الـ small talks وساعات كثير الاتصال أو السؤال من غير سبب بيتحول لـ small talk ممل عبارة عن "عاملين إيه" "إيه أخبار الأسرة".. إلخ والإجابات برضه محفوظة ومقولبة..
ساعات أبقى عاوزة أكلم الناس بس بحس أني مش عندي طاقة، الخلاصة أني مش عندي غير صاحبة واحدة أنا أعتبرها صديقتي المقربة ولكنها لا تعتبرني كذلك، وبعض الصديقات العابرات وشوية معارف.
مش مبسوطة وأحس أن كده غلط وبحس أني بخسر كتير في حياتي إلى جانب الناس اللي خسرتهم بسبب سلوكي "غير المهتم" من وجهة نظرهم، حاجة كمان.. مش بعرف أعبر عن مشاعري كويس وبتكسف أبين أني أحب أحدا أو مهتمة به لدرجة أن فيه ناس بتشوفني "باردة"
كان عندي اكتئاب الـ 6 سنين اللي فاتوا بس قدرت أتعافى منه بشكل كبير
عندي body dysmorphic disorder وده اللي مش قادرة أتخلص منه
محتاجة تفسير لسلوكي ده وإزاي أقدر أغيره
وشكرا لكم على تعبكم.. زادكم الله علمًا ونفع بكم
27/10/2019
رد المستشار
صديقتي
تكوين الصداقات يبدأ بالتعارف ثم الصحبة والمشاركة على مدى طويل في مواقف كثيرة ينتج عنها التقارب والتواصل المفيد والصدق في المعاملة.... لن يحدث كل هذا بدون وجود ثروة خبرات ومعلومات مستمرة في النمو ومشتركة بين الطرفين وفي كل طرف على حدة....
إنك لا تجدين ما تتحدثين عنه مع من تتصلين بهم لعدم وجود أشياء مشتركة لها معنى.... السؤال على الأحوال والصحة هو مجرد بداية أو فتح حديث ولكن الحديث لن يسترسل أو يستمر بدون وجود شيء مثير للفضول والاهتمام.. إن لم يكن هناك ما يثير الفضول والاهتمام فهذا معناه أنك في حاجة إلى ثقافة وخبرات ومعرفة لنفسك ورغباتك واهتماماتك في ضوء رؤية لنفسك في المستقبل..
ماذا تريدين لنفسك ولحياتك؟ كيف تريدين أن تعيشي؟ إن لم يكن هناك مستحيل، إن لم يكن هناك أية فرصة للإخفاق أو الفشل، فما الذي تودين تجربته أو تحقيقه؟ إن كان جسدك لا يعجبك، فلماذا؟ ولماذا يجب أن يكون جسدك في شكل معين؟ الجسد الجميل هو الجسد الصحيح المتناسق بغض النظر عن الأحجام... التناسق يحدث من ممارسة الحركة والرياضة.... ولكن الأهم من الجسد هو العقل والروح.. ماذا تريدين لعقلك وروحك؟
نقص الطاقة في التعامل مع الآخرين ينتج عن وجود قرارت معلقة وطاقات معطلة .. العطل هنا في يد كل منا بغض النظر على الظروف الخارجية أو الاجتماعية أو العائلية أو الدراسية أو المادية.. إن كانت هناك أشياء مهمة لك فيجب معرفة السبب في أهميتها.. إن لم يكن لديك سبب جيد لفعل أي شيء فلن تكمليه.. وهناك دائما سبب جيد للتقدم والنمو وهو أن التقدم والنمو هو دستور الكون.. وجزء من التقدم والنمو هو وجود الشيء وعكسه..
إن لم نكتئب أو نحزن فلن نبتهج أو نفرح ولكن هذا لا يعني أن نركز على ما يكئبنا ويحزننا ولكن يجب أن نتقبل وجود السلبيات وأن نسعى نحو الإيجابيات مع معرفة أن هذا لا يتحقق إلا من خلال التجربة وتقبل الصواب والخطأ والتعلم من أخطائنا وأخطاء الآخرين ونجاحاتنا ونجاحات الآخرين.
عدم اهتمامك بالآخرين ينبع من عدم اهتمامك بنفسك وتحديد آمالك وأحلامك والعمل على تحقيقها.... خجلك من التعبير عن نفسك ينبع من عدم معرفتك الجيدة والصحية بنفسك والخوف من أن يرفض أو يسخر منك الآخرون.... ولكن رأي الآخرين وحده لا يعني شيئا، فالناس عموما مختلفون في آرائهم واهتماماتهم ومعتقداتهم وهم لا يتفقون على أي شيء بنفس الطريقة أو إلى نفس الحد.. بالتالي، إرضاء الآخرين يجب أن يتوازن مع إرضاء نفسك وأن يتسق مع ما تريدينه لنفسك ولحياتك.
تغيير أفكارك ومفاهيمك ومعتقداتك عن نفسك والحياة هو المفتاح لحل كل مشاكلك.. لك الحرية الكاملة في أن تشكلي نفسك في أي شكل تريدينه ولكن ما يعطلنا جميعا هو الاستعجال وعدم الحرص على الأداء الفعال المستمر نحو هدف أو أهداف تحمسنا وتحفزنا داخليا بغض النظر عن رأي الآخرين وميولهم.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور وتعديل الأفكار والسلوك ووضع خطة عملية نحو أهداف منطقية
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب