الاضطرابات العقلية والمزاجية
السلام عليكم أنا شابة عمري 25 عاما، درست علم حاسوب وتخرجت منذ عامين ونصف وعاطلة عن العمل، أعاني من مشكلة لا أدري إن كانت نفسية أو عقلية، فأنا منذ أن كنت صغيرة كنت خجولة جدا ومتحفظة وأخشى الاقتراب من الناس ومخالطتهم وأشعر بالتوتر حتى عند اللعب مع الأطفال. وكنت متفوقة في الروضة والمرحلة الابتدائية وسريعة الحفظ نوعا ما واستيعابي ممتاز.
وعند بدأ مرحلة المراهقة بدأت أعاني من سخرية زميلاتي في المدرسة خاصة بعد أن تحجبت على الرغم من أنني لست الفتاة الوحيدة المحجبة في الصف وكنت جيدا جدا في الدراسة إلى غاية دخولي الصف العاشر فقد أنهيت الفصل الأول من دون مشاكل وكنت أعتبر نفسي ذكية ومتفوقة وسريعة الاستيعاب طيلة المراحل سالفة الذكر
وفي الفصل الثاني من الصف العاشر ازدادت المواد صعوبة وأصبحت أشعر بأني لا أستوعب بسهولة جميع دروسي ولا أستطيع حل بعض المسائل مثل صديقاتي اللواتي كن في مثل مستواي وأصبح قلقي يزداد تدريجيا لدرجة أنني خفت كثيرا من أن أدخل الفرع العلمي في الثانوية والذي كنت أخطط لدخوله منذ طفولتي فلم أعد أثق بنفسي وبقدرتي.
ولكنني دخلت الفرع العلمي وقد كانت أمي تحثتي على التحويل إلى فرع الإدارة المعلوماتية فقد اجتمع عامل خوفي من الرسوب في الفرع العلمي مع رغبة أمي فقمت بالتحويل وأثار ذلك القرار استغراب معلماتي وزميلاتي لأنني كنت متفوقة وكان الجميع يتوقعون دخولي الفرع العلمي، وقد أنهيت الثانوية بنجاح وبمعدل عالٍ في فرع الإدارة المعلوماتية.
والتحقت بالجامعة وبدأت اشعر بالخوف والغرابة والرهاب الشديد وصعوبة الفهم والاستيعاب والتركيز وأصبحت علاماتي بالمواد العلمية متدنية وكنت أشعر بثقل شديد وقلق من الذهاب إلى الجامعة ولكنني حصلت على معدل جيد عند تخرجي، وبعد تخرجي أصبحت أتكاسل عن البحث عن وظيفة بسبب ما أعانيه من مشاكل نفسية وعقلية فماذا لو توظفت وتصرفت أمام الآخرين تصرفا أحمق لأن هذه المواقف تكررت معي أثناء الجامعة وأصبحت مادة دسمة لسخرية الشبان والبنات في الجامعة.
وماذا إذا لم أفهم تعليمات العمل أو لم أستطع إنجاز المهمات الموكلة إلي فأصبح رأسي يعج بالأسئلة والهواجس وفي النهاية قررت أن أتشجع وقدمت لعدة وظائف ولكن سرعان ما أتركها بسبب عدم فهمي وتركيزي وخوفي وقد تركت الكثير من الوظائف على الرغم أن في بلادي الحصول على وظيفة ليس أمرا سهلا، وقد تناولت ثلاثة أدوية نفسية ولم أتحسن
وأشعر أن حياتي متوقفة منذ زمن طويل فأنا أعاني من اكتئاب بسبب هذه المشكلة ولا أشعر بالسعادة لأي سبب كان ودائما ما أرى صديقاتي وأقراني والذين كنت متفوقة عليهم ينجزون ويعملون وأنا لا أستطيع أن أحرك أي ساكن وأشعر بأنني أفقد عقلي تدريجيا وأنني أصبت بالغباء فجأة وقد حاولت التخلص من هذه المشاكل لكنني حقا لا أفهم جيدا وأتصرف بحماقة كثيرا أمام الآخرين وهذا ما عزز المشكلة لدي فهل أنا محكومة بهذه المشاكل للأبد.
وقد حاولت أن أبحث عن تشخيص مناسب لحالتي على الإنترنت ولكن هناك الكثير من الاضطرابات العقلية والنفسية التي تنطبق علي ولا أدري أيها التشخيص الصحيح فهناك مرض تباطؤ النشاط الإدراكي وأمراض نقص الانتباه وفرط الحركة والغفلة السائدة وأنا أظن أنني مصابة بأحد هذه الأمراض لأنني أعاني من أحلام يقظة وصعوبة إنجاز المهمات التي تتطلب مجهودا ذهنيا وعادة ما أقوم بتأجيلها وعندما أبدأ العمل بها يزداد قلقي وخوفي من أن لا أفهم ما أقرؤه.
وأعاني أيضا من كسل وخمول واستبطان داخلي ونقمة على الحياة كما أنني أصبحت سريعة الغضب والانفعال وأشعر بتوتر وقلق معظم الوقت ومن الجدير بالذكر أنني عندما أستمع إلى أي حديث أو أشاهد برنامجا ما يكون جل اهتمامي أن أتأكد من أنني فهمت ما قيل لأتأكد من سلامة عقلي وهذا يزيد من تشتت انتباهي ويجعلني في حالة استنفار عصبي، فهل أنا مصابة بهذه الأمراض أم لا، لأن الأطباء شخصوني بالقلق الاجتماعي والوسواس القهري ولكني لا أظن أن هذا التشخيص صحيح فما العمل ؟؟؟
ملاحظة : أنا أتذكر الأحداث التي جرت بالماضي جيدا ولا أعاني من مشاكل في إنجاز المهمات البدنية والمنزلية إنما المهام الذهنية فقط
ولا أعاني من مشاكل في الحركة
31/10/2019
رد المستشار
الابنة العزيزة "مارلين" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واضح من مسار حياتك في المراحل المختلفة أنك كنت تعانين حالة من القلق النفسي تبدت في الخجل والانطواء وتفادي المواجهة مع الناس وضعف التركيز وعدم القدرة على تحقيق أحلامك في الدراسة أو العمل .. والارتباك والخوف.
هذه الأعراض سببت لك نوعا من الإعاقة النفسية أدت إلى تعثرات دراسية وتعثرات وظيفية وتعثرات اجتماعية وما زالت تؤثر في حياتك.
أنت تحتاجين لعلاج طبنفسي متخصص لفترة كافية ويكون عبارة عن علاج دوائي يخفف من توترات المخ والجهاز العصبي ويقلل من حساسيتها المفرطة، وجلسات علاج نفساني تبحث في جذور هذا القلق المزمن من الطفولة المبكرة والمراهقة والشباب وتتعامل معها بشكل تصحيحي من خلال برنامج علاج سلوكي معرفي.
باختصار تحتاجين تأهيلا نفسانيا كافيا لتعودي إلى استقرارك النفسي، وأرجو أن يكون نفسك طويلا في العلاج ولا تتعجلي الحكم عليه بعد أيام أو أسابيع فالأمر يتطلب شهورا لنجاح هذا العلاج مع استمراريته.
شفاك الله وعافاك.