التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات ! م20
.....
من الواضح يا دكتور وائل أنكم كنتم تدرسون إحدى المواد بعنوان كيف تردون على استفسارات المرضى بألطف ما يمكن وهذا أصبح جزءً من شخصيتكم كممارسين لمهنة الطب النفسي..هل تتذكر عدد المرات التى قدمت فيها استشارات ورديت عليها بنفس الطريقة تقريبا ثم أقوم أنا بزيارتك بعدها وتستمر الأمور على ما هي عليه، بدون أي جديد وكأن شيئا لم يكن أو شخص آخر هو من كان يجيب استشاراتي (بالمناسبة أنا لن أستمر في كتابة استشارات هنا طويلا .لن أستمر فى إلقاء اللوم والاتهامات لأنني من المؤكد سأنشغل ولأن هذا لن يجني أي فائدة)..
أنا سأخبرك ما أفعله الآن . أنا وجدت موقع أمريكي يقوم بتقديم النصائح لمن يريد الإقلاع عن تناول الأدوية النفسية والمسماة مضادات الاكتئاب antidepressants. تعرفت على أشخاص كثر جدا هناك من فرنسا وأمريكا والإكوادور وخلافه.. كلهم يعانون من أعراض انسحاب طويلة ومعطلة جدا وجميعهم يتحسنون بمرور الوقت ولكن هذا لفت انتباهى إلى أن القاعده أن مضادات الاكتئاب سليمة بإطلاق هى قاعدة عالمية لا يتبناها فقط الأطباء المصريون (فلا داعي لإلقاء اللوم عليكم).
الموقع ذا يقدم لنا معلومات عن إزاي نسحب الدواء بسبب أعراضه الجانبية المزعجة والخطيرة جدا.. في الموقع دا تقارير كمان عن مضادات الاكتئاب ودعاوى قضائية ضد الشركات المنتجة للأدوية ذي وما شفته كان ضد شركة جلاكسو سميث كلاين المنتجة لباروكسيتين..كل ما تحتاجه حضرتك إن حضرتك تتفحص مرضاك بس..كانوا إزاي وبقوا إزاي بعد تناول الأدوية ذي ..صديقي أنا شخصيا أتذكره كويس جدا قبل وبعد الدواء..بعد الدواء ارتجاف وتلعثم واضطراب..
المشكلة الحقيقية هي التداخل الذي يحصل بين وصف الطبيب لأعراض الانسحاب أنها أعراض اضطراب وطبعا المريض لازم يصدق ما هو هيعمل إيه. من كتر ما ينكر الأطباء أن في أعراض انسحابية كان كل ما أشوف أي حد بيشتكي من الأعراض ذي بيبقى تفسيري أنه يا إما دا حد كتبه بالغلط أو ذي افتراءات على الشركات أو أن أنا بحلم.
أنا عارف إن الاستشارة ذي لن تغير أي شيء ..بس المرة الجاية لما ييجي لحضرتك مريض يقولك أنه تعبان من الدواء صدقه وماتصرش أنه ياخد دواء ثاني لأن ذا شيء مدمر بالبطيئ ولو هو شخص حظه مش حلو كفاية ماكنش بصيرته هتهديه لخطورة وتأثير الدواء دا عليه
فى كتاب اسمه your drug may be your problem ذا بيتكلم بالكامل عن خطورة مضادات الاكتئاب يا ليت حضرتك تدور عليه ولو عندك وقت ممكن تشوفه. إذا أردت أن تصدقني أو لا فهذا شأن حضرتك ..أنا أتحسن من أعراض الانسحاب هذه بمرور الوقت بالرغم من أنني لا أفعل أي شيء ..لا أخرج للمشي بل بالعكس موجود في البيت وربما متضايق ولكن التحسن مستمر ناحية أن أكون الشخص الذي إعادته..طبعا ليس لديكم تفسير ..أنا عارف أن حضرتك وأنت بتقرأ الرسالة ذي هتبرر لنفسك أنه أنا نفس الشخص الذي بعت استشارات من قبل بنفس الاتهامات وبعدها زرت حضرتك ثاني..
بس ما هو دا التداخل الذي أتكلم فيه وذا بردو كان بسبب أني ماعنديش حد يشاركني الرأي بأن الأدوية ذي خطيرة ..كان ساعتها حاجة مرعبة جدا أني أحس أني أتحدى كليات طب النفس في العالم كلها فأكيد أنا اللي غلط..بس دلوقتي لاء. شكرا.
3/11/2019
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ليس هناك ما هو جديد حول الأعراض الجانبية الطويلة الأمد لمضادات الاكتئاب الجديد والقديم منها على حد سواء. الغالبية العظمى من الذين يستعملون العقاقير المضادة للاكتئاب يتوقفون عن استعمالها تدريجيا أو فجأة وبدون استشارة طبيب. الأقلية من هؤلاء يعانون من أعراض انسحابيه ويتفوقون عليها خلال بضعة أيّام وينتهي الأمر.
ولكن هناك أيضاً من المرضى من يحتاج إلى استعمال هذه العقاقير لفترة طويلة (أكثر من عامين) والغالبية منهم يرفض فكرة سحب العقار أو تبديله أو الدخول في علاج نفسي. قد يستمر استعمال العقار لفترة زمنية طويلة جداً.
أما إسقاط اللوم فقط على هذه العقاقير لتفسير أعراض نفسية فهو كثير الملاحظة أيضاً وفي الكتاب الذي تشير إليه لا يوجد مصدر علمي واحد يستحق الثقة، وهو بعبارة أخرى كتاب غير علمي. القضايا القانونية ضد جميع العقاقير شائعة في أمريكا لأسباب مادية بحتة ويتأمل المدعي وفريقه القانوني الحصول على تسوية مادية حيث تتفادى الشركات تكاليف المحاماة الباهظة الثمن. بدأت هذه القضايا منذ ثلاثين عاماً.
الموقع تطرق أكثر من مرة وبصورة علمية إلى استعمال هذه العقاقير ومشاكلها بالإضافة إلى الحواجز المانعة للشفاء بصورة تفصيلية.
أما رحلة شفائك مع سحب هذه العقاقير فأرجو أن تكون موفقة وهناك الكثير من من نجحوا بعملها بدون الحاجة إلى تحدي الطبيب أو الموقع أو السلطات الطبية.
نصيحتي لك لا تراجع طبيباً نفسانياً.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات ! م22