لا أعرف من أين أبدأ أشعر بالضياع
السلام عليكم، تحية طيبة لكم
بصراحة لا أقوى حتى على الكتابة فأشعر أني ميت، أني إنسان ضائع ما أعرف كيف أخرج من الوضع الذي أعيشه، مشكلتي هي قبل كم سنة تشاجرت مع أخي الأصغر مني بأربع سنوات ومن هذا اليوم صار جفاء وقطيعة بعلاقتنا من هاي السنين واحنا ما نتكلم مع بعض يكرهني كرها شديدا ويغار مني يرتاح لو يشوفني مكتئب ويضيق لو أفرح ما أدخل للبيت إلا كم ساعة على قدر النوم لأن أحس البيت يخنقني قلبي ينقبض إذ أدخل للبيت
صرت أحتار كيف أتصرف إذا أتصرف بطيب وود وبدون عصبية يبدي يخبث وإذا أتصرف بعصبية تزداد المشاكل، حياتي تدمرت بسبب هذا الموضوع
حالياً أنا مصاب بمرض نفسي هو الوسواس القهري أتمنى أن أتخلص من هذا الأخ بأي طريقة لأنه سبب بتدمير حياتي ما تمر لحظة عليّ في حياتي إلا وأنا حزين ومقهور ومهموم كيف يمضي اليوم بدون ما أسمع صوته أو أشوف شكله أتحسس وأتضايق جدا لو أسمعه يرفع صوته على أحد
فقدت رغبتي بالحياة حالياً ما أحب أي شيء بحياتي أحس الحياة صارت سوداء بسبب هذا الموضوع فلا أني أتقبله ولا هو يتقبلني
وما أعرف كيف الحل
أرجو إنقاذي قبل فوات الأوان
23/10/2019
رد المستشار
أهلا بك صديقي على موقع مجانين.
إفادتك عن أخيك ومشكلتك معه تبدو كأنها تخفي شيئا آخر غير الاكتئاب، تعرف أن الاكتئاب قد يكون مرضا وعرَضا أيضا، أي أنّ ميلك للحزن والاكتئاب نابع من طريقة تفكيرك أو من اضطراب آخر لم تنتبه له، هل تظن أن مشكلة مع أخيك تسوّد حياتك بهاته الدرجة ؟ هل من المنطقي أن تنحصر حياتك في مشكلة مع أخيك مهما كان خبيثا وكارها لك ؟ هل هذا منطقيّ؟
فحتى وصفك له بأنه يكرهك ويغار منك ويفرح بحزنك، قد لا تكون دقيقة بنفسية مثل نفسيتك، لا يُمكن أن نسلم بها تماما، ولا يمكننا أيضا أن ننكر أن يكون أخوك خبيثا كريه المعشر.. لكن هناك شيء واحد نحن متأكدون منهم بشكل تام، هو أنّ نفسيتك إن تدمّرت من مشكلة مثل هاته، فالعيب فيها وليس في المشكلة. تريد أن تتخلّص من أخيك لكن ما يجب أن تتخلص منه هو نظرتك للمشكل، وأن تبادر بالعلاج من الوسواس القهري، لا يمكنك أن تحكم على حياتك وعلاقاتك وأنت تحت تأثير الوسواس، ستتخيل أشياء وستؤوّل أحداثا عادية لتصير أحداث اضطهاد وتآمر ضدّك، ستسمع كلمة عادية تحمّلها ما لا تحتمل.. فتزيد غرقا في غرق.
حاول تجاهل تصرفات وأقوال أخيك، صوته الذي يسبب لك الضيق تجاوز مجرد الاكتئاب، بل هو نوعا من القلق والتخوف، فهل تخاف منه ؟ هل القضية عندك ضعف الثقة ورهاب اجتماعي؟
لا يُمكننا أن نشخّص بدقة حالتك، هل هي قلق ووسواس، أم اكتئاب ووسواس، أو رهاب اجتماعي يؤدي بك إلى الوساوس، أم وسواس قصدتَ به أفكارا "زورانية" تسميها وسواسا لأنها تدور في رأسك اليوم كله، الفرق بين الفكرة الوسواسية والفكرة الزورانية، أن الأولى غير منطقية ويعرفها صاحبها، أما الثانية فهي صحيحة في نظره وواضحة ولا يريد أن يدافعها أو يرفضها، ويفسّر بها ما يحصل له.
اخرج أولا من قوقعة العطالة فهي مدمرة لحالات مثلك، اشغل نفسك ولو بعمل تطوعي في البداية، على أن تعمل لتستقل ماديا حتى تُشرق الحياة في عينيك، ولابد أن تزور طبيبا نفسانيا ليشخّص حالتك بدقة ويعمل معك على الأفكار الخاطئة ويعطيك دواء لحالتك تتناوله بانتظام.
أقول وأعيد، لا بدّ من زيارة طبيب نفساني، يجب أن تفعل المستحيل لزيارته مهما كلّفك الأمر
وأتمنى لك الشفاء صديقي، وإن أحببتَ أن توافينا بمزيد من التفاصيل فمرحبا.