الوسواس القهري في الدين
مشكلتي هي الوسواس القهري في الطهارة والعبادة حيث أني كلما انتهيت من الصلاة أذهب وأفتش عن نواقض الصلاة وأرجع أصلي مرة أخرى وأحياناً لا أجد شيئاً وأحياناً أجد.
وتتسلط علي الأفكار الفاسدة وقت الصلاة حيث أني إنسانة لا أمارس العادة السرية وأعوذ بالله منها.
وأخاف خروج المذي ونقضه لوضوئي من هذه الأفكار غير المرغوب بها.
أرجوكم ساعدوني
4/11/2019
رد المستشار
السلام عليكم يا "زينب"، وأهلًا وسهلًا بك.
رسالتك المقتضبة تخفي وراءها وسواسًا شديدًا معروفًا، أعانك الله، أولًا: لا يجب عليك أن تتأكدي من وضوئك بعد انتهاء الصلاة، ولا أن تقطعي الصلاة إلا إن شعرت شعورًا يقينيًا بنزول شيء، أي كما تشعرين بنزول البول والغائط. وباعتبار أنك أحيانًا تجدين شيئًا وأحيانًا لا تجدين، فمعنى هذا أن أحاسيسك ليست يقينية، وإنما قد تكون كاذبة، ويكون إحساسك مجرد شك.
شك ومشاعر كاذبة لا ينبغي التعويل عليها + عدم وجوب التفتيش= وضوؤك ما زال صحيحًا إذ لم نتيقن السبب المبطل له، وصلاتك صحيحة. إياك ومطاوعة رغبتك في التفتيش، فأنت متوضئة ما لم تتيقني نزول شيء.
قد تسألين: وماذا لو كان يوجد شيء فعلًا؟ لا يهم! الحكم أن وضوءك معك وصلاتك صحيحة ولا يجب التفتيش.
بالمقابل أنا أسألك: ماذا لو كان الوضوء صحيحًا طوال الصلاة، ثم بعد سلامك وأثناء ذهابك للتفتيش نزل ما ينقض الوضوء دون أن تشعري؟ ستفتشين، وستجدين شيئًا، وستظنين أن صلاتك باطلة، بينما هي في الحقيقة صحيحة.
التفتيش لا ينفع إذا لم يصاحبه يقين أن الوضوء انتقض داخل الصلاة.
ثانيًا: لا تخافي من الأفكار التي تأتيك داخل الصلاة أو خارجها، فهي طبيعية جدًا، ولا تؤاخذين عليها. لا يمكنك أن تتطبعي بطبائع الملائكة الذين لا يتزوجون، وأنت إنسان خلق ليتزوج ويتكاثر. المهم ألا يسترسل الإنسان مع أفكاره للاستمتاع كما يفعل البعض، وكذلك ألا يخاف منها ويعتبرها خطيئة كبرى. خوفك من الأفكار يجعلها تتسلط عليك أكثر، مثل من يخاف من الامتحان، يجد نفسه يفكر فيه طوال الوقت إلى أن يذهب إليه وينقضي.
أنت لا ترغبين وجود مثل هذه الأفكار، وتشعرين أنك إنسانة سيئة إن جاءتك...، اطمئني، لست سيئة وإن جاءتك، الإنسان لا يكون سيئًا إن جاع أو نعس، وهذه نفس الشيء.
فلا تخافي ولا تتفاعلي مع الأفكار لا سلبًا ولا إيجابًا، وسترحل وحدها بإذن الله.
استعيني بالله والدعاء أن يصرف عنك الوساوس كلها ويعافيك، شفاك الله من كل سوء.