حالة نفسية مع الأمريكان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أشكركم من قلبي على هذه الخدمات الإنسانية التي تقدمونها .. مشكلتي تبدأ منذ الصغر فالتربية الخاطئة وكون الوالدين انطوائيين أصبحت انطوائيا وضعيف شخصية ولكنني كنت سعيدا ومع الأيام تعرضت لإهانات كثيرة وتراكمت الآلام وفجأة أصابني الرهاب الاجتماعي وانهمكت في ممارسة العادة السرية وتفاقمت المشاكل وتكونت عندي تصرفات سيئة مثل المماطلة ولا المبالاة.
وبعدها أصابني الاكتئاب ومن هذه النقطة .. بدأت الحياة في الانحدار والانحدار وها أنا الآن إنسان حي من الخارج وميت من الداخل .. أتمنى تساعدونني وتنصحونني وأنا وضعت أملي كله فيكم .. أنا نفسيا أنزف ولا أحد معي في البيت يعي ويفهم بل للأسف يستهزؤون بي إخواني ويضحكون علي ..
بعد قراءات كثيرة وبعد تجارب ومواجهات مع الرهاب الاجتماعي استطعت أن أتغلب على الكثير من العقبات وتخلصت من الكثير من الأحساسيس المؤلمة لكن هناك بعض العبقات لم أستطع أن أتخلص منها ووضعت أملي فيكم لكي تنصحوني وهم
المماطلة؟؟ كيف ممكن أن أتخلص من المماطلة؟؟؟ المماطلة دمرتني وسببت لي الكآبة حيث كنت أتمنى أن أحقق مجموعا عاليا في الدراسة لكن المماطلة دمرتني والآن لو أدرس بأقصى قدرة لن أحقق ما كنت لأحققه لو كنت بكامل صحتي النفسية لأن في المدارس الثانوية هناك يعتمد على المجموع التراكمي .. أنا أحس بالذنب الكبير من هذه المسألة لكن الله يعوضني ..
المسألة الأخيرة هي مسألة أصابتني هذه المرة هو أنني وضعت في أحد المنتديات الأجنبية موضوعا يتحدث عن مشروع إلكتروني تم تحقيقه وكنت واثقا وذكرت اسمي لأنني كنت واثقا بأن المشروع تم تحقيقه وذكرت اسمي ودخلت معهم في حوارات وأني راح أجلب الدليل قريبا واتضح بعد مدة أن المسألة مو صحيحة وهنا أحسست بالذنب الكبير والإحراج من نفسي خاصة أن هناك من صدقني ووثق بي وأنا خذلتهم .. وأيضا الذي وثقت به إنسان طيب لكن اتضح أنه لا يعي ويفهم ما كان يقوله أعتقد أنه كان يبالغ .. أحرجت وأنا الآن أفكر لو ذهبت إلى أمريكا لأدرس والتقيت بأحد منهم وسألوني عن المسألة؟؟ كيف راح يكون شعوري وكيف راح أكون محرجا؟؟؟
إنني أتخيل أنني لو ذهبت للولايات المتحدة للدراسة أو العمل سوف يقال عني أنني كاذب ولو سألوني لا أعرف ماذا أقول لهم .. وخاصة أنني أحب هذا التخصص وفيه إبداع كثير وهم يعملون معارض ولو يوما من الأيام فكرت أذهب شلون راح أكون محرجا وأكثر شيء راح أكون محرجا عندما أقابل الأشخاص الذين وثقوا بكلامي وهذا الشيء جعلني أفكر بأن أتخلى عن تخصصي في المستقبل خوفا من الإحراج .. فعلا هذه المسألة سببت لي اكتئابا وإحراجا كبيرين وأتمنى أن أجد حلا للتخلص من الإحساس بالذنب .. وأيضا لا أعلم ماذا أصابني .. الآن أنا أخاف من الأمريكان الآن وأفكر لو أنا رحت إلى أمريكا راح يكرهونني لأني عربي وأن لن يكون هناك أحد يقبلني هناك لو حبيت أبحث عن عمل وأن لن يكون هناك أحد يحبني بل الكل سوف يكرهونني .. يا ربي .. ممكن تساعدونني؟
أنا أعيش في دمار من هذه المسألة وأعتقد قد تكون المسألة لأنني مكبر الأمريكان في ذاتي .. لا أعلم .. يوم كنت صغير ما كنت كذا الحين تغيرت بالمرة وهذي عقدة كبيرة ..
ساعدوني الله يرحمكم ..
وأعتقد أيضا أن السبب هو أنني أعتقد أنني مكروه من الأمريكان ..
14/11/2019
رد المستشار
الابن العزيز "محمد" أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، أحييك أولا على انتصارك على كثير من أعراض الرهاب وعدم سماحك له بأن يعيقك، وأتمنى أن يعينك الله لتتخلص من الاكتئاب الذي تعانيه، وأحسب أن شكواك من المماطلة التي قد تكون هي والشعور المفرط بالذنب أيضًا من علامات الاكتئاب أو ربما الوسوسة فمن سمات الموسوسين فرط الشعور بالمسؤولية والذنب وإن كانت الوسوسة في حالتك قد تكونُ أقرب إلى خلل في سمات الشخصية منها إلى اضطراب نفسي والله أعلم !!، ولكن هل للممطالة في حالتك علاقة بالتردد والوسوسة؟ أم بالكسل والاكتئاب؟، أم بغيرها الله أعلم.
لكنني من الواضح لي، ولو على سبيل التخمين أن البقاء على النت أوقاتا طويلة هو أحد سلوكياتك التي لا تنتبه لها كثيرا ولا تعتبرها مشكلة، أحسب يا بني أنك تسرف في استخدام النت هربا من كثير في الحياة الواقعية، ولعل لهذا دورا في ترسيخ سمة أو حالة المماطلة التي جعلتها أولى مشكلاتك الباقية، ولاحظ أن سمة الانطوائية وكذلك اضطراب الرهاب الاجتماعي وأيضًا عسر المزاج أو الاكتئاب كلها من بين عوامل خطورة السقوط في إدمان الإنترنت.
ولعل هذا الإسراف في الحياة على النت هو ما يفسر الموقف الأخير الذي تضخم في إحساسك بالذنب فيه إلى حد يفوق المعقول، وتتخيل عواقب خارجة عن المحتمل في عالمنا الحالي، فتصف لنا أثر ذلك الخطأ الإليكتروني أو لنقل من النت إلى النت، فهذا كذاب يسوق مشروعا وهميا على الإنترنت وهذا أنت تصدقه وتنقل عنه على النت أيضًا وآخرون يصدقونك على النت ولكنك تموت من الحسرة في حياتك الواقعة أسفا على ما كان على النت ...... بل وتذهب أبعد من ذلك لتجعل له أثرا في حياتك الواقعية إن قدر لك أن تكون يوما في أمريكا...... ألا ترى معي أنك تشطح بالأفكار بعيدا؟ وتخلط بين الأمور؟ حتى أنني أشك في وجود بعد ذهاني لمخاوفك من الأمريكان، إن شاء الله لما تسافر إلى أمريكا !
أنصحك يا بني بأن تسارع بعرض نفسك على طبيب نفساني وتذكر أنني ما قلت إلا انطباعات متعجلة قد يصح بعضها وقد تخيب كلها، والفيصل هو مناظرة الحالة من قبل طبيب نفسي في الحقيقة وليس على الإنترنت، فاستخر ربك والجأ لأقرب طبيب نفساني وتابعنا بالتطورات الطيبة.