نوبة هلع أم قرب أجل؟؟
أنا شاب عمري 19 سنة في ليلة من الليالي قبل 4 أسابيع بعدما كنت أدرس ذهبت للسرير فاختنقت وأحسست بحرارة شديدة في جسمي مع صعوبة في التنفس وخفقان في القلب فنهضت مسرعا حسبتها موتا فذهبت للمستشفي فقاسوا ضغطي ونسبة السكر والأكسجين في الدم وكل شيء سليم.
بعدها عدت إلى البيت، ومن هنا تدهورت حياتي نوعا ما، فتركت الرياضة وأهملت الدراسة، وكان دائما يأتيني وسواس أني سأموت (بالجلطة القلبية) وكنت أضع يدي على عنقي لأقيس ضرباته، وأقول هل سيتوقف الآن؟ وكلما نظرت إلى شخص مسن أقول ما شاء الله، إلى الآن قلبه يعمل؟ وكنت أدعو أن يطيل الله في عمري، لأني كرهت الموت بشدة، مع أني ملتزم بالصلاة وقراءة القرآن كل جمعة، وبعض الأذكار.
أنظر إلى الناس وأقول كيف يعيشون وهم ميتون؟ كيف يتزوجون وينجبون وهم ميتون؟ استمريت على هذه الحالة 26 يوما، وكانت كل يوم تأتيني حالة خفقان القلب مرتين يوميا، وكنت أذهب إلى المستشفى كلما اشتدت الأعراض وأقوم بعمل تخطيط قلب وكالعادة سليم -والحمد لله-.
وكل شيء أصبح بدون حماس، قبل فعلي للأشياء مثل قبل الاستحمام والسفر واللهو وتصفح الإنترنت ولدي حرقة في المعدة وأتجرع كثيرا وشهيتي لم تعد مثل قبل، أصبحت أكتفي الآن بالوحبات الرئيسية عكس قبل كنت أتناول الطعام طول اليوم وأحس بالشهبة نحو أشياء وهذا ما زاد وسواسي أن يومي اقترب.
همي الوحيد هو البحث في الإنترنت عن هذه الأعراض وعن أعراض قرب الأجل ومتابعة الاستشارات التي لا تعد ولا تحصى وأعلم أنها نوبة هلع لكنني لم أستطع التصديق ونفسي تقول لي أنها نوبة هلع وأصبحت لا أحب الدراسة كقبل فتلك النوبة أتتني بعدما درست وحاولت النوم.
إلى أن حاولت أن أعرف حالتي من خلال موقعكم (بارك الله فيكم) فأدركت أنها نوبة هلع، وذهبت لطبيبة نفسية وأعطتني ثلاث أدوية واستمريت عليها إلى الآن لم أختنق مثل قبل لكن ما زال وسواس الموت يراودني وأحلام مزعجة فيها خلط كثير من الأحداث ونوبة الهلع اختفت تدريجيا إلى أن زالت تماما والحمد لله، ولم أذهب إلى المستشفى من يومها.
جاءني بعدها ألم شديد جدا في الجهة اليسرى من صدري، ولم يكن هناك خفقان في القلب، وكأن سكاكين تطعن صدري، فذهبت إلى المستشفى فقمت بعمل تخطيط للقلب، وتحاليل الدم (السيولة والإنزيمات) وأشعة الصدر، وفحص الإيكو، وفحص جهد القلب، نشاط القلب 101.
أرجو أن تطمئنوني فأنا حقا تعبت ولم يعد لي طعم في الحياة كقبل فكل هذا التفكير لم يكن قبل إلا بعد ذلك الاختناق
أرجو أن تتقبلوا استشارتي الطويلة واقرؤوها بتمعن فأنا مللت.
ولكم الشكر
23/11/2019
رد المستشار
الابن الفاضل "Oussama" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تعرف أنت أنها نوبة هلع ... ولكن ما يبدو أنك لم تستوعبه جيدا هو المسار المعتاد لتلك النوبة أو بالأحرى اضطراب الهلع في تفاعله مع معطيات الشخص المعرفية والوجدانية والفسيولوجية والاجتماعية ... فقد امتد بك المسار في عدة اتجاهات هي فرط القلق على الصحة بما يدفع إلى تكرار الفحوص الطبية واعتياد البحث المتكرر على الإنترنت، كذلك فرط التحاشي لكل ما يرتبط في ذهنك بحدوث النوبة أو أي من أعراضها، فضلا عن سلوكيات التأمين المختلفة التي تضع كثيرا من القيود على طيعة حياتك وتمنعك من اكتشاف أن النوبات حقيقة لا تؤذي وإنما احتياطات الشخص المفرطة هي التي تؤذيه وتبقي خوفه مستمرا ومن أمثلةتلك الاحتياطات ما يظهر في الجدول التالي:
أمثلة على احتياطات الأمان الشائعة في مرضى اضطراب الهلع
العواقب المخشية للهلع
احتياطات الأمان الشائعة
نوبة قلبية
الإحجام عن أي مجهود، الجلوس أو الاسترخاء عند توقع النوبة عدم القدرة على التنفس أو الاختناق والاحتياج الشديد للهواء الجلوس قرب نافذة مفتوحة، ترك الأبواب مفتوحة، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة عدم القدرة على البلع أو انسداد الزور
التنحنح باستمرار وحمل الباستليا معه وربما العصير السقوط على الأرض
زيادة شد العضلات والارتكان إلى المتاح من الأشياء فقدان السيطرة على المثانة أو القولون
دخول الحمام المتكرر، والاحتيال للبقاء قريبا دائما من حمام، كذلك تأجيل الأكل و/أو الشرب فقدان السيطرة على العقل أو السلوك
صرف الانتباه المتكرر عن المخاوف، ومحاولة الاحتفاظ المستمر بالسيطرة النصيحة هي أن تقرأ برنامج العلاج السلوكي المعرفي المنشور على مجانين بداية من الهلع .. دليل المساعدة الذاتي1 وصولا إلى الهلع .. دليل المساعدة الذاتي4 وعليك أن تواصل الانتظام على العقاقير الموصوفة لك وتتابع مع طبيبتك النفسانية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.