الغاضب والمنسحبة
طلقت زوجتي وما زلت متيما بها
تعرفت على طليقتي بشهر ١٠-٢٠١٠ وأتذكر تواصلنا مع بعض وصراحتا بالحديث. كنت أيامها أعمل في السعودية وهي بالأردن تدرس الإقامة حيث أنها طبيبة نسائية وأنا محاضر في جامعة في السعودية. أخبرتها بكل تفاصيلي ومن ضمنها أنني مصاب بالعقم لسبب مرضى وراثي.
وبعد فترة من الحديث وافقت على حالتي لأنه فيها أمل من حيث أطفال الأنابيب. تقدمت لخطبتها وأهلها كانت طلباتهم مهلكة ومن ضمنها وضع شروط قاسية وطلبوا أن تسجل لها نصف شقة باسمها غير المهر والحفلة ومكانها. وافقت برغم أنهم خالفوا كل العادات والتقاليد والأعراف.
صدقا كنت قد أحبتتها ورأيت فيها جميع مواصفات الزوجة التي أرغب بها. فهمي محتشمة وهادئة وملتزمة دينا وطبيبة وجميلة وهادئة. وافقت لكل الشروط بالرغم من حقدي على أبويها وما فعلوه لأن هذه ليست طريقة بالنسب. أخبرتها بعد أن يتم الارتباط لا دخل لي بأهلك فقط أنت عامل مشترك بيينا.
تزوجنا وأنا فعلا متعلق بها بالرغم حتى من ارتباطنا بالخطبة إلا أن واقع عملها مهلك فنادرا ما كنا نتواصل. وأتشاجر معها لماذا لا نتمكن من التواصل وأنه من باب الأدب أن رائتي أنني متصل عليك أكثر من مرة بأن تقومي على الأقل بالرد برسالة وفعلا كنت أستغرب من تصرفها مع العلم أنني مدرك تماما بحبها لي ولا يوجد عندي أدنى شك بذلك.
تزوجنا مع العلم كاد أن ننطلق لأكثر من مرتين قبل الزفاف بسبب أهلها وأنهم يريدون أن يكون كل شيء على مزاجهم دون أي اعتراض من طرفها بحجة أن بعد انقضاء هذه الفترة سوف يتغير كل. شيء. فعلا تم الزواج. تزوجتها لمدة ١٠ أيام في السنة الأولى لأنه كنت أعمل في السعودية وهي بالأردن.
بعد عودتي من السعودية في الصيف عشنا مع بعض ٤ شهور. كانت قاتلة. فزوجتي إنسانة تملك كل صفات الاحترام والهدوء والتدين هي كسولة سلبية لا تدرك أي فن من فنون الإدارة للوقت أو حسن التصرف أو العلاقات الاجتماعية. أصبحت بخلاف دائم معها بكيفيه إدارة وقتها ولماذا لا تهتم بي.
كنت أشخد الاهتمام منها حتى اللبس يكون بمشكلة. نعم تقوم بما أريد لكن كله تحت الضغط. اكتشفت أن دلالها من طرف أهلها جعل منها إنسانة اتكالية وبانني كنت فترة العطلة أقضيها بالأردن دون عمل فإنني كنت أقوم بمساعدتها بأمور البيت من أجل أن تقضي معي ساعات الراحة كون دوامها متعب.
لكن خلافاتنا لا تنتهي. سافرت بعد ٤ شهور كانوا حجيما مطلقا وأخبرتها بأنني أريد الانفصال وهددتها بالطلاق فالحياة على هذا المنوال صعب. أشخد الاهتمام ولا تهتم بشيء في البيت حتى الكأس على الطاولة يجلس فترات طويلة إلى أن تكلمها بأن تقوم بأخذ الكأس إلى المجلى.
أخبرتني بأنها سوف تتغير وتصبح إنسانة أخرى بعد عودتي السنة القادمة. ولكن أنا كنت أتوقع تغيير صفر لأن هذا طبع يصعب تغييره. بعدها زارتني في ليبيا لأنني ذهبت إلى ليبيا للعمل هناك فزارتني فترة ١٠ أيام في عطلة بين الفصلين. فكانت نفس الشخصية وأيضا نفس التصرفات وكنا نختلف ونتشاجر. حيث أنها من الصعب أقنعها أيضا وعنيدة. وأيضا عندها مشكلة اجتماعية ومنطوية فقط على صديقة مقربة لها. وتخشي التعامل مع الناس مع العلم أنها طبيبة والمفروض شخصيتها يجب أن تكون أقوى وأنضج.
رجعت بعد سنة وأخبرتها بأنني لن أحتمل ما كان منك قبل ولن أتهاون معك ووعدت بالتغيير وبأن أكون إيجابيا. عدت وبعد أسبوع نعود لنفس النقاط. كتبت ما أريد على ورقة وعلقتها وماذا أرى. تطبق فترة لا تتجاوز ١٥ يوم ونعود لنفس النقاط. لا أخفيكم كنت أهينها وأشتمها لأنني أريد منها أن نكون كباقي الأزواج لماذا كل هذا الخلافات بيينا ونحن متيمين في بعض. ونعشق بعض عشقا كبيرا. لكن واقع تربيتها وصفاتها الوراثية المتمثلة بالوز والنكد وتزعل على أصغر المواقف وتبحر بالمزاجية يخلق مشاكل لا متناهية. مع العلم عندما نكون متفقين نكون كأننا في الجنة.
يعدها رجعت سافرت ولما بسافر وأبعد بتحس أنه هم وراح عن ظهرك. صدقا مش قادر أطلقها لأنه أحبها ومش قادر أستمر بهيك حياة لأنه هلكت وأنا أشحذ اهتماما وكسل ونفس النقاط.
بعدها صارت أعند وخاصة أنها بدأت تعمل وأنا تركت شغلي بليبيا لأنه وضعها ما بسمح تيجي هناك. رحت أكمل دكتوراه ولا أخفيكم ساعدتني من الناحية المادية بدراستي لكن مشكلتنا كانت بالتعايش. أخبرت أهلها بذلك وهم على اطلاع فأخبرني بأن هذا طبعها تقبلها كما هي أو طلقها. لكن لا أريد أن أطلقها أريد أن تتغير ولو على الاقل فقط من ناحية الاهتمام بزوجها وما يريد. دون أن تتنسي.
بعدها استمرت الخلافات وحيث زواجنا استمر ٧ سنوات. من ضمنه عملنا مرتين زراعة للأطفال وكان نفس النتيجه نختلف في فترة العلاج توقف جرعات الأدوية بحجة أنها لا تريد الإنجاب لأننا سوف ننفصل. أدرك أنه ليس صحيحا ولكن من باب العناد فهي عنيدة عناد أطفال ولا تدرك ما عواقب العناد أو شو ما كانت الخسارة لا يهمها.
شخصية طفولية غير مدركة مهام وحقوق وواجبات الحياة. صدقا لم أكن متشجعا على موضوع الإنجاب لأنني كنت أخاف إن كان طفل أن يضاف إلى واجباتي ويكون لي معاناة أخرى. بالآخر اشتدت الأمور بيينا وأنا في صراع دائم كيف السبيل للخروج من هذه الحياة وخاصة أنني أحبها حبا شديدا.
لكن يصعب الحياة مع شخصية اتكالية وكسولة ولا يوجد عندها أدنى مسؤولية والإدارة. مع العلم أنها في عملها دقيقة وملتزمة وغير مقصرة. لكن في بيتها كل شيء يجب أن أقوم به وأدقق خلفه. بالآخر رجعنا مع بداية ٢٠١٨ الأردن وذهبت بيت أهلها وطلبت الطلاق وكانت تتوقع مني أنني لن أوافقَ جاء عمها وأخبرني بذلك وأنا وافقت. للأسف كانت مسأله تحدي وعناد بيينا ولا يوجد عندهم رجل تعتمد عليه أو تناقش معه الموضوع. فتم الطلاق.
هي لم تتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وفجأة وجدت نفسها مطلقة. وأنا في البداية لا أخفيكم ارتحت من الصراع القاتل. لكن بعد فترة أحسست بفراغ عندي واكتشفت أني أحبها أكثر مما كنت أتخيل. لدرجة أنني لا أتقبل أي أنثى غيرها وأي أنثى أراها أقارنها بها ووجدت لأنني أرفض كل أنثى غيرها. فما زلت أعشقها وأتذكرها بشكل مستمر. بالرغم من مرور سنتين وأخاف أن أرتبط بأخرى وأظلمها معي فقلبي معلق بها.
ماذا أفعل لا أدري فإن سألتني هل ترغب بعودتها وإن وافقت أقول لك لا فأنا لا أريد أن أرجع لنفس الدائرة. أريدها نعم لكن بشرط أن تتغير وهذا مستحيل. والآخر أنني لا أتقبل غيرها. فكيف العمل
5/12/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك مرة ثانية معنا. هناك مقولة أن الحب يجعل الوقت يمضي والوقت يجعل الحب يمضي، تأملها. أعط نفسك بعض الوقت طالما حصل المكروه ولا يوجد ما يبرر رجوعك للمعاناة معها بحكم اختلاف طباعكم.
الطلاق مؤلم، للرجل والمرأة وإن كانت عادة الرجال إخفاء ألمهم فمن المفيد أن تساعد نفسك بالحديث عن ألمك. مشاعرك قد لا تكون حبا بل عناد لا تدركه في نفسك، قد يكون رفضا لعرض مشكلتك بخصوص الإنجاب لأخرى، قد يكون يأسا من أن تجد شريكة مناسبة فتظن لكل ذلك أنك تحبها. لو كانت مشاعرك حبا لما توقفت عند بوزها وما انتبهت لنظام وترتيب البيت.
لا يصف محب محبوبه بنصف ما ذكرته على أنها عيوبها، وإن كان لكل شخص بالتأكيد عيوبه فالحب يخفيها أو يهونها، ليس حبا بل غضبا لنفسك. راجع نفسك وتخلص من فكرة أنك لا ترى غيرها من النساء لأنها غير منطقية تضاف إلى السابق من أفكارك.
أتفهم غضبك وخوفك من أن يستخف بك بسبب مشكلتك الصحية وظنك أنها تجعلك أضعف وأقل تقديرا من شريكك فتبالغ في طلباتك وتوقعاتك. لا تصدق أبدا أن البيوت تقوم لرعاية الصغار، تبقى النساء رغبة في الود والرعاية والشعور الأمان. إن كنت تفضل العودة إليها اعمل على تغيير نفسك فهي ما تملكها ولديك ما لا بأس به من التفكير المطلق والمعمم والكثير من الأحكام السالبة تجاه زوجتك وأهلها وظلمهم لك مما يجعل رغبتك في العودة إليها غريبة.