كابوس الشك والأفكار المزعجة
سلام ومحبة للقائمين على الموقع، أنا طالب في الجامعة تخصص الرياضيات، عمري 23 سنة، لدي عدة أحلام منها الحصول على شهادة علمية عليا والسفر إلى جميع بلدان العالم ... ولكن بسبب معاناتي ومشاكلي النفسية لا أستطيع التركيز على أحلامي وأهدافي في هذه الحياة ...
لكي لا أطيل عليكم سأبدأ في شرح ما أعاني منه ... معاناتي بدأت في الأول في أمور بسيطة حيت كنت أخاف من قطع الطريق خوفا من أن تضربني سيارة أو أتعرض لحادثة ويتشوه وجهي وعندما أقطع الطريق تأتيني أفكار في رأسي تقول لي بأن السيارة قامت بضربي في وجهي أثناء قطعي للطريق ووجهي الآن أصبح مشوها فأبدأ في تفحص وجهي فلا أجد أية جروح بل لا يوجد أي ألم وعندما أصل للمنزل أذهب مباشرة إلى المرآة للتأكد من أن وجهي غير مشوه وأستمر في تكرار التأكد.
وكذلك نفس الأمر عندما أريد إشعال النار من أجل الطبخ أو تسخين الماء وأخاف أن أقوم بإشعال النار فأتعرض للحريق في وجهي وبعد أن أقوم بإشعال النار تأتيني أفكار بأن وجهي احترق وتشوه رغم أنني لا أحس بأي ألم بل إن النار لم تصل لوجهي وأذهب للمرآة للتأكد فأجد أن وجهي لا يوجد به أي تشوه ورغم ذلك أستمر في التأكد بأن وجهي لم يحترق ونفس الشيء في عدة أمور أخرى ...
وبعد عدة أشهر من المعاناة قررت أن أتجاهل الأمر وفعلا بدأت في تجاهله ومع مرور الوقت استطعت التخلص من كل هذه المعاناة وأصبحت أحس بتفاهتها وأضحك عندما أتذكرها لكنني لم أكن أعلم بأن القدر يخبئ لي ما هو أسوأ ... فبعد مرور أيام من التخلص من معاناتي السابقة عادت لي هذه المعاناة بشكل جديد وهو أنني أصبحت أشك أنني قمت بأفعال سيئة أنا لم أقم بها ...
الأمر بدأ في أحد الأيام حيث كنت واقفا بجانب أحد الأشخاص فبدأت تأتيني أفكار خارجة عن سيطرتي تأمرني بأن أقوم بأذيته ولكنني تجاهلتها ولم أستمع لها وفي اليوم الموالي بدأت دوامة الشك حيث بدأت أشك بأنني قمت بتطبيق تلك الأفكار وقمت بأذية ذلك الشخص فبدأت أكرر الذكريات في رأسي محاولا قطع الشك باليقين ولكن دون جدوى حيت أعيد الذكريات في رأسي فلا أجد أنني قمت بأذية ذلك الشخص بل لم أقم بلمسه ولكن الشك يستمر ...
وصل بي الأمر إلى أن أصبحت أردد كلمات وجمل في نفسي مثل : أنا لم أفعل شيئا أنا .. لم أقم بأذية ذلك الشخص ... أصبحت في كل يوم أكرر الذكريات في رأسي محاولا إقناع نفسي بأنني لم أفعل شيئا لذلك الشخص ولكن دون جدوى ...
وهذا يؤثر على حياتي ودراستي وعلاقتي بالآخرين ... وأصبحت كلما أسمع بأن شخصا ما تعرض للأذى أحس بتأنيب الضمير وكأنني أنا من آذيته ... لا أستطيع إخبار أحد بالأمر لأنني أخاف أن يظنوا بأنني فعلا قمت بأذية ذلك الشخص أو يظنوا بأنني مجنون ...
أصبحت كلما أحس بالسعادة أتذكر معاناتي فتتحول السعادة إلى حزن ... وأصبحت خائفا أن يصل بي الأمر إلى أن أبدأ في تصديق أنني قمت بأفعال أنا في الأساس لم أقم بها وألوم نفسي على شيء لم أقم به خصوصا أنني قرأت مؤخرا عن ما يعرف بالذكريات الكاذبة والذي يقول بأن الإنسان يمكن أن يكون ذكريات يعتقد أنها حقيقية وهي في الأساس مجرد ذكريات كاذبة غير صحيحة ...
أصبح يؤلمني رأسي من كثرة التفكير في هذا الموضوع ... وكلما أردت تجاهل الأمر أقول في نفسي لماذا لم أتجاهله أساسا من الأول ... أصبحت شخصا انطوائيا ولا أختلط مع الناس خوفا من ظهور أفكار جديدة ...
حاليا مرت أكثر من سنة على هذه المعاناة ولا زالت في تزايد، فكرت في زيارة طبيب نفسي لكنني لا أملك المال للقيام بذلك فلجأت للإنترنت لعلي أجد حلا ولحسن حظي صادفت موقعكم وتشجعت وكتبت لكم وأتمنى أن أكون قد وصفت لكم حالتي بشكل جيد ...أريد أن أعرف ما الذي أعاني منه ؟ وما سببه ؟ وهل هناك علاج لكي أعود طبيعيا كما لم يحدث شيء ؟ وإذا كان هناك علاج لحالتي فما هو ؟
أعتذر عن الإطالة
وشكرا لكم.
5/12/2019
رد المستشار
الابن الفاضل "Youssef" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك استشارة الموقع.
ما تعاني منه هو اضطراب وسواس قهري من نوع وسواس الشك التحقق القهري أو و.ش.ت.ق ويحتاج علاجه إلى برنامج تكاملي يشمل العلاج السلوكي المعرفي بالت.م.ا (التعرض ومنع الاستجابة) وكذلك جرعة صغيرة من أحد عقاقير الم.ا.س.ا ليسهل عليك القيام بالمهمات العلاجية المطلوبة.
ورغم نجاحك في جولة من جولات المكافحة الذاتية للوسواس حيث أفلحت في التجاهل ... إلا أن الوسواس استطاع إيقاعك مرة أخرى في نفس الفخ ..(فخ الشك التحقق القهري) فبعد أن نجحت في تجاهل الوساوس المتعلقة بحدوث أذى شخصي لك...... أوقعك الوسواس من خلال الوساوس المتعلقة بإحداثك أنت للأذى في شخص آخر... وتبدلت القهور الظاهرة المنطوية على تفحص وجهك بيديك أو بالنظر في المرآة إلى قهور استبطانية مستترة في صورة التذكر القهري لما فعلت وما لم تفعل... وقهور تحاشي جعلتك شخصا منطويا يتجنب الاحتكاك بالناس خوفا من ظهور أفكار جديدة.
ما يجب عليك فعله هو أن تكف عن التحاشي وأن تعيش بصورة طبيعية تتعامل مع الناس مع التجاهل التام والمستمر لوساوس الشك في أنك فعلت أي أن تكف أيضًا عن محاولات التذكر خاصة وأنك كلما حاولت التذكر أكثر كلما وجدت الشك أكثر !
إذا استطعت أن تفعل هذا دون الاستعانة بالعقاقير فبها ونعم، وإن لم تستطع فإن الاستعانة بجرعة صغيرة من الم.ا.س.ا ستساعدك على ذلك.
اقرأ على مجانين :
وسواس الشك التحقق القهري : و.ش.ت.ق مقدمة
وسواس قهري العدوان الشك التحقق
وساوس العدوان : ما درجة الخطورة ؟
علاج وسواس الشك التحقق القهري (و.ش.ت.ق) (1-3)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.