كيف أشخص مرضي إذا كنت مريضة نفسية أو عقلية أو لا ؟
مرحبا، عمري 27 سنة، كيف أشخص مرضي إذا كنت مريضة بإحدى الأمراض العقلية أو النفسية؟ كيف بإمكاني معرفة مما أعاني؟
قبل 9 شهور أقدمت على الانتحار بتناولي الدواء والسبب إجبار الأهل على الزواج من شخص لا أريده .... تناولت 36 حبة دواء وأخبرت أهلي بعد قرابة نصف ساعة ونقلوني للمستشفى ..لا أذكر ماذا حدث.
المهم مارست حياتي بعدها بطبيعية لكنني بقيت مصرة على فسخ الخطوبة وأردت العمل ومنعوني أهلي وأردت إكمال دراستي أحب أن آخذ دورات لغات تعلم لغات جديدة وموسيقى وتصوير وبرامج إلا أنني قوبلت بالرفض من أهلي وإلى الآن لا يسمحون لي بالعمل ولا الدراسة.
سبب فسخ الخطوبة أنني لا أريد لشاب أن يتحكم بي! أؤمن بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة ولا يجوز تحكمه بي بمنعي العمل والدراسة كما تفعل عائلتي
لا أؤمن بأفكار المجتمع العربي بتاتا، ما الضير في أن أحصل على مزيد من الشهادات؟ ما الضير من العمل؟ ما الضير بأن أكون حرة نفسي في هذا العمر أكاد أبلغ الثلاثين..
المهم منذ محاولتي للانتحار لم أعد للصلاة ..بت أؤمن أن الله يسمعني ويراني وأن الدعاء ومخاطبة الله تكفي..صليت في رمضان وصمت وقرأت القرآن وبحثت عن الله في القرآن والكتب وبقية الأديان وما زلت أبحث
ما هي مشكلتي؟ لا أدري لا أظن أن لدي مشكلة سواء رغبتي في العلم والتعلم وأن موضوع الانتحار كان ردا قاطعا مني على أهلي حتى لا يجبروني على الزواج بشخص همجي بدائي
أشعر بعدم الأمان أحيانا في تصفحي للإنترنت حين أرى الفتيات يعملن ويحققن ذاتهن ولا أستطيع فعل ذلك لأني لا أملك الحرية
هل أنا مريضة نفسية أو عقلية؟ هذا كل ما بإمكاني وصفه عن نفسي وحالتي .... لا أشعر بالانعزال والوحدة والاكتئاب إنما هو ضغط عائلتي وتقييدها إياي ..سوى ذلك أعتقد بأنني اجتماعية وأحب تحقيق ذاتي والاعتماد على نفسي ....
هل بي من خطب ما ؟ ربما أبكي أحيانا لعدم قدرتي على فعل ما أريد، لأن ليس لدي ما أفعله أنام للظهر وأسهر طوال الليل.... هل من خطب في هذا ؟
أرجو من يقرأ كلامي أن يتمعن فيه ويخبرني، أريد الحياة والمضي قدما لأجل مستقبلي في عاداتنا وأعرافنا خلقت الفتاة للزواج ولم يأتني شخص مناسب متفهم يقبل بعملي ودراستي ..
أرجو الرد
شاكرة لكم حسن استماعكم
12/12/2019
رد المستشار
المرض النفسي هو : عبارة عن اضطراب في الشخصية اضطرابا وظيفيا غير فيزولوجي، ويتمثل في الصراع الداخلي المسبب للقلق والتوتر، والصراع النفسي يعني تضاربا بين رغبتين متضادتين رغبات الإنسان ونزعاته الفطرية ونظرة المجتمع وتقاليده وضمير الإنسان.
ففي حالة المرض النفسي نجد لدى المريض قدرا كبيرا من الاتصال بالواقع، ووعيا بما هو عليه من اضطراب، فهو يسعى بالتالي بحثا وراء علاج لهذه الحالة. أي أن المريض النفسي مستبصر بذاته وبمرضه، وبمعنى آخر هو يدرك أنه مريض بل ويسعى للعلاج..
أما بالنسبة للمرض العقلي أو الذهان، فإن أهم ما يلاحظ على المريض هو انفصاله عن الواقع، تسوده الوهامات Delusions (الأفكار الوهامية) الهلوسة Hallucinations (الهلاوس) و/أو الهذيان Delierium، وطالما أن هناك انفصالا عن الواقع لدى مريض العقل، فلابد أن نتوقع عدم وعيه بموقفه وحالته، وبالتالي عدم سعيه وراء العلاج وعدم رغبته فيه. والوهامات والهلاوس تعنيان أن المريض العقلي يشاهد أو يسمع أو يشم أشياء لا يشاهدها أو يسمعها أو يتذوقها غيره ويصدق ذلك ولا يقتنع بأن ما يسمعه أو يشاهده أو يشمه مجرد تخيلات وأوهام مبعثها ما يعانيه من مرض. أي أن المريض العقلي غير مستبصر بذاته ولا يدرك أنه مريض فعندما تطلب منه مراجعة الطبيب يرفض ذلك وربما يقول لك أنت اذهب أنت المريض.
ليس هناك من خطب..... سوى أنك تحت ضغط أسري منعك من تحقيق طموحاتك في الدراسة والعمل... وضغط شديد حين تم إرغامك بالزواج من شخص ترفضينه جملة وتفصيلا... فما كان منك إلا الإقدام على الانتحار كما ورد في رسالتك.
لك من الطموح حق... ومن حقك أن تحققي طموحك... من خلال العلم والدراسة... وذا حق مشروع لك ولغيرك من بنات جنسك... فليس العمل والدراسة حصرا للرجل... أتفق معك في تحقيق ما تصبو إليه نفسك وتحقيق آمالك... ولا أتفق معك بالسلوك الذي أردت من خلاله رسالتك لأسرتك (قبل 9 شهور أقدمت على الانتحار بتناولي الدواء والسبب إجبار الأهل على الزواج من شخص لا أريده تناولت 36 حبة دواء وأخبرت أهلي بعد قرابة نصف ساعة ونقلوني للمستشفى)..... هل أوصدت جميع الأبواب أمامك لتتخذي قرارا بالانتحار ؟ ماذا لو لم يتم إنقاذك؟.. لا أريد الاسترسال في هذا الأمر..
من حقك أن ترتبطي بالإنسان الذي تهفو نفسك إليه ويساعدك على تحقيق آمالك في مواصلة الدراسة والعمل...
أما نظرتك للقيم والأخلاقيات في مجتمعات الشرق العربي فهذا هو رأيك الشخصي... وإنما هو ردة انفعال منك حول منعك من مواصلة الدراسة والعمل. وسيكون رأيك عكسيا تماما فيما لو كان كانت الأسرة تفهمت أمرك.
آنستى... أنت لا تعانين من مرض نفسي أو عقلي... كاملة الوعي والإدراك ومستبصرة لواقعك... لست بمريضة نفسية أو عقلية...
المهم.. حاولي أن تكسبي أسرتك بالحسنى، وإقناعهم بطريقة أو أخرى بما تصبو إليه نفسك..
ويتبع >>>>>: هل أنا مريضة نفسية أو عقلية ؟ م