البدانة والخجل من التعري
علاج الشذوذ
السلام عليكم، تحية طيبة لكل الأطباء الموقرين على هذا الموقع الرائع، وبعد: أنا محمد عمري ٢١ سنة أعاني من البدانة منذ ولادتي، وأعاني من الشذوذ منذ سن البلوغ لكني لم أقم أي علاقة أو نشاط يتعلق بالشذوذ أبداً. المشكلة أني أعيش في ألمانيا ولا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي لمعالجة الشذوذ، لأن الشذوذ في ألمانيا ليس مرضاً والزواج بشاذ معترف به هنا. لذا قصدت صفحتكم الكريمة بعد تصفحي لها ولإجابات الأطباء الرائعة والقيمة، عسى أن أجد تحليلاً لنفسيتي وللشذوذ الذي اغتصب حياتي.
سأبدأ قصتي من البداية:
أذكر عندما كنت في الخامسة من العمر أني أميل للأنشطة المتعلقة بالإناث، كنت أرتدي الفساتين والأحذية الخاصة بأمي وألعب بألعاب البنات وكانت إهتماماتي أنثوية بحتة. كنت دائماً ما أجلس مع أمي وصديقاتها في الحديقة المجاورة لمنزلنا وأستمتع بالإصغاء للأحاديث والثرثرة، بينما الأولاد في مثل سني يلعبون بالكرة أو بأي شيء ذكوري.
علاقتي مع أبي (إن سُمّيت علاقة) كانت سطحية جداً، كنت أتجنبه دائماً كان عصبيا جداً، كثير الضرب، كثير الانتقاد، لا يسعده شيء ، يفسد أي فرحة يراها على وجوهنا، وعند إنجاز أي عمل ينتقده ويركز على السلبيات فقط وهو بالأصل سلبي لأبعد الحدود. أنا لا أشتمه لكن حقيقةً هذه هي بعض صفاته. لذا تجاهلته منذ صغري.
عند البلوغ بدأت أميل للرجال أو الرجوليين. ولكنني كنت دائماً ما أمنع نفسي من ممارسة الشذوذ رغم أني أعرف بعض الأشخاص الذين يودون ذلك. كنت وحتى الآن أحاول أن أميل للجنس الآخر لكن مهما فكرت وتخيلت، ليس كما التفكير بالجنس المثلي.
كل يوم أمارس العادة السرية عدة مرات وبعد الانتهاء أندم وأتمنى لو أنني طبيعي لأني أكره هذا الشيء لكن لا أستطيع الاستغناء عنه. وعادةً ما أتصفح المواقع الإباحية المثلية (كل يوم تقريباً) .... وبين الفترة والأخرى أمتنع امتناعا تاما عن أي ممارسة شاذة كالعادة السرية والأفلام الاباحية وأطول تجربة استمرت لثلاثة شهور، لكن كل مرة أقابل أحد معارفي بالصدفة (من جيراني)، وأنا متأكد من كونهم شواذ و ينتظرون فقط المبادرة مني حتى نقيم علاقة جنسية. فأذهب بسرعة وأمارس العادة السرية كي لا أغضب الله ولا أقع في أعظم الفواحش.
مؤخراً انتقلت إلى مدينة أخرى حتى أغير من معارفي و أتخلص من المجموعة الشاذة حولي
وعادة ما أغير ترتيب غرفتي لبدأ صفحة جديدة مع الحياة الجنسية الطبيعية لكن الغريزة التي اعتدت عليها تغلبني لأن ليس هناك حل جذري للمشكلة، لقد بحثت كثيراً على النت ولم أجد أية حلول أستطيع أن أطبقها وأتخلص من الشذوذ وأعود طبيعياً على فطرتي التي خلقني الله عليها.
من إحدى الطرق العلاجية التي غالباً ما أجدها على الإنترنت أن أصلح علاقتي بأبي، لكن هذا الحل شبه مستحيل بالنسبة لي، فهو لم يتغير أبداً بل ازدادت معاملته سوءاً ويعيد معاملته مع أخوتي الصغار. لا أستطيع تقبله ولا أجده قدوة بأي شيء. لكن هناك نوعاً ما احترام أفرضه على نفسي تجاهه فأنا لا أعامله إلا بكامل الاحترام وكل طلباته ملباة من قبلي.
أرجوكم ساعدوني للتخلص من مشكلة الشذوذ لأن إحدى أحلامي الزواج وتكوين عائلة متحابة وبيت دافئ بالحلال. وأحاول دائماً تجنب الحرام وكل ما يشذ عن الفطرة والأخلاق.
منكم وإليكم والسلام عليكم
محمد
16/12/2019
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية.
لاحظتُ من استشارات الذين يعانون من المثلية من الرجال وأيضا من قصص المشاهير المثليين مثل elton john و freddie mercury أنّهم يتشاركون كثيرا في العلاقة السيئة مع الأب، رمز الذكورة الأول الذي تُشكل معه العلاقة محددا ومثبّتا للهوية الجنسية عند الذكور (حسب بعض الفرضيات). إصلاح العلاقة مع الأب لا تكون سهلة كما يُقال عنها، لأنهم يفترضون أن الأب مستعد لتغيير سلوكه للأفضل، أو أنّ الإبن هو من عليْه تحمّل كل جهالات الأب وتسلطه ليصلح العلاقة من جهة واحدة، ومعلوم أن هذا يتجاوز الطاقة البشرية، فمهما كانت النية صادقة والعزم قويا سيتلاشى ذلك كله بعد مدة بسيطة من الأذى والعدوانية والتحقير الذي يتعرض له الابن من والده. فالفكرة ليست هي تغيير العلاقة في نظري، لأنّها محكومة بدينامية سيئة وحساسّة منذ الطفولة، بل هو تغيير صورة الأب ورمز الذكورة عندك، والتصالح مع فكرة أن أباك ليس قدوة نعم، لكنّه أيضا لا ينبغي أن يكون القدوة الوحيدة إن انعدمت تاهت بوصلتك. يجب أن تحاول التخلّص من فكرة أنّه المصدر الوحيد للحنان الذكوريّ، وأنّه مع ما هو عليه ولا تحبه فيه، يبقى والدا لك، لأن التصالح مع هذه الحقيقة يحدّ من سيعك الدائم نحو حنان أبويّ يتجلى في خيالاتك المثلية أو البحث عن القبول عند الرجال. فأنت الآن تجاوزت مرحلة الطفولة ولكنك لم تتجاوز جراحها الأولى، تلك الحاجيات الطفولية من تقبل وحب وثقة تأخذهما من والدك، فقد تُنكر أنت الحاجة لتعامل مختلف من أبيك، لكنّك في أعماق نفسك تنتظره أو تحتاجه.
نأتي لنقطة طفولتك التي كنت تقضيه مع البنات والنساء وتجنب التفاعل مع الأطفال الذكور واللعب بألعابهم، لا شك أن تركك على تلك الحال كان خطأ كبيرا، كونك حساسا ولم تتحمل ربما عنف الأطفال من جنسك وسخريتهم عكس أوساط البنات التي تتسم بالهدوء والتقبل للآخر أكثر.
فإن أردت أن تغيّر ميولك أو تقلّل من حدّته على الأقل، يجب أن تغيّر سلوكاتك التي تظن أنها لا تؤثر في ميلك الجنسي، كطبيعة تفاعلك مع المجتمع وأبناء جنسك، نشاطاتك أو انعزالك عن بعض النشاطات التي تكره أن تُقيّم على أساسها. والأكثر من ذلك هو ما تقوم به من مشاهدة يومية ! للإباحيات المثلية والاستمناء عليها، فأنت تُعزز بشكل لا يُصدّق ميولا تريد التخلص منه، أول خطوة ستبدأ بها هو اتباع برنامج للتخلص من الإباحيات، حتى إن أبقيت على العادة السرية، فلا تربطها أبدا أبدا بمشاهدة المشاهد المثلية، فما تقوم به هو نفسه ما يقوم به الغيريون لما يختارون فئة معينة من النساء ويمارسون عليها خيالاتهم ويفرغون شهواتهم وهم يشاهدونها، حتى يخلقون علاقة ارتباط شرطيّ بين كل عناصر الاشتهاء (النظر، التهييج الجنسي، وتفريغ الشهوة) وبعد مدة قد تطول وتقصر وحسب استعدادات كل شخص، تصبح الأنثى التي تثيره هي التي من تلك الفئة فقط.
إن كنت لا تمارس الرياضة، فافعل ذلك لتصنع الذكورة التي تبحث عنها في الرجال الآخرين، لتشعر بالثقة والتقدير، والإعجاب بنفسك، كنوع من التعويض ربما تشعر أكثر بالقبول ونظرات الإعجاب من البنات مما قد يحسّن نظرتك لنفسك ونظرتك لهن أيضا.
نلخّص الخطوات في التالي:
- ابتعد عن الإباحيات المثلية، بالتدريج واتباع برنامج علاج من الإدمان (لأنك مدمن!) وإن كنت لا بد مشاهدا فاقتصر على المشاهد غير المثلية. ولا تحاول الانقطاع عن العادة السرية والمشاهد الإباحية لأنك تعود لها كل مرة جائعا عطشا، ولو غيرت نظام غرفتك ما ذلك إلا رد فعل عن المشاهد المرتبطة بسلوك معين، ولا يعني تغيير الخلفية تغيير السيناريو الذي يتجدد !
- حاول تغيير صورة الأب عندك، وأنه ليس بتلك المثالية، وليس مصدر الحنان والحكمة والتقبل في العالم، وليس بالضرورة أن تحسن تعاملك معه، وإن استطعت أن تسامحه وتعذره في بعض ما يفعل سيكون أفضل وإن كان ثقيلا على النفس.
- حاول تغيير نشاطاتك ولا تُبرمجها حسب مخاوفك أو تجنبك للنشاطات الرجولية، وعش القلق والخوف والضيق في بعض النشاطات حتى تتعلم التغيير وتتحرر من دائرة مغلقة.
- حسن صورتك عن نفسك واستعد ثقتك وتقديرك بذاتك، فأنت في الغالب ستكون من النوع الذي لا يُحسن التصرف مع النساء ولا يفهمهنّ وبالتالي فأنت لا تتصور التلذذ بالنساء حتى، فضلا عن خلل الميول هذا.
- حاول بناء نفسك وتكوينها وتجهيز نفسك لتكون زوجا قادرا قبل أن تُقدم على أيّ خطوة، وأي تأخير سيزيد من معاناتك، لأن خطوة الزواج بامرأة تتفاهم معها وتحترمك وتحبّك قد يكون لها مفعول قويّ في تكسير فخ المثلية الذي يخضع لعوامل متداخلة ويكون أحيانا كثيرا بسبب تأخر النضج وبناء صورة محترمة ومحبوبة للذات، وخروج متأخر من طور الطفولة.
وأتمنى لك كل التوفيق والسداد واستغل وضعك وبلدك لإخراج أفضل ما عندك، ولا تتوانى في زيارة مختص نفسي في قضية الإدمان أو اي مشكل مرتبط بنفسيتك دون أن تفصح عن مشكلة ميولك.
واقرأ أيضًا:
نهاية المطاف مع الميول المثلية
بؤس الفهم الشائع للرجولة ! عود على بدء !