الفراشة حصرياً... ومساحة اللاقرار م13
لماذا أنا هنا
بعد استشاراتي الأخيرة عشتُ مرحلة قصيرة من "التعايش" مع كل هذه الصراعات.... أتوقف عن الكتابة في تردد لا أدري هل ما سأكتبهُ سيكون إعادة.
ملخص المشكلة الظاهرة وربما يكون لها باطن لا أستطيع رؤيته هي أنني أكره الواقع وأعيش في أحلام اليقظة أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب والقلق.
تحدثت عن علاقتي بأمي في استشاراتي السابقة وما أشعره من لوم وغضب تجاهها وقد انخفضت حدة هذه المشاعر، لكنني لم أتحدث عن أبي والذي اكتشفت مؤخرا أنني أحمل مشاعر الغضب تجاهه بشكل أكثر من أمي وقد كنتُ أحسبُ العكس... حديثي عنه لن يكون محور الاستشارة لكنني أريد من خلاله توصيل أفكاري وأعانني الله على ذلك.
أبي أعطاني كل شيء ولكنه لم يعطني أهم شيئين "القوة والثقة" أبي إنسان قلق وحساس يخاف على مشاعر الآخرين كثيرا يفكر في أبسط المواقف والأحداث يعتذر على أشياء تافهة يريد الطمأنة ممن حولهُ باستمرار يعيد السؤال أكثر من مرة أحيانا للتأكد يطلب الاهتمام باستمرار حتى أصبحت أنفر منه فهو وإن لم يطلبه بشكل مباشر لسان حاله يقول أنا متعب اهتموا بي أنا مرهق.
طبعا ازدادت هذه الطباع حينما كبر، أشعر بالذنب لمشاعري تجاهه لا أستطيع عدم الشعور بالغضب وبالذنب في نفس الوقت، هو موجود بحنانه وبعطفه لكن هذا لا يكفي.
أشعر بالغضب تجاه أمي وأبي لماذا أتوا بي إلى هذا العالم أهي غريزة أمومة وأبوة فقط!
ترعبني فكرة أن أنجب طفلا يحمل عاهاتي النفسية!!
كما تعلم دكتور وائل أنني مررت ولا زلت بـ "كوكتيل وساوس" في جميع التفاصيل والأحداث لكن أكثر وسواس كان يرعبني هو وسواس أن أؤذي نفسي أو الآخرين فرؤية سكين أو حجر أو آلة حادة شيء مرعب بالنسبة إلي..... كان هذا النوع من الوسواس موجود في نهاية فترة المراهقة وانقطع لفترة ليست بقصيرة وعاد الآن إنه الجحيم!
"شلل" وربما هذا خلاصة حديثي لا أستطيع يا دكتور رغم الجهد الكبير بأن أحظى بالتحسن ولو بنسبة بسيطة بل على العكس فعاد الشعور الدائم بالتعب والإرهاق من دون سبب طبي برغم أنني لم أستسلم فأمارس الرياضة والهواية ناهيك عن مشكلة الجز على الأسنان أثناء النوم والتي أصحبت مشكلة مزعجة جدا وما ينتج عنها من صداع وآلام الفك وحساسية الأسنان وأعلمُ أنه سببها القلق الذي أعيشه.
نصحتني بمعاودة الإيفكسور بجرعة 150 ملجم في الاستشارة السابقة لكنني لم أجرؤ على تناوله بسبب الخوف من خيبة ثالثة بعد تجربتين مع الإيفكسور سابقا والزيروكسات، فلا طاقة لي على الإحباط.
لم أتلقى مزيدا من الجلسات مع المعالجة النفسية فكما أخبرتك أنها خرجت في إجازة طويلة ولم تعد.
كنت على وشك مباشرة العلاج مع طبيبة نفسية لكنني حين رأيت كمية من الكآبة واضحة في تقاسيم وجهها وطريقة كلامها تراجعت.
لا أدري يا دكتور لمن أتجه للأدوية أم للجلسات أم أن الحل بأن أقتنع بأن هذه التركيبة لن تتغير..... أنا فعلا أشعر بالشلل والعجز.
هذه الليلة الثانية التي أكتبُ فيها وأنا أوشك على النوم على شاشة الحاسب لماذا ليس لديكم خاصية استرجاع النص فما كتبته البارحة لم يصل فلم تظهر الصفحة التي بعد أن أرسل استشارتي وإن لم تخني ذاكرتي تلك الصفحة تقول شكراً تكاسلت أن أكتب في الوورد، ربما أعود وأكتب مرة أخرى قبل أن يتم الرد فلا زلت أشعر أن هناك شيئا ناقصا ولا أعلم بمدى صحة هذا الشعور
فليرحم الرب المجانين جميعا
وسلامٌ ورحمةٌ من الله عليكم.
17/12/2019
رد المستشار
وعليك السلام ورحمة الله الابنة الفاضلة "هاوية" أهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك مع استشارات مجانين.
ما أنت بحاجة إليه هو الع.س.م (العلاج السلوكي المعرفي) ولا غنى في حالتك عنه غالبا مع العلاج العقاري،.... لا أحد يستطيع الحكم بوجود الاكتئاب فقط من خلال تقاسيم الوجه، ثم حتى لو أن الطبيبة النفسانية كانت مكتئبة فليس معنى هذا أنها لن تستطيع مساعدتك.... أرجو ألا تستمري هكذا متسرعة في انطباعاتك وفي قراراتك....
كذلك عليك أن تدركي أن دور الطبيبة النفسانية غالبا سيقتصر على الجانب العضوي للحالة أي اختيار العقاقير.... بينما الجهد الأكبر والعمل الجوهري سيكون عليك أنت وعلى الم.س.م (المعالج السلوكي المعرفي) الملم بعلاج الوسواس القهري.... وليس أي معالج نفساني يا ابنتي.
وأهلاً وسهلاً بك دائماً يا "هاوية" على موقعنا مجانين فتابعينا بالتطورات.