السلام عليكم
أنا عندي مشكلة رهيبة تكاد تكون هتوقف حياتي، نا ولدت طفلي الأول يوم 27/08/2019 وكنت منتظراه بفارغ الصبر حيث أنني عيش في بلد أوروبي ومللت الوحدة والفراغ على أمل ن يأتي ابني فيملأ حياتي
علما بأن ولادتي كانت ولادة طبيعية متعثرة جدا وتألمت جدا ألما لم أتحمله حتى اعتقدت أني سأموت، .... ظللت في المستشفى 4 أيام لسوء حالتي لأن مضاعفات حصلت بالجرح واستمرت بعد خروجي من المستشفى.
ذهبت للمستشفى وعند مرور أم أمامي بطفلها موضوعا على السرير تهيأ لي من بعيد أنه ابني وعندما اقترب لم أجده ابني لأن ابني كان وقتها واحشني جدا وكنت خائفة أعمل عملية وأتركه وحده وكنت أبكي وقتها وتكرته مع أمي بالبيت وكنت حزينة وأقول لنفسي من سيرضع ابني ؟؟
منذ أن رأيت ذلك الطفل نشأت بذهني فكرة أن المواليد شبه بعض وقد يكون أحدهم بدل ابني وجاب لي واحد غيره! وأنا لن ألاحظ الفرق! لأن المواليد شبه بعض ! علما بأنه لم يغادرني بعد الولادة ولا نام خارج غرفتي في المستشفى... كانوا فقط يأتون لأخذه لغرفة أخرى يوميا لمدة 20 دقيقة على الأكثر، لتنظيفه ووزنه والكشف عليه، ومنذ ذلك الوقت وأنا أبحث ويكاد مخي أن يتوقف من كثرة التفكير.
نفسي أفرح بابني مثل أي أم !!! لدرجة أنه أيضا شكله تغير وأصبح يشبهني جدا جدا ولكن جاءتني فكرة وسواسية تشكك في نسب أحد المعارف لأبيه مع أنه يشبهه جدا بسبب أن أم ذلك الولد كانت محل شك.
علما بأني عملت فحص دي إن إيه وتأكدت لكن جاءتني فكرة أن النسبة 99,99% ليه ميكونش فيه احتمال 0,01% أن حد ثاني يحمل نفس الدي إن إيه ؟؟؟
لي 4 شهور لا أستطيع النوم ولا عارفة أحب ابني كما كنت أحلم، وأخاف من تعاطي الأدوية خوفا على ابني لأنه يرضع طبيعي فأنا أخاف عليه من أقل شيء وأفزع لأقل سبب وأعيش في قلق رهيب فما الحل؟؟
أرجو مساعدتي
ولكم جزيل الشكر
17/12/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Iman Abdallah" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما تعانين منه هو –غالبا- اضطراب وسواس قهري محتواه الشك في بنوة طفلك وهو محتوى متواتر الظهور في مريضات الوسواس القهري....
وتظهر إفادتك آفة معرفية هامة من آفات مرضى الوسواس القهري (واضطرابات القلق عموما) وهي لا تحمل الشك أو ل.ت.ش، وتعني عدم القدرة على تحمُّل الــ"لا تأكد" أو الشكِّ Intolerance of Uncertainty أو الحاجة للتأكُّد 100% Need For Certainty. يمكننا تعريفها بأنها: "عدم القدرة على تقبُّل احتمال أنَّ حادثا السلبيا ما حدث أو قد يحدث في المستقبل؛ مهما كان ذلك الاحتمال ضعيفًا من الناحية الواقعية"، ويعرِّفها بعضهم بأنها: "الميل المفرط من جانب الشخص لتوقُّع حدوث حدث سيئ أو خطأ ما غير مقبول، دون اعتبار للاحتمالية الواقعية لحدوث ذلك الحدث، ودون قدرة على الاطمئنان بالرغم من اتخاذ كلِّ الاحتياطات المعقولة لمنع الخطأ أو الحدث السلبي".... وهكذا أنت 99.9 % لا تكفي لطمأنتك.... الأوقع أن تتعلمي تقبل الحياة مع الشك.... لأن الشك دائما موجود في حياة الناس وهناك برامج علاجية لمثل هذه الآفة المعرفية.
لا يوجد في إفادتك ما يفيد بوجود تاريخ مرضي لاضطراب نفسي سابق لديك من عدمه، فربما لديك تاريخ لاكتئاب أو غيره.... لكن النقطة الإيجابية هي أنك لم تكملي شهورا ستة بعد الوضع وعندنا فترة ستة أشهر بعد الولادة من الشائع فيها حدوث اضطرابات نفسية في الأم وأشهرها هو الاكتئاب ويرجع ذلك إلى حدوث تغيرات حادة في مستويات الهرمونات الأنثوية.... ويعني ذلك مآلا طيبا إن شاء الله للحالة.
ما يجب عليك الآن هو سرعة اللجوء لطبيب نفساني لتحديد العقاقير اللازمة لعلاجك وترتيب جلسات العلاج السلوكي المعرفي.... وبالطبع خوفك من العقاقير مبرر لكن هناك أساليب للتعامل مع ذلك بحيث لا يكون أي خطر على الطفل الرضيع فلا تقلقي كثيرا.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.