متاهة الأفكار الغير منطقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أتمنى أن تكونوا في أحسن الأحوال، وأود أن أشكركم على ما تقدمونه لنا من مساعدة.
أنا أعاني من مشاكل وعقد نفسية، لا أعلم ما هي وما سببها؟ سأشرح لكم ما أعاني منه، في البداية كنت أعاني من أمور بسيطة كالخوف من قطع الطريق خوفا من أن أصاب بحادث، وكنت أخاف من إشعال النار للاستحمام أو لطبخ الأكل خوفا من أن أحترق، كانت مخاوفي فوق اللازم، لكني تغلبت عليها.
والآن أصبحت أعاني من مشكلة دمرتني، ففي أحد الأيام كنت واقفا في المنزل، وفجأة جاءتني أفكار ليست من إرادتي، هذه الأفكار كانت تأمرني بإيذاء الآخرين، لكني لم أستمع لها، وتعوذت بالله من الشيطان وقاومتها.
المشكلة بدأت في اليوم الثاني، حيث بدأت أشك أنني قمت بتطبيق تلك الأفكار، وقمت بإيذاء الآخرين، رغم أنني متأكد أنني لم أقم بذلك، لدرجة أنني أعيد الموقف في بالي محاولا قطع الشك باليقين بلا فائدة، فالشك يستمر في مطاردتي.
فأصبحت خائفا أن يعذبني الله على هذا، وأصبحت كلما استيقظت من النوم أحس بالحزن والاكتئاب، فأصبحت أرى أن الحل الوحيد هو تجاهل الأمر، لكني كلما تجاهلته بدأت أحس بالخوف، وأقول لماذا لم أتجاهله قبل أن يصل بي إلى هذا الحد!
ما هذا الذي يحدث لي ؟ وما سببه ؟ وكيف أثبت لنفسي أنني لم أقم بذلك ؟
أرجو المساعدة.
22/12/2019
رد المستشار
الابن الفاضل "Moussa" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
هذا الذي يحدث لك هو من أعراض اضطراب الوسواس القهري، ويمكنك أن تقرأ عنه كثيرا على هذا الموقع سواء في حقل الاستشارات أو ملف طيف الوسواس القهري.
ونوع الوسواس الذي تعاني منه حاليا اسمه وسواس الشك التحقق القهري و.ش.ت.ق وتتكون الحلقة المرضية فيه من فكرة منافية للواقع تقتحم الوعي ومحتواها (في حالتك) العدوان أو إلحاق الأذي بآخر أو آخرين وتسبب هذه الفكرة لك خوفا وضيقا كبيرين وتدفعك إلى محاولة نفيها أو إثبات خطئها أو أنها لم أو لن تحدث و/أو تدفعلك إلى تحاشي كل ما من شأنه أن تتحقق الفكرة.... فتقع في محاولات لا منتهية لإثبات عدم وقوع الضرر أو التقليل من احتمال ذلك.... ولكن الفكرة تتكرر وتستعر ولا تنتهي معاناتك.
وأما سبب أو أسباب اضطراب الوسواس القهري فمثلها مثل كل الاضطرابات النفسية غير معروفة بشكل مؤكد أو قاطع كما ناقشنا باستفاضة في 4 مقالات عن أسباب الوسواس القهري (1-4).... لكن رغم ذلك فإن علاج هذا الاضطراب بنجاح أصبح الآن سهلا بغض النظر عن الأسباب.
والطريقة المثلى للعلاج هي الع.س.م (العلاج السلوكي المعرفي) والذي قد يكون بمفرده أو مدعما بعقاقير الم.ا.س.ا ضمن برنامج علاج تكاملي.
النقطة المهمة هنا هي أن تدرك جيدا أنك لست بحاجة لإثبات أن ذلك لم يحدث أو لن يحدث ببساطة لأنك تعرف أنه لم ولن يحدث ... والفكرة ليست إلا إحدى أعراض مرض الوسواس القهري... والتعامل الصحيح معها يكون بأن تتفهها وتتجاهلها... دون أن تنزلق في فخ التحقق الاستبطاني (بأن تبحث داخل نفسك لتؤكد أنك لم أو لن أو لا يمكن أن تفعل) أو التحقق الظاهر (كأن تفحص أو تسـأل من توهمك الفكرة بأنك آذيته....إلخ)... فقط أهمل الفكرة ولا تتحاشى أيا من مثيراتها وسيشرح لك معالجك أكثر.
واقرأ أيضًا:
وسواس قهري العدوان الشك التحقق
دفعات عدوانية : وسواس تفاعلي
وساوس عدوانية : حالة وسواس قهري عادية
وساوس العدوان : ما درجة الخطورة ؟
وسواس قهري العدوان هل أبدأ العلاج الآن ؟
تمنياتي لك بسرعة التعافي وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.