الخائف أن يكون شاذا من وسواس لوسواس
تطورات وسواس الشذوذ الجنسي hocd حالة حادة هل انتهى الأمر !
بسم الله الرحمان الرحيم !، أنا شاب في الـ 20 من عمري، حتى الـ18 من عمري لم أكن أعرف حتى معنى كلمة "شاذ" وكنت مدمنا شديدا للعادة السرية، لقد كنت إنسانا طموحا ومتعلما تحصلت على شهادة الليسانس كمهندس ميكانيكي في الـ19 من عمري إنسان ملم بالمعلوماتية ومعظم عمله يعتمد على الإنترنت، إنسان اجتماعي ورياضي.
بدأت قصتي في اليوم الذي قرأت فيه منشورا على الفيسبوك لشاذ يحكي عن معاناته مع الشذوذ وكتمانه لمعاناته في قلبه وتمنيه الموت بسب المعاناة المنشور أثر علي في تلك اللحظة ثم نسيته تماما ولم يحدث أي تغيرات في حياتي بعدها حتى العام الثاني لي في الجامعة بعد صيف رياضي بامتياز وفقداني لوزن كبير كانت حياتي أقل ما يقال عنها ممتازة إلى أن بدأ عامي الدراسي وتوقفت عن الرياضة وأصبحت قليل الحركة ما أدى إلى زيادة وزني مجددا وهذا امر عادي يحدث معي طيلة حياتي لكن هاته المرة صادفت شواذا في إقامتنا الجامعية ذوي مظهر مخنث وهو ما ذكرني بالمنشور الذي كان كاللعنة على حياتي فانطلقت أول شرارة لطيف وسواس الشذوذ الجنسي فكرة ماذا لو كنت في في حالة ذاك الشاذ !
بالتأكيد قابلت تلك الفكرة باستهزاء كبير كيف لشخص مثلي أن يكون شاذا؟؟ هذا من سابع المستحيلات فتسائلت في ذهني عن سبب شذوذ هؤلاء الفتية فقلت إنهم مخنثون وهي جينات وراثية ثم تأتي الفكرة في رأسي ماذا لو كانت مكتسبة؟؟ أي أنهم لم يكونوا شواذا من قبل ثم فكرة تخيل لو أصبحت مثلهم ومن هناك بدأت الأفكار الشاذة تعصف بمخيلتي, فكنت أحارب كل فكرة صغيرة في رأسي بفكرة مضادة وأحاول إثبات عكسها فحدثت تناقضات كبيرة في رأسي ما أدى إلى ضعفي في التركيز وانهيار مردودي الدراسي ودخلت في حالة هستيرية وصلت بي إلى البكاء بحرقة شديدة في إحدى الليالي المظلمة من حياتي خوفا من تحول حياتي إلى حياة ذلك الشخص الشاذ في منشور الفيسبوك بسبب الأفكار الشاذة في رأسي بعد تلك الليلة قررت أن أعرف ما يحدث في رأسي وكنت خائفا من أن أجد منشورات كالمنشور الأول ليؤزم حالي أكثر لكني بحثت هاته المرة فعرفت أنها وسواس قهري فبدأت بتجاهل كل هاته الأفكار ولا أحاربها فتحسن حالي وخرجت من تلك الحالة الهستيرية شيئا فشيئا فكانت الأفكار تأتي لفترات وأنسى الموضوع نهائيا لفترات ودام الأمر لمدة عام إلى أن جائت الفكرة التي دمرتني كليا وهي أن جسمي يتحول إلى جسم شاذ خصوصا مع زيادتي في الوزن بدأت أتخيل أن منطقة الفخذين تتراكم بها الدهون وتتضخم ليصبح شكلي كشاذ بعد قرائتي لمقال على أن الأمر تتحكم فيه هرمونات وأنه هناك إمكانية لزيادة هرمونات الأنوثة في الرجل ليصبح شكله أنثوي وأن هاته الأفكار التي أتجاهلها في رأسي تحفز على إفراز الهرمونات وهو ما سيحول جسدي الذي كان رياضيا إلى جسد أنثوي.
هاته المرة لم أستطع لا تجاهل الفكرة ولا محاربتها فبدأ يخال لي أن منطقة الأرداف والفخدين تتضخم وتتراكم بها الدهون وأن الفكرة صحيحة فالفعل، بقي وزني في تزايد وأصبحت ألاحظ تراكم الدهون في منطقة الفخذين وهو ما يزيدني رعبا هاته الفكرة أضعفتني وأصبحت كثير التفكير حتى أصبح تركيزي داخليا أحس أن جزءً من رأسي يركز على منطقة الدبر وأتحقق هل بالفعل أصبحت أنجذب للجنس الآخر وصرت أحيانا أتحسس قشعريرة في الدبر عندما تشتد الوساوس خصوصا قبل النوم ما حرمني من النوم في كثير من الإيام
بطبيعة الحال تدهورت حالتي الاجتماعية وأنا لا أملك الكثير من الأصدقاء في الأصل وأصدقائي يسببون لي مشاكل أكثر من ما ينفعونني ولدي خلافات كبيرة معهم فقطعت علاقاتي مع كل الأصدقاء تقريبا وصرت وحيدا أقضي ساعات كبيرة جدا في منزلي مع الحاسوب لأنه يمثل عملي ودراستي
يمكنني القول أن كل ما حدث إلى هنا لم يصب ثقتي بنفسي ولو بشيء صغير في أنني سأتغلب على الموقف كانت لي ثقة عمياء أني سأغدو أفضل بحول الله، فبدأت الرياضة من جديد لكي أحرق كل الدهون وبدأت برنامجا غذائيا جديدا لكي أغير من شكل جسدي إلى الأفضل، أعلنت الحرب على العادة السرية وبدأت في تحقيق أرقام جيدة.
أصبحت أجيد التعامل مع الوساوس بعد قراءة عدة مقالات سواءا على موقعكم أو الأجنبية منها، وبدأت بيزنس على الإنترنت وبدأت أحقق استقلاليتي المالية، وكان كل شيء يسير كما هو مخطط له في الاتجاه الصحيح أحسست أني أتقدم بشكل رهيب وأني أتطور إلى الشخص الذي لطالما أردت أن أكونه
إلى أن وصل الـ 30 من أكتوبر 2019 بالتحديد... حيث كنت مع أخي الذي دائما ما يحاول الضغط علي للخروج وعدم البقاء وحيدا في المنزل كنا في سيارته فإذا بنا نصادف جارا لنا يخلع في ملابسه في الطريق العام اندهشت مما أراه حتى أخبرني أخي أن هذا الجار قد أصبح مجنونا وقص علي أنه رمى نفسه من قبل في طريق السيارات وأنه قد ذهب لأحد بيوت الجيران ليخبرهم عن وجود جن وأنه أصبح مجنونا لبقائه وحيدا كثيرا.
كان الخبر كالصاعقة علي خصوصا أن هذا الجار هو طالب جامعي مثلي والأهم من ذلك أن هذا الجار معروف عنه أنه مخنث ويمكنك معرفة ذلك من صوته فقط، كان الأمر وكأني أرى مستقبلي أمامي ببساطة فأنا وحيد أيضا وطالب جامعي مثله والمشكل الأكبر هو معاناتي من وسواس الشذوذ الجنسي أي أني أرى نفسي مخنثا مثله فضرب في رأسي وسواس جديد وتعرض رأسي في تلك الثلاثة أيام إلى ضغط شديد خصوصا بعد أن التقيت به في اليوم الموالي وتأكدت أنه مجنون كليا وكيف كان كل الحي والناس يستهزؤن به يضحكون عليه صغيرا كان أو كبيرا على تصرفاته المجنونة والأكثر من هذا أني تصادفت به في طريقي إلى صلاة الجمعة وتحدث معي بكلام كان غريبا وحكى لي صديق لي بعض القصص عنه وعن تصرفاته المجنونة كل هاته المواقف ضربت في رأسي وسواسا أشد أو ربما هي فوبيا وهي الخوف من نفس مصير الجار وهو الجنون تعرضت لضغط كبير في رأسي وألم كبير لم أحس به من قبل خصوصا في المنطقة الخلفية من الرأس.
فقدت تركيزي نهائيا صرت شبه غائب عن الوعي ودخلت في حالة اكتئاب لم أشاهد مثيلا لها في حياتي، أخذت مسكنات للرأس لكن الحالة تفاقمت، أصبت برعشة في اليدين والقدمين وأصبحت أحس بضعف بدني شديد مع الرغبة بالنوم طول النهار بسبب آلام الرأس، أصبحت أحس نفسي أني سأفقد عقلي في أي لحظة لم يكن لي خيار آخر غير النوم فكانت أظلم ليلة في حياتي ذكرتني بليلة إصابتي بوسواس الشذوذ الجنسي لكن هاته الليلة كانت أصعب بكثير، أحسست أنه كلما أغمضت عيني للنوم بدوخة وبأني سأفقد عقلي وبفشل شديد للغاية لدرجة أني كنت أحس بآلالم إذا وضعت قدما على أخرى
مرت تلك الليلة كالجحيم ثقتي بنفسي دمرت كليا لم أعد أعرف هل أنا على صواب أو على خطأ في أي شيء أفعله لم أعد أثق في صحة عقلي إطلاقا وقررت في اليوم الموالي أن أخبر أخي أن ينقلني إلى طبيب نفسي أو عصبي لأني أحسست دماغي قد أصيب بشلل أو شيءٍ ما، لم أستطع إخباره بمسألة وسواس الشذوذ الجنسي بل أخبرته أنها ضغوطات كبيرة على رأسي، أخي صدم مما كنت أقوله وأخبرني أنه لا خطب بي هي مجرد ضغوطات وستزول وأنه تعرض لضغوط أكبر واعتذر بشان ضغطه علي للخروج من المنزل.
كلامه كان محفزا لي لكن الألم في الرأس لم يزل تحسنت في الأيام الموالية عند ذهابي إلى الجامعة والبقاء مع الأصدقاء لكن سرعان ما يعود الألم أكثر أحسست أني فقدت جزءا من قدراتي العقلية ولم أعد أستطيع التركيز في الواقع إطلاقا وتصيبني نوبات اكتئاب من وقت إلى آخر، والحين أصبحت أخاف من رؤية أي مجنون تبقى صور ذاك الجار في ذهني كوسواس قهري يخبرني أني سأكون مثله في أي شيء أقوم به فقدت الرغبة في كل الشيء حتى الأكل والشرب أفكار سلبية شديدة جدا إلى أن وصلت إلى وساوس انتحارية مرعبة كنت أتخيل أن أرمي نفسي عندما أصعد إلى سطح المنزل أو أن أرمي نفسي في طريق السيارات كما فعل ذاك الجار وأتذكر قصص انتحار مخيفة ويصيبني الرعب من كل قصة انتحار كالمهندس المصري المنتحر مؤخرا وأخاف أن يكون لي نفس مصيره لكنها تبقى وساوس في الرأس مثلها مثل وساوس الشذوذ أصبحت أرى نفسي عرضة لأي مرض عقلي أو نفسي فبدأت أمرض بوسواس النظافة مثلا أصبت برهاب اجتماعي وصرت أتخيل مواقف لي مع الأصدقاء أو مع عامة الناس وأنا مجنون.
والمشكل الأكبر هو الألم في الرأس الذي أرهقني بالفعل فقد أضعف تركيزي بالكامل وأصبحت أحس بالدوخة حين أسبح في التفكير في مستقبلي الذي لم أعد أرى أي نور فيه بعد الآن، وتحسن حالي بعض الشيء في الأيام الموالية لكن ما زالت حالة الاكتئاب تفتك بي، لم أعد أستمتع بأي شيء أصبحت شبه موقن أني سأصبح شاذا فقد زاد تركيزي الداخلي على الدبر بشدة وأصبحت أحس بالقشعريرة بشكل أكبر ما تسبب إحساس بالضعف وتسارع في ضربات القلب كأني أصبحت ذاك الشاذ الذي رأيته أو صاحب المنشور على فيسبوك.
أحس أني كالآلة أعيش بدون هدف أو عنوان لا أستطيع أن أثق في أي شخص كيف هذا وأنا لا أثق في عقلي أصلا ؟ هل انتهى الأمر هل بالفعل أصبحت شاذا ؟ لقد بدأت بالفعل في البحث عن علاج للشذوذ أصبحت أرى أن شكل جسدي أصبح كشكل شاذ بالفعل!!
ماذا عن الألم في الرأس هل من تفسير له هل يمكن أن يزول يوما ما مع أنه قد خف في هاته الأيام الأخيرة لكنه يعود معظم الأوقات وأحس أنه سينفجر، هل يمكن تحويل نقطة تركيزي إلى طبيعتها الخارجية بدل الداخلية مجددا ؟
بالتأكيد ستخبرني بالذهاب إلى طبيب نفسي مباشرة المشكلة أني لا يمكنني تغطية مصاريفه ما يحتم علي إخبار أحد أفراد عائلتي بوساوس الشذوذ الجنسي وهو الشيء الذي لا أستطيع تخيله
بالإضافة إلى عدم ثقتي في الطبيب النفسي والعصبي كأن يعطيني دواء خاطئ أو إدماني يقضي على حياتي نهائيا ولا أظن أن هناك طبيبا نفسيا قد يساعدني في مسألة الشذوذ الجنسي هنا في منطقتي
من النقاط المهمة للغاية مناقشتي لبعض اللادينيين من قبل وحاولوا أن يثبتوا لي عدم وجود الله وإنسانية القرآن وقد نجحوا في جعلي أشكك في القرآن وأصبحت لدي شكوك تجاهه ناهيك عن الأحاديث فدائما ما أحارب هاته الأفكار وأحاول عدم التفكير فيها لكنهم نجحوا في جعل إيماني ضعيفا جدا وأحيانا أفكر أن الله يعاقبني على هذا وهذا يشكل وساوس أخرى داخل رأسي
30/12/2019
رد المستشار
صديقي
من حقك التفكير في أي شييء وبأي شكل تريده ... يجب أن تفهم أن الأفكار أفكارك والدماغ دماغك ولكن ليس كل ما نفكر فيه يكون محتما أن يتحقق... تركيزك على أي فكرة يجعلك تحس بأنها حقيقية مع أنها ليست كذلك... فكر في جارك الذي يصفه الجميع بالجنون مثلا: أليس هو مقتنعا بما يقوله من كلام غريب؟ بالطبع هو كذلك.
المخ البشري يصنع حوالي ستين ألف فكرة في اليوم الواحد في المتوسط... أغلب هذه الأفكار تكون عابرة، أو مجنونة، أو تافهة.. القليل منها له وزن حقيقي والنادر منها أفكار عبقرية... الأمر دائما يعود إلى ما يركز عليه المرء ويستمر في التفكير فيه...مسألة أننا لا نتحكم ولو قليلا في أفكارنا أو اتجاهاتها هي كذبة يتناقلها الناس من مكان إلى آخر ومن جيل إلى آخر... الوسواس يتسم بالفكرة الثابتة أو المتكررة... هذا لا يعني أنك لست قادرا على توجيه الفكرة... مثلا، بما أننا جميعا نعيش في عالم النسبية ونعرف الأشياء بضدها (ليل، نهار... ساخن، بارد... صحيح، مريض... شاذ، طبيعي... إلخ)، فوجود فكرة ما، أيضا يحتم وجود عكسها..المهم هو ما الذي سوف نوليه اهتمامنا وتركيزنا؟؟
عندما تفكر في فكرة من تلك التي تعذبك، فهناك أيضا عكسها في نفس اللحظة... مثلا:
أنا سمين... ومن الممكن أن أحسن من حالة جسدي عن طريق الرياضة والأكل الصحي... ما هو البرنامج الذي أريده حتى أصل للحالة التي أريدها؟
أنا فاشل... ومن الممكن أن أحقق النجاح في أي شيء إذا ما وضعت فيه تركيزي ورغبتي في النجاح وقمت بالخطوات اللازمة... ما هي تلك الخطوات؟
قد أكون شاذا... ما هو حال الرجل الطبيعي؟ وإن لم أكن طبيعيا، فما الذي على أن أفعله لكي تكون تصرفاتي وأفكاري كالرجل الطبيعي؟
أنصحك بمراجعة معالج نفساني وليس هناك ضرورة أن تقول أي شيء لأهلك سوى أنك تعاني من ضغوط نفسية وتوتر وقلق... من الممكن أن تعمل مع المعالج على كيفية التحكم في اتجاه التفكير والتدريب على ذلك بدون ذكر وساوس الشذوذ.
ابدأ أيضا في التعرف على عدة نساء جدد والعمل على تكوين صداقات معهن... تركيزك يجب أن يكون على فهم المرأة وليس على علاقة حب في المقام الأول... ما هي مواصفات المرأة التي تريدها كشريكة لحياتك في المستقبل؟ ما هي هواياتها واهتماماتها ومستوى تعليمها ومبادئها وأفكارها؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
استشارات الخائف أن يكون شاذا